كيف يساعد الكالسيوم في الوقاية من حصوات الكلى؟

فصل الصيف يزيد احتمالات تكوّنها

آلام أسفل الظهر من بين الأعراض الأكثر شهرة لحصوات الكلى (بابلك دومين)
آلام أسفل الظهر من بين الأعراض الأكثر شهرة لحصوات الكلى (بابلك دومين)
TT

كيف يساعد الكالسيوم في الوقاية من حصوات الكلى؟

آلام أسفل الظهر من بين الأعراض الأكثر شهرة لحصوات الكلى (بابلك دومين)
آلام أسفل الظهر من بين الأعراض الأكثر شهرة لحصوات الكلى (بابلك دومين)

بينما تتشكل حصوات الكلى في الأساس من أملاح الكالسيوم وبعض المعادن الأخرى، قد يكون من الغريب أن تتضمن نصائح الوقاية منها تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، ولكن الطبيبة ميغان بولنر، خبيرة جراحة المسالك البولية في جامعة جنوب غربي تكساس الطبية، تقدم تفسيراً لذلك، في مقال نشرته الاثنين شبكة «هيلث داي».

تقول بولنر: «بمجرد أن تزيل حصوة واحدة من الكلى، يكون لديك احتمال يصل إلى 50 في المائة للإصابة بحصوة أخرى في غضون السنوات الـ10 المقبلة، لكن العديد من عوامل منع عودة حصوات الكلى تحت سيطرتك، ومنها تغيير عاداتك الغذائية، بحيث يكون من بينها الأغذية الغنية بالكالسيوم».

ورغم ما يبدو متناقضاً بين أن تكون أملاح الكالسيوم من المكونات الشهيرة لحصوات الكلى، وأن تكون أغذية الكالسيوم هي النصيحة للوقاية، توضح بولنر أن الكمية الطبيعية من الكالسيوم أمر بالغ الأهمية لتنظيم هذا العنصر في الجسم، حيث يتحد الكالسيوم من الطعام مع أملاح الكالسيوم في الأمعاء، مما يدفع الأملاح نحو البراز بدلاً من البول، ويقلل ذلك من خطر الإصابة بحصوات أملاح الكالسيوم.

والكمية المناسبة للاستهلاك اليومي، كما تؤكد بولنر، هي ما بين 1000 إلى 1200 ملليغرام من الكالسيوم يومياً، والتي يمكن توفيرها من منتجات الألبان وفول الصويا والتوفو المدعم والخضراوات الخضراء (اللفت والبروكلي مصادر جيدة).

ولا تغني هذه النصيحة الخاصة بالكالسيوم عن النصائح الأخرى التي تشير إليها بولنر، وتؤكد ضرورة الالتزام بها جميعاً، لا سيما خلال فصل الصيف، حين تكون احتمالات الإصابة بهذه الحالة المؤلمة أعلى خلال الأوقات الحارة، ومنها تناول الكثير من الفواكه والخضراوات، والتي يمكن أن تساعد في زيادة السترات البولية ومنع حصوات الكلى.

كما تنصح بولنر بالتقليل من البروتين الحيواني، والذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالحصوات، ولا يشمل ذلك اللحوم الحمراء فحسب، بل يشمل أيضاً الدجاج والأسماك وحتى البيض، حيث توصي بأن يكون معدل تناول البروتين الحيواني في حدود 8 أونصات (الأونصة تعادل 28 غراماً) في اليوم.

وتشدد بولنر أيضاً على ضرورة مراقبة مقدار ما نتناوله من الأطعمة الغنية بأملاح الكالسيوم، حتى وإن كانت صحية، مثل السبانخ، والبنجر، والمكسرات، وجنين القمح، وفول الصويا، حيث تزيد الكميات الكبيرة منها من فرص تشكل الحصوات، ويجب أن نتناول كمية من منتجات الألبان عقب تناول هذه الأطعمة الغنية بأملاح الكالسيوم لمنع تشكل الحصوات.

ولم تنس الخبيرة الأميركية التأكيد على شرب المزيد من السوائل لتجنب تعرض الجسم للجفاف، وتنصح في هذا الإطار بتناول 8 أكواب من الماء يومياً إذا كان لديك حصى في الكلى سابقاً، وإذا زاد المعدل إلى 12 كوبا، فذلك أفضل.

وتشير إلى ضرورة شرب المزيد من الماء إذا كان الجو حاراً بالخارج وكنت تتعرق، وتنصح بإضافة عصير الليمون إلى الماء؛ لأن السترات الموجودة بالليمون تلتصق بالكالسيوم للمساعدة في منع تكون الحصوات.

وأخيراً، تؤكد بولنر أهمية الحد من تناول الملح، بحيث لا يتجاوز ما يتم تناوله يومياً 2300 ملليغرام، أي ما يعادل نحو ملعقة صغيرة.

جدير بالذكر أن معدل الإصابة بحصوات الكلى، هو نحو 1 من كل 10 أشخاص، مع تعرض الرجال لخطر أعلى قليلاً، وتشمل العوامل المساهمة في الخطورة، بالإضافة للخيارات الغذائية، أسباباً أخرى، مثل التاريخ العائلي، أمراض الكلى الكامنة، السمنة، السكري، الجفاف المزمن، وأمراض الأمعاء الالتهابية.

وتشمل أعراض المرض آلاماً أسفل الظهر من جانب واحد، والغثيان والقيء والحمى والقشعريرة والبول الدموي، وقد لا تظهر أي أعراض عند البعض.


مقالات ذات صلة

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

علوم علاجات منزلية للخصوبة سهلة وبكلفة زهيدة (أدوبي ستوك)

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

في سن 32، كانت تيسا ميلز وزوجها يواجهان صعوبة في الإنجاب. فقد أمضيا عامين في المحاولة وخضعا لسلسلة من الفحوصات.

شالين غوبتا (واشنطن)
علوم تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

حددت دراسة جديدة أجرتها جامعة شرق فنلندا بالتعاون مع شركاء دوليين، متغيرات وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس ذي الضغط الطبيعي.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
يوميات الشرق التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

جهاز منزلي لقياس التوتر

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد يعرضك ارتفاع ضغط الدم لخطر السكتات الدماغية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أربعة أطعمة على مرضى ضغط الدم المرتفع تجنبها

يرصد التقرير بعض الأطعمة التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».