​كيف تؤثر أدوية علاج اكتئاب ما بعد الولادة على الأطفال؟

ما بين 10 و15 % من النساء يعانين اكتئاب ما بعد الولادة في السنة الأولى بعد ولادة أطفالهن (رويترز)
ما بين 10 و15 % من النساء يعانين اكتئاب ما بعد الولادة في السنة الأولى بعد ولادة أطفالهن (رويترز)
TT

​كيف تؤثر أدوية علاج اكتئاب ما بعد الولادة على الأطفال؟

ما بين 10 و15 % من النساء يعانين اكتئاب ما بعد الولادة في السنة الأولى بعد ولادة أطفالهن (رويترز)
ما بين 10 و15 % من النساء يعانين اكتئاب ما بعد الولادة في السنة الأولى بعد ولادة أطفالهن (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن هناك أدوية علاج اكتئاب ما بعد الولادة تفيد الأمهات والأطفال على حد سواء.

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قال الخبراء إن ما بين 10 و15 في المائة من النساء يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة في السنة الأولى بعد ولادة أطفالهن، ولكن يتم وصف مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي، وهو نوع من الأدوية المضادة للاكتئاب وأكثرها استعمالاً في هذا المجال، لـ3 في المائة منهن فقط.

وقال باحثون من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في «كينغز كوليدج لندن»، وباحثون من جامعة «أوسلو»، إنه يجب بذل المزيد من الجهود للترويج لهذا العلاج غير المستخدم بشكل كافٍ، بعد أن وجدت دراستهم فوائد إضافية له.

وقامت الدراسة بتحليل بيانات 61 ألف أم من النرويج وأطفالهن من أجل تقييم ما إذا كانت الأمهات التي تلقت أدوية علاج اكتئاب ما بعد الولادة أفضل حالاً من الأمهات اللواتي لم يتلقين هذه الأدوية.

ووجد الباحثون أن نحو 8671 أماً من المشاركات أُصبن باكتئاب ما بعد الولادة عندما كان عمر أطفالهن ستة أشهر، وتلقت 177 منهن فقط علاجَ مثبِّط استرداد السيروتونين الانتقائي بعد الولادة.

وقيست مستويات الاكتئاب لدى الأمهات، وكذلك الصعوبات العاطفية والسلوكية لدى الأطفال عند بلوغهم عمر سنة ونصف السنة، ومرة ​​أخرى عند بلوغهم عمر الثالثة والخامسة.

ووجد الخبراء أن مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي لم يعالج الاكتئاب لدى الأمهات فقط، بل كان مرتبطاً أيضاً بنتائج عاطفية وسلوكية أفضل عند بلوغ الأطفال سن الخامسة.

أدوية علاج اكتئاب ما بعد الولادة تفيد الأمهات والأطفال على حد سواء (رويترز)

وكتب الباحثون في دراستهم: «كان أطفال الأمهات اللاتي استخدمن مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة أقل عُرضة للمشكلات السلوكية، بما في ذلك السلوك المعادي للمجتمع، عند بلوغهم سن الخامسة مقارنةً بأولئك الذين عانت أمهاتهم من اكتئاب ما بعد الولادة ولكن لم يتلقين هذا العلاج».

وأضافوا: «هؤلاء الأطفال كانوا أيضاً أقل عُرضة للإصابة بأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. كما أن الأمهات اللاتي تناولن العلاج انخفض لديهن خطر الإصابة بالاكتئاب لمدة خمس سنوات بعد الولادة».

وقالت الدكتورة كيت ليو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: «اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي شائع يؤثر على 10 إلى 15 في المائة من النساء في السنة الأولى بعد الولادة، ومع ذلك لا تتلقى نسبة كبيرة من النساء علاجاً مضاداً لهذا الاكتئاب. ويرجع هذا على الأرجح إلى نقص الوعي بشأنه، إلى جانب المخاوف بشأن التأثير طويل المدى الذي قد يُحدثه تناول الأدوية المضادة للاكتئاب في فترة ما بعد الولادة على الطفل وسلوكياته».

وأكد الباحثون ضرورة النظر إلى اكتئاب ما بعد الولادة بوصفه مرضاً عقلياً حاداً والتأكد من معالجته بشكل صحيح.


مقالات ذات صلة

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

أظهر مسح شمل 1563 شخصاً بالغاً أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)

تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

رصدت الولايات المتحدة تزايداً مستمراً في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض. ومؤخراً، توفي أحد سكان نيوهامشير الأميركية بسبب مرض نادر، ولكنه خطير ينقله البعوض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يعاني من جدرة القردة والذي يعد البثور والطفح الجلدي أحد أعراضه (أ.ب)

ما أضرار فقع البثور الجلدية؟

يمكن أن يكون لفقع البثور تأثير ضار على صحة البشرة، حيث يتسبب ذلك في تلف الجلد، ما قد يؤدى إلى إصابته بكثير من المشاكل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا كيسي هاريل رجل يبلغ من العمر 45 عاماً يعاني من التصلب الجانبي الضموري (UC Davis Health)

تحويل الأفكار إلى كلام... بارقة أمل لمرضى التصلب الجانبي الضموري

تعتمد التقنية على تحويل الإشارات العصبية في الدماغ إلى نصوص منطوقة ما يمكّن المرضى من «التحدث» بأفكارهم بدقة تصل إلى 97.5 في المائة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)
TT

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها.

وفي الوقت الحاضر، يقوم الأطباء عادة بإجراء اختبار الكوليسترول (إل دي إل)، لتحديد ما إذا كان الشخص معرضاً لمشاكل القلب المختلفة، أم لا.

ولكن في دراسة جديدة رائدة أجريت على مدى 3 عقود، اختبر الباحثون أيضاً الدم بحثاً عن اثنين من المؤشرات الحيوية الإضافية: «سي آر بي» وهو بروتين ينتجه الكبد ويزداد استجابة للالتهابات، و«ليبوبروتين إيه»، وهو نوع من الدهون في الجسم.

وكشفت النتائج، التي نُشرت يوم السبت في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، أن اختبار «سي آر بي» عالي الحساسية ومستويات عالية من «ليبوبروتين إيه»، إلى جانب مستويات الكوليسترول المرتفعة، كانت «تنبئ بالأحداث القلبية الوعائية العرضية».

ويقول مؤلفو الدراسة إن اختبار الدم الذي يفحص المؤشرات الحيوية الثلاثة يعطي صورة أكثر دقة وتفصيلاً لصحة قلب المريض، مما سيحدث ثورة في الرعاية الوقائية.

وقال الدكتور بول ريدكر، مؤلف الدراسة الرئيسي، لشبكة «إن بي سي نيوز»: «تمثل هذه المؤشرات الثلاثة عمليات بيولوجية مختلفة. وهي تخبرنا لماذا يكون شخص ما في خطر فعلي».

ويحث ريدكر الآن الأطباء الآخرين على إجراء «اختبار الدم ثلاثي الأبعاد» عندما يكون المرضى في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، «للكشف المبكر عن عوامل الخطر التي قد يتم تجاهلها».

وأعلن ريدكر: «لن يعالج الأطباء الأشياء التي لا يقيسونها».

وبالنسبة للدراسة التي قادها ريدكر، أجرى الأطباء اختبارات دم على ما يقرب من 30 ألف امرأة أميركية على مدى 30 عاماً، وفحصوا المؤشرات الحيوية الثلاثة المنفصلة.

وعندما بدأت الدراسة في منتصف التسعينات، كان متوسط ​​عمر المشاركة 55 عاماً.

وعلى مدى العقود الثلاثة التالية، عانت 13 في المائة من المتطوعات من مشكلة بالقلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وانتهى الأمر بالنساء اللاتي لديهن أعلى مستويات من البروتين الدهني (أ) في بداية الدراسة إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلة في القلب والأوعية الدموية بنسبة 33 في المائة.

وفي الوقت نفسه، كانت النساء اللاتي لديهن أعلى مستويات من البروتين التفاعلي (سي) أكثر عرضة للخطر بنسبة مذهلة بلغت 70 في المائة. وعند اختبارها مع الكوليسترول، كانت النساء اللاتي لديهن أعلى مستويات في الفئات الثلاث أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بـ3 مرات.

ومع ذلك، يقول الأطباء إنه من خلال الكشف المبكر عن طريق فحوصات الدم، يمكن وضع طرق الوقاية المناسبة للحد بشكل كبير من عدد المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة في القلب.