ماذا يحدث لو تخليت عن الملح تماما؟ طبيب يجيب

كشف الدكتور الروسي ألكسندر مياسنيكوف أن الإفراط في استهلاك الملح (السم الأبيض) يؤدي لارتفاع مستوى ضغط الدم وامراض القلب والكلى وغيرها من المشكلات الصحية. لكنه يستدرك قائلا «انه ضروري للجسم؛ فمن دونه لن يعيش الإنسان». موضحا «لا يمكن للإنسان أن يعيش من دون الصوديوم، وسوف يموت نتيجة تشنجات مروعة وشديدة». مؤكدا ان «الحد الأدنى من الاستهلاك اليومي للملح هو غرامان وليس أقل». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن «فيستي. رو».

وأكد الطبيب الروسي «ان الإنسان لن يتمكن من استبعاد الملح من نظامه الغذائي تماما. لأن العديد من المنتجات يحتوي على ملح مخفي، وأحيانا في بعض المنتجات التي لا نتوقع احتواءها عليه». مبينا ان «المواد المحتوية على ملح مخفي هي مثلا أن 100غرام من الخبز تحتوي على غرام واحد من الملح. كما أن النقانق والجبن وعموم ما نأكله كله يحتوي على ملح خفي».

لماذا يضيف البعض الملح لقهوته بدلا من السكر ؟!

ينتشر بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي إضافة رشة صغيرة من الملح بدلاً من ملعقة من السكر لكوب القهوة؛ إذ يبدو أن هذه الحيلة تزيل بعض المرارة وتبرز النكهات الأخرى التي قد تضيع لولا ذلك.
وإذا كانت الفكرة تبدو غريبة بالنسبة لك، فتأكد أنها ليست غريبة كما تعتقد. حتى أن هناك أساسًا علميًا لهذا النوع من القهوة المعروف منذ عقود؛ ان كلوريد الصوديوم فعال للغاية في قمع المرارة بالقهوة وجميع أنواع الطعام. فلقد عزا العلماء قدرة كلوريد الصوديوم (ملح الطعام العادي) على قمع المرارة إلى شعبية الملح كمكون للطبخ بجميع أنحاء العالم، عبر تاريخ البشرية؛ فمن خلال سحق الشعور بالمرارة يسمح الملح للنكهات الأخرى مثل الحلاوة بالظهور والتألق حقًا. لقد تم فضح نظرية خريطة اللسان الخاصة بمذاق البشر منذ فترة طويلة. لكن هناك مستقبلات مختلفة حساسة لأنواع معينة من النكهات؛ حيث يُعرف مستقبل الملح بقناة الصوديوم الظهارية ENaC. إذ تنتمي مستقبلات الطعم المر إلى عائلة تعرف باسم TAS2Rs.
وأظهرت الأبحاث المنشورة عام 1995 أن الملح فعال في إخفاء المرارة؛ فعندما مزج العلماء المركبات الحلوة والمرة، فإن إضافة الملح جعل الخليط أكثر حلاوة وأقل مرارة. لكن القمع لم يسر في الاتجاهين؛ لأن المركبات المرة لم تقمع نكهة الملح. لكن لا يزال من غير الواضح تمامًا كيف يعمل التثبيط. غير ان الأبحاث التي أُجريت على الفئران عام 2013 وجدت أنه في حين أن مذاق ENaC يتسم بمستويات منخفضة من كلوريد الصوديوم بتركيزات عالية، فإن الملح يحفز المستقبلات الحامضة والمرة أيضًا. وهذا لأنه يُعتقد أن هذا المزيج يشكل طعمًا غير سار. وأن استهلاك الكثير من الملح دفعة واحدة أمر بالغ الخطورة. لكن القليل من الملح يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً. حيث كان من الشائع، على سبيل المثال، استخدام الملح في الباذنجان لتقليل المرارة الشديدة؛ وهي ممارسة لم تعد ضرورية منذ أن حيّدنا المرارة. كما ان التمليح أيضًا أسلوب شائع لتقليل مرارة الكرنب البروكسلي. وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
وتظهر مرارة القهوة عند تحميصها استعدادًا لتخميرها. فتشكل هذه العملية مركبات تسمى لاكتونات حمض الكلوروجينيك، وفي التحميص الغامق الفينيليندانات؛ والتي تنتج عن تحلل حمض الكلوروجينيك.
جدير بالذكر، تشمل الأماكن حول العالم التي يضاف فيها الملح عادة إلى القهوة فيتنام، حيث يتم تعزيز القهوة المالحة بالحليب المكثف للحصول على مشروب لذيذ يشبه الكراميل. فيما يضيف تقليد القهوة السويدي في القطب الشمالي بعض اللحوم المملحة أو الجبن. بل حتى أفراد البحرية الأميركية اعتادوا شرب القهوة بالملح أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية لأن معدات تحلية المياه لم تكن فعالة تمامًا، فوجدوا أن الملح ساعد في التخلص من الشعور بالمرارة. لذلك إذا كنت لا تحب قهوتك الحلوة أو التي بالحليب، فقد يكون من المفيد تجربة القليل من الملح.
ونظرًا لأن طعم الأشياء ليس متماثلًا لدى الجميع، فقد تحتاج إلى التجربة. ابدأ بقليل من الملح ثم اضبطه. أما إذا كنت تحاول مراقبة تناولك للصوديوم، فلا داعي للقلق بشأن هذه النتيجة أيضًا. إذ وجد أن السكروز (سكر المائدة) والحليب فعالان في قمع النكهات المرة.

طبيب ينصح بالإكثار من الماء وتقليل الملح لخفض كثافة الدم

مع تقدم العمر يصبح الدم أكثر كثافة، وهذه الحالة تشكل خطرا على القلب؛ إذ يزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية عدة أضعاف، وقد تبدأ عملية تجلط الدم، وفق ما يذكر أخصائي أمراض الدم الروسي الدكتور فاليري سيميونوف؛ الذي ينصح بـ«شرب المزيد من الماء والتخلي عن الملح لخفض كثافة الدم». مشددا «إذا تجاهلتَ هذا الأمر، فقد تتعرض لمشكلات خطيرة»، وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «كومسومولسكايا برافدا».
وحسب الأخصائي، فان اكتشاف حقيقة وجود مشاكل في الدم ليس فقط أثناء فحص الدم بالمختبر. بل هناك أعراض تشير إلى وجود مشكلة بدون أي تشخيص.
على سبيل المثال، الصداع المتكرر والدوخة المنتظمة قد يدلان على زيادة كثافة الدم.
وأوضح سيميونوف «ان النقر في أطراف الأصابع هو أيضا سبب لزيارة عيادة الطبيب، لكن لا يمكنك بنفسك وصف أدوية ترقّق الدم. ولا يمكن اختيارها إلا من قبل الطبيب، وذلك بناء على فحص المريض ومعدلات تخثر الدم. لكن يمكنك بمفردك مواجهة المشكلة بوسائل مبتكرة، مثل شرب المزيد من الماء النقي والإقلاع عن التدخين والكحول والتقليل من تناول الملح». مؤكدا أن «جودة الدم تتحسن أيضا بفضل المشي والنشاط البدني. غير ان الإجهاد له تأثير سلبي».

لتجنب المشاكل... خبيرة تنصح باستخدام «الملح من دون ملح»

كشفت خبيرة التغذية الروسية الدكتورة ماريات موخينا أن ملح الطعام يمكن أن يتسبب بما يشبه الإدمان عند البعض. وهو ما يشكل خطورة كبيرة على الصحة.
وأشارت الطبيبة الروسية الى انه «وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يجب أن يستهلك الشخص البالغ 5 غرامات من الملح يوميا. والمقصود هنا ليس فقط كمية الملح التي نضيفها للطعام عند الطهي، بل تشمل أيضا كمية الملح الموجودة في الأطعمة الجاهزة؛ التي تباع في المتاجر والأسواق». مضيفة «لكن بعض الناس يتناولون كمية أكثر من الملح، لأنهم يعتبرونه من التوابل المحسنة للمذاق. كما يسعون لزيادة كمية الملح المستهلكة باستمرار»، وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية، اليوم (الأربعاء).
ووفق موخينا «أجرينا دراسة على مستقبلات التذوق عند البشر. وتبين أن بعض الناس يتكيفون مع الملح ويعتبرونه محفزا للمذاق؛ هؤلاء يعانون من شبه الإدمان على الملح. لذلك يزيدون كمية الملح المستهلكة باستمرار من أجل تحفيز مستقبلات التذوق في اللسان. ويلاحظ أنهم قبل تذوقهم للطعام يضيفون له كمية من الملح. لأنهم يعتقدون أن الطبق غير مالح بالمستوى المطلوب».
وتؤكد الخبيرة أن نتائج هذه الدراسة أظهرت أن «الإدمان» على الملح ينتشر بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم. علما أن الإفراط باستهلاك الملح هو أحد عوامل الخطر المسببة لهذا المرض.
وتنصح موخينا بأنه «لتخفيض خطر الإصابة بارتفاع مستوى ضغط الدم، يجب تقليل كمية الملح المستهلكة، أو إضافة (ملح من دون ملح) إلى الطعام؛ أي الملح الذي يحتوي على نسبة منخفضة من كلوريد الصوديوم، لكنه يحتوي على مكونات أخرى. فمثلا الملح الأسود غني باليود والبوتاسيوم والكبريت والحديد. والملح الوردي اللون يحتوي على أيونات المغنيسيوم والمنغنيز واليود والزنك والسيلينيوم والبوتاسيوم؛ أي أنه بمثابة مستحضر معدني».