علماء يحددون أجساما مضادة قد تمهد للقاحات أكثر فاعلية للفيروسات

ساعد بحث جديد حول بنية مركب بروتين سكري لفيروس لاسا (GPC) في مجرى الدم البشري، الباحثين على تحديد تفاعلاته مع الأجسام المضادة الفعالة.

ففي كل عام، يصاب مئات الآلاف من الأشخاص بغرب أفريقيا بفيروس لاسا، والذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بحمى لاسا ويؤدي إلى مرض شديد أو آثار جانبية طويلة الأمد أو الوفاة. ولا توجد حاليًا علاجات أو لقاحات معتمدة على نطاق واسع لهذا المرض.

أما الآن، فقد حدد علماء معهد «سكريبس» هيكلا لمركب البروتين المهم الذي يسمح لفيروس لاسا بإصابة الخلايا البشرية.

وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت بمجلة «Cell Reports» عن تحديد أجسام مضادة جديدة ترتبط بهذه البروتينات وتحيد الفيروس، ما يمهد الطريق نحو لقاحات وعلاجات أكثر فعالية لفيروس لاسا.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور أندرو وارد أستاذ البيولوجيا الهيكلية والحاسوبية التكاملية بأبحاث سكريبس «هذا العمل هو خطوة كبيرة إلى الأمام في قدرتنا على عزل الأجسام المضادة الجديدة إلى المواقع ذات الصلة من قابلية التأثر بالفيروس، ويوفر أساسًا لإجراء تصميم عقلاني للقاح لحماية الناس على نطاق واسع من العديد من سلالات فيروس لاسا». مضيفا «هذه الكواشف الجديدة الموصوفة في الورقة يتم استخدامها بالفعل بشكل جيد وتحقق نتائج جديدة ومثيرة»، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص .

ومثل العديد من الفيروسات، يوجد فيروس لاسا في مجموعة متنوعة من السلالات، لكل منها اختلافات طفيفة في جيناتها. وقد جعل هذا التنوع من الصعب تحديد الأجسام المضادة التي تتعرف على جميع إصدارات الفيروس. لذلك كافح العلماء أيضًا لعزل Lassa glycoproteins (البروتينات الشبيهة بالسرعات التي تحيط بالفيروس) وهي هدف معظم الأجسام المضادة؛ ففي الفيروس المعدي، توجد هذه البروتينات السكرية بمجمعات من ثلاثة تسمى Trimers. لكن، على الرغم من ذلك، لعقود من الزمان، كان العلماء قادرين فقط على عزل البروتينات السكرية في المختبر كبروتينات مفردة وليس في مجمعاتها. إلّا انه في عام 2022، اكتشف وارد وزملاؤه كيفية استخدام الجسيمات النانوية لتماسك البروتينات السكرية معًا في أجزاء مقسمة.

وفي العمل الجديد، استخدم وارد وزملاؤه هذه التقنية لعزل وتوصيف هيكلي لأجزاء البروتينات السكرية من أربع سلالات مختلفة من فيروس لاسا.

إلّا ان المثير للدهشة أن هياكل البروتين السكري من السلالات المميزة كانت متشابهة للغاية.

وفي ذلك، تقول هيلي بيريت طالبة الدراسات العليا بسكريبس للأبحاث المؤلفة الأولى للعمل «كنا نأمل أن نرى اختلافات أكثر وضوحًا تفسر سبب عدم تمييز الأجسام المضادة لجميع السلالات. وبدلاً من ذلك، وجدنا مستوى عاليا جدًا من الحفظ عبر مكونات بروتين الببتيد والسكر».

علماء يحددون عاملا جديدا يقيّد فيروس نقص المناعة البشرية

حددت دراسة دولية جديدة بقيادة باحثين بجامعة بومبيو فابرا من خلال مختبرات بيولوجيا العدوى والفيروسات الجزيئية، Schlafen 12 (SLFN 12) كعامل جديد لتقييد فيروس نقص المناعة البشرية. حيث يعمل على إيقاف إنتاج البروتين الفيروسي ويساعد الخلايا المصابة بالفيروس على الهروب من العلاج المضاد لفيروس نقص المناعة البشرية والاستجابات المناعية.

وتمهد هذه النتائج الطريق لتحسين الاستراتيجيات العلاجية التي تهدف إلى علاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.

وتؤدي عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، إذا تركت دون علاج، إلى التدمير التدريجي لجهاز المناعة والى الاصابة بالإيدز في مراحله النهائية؛ إذ

يموت حوالى 650.000 شخص بسبب الإيدز كل عام ، ما يجعله تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان. ومع ذلك، على الرغم من عدم وجود علاج عام لهذه العدوى، فإن العلاج المناسب المضاد للفيروسات القهقرية يمكّن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من عيش حياة صحية نسبيًا. لكن لسوء الحظ، بمجرد توقف العلاج، يعود الفيروس من خزان من الخلايا المصابة بالعدوى الكامنة «فالفيروس الكامن عائق رئيسي يعيق القضاء عليه لدى الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. لن نتمكن من علاج العدوى الموجودة حتى نتخلص من الخلايا المصابة بشكل كامن. وهذا هو السبب في أنه من الضروري فهم كيفية عمل الكمن هذا»، حسب ما يوضح أندرياس ميارهانس أستاذ أبحاث «ICREA» في «UPF» الذي نسق الدراسة الجديدة مع جوانا دياز، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

علاج الإيدز بحقنتين في العام

وافقت إدارة الغذاء والدواء على علاج «سونلينكا»، الذي سيباع تجاريا تحت اسم «ليناكابافير»، ليكون علاجا عن طريق الحقن لقمع فيروس نقص المناعة البشرية، المسبب لمرض «الإيدز»، عند المرضى الذين عانوا من مقاومة الفيروس للأدوية الأخرى.
ووفق تقرير نشرته 30 ديسمبر (كانون الأول) صحيفة «يو إس إيه توداي»، نقلا عن إدارة الغذاء والدواء، فإن العلاج الجديد، سيعمل بجرعات أقل تكراراً (مرتين فقط خلال العام)، وهو ما يمكن أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة لأولئك الذين لا تستجيب إصاباتهم للعلاجات الأخرى.
والعلاج طورته شركة «جلعاد»، وهو الأول من فئة جديدة تسمى «مثبطات الكبسيد»، والتي تعمل عن طريق منع غلاف البروتين أو قفيصة الفيروس، مما يؤدي إلى تعطيل مراحل متعددة من دورة الحياة الفيروسية.
ويبدأ العلاج بجرعات تمهيدية من أقراص عن طريق الفم والحقن، ليكون المريض بعدها مؤهلا للحصول على حقنة المداومة كل ستة أشهر.
وفي تجربة سريرية، حقق 83 في المائة من المرضى الذين تناولوا العلاج حمولة فيروسية غير قابلة للاكتشاف بعد حوالي عام، وهو مخصص للبالغين المصابين بالفيروس والذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى.
ومن غير الواضح عدد الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية المقاوم للأدوية، لكن المراكز الفيدرالية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أميركا، تشير إلى أن 44 في المائة من الأشخاص الذين يتلقون علاجا لفيروس نقص المناعة البشرية لم يصلوا إلى قمع الفيروس.
وتقول الدكتورة ويندي أرمسترونج، الأستاذة بجامعة إيموري الأميركية، إن الدواء الذي يتم تناوله مرتين سنويا يمكن أن يساعد أيضاً المرضى الذين يواجهون عوائق تمنعهم من الحصول على الرعاية، مثل نقص وسائل النقل، أو يعانون من وصمة العار بسبب إصابتهم أو يعيشون على بعد أميال من المستشفيات، أي أنه يعطي للأطباء فرصة لتقديم الرعاية التي يمكن أن تكون فعالة للأشخاص الذين يواجهون تحديات حقيقية مع نظام العلاج التقليدي.
والتحدي الحقيقي لاستخدام هذا العلاج هو ارتفاع تكلفته، حيث تتكلف الجرعات التمهيدية أكثر من 42 ألف دولار، أما جرعتا المداومة السنوية فتتكلفان 39 ألف دولار، وتأمل المجتمعات الطبية أن تتم إضافة الدواء بسرعة إلى صيغ خطة التأمين.

فقد حددت الورقة التي نُشرت بمجلة «Communications Biology» هذا البروتين الذي يقيد إنتاج البروتينات الفيروسية عن طريق شق جزيئات الحمض النووي الريبي الخلوية المحددة؛ وهي اللبنات الأساسية لبناء البروتين. ونتيجة لذلك، في ظل وجود SLFN12 النشط، لن تتمكن خلايا CD4 T المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من إكمال عملية إنتاج الفيروس ولكن تحتفظ بنماذجها، HIV RNA، في حالة كامنة.

من جانبه، يقول مي كوباياشي إيشيهارا المؤلف الأول للورقة «يضعف SLFN12 إنتاج البروتين، ويحد من إنتاج الجزيئات الفيروسية. هذه الخلايا مصابة بالعدوى الكامنة وغير مرئية لجهاز المناعة والعلاجات المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية».

وفي هذا الاطار، تكشف الدراسة الجديدة أيضًا كيف يمكن لـ SLFN12 أن يمنع على وجه التحديد إنتاج بروتين فيروس نقص المناعة البشرية دون إعاقة إنتاج البروتين الخلوي.

وفي ذلك تشرح دياز كيف ان «SLFN12 يشق Leucine-UUA tRNA، وهو لبنة بنائية نادرًا ما تستخدم للبروتينات الخلوية ولكنها ضرورية لبروتينات فيروس نقص المناعة البشرية الفيروسية. وهذه النتيجة تفتح إمكانية تصميم استراتيجيات علاجية جديدة ضد فيروس نقص المناعة البشرية. يجب أن يؤدي منع وظائف SLFN12 المضادة للفيروسات إلى زيادة التعبير البروتيني الفيروسي، وبالتالي تمكين الجهاز المناعي للمضيف والأدوية المضادة للفيروسات من القضاء على المكامن الفيروسية بشكل أفضل. فبمجرد أن تبدأ بإنتاج الفيروس، يصبح مرئيًا مرة أخرى. يمكنك استعادة هدفك. كما يمكنك مهاجمته. لذا نأمل أن يقضي هذا التحديد على الخلايا المصابة الكامنة».

وفي هذا الاطار، يكشف علماء أبحاث سكريبس عن بنية بروتين فيروس لاسا الحرجة باستخدام نفس البروتينات السكرية المستقرة، حيث استخدموا بعد ذلك عينات دم من مرضى تعافوا من فيروس لاسا لعزل الأجسام المضادة ضد مقويات البروتين السكري. فوجدوا أجسامًا مضادة جديدة وميزت الأجسام المضادة المكتشفة سابقًا والتي تتعرف على سلالات مختلفة من بروتين سكري لفيروس لاسا؛ والتي قد تكون مفيدة في تطوير علاج أو لقاح وقائي ضد الفيروس. فيما يخطط الفريق بالفعل لتجارب مستقبلية لتحديد المزيد من الأجسام المضادة ضد البروتينات السكرية لفيروس لاسا، إضافة إلى تحليل هياكل البروتين لتحديد أماكن البروتينات السكرية المثالية لاستهداف الأدوية.

وتخلص بيريت الى القول «كانت أهدافنا ليست فقط محاولة تحديد بعض التفاصيل الهيكلية لفيروسات لاسا المختلفة هذه وتعريفها، ولكن توفير بروتوكولات وموارد أساسية للمجال». مؤكدة «نأمل أن تساعد مناهجنا ونتائجنا الأولية في دفع العلم في هذا المجال إلى الأمام».

اكتشاف 30000 فيروس جديد مختبئ بالحمض النووي للميكروبات

توصل فريق من الباحثين إلى اكتشاف مذهل يكشف «إخفاء» آلاف الفيروسات غير المعروفة سابقًا داخل الحمض النووي للميكروبات. فقد وجد باحثون حمضا نوويا لأكثر من 30 ألف فيروس مدمج بجينومات مختلفة من الميكروبات وحيدة الخلية، حسبما أفادوا في دراسة جديدة. وقالوا ان «الحمض النووي الفيروسي قد يمكّن الخلية المضيفة من تكرار فيروسات وظيفية كاملة».
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كريستوفر بيلاس عالم البيئة الذي يدرس الفيروسات بجامعة إنسبروك بالنمسا «لقد فوجئنا كثيرًا بعدد الفيروسات التي وجدناها من خلال هذا التحليل. ففي بعض الحالات تبين أن ما يصل إلى 10 في المائة من الحمض النووي للميكروب يتكون من فيروسات مخفية». وذلك وفق ما ذكر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن مجلة «Proceedings of the National Academy of Sciences».
ويتابع الباحثون «لا يبدو أن هذه الفيروسات تصيب مضيفيها؛ إذ قد تكون مفيدة. حيث تشبه بعض الفيروسات الجديدة العاثيات الفيروسية؛ وهي نوع من الفيروسات التي تصيب فيروسات ممرضة أخرى تحاول إصابة خليتها المضيفة».
ووفق بيلاس «لم يتضح بعد سبب وجود الكثير من الفيروسات بجينومات الميكروبات. حيث أن أقوى فرضية لدينا هي أنها تحمي الخلية من الإصابة بفيروسات خطيرة».
العيش على الأرض يعني مواجهة الفيروسات؛ الكيانات البيولوجية الأكثر وفرة على الكوكب والتي تصيب بشكل جماعي كل نوع من أشكال الحياة. إنها متنوعة للغاية وتستخدم العديد من التكتيكات المختلفة لاستغلال مضيفيها الخلويين.
وبغض النظر عن المناقشات الدلالية حول ما إذا كانت الفيروسات على قيد الحياة، إلّا انها بالتأكيد تدخل نفسها في حياة الكائنات الحية الأخرى. حتى أن البعض يتكاثر بإضافة حمضه النووي إلى خلية مضيفة ويصبح جزءًا من جينومها. وعندما يحدث ذلك في خلية جرثومية، يمكن أن يؤدي إلى عناصر فيروسية داخلية (EVEs) ، أو DNA فيروسي ينتقل من جيل إلى آخر في نوع مضيف.
وفي هذا الاطار، وجد العلماء عدوى فيروس العقاقير بمجموعة واسعة من الكائنات الحية؛ بما في ذلك الحيوانات والنباتات والفطريات. حيث تحمل الثدييات مجموعة متنوعة من الشظايا الفيروسية بحمضها النووي؛ على سبيل المثال، حوالى 8 في المائة من الجينوم البشري يتكون من عدوى فيروسية قديمة.
ويشدد مؤلفو الدراسة «أن معظم هذه لم تعد تعمل وتعتبر أحافير جينية. فيما تشير الأبحاث إلى أن العناصر الفيروسية الذاتية يمكن أن تكون متكيفة في البشر والكائنات الحية الأخرى على الرغم من أنها قد تساعد في درء الفيروسات الحديثة». مشيرين الى «أن هذا صحيح بالنسبة للعديد من حقيقيات النوى وحيدة الخلية؛ إذ ان هذه الميكروبات عادةً ما تُصاب بالفيروسات العملاقة وتقتلها. فإذا كانت العاثيات تعيش بالفعل بخلية مضيفة فيمكنها إعادة برمجة فيروس عملاق لبناء العاثيات بدلاً من تكرار نفسها، ما قد ينقذ المضيف».
ووفقًا للدراسة الجديدة، فإن الحمض النووي للفيروسات المكتشفة حديثًا يشبه الحمض النووي للعاثيات، ما يشير إلى أن الميكروبات قد تتمتع ببعض الحماية من الفيروسات العملاقة بفضل الفيروسات «المدمجة» الموجودة في جينوماتها.
لذلك كتب الباحثون أن دراسة EVEs حتى الآن ركزت بشكل أساسي على الحيوانات والنباتات، مع القليل من الاهتمام بالطلائعيات (كائنات حقيقية النواة ليست حيوانات أو نباتات أو فطريات) على الرغم من أنها تمثل غالبية التنوع البيولوجي حقيقي النواة على الأرض.
لم يكن اكتشاف آلاف الفيروسات الجديدة المخبأة في الحمض النووي للميكروبات هو الهدف الأصلي لبيلاس وزملائه؛ الذين خططوا لدراسة مجموعة جديدة من الفيروسات التي عثروا عليها بمياه جوسينكولسي (بحيرة جبلية بولاية تيرول النمساوية).
وفي هذا يقول بيلاس «في البداية أردنا العثور على أصل الفيروسات الشبيهة ببولينتون. ومع ذلك، لم نكن نعرف الكائنات الحية التي عادةً ما تصاب بهذه الفيروسات. ولهذا السبب أجرينا دراسة واسعة النطاق لاختبار جميع الميكروبات التي يُعرف تسلسل الحمض النووي الخاص بها. وللقيام بذلك، طلبنا المساعدة من Leo (مجموعة حاسوبية عالية الأداء في جامعة إنسبروك يمكنها تحليل كميات هائلة من البيانات بكفاءة)».
ولاحظ الباحثون الجينات المأخوذة من العاثيات الفيروسية والفيروسات الأخرى في العديد من جينومات الميكروبات وقرروا إجراء مزيد من التحقيقات باستخدام «ليو» لتحليل جميع مجموعات مسودة الجينوم المتاحة للجمهور من الطلائعيات بشكل منهجي. فوجدوا أن العناصر الفيروسية الذاتية مخبأة في مناطق متكررة يصعب تجميعها من جينومات أحادية الخلية حقيقية النواة. منوهين بأن الآلاف من الفيروسات المتكاملة في بعض الأنواع تشير إلى أن الفيروسات تشكل مجموعة كبيرة لم يتم التعرف عليها من قبل من الجينومات الأولية.
كما وجدت الدراسة أيضًا دليلًا على أن العديد من العناصر الفيروسية الذاتية ليست مجرد أحافير جينية، بل فيروسات وظيفية. وهذا الأمر جعلهم يخلصون الى القول «ان المصفوفات المتنوعة من هذه العناصر قد تكون جزءًا من نظام مضيف مضاد للفيروسات».

علماء: التجارب على الفيروسات القاتلة تعرّض 1.6 مليون شخص للوفاة سنوياً

حذر علماء من أن المعامل التي تعمل على إجراء تجارب على الفيروسات القاتلة والخطيرة تعرض 1.6 مليون شخص كل عام لخطر الوفاة.
ووفقاً لصحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد اجتمع علماء الفيروسات وخبراء السلامة الحيوية من جميع أنحاء العالم في جنيف هذا الأسبوع لمناقشة كيفية منع حوادث المختبرات التي تؤدي إلى انتشار جائحة يمكن أن تتسبب في وفاة الملايين.
ويخشى العلماء أن يكون فيروس «كوفيد - 19» قد تسرب من مختبر في الصين، حيث كان العلماء يتلاعبون في فيروسات الخفافيش لاكتشاف كيف يمكن أن تتطور لتصيب البشر.
وقال مارك ليبسيتش، أستاذ علم الأوبئة بجامعة هارفارد، إن العلماء في مؤتمر جنيف حذروا من أن إجراء مثل هذه التجارب على الفيروسات القاتلة يعرض ما بين 10 آلاف و1.6 مليون شخص لخطر الموت كل عام.
وتعتمد هذه الأرقام التي اقترحها ليبسيتش على حساب معدلات الوفيات مقترنة بعدد الحوادث التي تحدث في «مختبرات المستوى 3 من السلامة البيولوجية»، وهي ثاني أكثر مرافق الاختبار أماناً.
وقال ليبسيتش، «الخطر بعيد عن أن يكون مقبولاً. يجب التصدي بقوة للتجارب التي قد تزيد من احتمالية التسبب في حدوث جائحة».

وأضاف: «يعتقد العلماء أنه إذا كانت نياتهم جيدة، فيجب السماح لهم بفعل أي شيء، ولكن يمكن أن تكون لذلك آثار سلبية كارثية».
وتم انتقاد العديد من المختبرات لإجراء أبحاث محفوفة بالمخاطر في السنوات الأخيرة.
وفي مايو (أيار) الماضي، ابتكرت جامعة بوسطن شكلاً جديداً من فيروس «كوفيد 19»، بعد إدخال بروتين سبايك الموجود على سطح سلالة مبكرة من الفيروس، في متغير «أوميكرون».
وأجرت كلية لندن الإمبراطورية تجارب أصابت فيها خلايا معملية بكل من «دلتا» و«أوميكرون» في الوقت نفسه لمعرفة أيهما له ميزة تنافسية. وحذر الخبراء من أن هذه التجربة قد جازفت بدمج المتغيرين لإنتاج شيء «أكثر فتكاً»، الذي يمكن أن يصيب العلماء أو يتسرب من المختبر.
كما كانت هناك انتقادات واسعة النطاق العام الماضي عندما أعاد فريق من العلماء الكنديين والأميركيين تكوين فيروس إنفلونزا عام 1918، وأصابوا مجموعة من قرود المكاك به.
وعلى الرغم من أن الفريق قال إن الدراسة قدمت اكتشافات علمية مفيدة، أكد الخبراء أنه كان من الممكن التوصل إلى النتائج نفسها باستخدام التسلسل دون الحاجة إلى إنشاء فيروس.
وأعرب الخبراء أيضاً عن مخاوفهم بشأن تجارب الاكتشاف الفيروسي، التي تسعى للعثور على فيروسات غير معروفة في البرية، أو تخلق مسببات الأمراض في المختبر.
وقال خبير الأمن الحيوي الدكتور فيليبا لينتزوس من «كينغز كوليدج لندن» والمدير المشارك للمؤتمر، «أعتقد أننا نتفق على الحاجة للحد من مخاطر البحث. يبدو أن هناك بعض الاتفاق على أنه إذا كان الفيروس لا ينتشر حالياً، فليست هناك حاجة لإجراء تجارب عليه».
وأكد خبراء السلامة الحيوية على ضرورة أن يكون العلماء أكثر صدقاً وشفافية بشأن تجاربهم، حتى يتمكن الجمهور من الحكم على مزايا عملهم وما إذا كان من المحتمل أن يعرضهم للخطر.

فيروسات عمرها مليون عام تحارب السرطان

يقول العلماء إن بقايا الفيروسات القديمة - التي قضت ملايين السنيـن مختبئة داخل الحمض النووي البشــــري - تساعد الجسم على مكافحة السرطان، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وأظهرت الدراسة التي أجراها معهد فرنسيس كريك أن بقايا هذه الفيروسات القديمة الخاملة تسـتيقظ عندما تخرج الخلايا السرطانية عن السيطرة.
ويساعد هذا الجهاز المناعي عن غير قصد في استهداف الورم والهجوم عليه.
ويريد الفريق الاستفادة من هذا الاكتشاف لتصميم لقاحات يمكنها تعزيز علاج السرطان، أو حتى الوقاية منـه.
وقد لاحظ الباحثون وجود صلة بين النجاة بشكل أفضل من سرطان الرئة وجزء من الجهاز المناعي، يسمى الخلايا البائية، يتجمع حول الأورام.
ويذكر أن الخلايا البائية هي جزء من الجسم التي تصنع الأجسام المضادة، وهي معروفة بشكل أفضل بدورها في مكافحة العدوى، مثل فيروس كورونا.
وحسب العلماء فإن دور تلك الخلايا في سرطان الرئة بالتحديد كان لغزاً، لكن سلسلة من التجارب المعقدة باستخدام عينات من المرضى والاختبارات على الحيوانات أظهرت أنها لا تزال تحاول محاربة الفيروسات.
و«اتضح أن الأجسام المضادة تتعرف على بقايا ما يسمى بالفيروسات القهقرية الذاتية»، كما ذكر البروفسور جوليان داونوارد، مدير البحوث المشارك في معهد فرانسيس كريك.
وإن الفيروسات القهقرية لها حيلة ذكية في نقل نسخة من تعليماتها الجينية إلى داخل أجسامنا.
وبمرور الوقت، تُختار بعض هذه التعليمات الأجنبية، وتخدم أغراضاً مفيدة داخل خلايانا، لكن بعضها الآخر يُتحكم فيه بإحكام لمنع انتشارها.
لكن، تسود الفوضى داخل الخلية السرطانية عندما تنمو بشكل يخرج عن السيطرة، وتُفقد السيطرة المُحكمة على هذه الفيروسات القديمة.
هذه التعليمات الجينية القديمة لم تعد قادرة على إعادة بعث فيروسات كاملة، لكنها يمكنها خلق أجزاء من الفيروسات التي تكفي الجهاز المناعي للكشف عن التهديد الفيروسي.