الرئيس الإيراني يناشد بابا الفاتيكان التدخل لوقف الحرب في الشرق الأوسط

الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)
الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

الرئيس الإيراني يناشد بابا الفاتيكان التدخل لوقف الحرب في الشرق الأوسط

الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)
الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)

ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ناشد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، استخدام نفوذه لدى الحكومات المسيحية لوقف الحرب في الشرق الأوسط.

وقال بزشكيان، في تصريحات وصفتها الوكالة بأنها رسالة إلى البابا: «شَجِّع قادة العالم، ولا سيما الحكومات المسيحية، على منع استمرار العدوان الذي ينفذه النظام الإسرائيلي الإجرامي».

وذكر الموقع الإلكتروني للحكومة الإيرانية على الإنترنت، أن وفداً إيرانياً، شارك في فعالية لحوار الأديان في الفاتيكان، هو الذي سلَّم البابا الرسالة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتربط إيران علاقات دبلوماسية رسمية بالفاتيكان منذ عام 1954. وفي عام 2022، بعث المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة إلى البابا فرنسيس، يثني فيها على «مواقفه في تعزيز العلاقات بين الإسلام والمسيحية».

البابا فرنسيس يعقد اللقاء العام الأسبوعي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

وفي الأسبوع الماضي، اقترح البابا فرنسيس أن يدرس المجتمع الدولي ما إذا كانت الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تُشكل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وهو اقتراح يمثل أحد أكثر انتقاداته العلنية صراحةً لطريقة إسرائيل، خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

وتقول إسرائيل إن اتهامات الإبادة الجماعية في حملتها العسكرية على قطاع غزة لا أساس لها من الصحة، وإنها فقط تستهدف مسلحي حركة «حماس» المدعومة من إيران وغيرها من الجماعات المسلّحة.

وقال بزشكيان إن طهران مستعدة للتعاون بشكل بنّاء مع الفاتيكان لتعزيز السلام والعدالة في العالم.

وعادةً ما يحرص البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية التي يقدَّر عدد أتباعها بنحو 1.4 مليار، على عدم الانحياز إلى أي طرف في الصراعات الدولية وتأكيد أهمية جهود التهدئة. إلا أنه كثَّف، في الآونة الأخيرة، انتقاداته لإسرائيل في حربها ضد «حماس».


مقالات ذات صلة

غروسي يدعو إيران للالتزام بسقف مخزون اليورانيوم عالي التخصيب

شؤون إقليمية غروسي يتحدث أمام الاجتماع ربع السنوي لمجلس المحافظين في فيينا اليوم (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

غروسي يدعو إيران للالتزام بسقف مخزون اليورانيوم عالي التخصيب

رحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بخطوة إيران «الملموسة» المتمثلة في موافقتها على الحد من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الخليج وزير الخارجية الإيراني خلال لقائه في طهران رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (وكالة «مهر» الإيرانية)

وزير الخارجية الإيراني يلتقي نظيره القطري في طهران

أجرى رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في طهران، اليوم، مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. ووفق وسائل إعلام…

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها ربع السنوي في فيينا اليوم

قرار غربي يدين تقاعس إيران في التعاون مع «الذرية الدولية»

قدمت الدول الأوروبية والولايات المتحدة نص قرار يُدين عدم تعاون إيران في الملف النووي إلى مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية

«الشرق الأوسط» ( لندن-فيينا)
رياضة عالمية منتخب إيران واصل تصدر مجموعته في تصفيات المونديال (رويترز)

«تصفيات المونديال»: إيران تهزم قيرغيزستان وتقترب من النهائيات

قطع منتخب إيران خطوة جديدة في طريق التأهل إلى كأس العالم 2026 بفضل فوزه المثير على مضيفه منتخب قيرغيزستان.

«الشرق الأوسط» (بيشكيك)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره السوري بسام الصباغ في طهران الثلاثاء (أ.ف.ب)

اتفاق إيراني – سوري على تعزيز «مكافحة الإرهاب»

دون إشارة صريحة عن وضع المستشارين الإيرانيين في سوريا، أعلنت طهران ودمشق أنهما ماضيتان إلى تقوية جهودهما المشتركة «لمكافحة الإرهاب».

«الشرق الأوسط» (طهران)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)
ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)
TT

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)
ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن يعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمّها إلى إدارته، لكنه دعا إلى الانتظار حتى تتسلم مهامها قبل الحكم عليها.

على الصعيد الداخلي، نفى إردوغان وجود أي خلافات مع حليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان، مشدداً على قوة «تحالف الشعب»، واختلافه عما سماه «تحالف النايلون» للمعارضة التركية.

ترشيحات ترمب

رداً على سؤال بشأن الأسماء التي طُرحت حتى الآن للانضمام إلى إدارة ترمب، قال إردوغان: «عندما ننظر إلى تلك الأسماء نراها تتعارض مع سياسات تركيا. فعلى سبيل المثال، أوصى ترمب بوزير خارجية مناهض لتركيا، وهو اسم مرعب بالنسبة للفلسطينيين وحركة (حماس)، وبالنسبة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)». وتساءل: هل يجب أن نقلق على تركيا أم على العالم؟».

إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 - البرازيل (الرئاسة التركية)

وقال ترمب إنه سيرشح السيناتور ماركو روبيو، وهم ابن لأسرة فقيرة مهاجرة من كوبا انتُخب عضواً بمجلس الشيوخ عام 2010، ويتبنّى نهجاً صارماً في السياسة الخارجية، وزيراً للخارجية في إدارته الجديدة.

وأضاف إردوغان، في تصريحات، الأربعاء، لصحافيين رافقوه خلال عودته من البرازيل، حيث شارك في قمة مجموعة الـ20: «لا يمكننا أن نبني علاقاتنا على التحيزات، علينا أن نكون حذرين وحساسين للغاية هنا، وعلى الرغم من أن السيد ترمب يقول إنه سينهي الحروب، فمن السابق لأوانه التعليق على إدارته الجديدة».

وتابع: «سنسعى جاهدين لتعزيز العلاقات التركية - الأميركية في إطار مصالح بلادنا. بالطبع، نقوم بتحليل أعضاء حكومة السيد ترمب وأسلوب تعاملهم، ونقوم باستعداداتنا وفقاً لذلك. بالنسبة لنا، ليس مهماً ما قاله الناس وما فكروا به قبل وصولهم إلى السلطة، لكن المهم هو ما يفعلونه بعد توليهم المسؤولية».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عبَّر عن قلق بلاده إزاء التعيينات الجديدة في إدارة ترمب (الخارجية التركية)

كان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، تطرّق إلى التعيينات الجديدة التي تم الكشف عنها في إدارة ترمب، في تصريحات الأسبوع الماضي، قائلاً: «ما لاحظته في البداية هو موقف داعم بقوة لإسرائيل، وهذا ليس مفاجئاً. بمعنى آخر، أصبح دعم إسرائيل شرطاً ضرورياً في السياسة الداخلية لأميركا، خصوصاً في الكونغرس».

وقال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر تشليك، إن «الرئيس إردوغان أصدر تعليمات لوزراء الحكومة بوضع خريطة طريق للتعامل مع إدارة ترمب الجديدة في مختلف القضايا. ونعلم أن شخصيات مُعيّنة أدلت ببعض التصريحات السلبية عن الرئيس إردوغان، ويتم تحليل ذلك، ونتابع أيضاً السير الذاتية لهؤلاء. ونحن في حاجة إلى رؤية الخطوات التي ستتخذها هذه الأسماء فيما يتعلق بتركيا».

لا خلافات مع بهشلي

على صعيد آخر، علّق إردوغان على ما يتردّد عن وجود خلافات داخل «تحالف الشعب» الحاكم في تركيا، خلافات في الرؤى مع رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي بعد دعوته لحضور زعيم حزب العمال الكردستاني، السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان للحديث وإعلان حل الحزب مقابل تمتعه بالحق في الأمل بالإفراج عنه.

وعن اللقاء الذي عقده مع بهشلي بقصر الرئاسة في أنقرة، والذي كان الأول بعد دعوته أوجلان في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال إردوغان إن «اللقاء الذي عقدناه مع السيد دولت له أهمية بالغة، خصوصاً فيما يتعلق بالانسجام والتماسك ووحدة (تحالف الشعب) والوضع السياسي والاجتماعي الذي تمرّ به تركيا. لا يوجد أبداً خلاف أو اختلاف في الرأي بيننا».

إردوغان خلال لقائه بهشلي بقصر الرئاسة في أنقرة الخميس الماضي (الرئاسة التركية)

وأضاف: «لكن بعض الناس يقولون إن (تحالف الشعب) منقسم، وتستخدم المعارضة الرئيسة (حزب الشعب الجمهوري) مثل هذا الخطاب لإخفاء الصراع بين الإدارة القديمة والجديدة للحزب ورؤساء البلديات، لا ينبغي الخلط بين هذا وبين (تحالفات النايلون) الخاص بهم، وعلاقات المصلحة الذاتية».

في السياق ذاته، أظهر آخر استطلاع للرأي حول احتمال توجه تركيا إلى انتخابات مبكرة، تراجعاً في أصوات حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (تحالف الشعب). وبحسب الاستطلاع الذي أجرته شركة «بيار» في 26 ولاية تركية في الفترة بين 10 و15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حافظ حزب الشعب الجمهوري على مكانته في المرتبة الأولى بنسبة 23.3 في المائة من الأصوات، تلاه العدالة والتنمية بنسبة 22.8 في المائة بخسارة نقطتين مئويتين عن آخر استطلاع، في حين خسرت الحركة القومية 1.5 نقطة مئوية وحصلت على 6.6 في المائة من الأصوات.

أما النتيجة اللافتة التي كشف عنها الاستطلاع فكانت تفوق عدد الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم حيال جميع الأحزاب السياسية، حيث بلغت نسبتهم 24.2 في المائة.