«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج

يؤثر على التطور اللغوي السليم للأطفال

«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج
TT

«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج

«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج

الضعف السمعي هو اضطراب ناتج عن خلل في عملية السمع الطبيعي. وينقسم إلى ثلاثة أنواع: ضعف سمعي توصيلي، وضعف سمعي حسي عصبي، وضعف سمعي مختلط.

أنواع الضعف السمعي

الضعف السمعي التوصيلي، عبارة عن ضعف سمعي ناتج عن مشاكل في الأذن الوسطى من دون أي خلل في الأعصاب. وأكثر أنواع هذا الضعف يمكن معالجتها دوائياً مثل التهابات الأذن الوسطى. أما الضعف السمعي الحسي العصبي، فهو عبارة عن ضعف سمعي ناتج عن خلل في الخلايا الحسية أو الألياف العصبية للأذن الداخلية، وبالتالي لا تتحول الموجات الصوتية إلى مؤشرات كهربائية ونبضات عصبية، ولن تصل إلى الدماغ الذي من ضمن وظائفه فهم هذه المؤشرات.

وقد يكون ضعف السمع جزئياً أو كلياً. وعادة، وحسب درجة وشدة الضعف السمعي، يكون التدخل العلاجي باستخدام المعينات السمعية أو زراعة القوقعة. أما الضعف السمعي المختلط، فهو عبارة عن ضعف سمعي يشمل النوعين معاً، الضعف السمعي الحسي العصبي والتوصيلي.

التقت «صحتك» الدكتورة نهلة أحمد دشاش استشارية اضطرابات التخاطب وحاصلة على زمالة المنظمة الأميركية للنطق واللغة والسمع ومديرة الخدمات العلاجية بمركز جدة للنطق والسمع، وأوضحت أن «الضعف السمعي الحسي العصبي» يؤثر بشكل مباشر على التطور اللغوي السليم للأطفال، وقد كان أحد المواضيع البارزة التي ناقشها المؤتمر السنوي الـ22 الذي أقامه مركز جدة للنطق والسمع في شهر مايو (أيار) الماضي 2023 بعنوان «نهج تكاملي متعدد التخصصات تأهيل الاضطرابات التواصلية والنفسية والسلوكية وأمراض الأنف والأذن والحنجرة: آخر المستجدات وطرق العلاج الحديثة»، وسوف نركز عليه في هذا اللقاء.

وأضافت أن درجة الضعف السمعي تقاس بمقياس الديسيبل، فدرجة السمع الطبيعية تتراوح من 5 إلى 20 ديسيبل، أما الضعف السمعي الطفيف فتتراوح درجته من 21 إلى 40 ديسيبل، والضعف السمعي البسيط تتراوح درجته من 41 إلى 54 ديسيبل، والفقدان السمعي المتوسط تتراوح درجته من 55 إلى 69 ديسيبل، والفقدان السمعي الشديد تتراوح درجته من 70 إلى 89 ديسيبل، أما الفقدان السمعي الشديد جداً فتتراوح درجته من 90 ديسيبل أو أكثر ويعد هذا الشخص أصم.

حلول علاجية

- للأطفال ضعاف السمع. تقول الدكتورة دشاش: غالباً ما تكون المعينات السمعية الحل الأمثل للحالات التي يكون فيها الضعف السمعي من طفيف إلى متوسط، حيث تقوم المعينات السمعية بتضخيم الأصوات إلى مستوى يمكن سماعه من قِبل الأشخاص الذين يعانون من هذا الضعف. أما غرسة - زراعة القوقعة، فغالباً ما تكون الحل الأمثل لحالات الضعف السمعي الذي تتراوح درجته من متوسط إلى شديد جداً، وهي تختلف كليا عن المعين السمعي، حيث تتجاوز غرسة القوقعة الأجزاء التالفة من الأذن، وتقوم بتحفيز العصب السمعي مباشرة.

بالنسبة للأطفال المولودين من دون حاسة سمع أو بضعف في السمع من متوسط إلى شديد جداً، فغالباً ما تساعد غرسات القوقعة في تطوير مهاراتهم في مراحل نموهم المختلفة وتجعلهم يتفاعلون بنشاط أكثر في العالم المسموع، إلا أن هذا الأمر يتطلب تأهيلاً مكثفاً وتعاوناً كاملاً من الوالدين.

- للكبار ضعاف السمع. وبالنسبة للكبار، فإن زراعة القوقعة تساعد الذين فقدوا السمع بسبب كبر السن أو لأي سبب آخر بعد اكتسابهم لمهارات اللغة. وفي تلك الحالتين ومع التأهيل المناسب تكون الاستفادة من الغرسة المزروعة جيدة.

يمكن أن توفر المعينات السمعية وغرسة القوقعة والأجهزة السمعية الأخرى إمكانية سماع الطفل الذي لديه ضعف سمعي للغة المنطوقة. إلا أن المعينات السمعية لا تصلح السمع بالطريقة التي تصلح فيها النظارات عجز الرؤية. فما يسمعه الشخص من خلال أداة سمعية مساعدة ليس على الأرجح ما يسمعه الشخص العادي من خلال حاسة السمع. فقد يسمع الطفل ما يقال، لكنه قد لا يفهم الرسالة بسبب العديد من العوامل، مثل عدم سماع جميع الأصوات الكلامية، أو وجود ضجيج في الخلفية، أو سماعه لمفردات غير مألوفة بالنسبة له، أو تأخر تطور اللغة، أو عدم اعتياده على الشخص الذي يتحدث.

ويمكن تحسين فهم الطفل ضعيف السمع للغة المنطوقة من خلال جلسات التأهيل السمعي الذي يقوم بها اختصاصي النطق واللغة - التخاطب، والذي يركز فيها على بناء مهارات الطفل السمعية - الاستماع، وذلك من خلال تعليمه استراتيجيات الاستماع، التي بدورها تزيد من استفادة الطفل من المعينات السمعية أو غرسات القوقعة المزروعة.

- فرق متخصصة. عادة، يعتمد استخدام المعينات السمعية أو غرسة القوقعة على قرار فريق متعدد التخصصات يختلف بحسب عمر وحالة المريض بشكل عام الذي قد يتكون من (اختصاصي السمعيات وأخصائي النطق واللغة - التخاطب والوالدين)، وقد يشمل متخصصين آخرين مثل (طبيب الأنف والأذن والحنجرة، طبيب المخ والأعصاب، طبيب الأطفال، اختصاصي نفسي). وحين يتم ترجيح زراعة القوقعة من قبل اختصاصي السمعيات واختصاصي النطق واللغة - التخاطب يتم تحويل الطفل إلى فريق - لجنة زراعة القوقعة، والتي قد تتكون من اختصاصي السمعيات، واختصاصي النطق واللغة - التخاطب، وطبيب الأنف والأذن والحنجرة، وطبيب المخ والأعصاب، وطبيب الأطفال، واختصاصي نفسي، وطبيب الأمراض الوراثية، والممرضة، والوالدين)، وذلك بحسب المستشفى والحالة.

بروتوكول عالمي لفحص السمع

أضافت الدكتورة دشاش أن موضوع الضعف السمعي قد نوقش في حلقتي نقاش بالمؤتمر، الأولى حول غرسة - زراعة القوقعة، أما الثانية فكانت عن السلوكيات السلبية التي قد يقوم بها الأطفال ضعاف السمع. وقد كانت حلقة النقاش الخاصة بغرسة - زراعة القوقعة بعنوان «رحلة طفل ذي قوقعة مزروعة» دارت حول أهمية الكشف المبكر للسمع لدى الأطفال، ومن ثم تقديم التدخل المبكر اللازم، والذي يشمل المعينات السمعية، وزراعة القوقعة، والتأهيل السمعي اللفظي - اللغوي. أكد المؤتمر على الآتي:

1- اتباع البروتوكول العالمي: ضرورة القيام بالمسح السمعي للأطفال في أول خمسة أيام من الولادة، أي يجب عمل المسح السمعي للأطفال في أول شهر، ومن ثم يجب التأكد من وجود الضعف السمعي بحد أقصى في أول ثلاثة شهور. وفي عمر الستة شهور يكون الطفل قد تم تقديم العلاج المناسب له، مثل تركيب المعينات السمعية أو أي نوع من التدخل العلاجي. إلا أن الهدف الجديد هو أن يكون التشخيص في أول ستة أسابيع من عمر الطفل، حيث يبدأ التدخل العلاجي قبل الثلاثة أشهر الأولى، والغرض من ذلك محاولة استغلال الفترة الأولى من عمر الطفل لتنشيط الخلايا العصبية والدماغية المسؤولة عن السمع.

2- في حال اجتاز الطفل المسح السمعي: مع وجود بعض عوامل الخطر مثل وجود تاريخ أسري بالضعف السمعي وزواج للأقارب، فيتوجب في هذه الحالة إحالة الطفل لعيادة السمعيات للمتابعة، وإعادة الفحص السمعي بعد إكمال الطفل عامه الأول.

3- في حال تأكد وجود ضعف سمعي عند الطفل: سواء كان بعد الفحص السمعي الأولي بعد الولادة مباشرةً أو بعد إعادة الفحص السمعي بعد خمسة أسابيع من بعد الولادة أو بعد عام في حال وجود عوامل خطر، أو في أي مرحلة من المراحل، يجب أن يقوم الطفل باستخدام المعينات السمعية بعد التشخيص، وضرورة تقديم الإرشاد والتوجيه للأهل عن طريق تقديم المشورة المناسبة والدعم النفسي. وضرورة القيام بالفحص الجيني المبكر لاستباق التأخر العلاجي.

4- عمل تقييم مهارات الطفل السمعية: وعلى الرغم من عدم وجود اختبارات مقننة لتقييم المهارات السمعية والأطفال المصابين بالضعف السمعي، فإنه يمكن مقارنة أدائهم السمعي بجدول التطور الطبيعي للمهارات السمعية، مثل بداية سن ظهور مهارة الانتباه للأصوات والمناغاة. كما يجب تدريب الأهل على أساليب التحفيز اللغوي في بداية مرحلة التأهيل.

زراعة القوقعة

- معايير زراعة القوقعة. إن معايير اختيار التدخل العلاجي عن طريق غرسة - زراعة القوقعة تختلف في الأطفال عن الكبار، فمثلاً بالنسبة للكبار فإن أحد معايير الاختيار هو أن يكون الشخص الكبير قد فقد السمع بعد اكتساب اللغة، أما بالنسبة للأطفال فتشمل المعايير أن يكون الطفل يعاني من ضعف سمعي حسي عصبي من شديد إلى شديد جداً في الترددات الوسطى والعليا، وأن يكون لم يستفد من المعينات السمعية من ناحية بناء مهارات السمع واللغة مع الاستخدام المنتظم لها، وألا يكون لدى الطفل مشاكل صحية أو تشوه في القوقعة.

وفي حال اتخاذ الفريق قرار زراعة القوقعة، فعادة ما يُوصى باستخدام المعينات السمعية لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر حتى يعتاد على استخدام المعينات السمعية، وأن يبدأ بسماع بعض الأصوات المحيطة به. ويفضل القيام بالزراعة الثنائية للقوقعة لكي يستفيد الطفل أكثر من الناحية السمعية، ومن ناحية تمييز مصدر الصوت، ولتسهيل عملية التأهيل السمعي، حيث إنه إذا كانت زراعة أحادية، ومن ثم تمت عملية الزرع الثانية فسوف تكون عملية التأهيل أصعب، إلا أنه يجب التأكد من سلامة الطفل من أي اضطرابات نمائية أو جينية. وأخيراً فإن قرار إجراء زراعة ثنائية يكون على الأغلب لتحسين جودة حياة الطفل، ولاستغلال المرونة الدماغية في هذه السن.

- مرحلة ما بعد الزراعة. بعد إجراء عملية غرسة - زراعة القوقعة يتم على الأغلب وضع الجهاز الخارجي لجهاز القوقعة الإلكترونية بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من العملية، وتختلف المدة من طفل لآخر، وعلى حسب التئام الجرح، وعلى حسب توصية الجراح. كما يجب توجيه وإرشاد أفراد الأسرة وتثقيفهم حول الجهاز السمعي وطريقة استخدامه والعناية به. في هذه المرحلة، يكون دور الجراح في العادة أقل بعد الزراعة، لكن يجب على الوالدين الانتباه لمكان العملية في الفترة الأولى بعد الزراعة، وملاحظة وجود أي احمرار أو التهاب في مكان العملية، حيث يجب التواصل مع الجراح في هذه الحالة أو أي حالات طارئة متعلقة بالجراحة.

وخلال أول زيارة للطفل لاختصاصي السمعيات المسؤول عن برمجة الجهاز، فإنه يقوم ببرمجة الصوت لحد منخفض؛ لأن من المهم أن يعتاد الطفل على لبس الجهاز، وفي كل زيارة يتم رفع الصوت إلى المستوى المرغوب لكيلا يرفض الطفل الجهاز. ومن المهم أيضا في هذه المرحلة المتابعة مع أخصائي النطق واللغة - التخاطب، والذي يبدأ مرحلة التأهيل السمعي اللفظي للطفل من خلال تقييم المهارات السمعية للطفل عن طريق مقارنتها بجدول مراحل تطور الطفل الطبيعي، ومن ثم البدء بالتأهيل، والذي يفضل أن يكون من خلال جلسات مكثفة من جلستين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وبعد مرحلة معينة يمكن التقليل من كثافة الجلسات. ويلعب الوالدان دوراً مهماً جداً في متابعة وتدريب الطفل على مهارات الاستماع في بيئة الطفل الطبيعية ومن خلال روتيناته اليومية.

*استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.