سكان مستوطنة إسرائيلية تحمل اسم ترمب يترقّبون «الفرصة» بعد الانتخابات الأميركية

سيارة إسعاف تمر أمام لافتة طريق تشير إلى مستوطنة «رمات ترمب» (مرتفعات ترمب) في مرتفعات الجولان في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
سيارة إسعاف تمر أمام لافتة طريق تشير إلى مستوطنة «رمات ترمب» (مرتفعات ترمب) في مرتفعات الجولان في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

سكان مستوطنة إسرائيلية تحمل اسم ترمب يترقّبون «الفرصة» بعد الانتخابات الأميركية

سيارة إسعاف تمر أمام لافتة طريق تشير إلى مستوطنة «رمات ترمب» (مرتفعات ترمب) في مرتفعات الجولان في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
سيارة إسعاف تمر أمام لافتة طريق تشير إلى مستوطنة «رمات ترمب» (مرتفعات ترمب) في مرتفعات الجولان في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 5 نوفمبر 2024 (رويترز)

يرحّب السكان الإسرائيليون في «رمات ترمب» (مرتفعات ترمب) بانتخاب مَن يحملون اسمه، آملين أن تضفي عودة دونالد ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة حياة جديدة على هذه المستوطنة الصغيرة النائية في وسط مرتفعات الجولان.

خلال فترة ولايته الأولى، أصبح ترمب أول زعيم أجنبي يعترف بسيطرة إسرائيل على الجولان، التي استولت عليها من سوريا في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط. شكرت إسرائيل ترمب بإعادة تسمية هذه البؤرة الاستيطانية باسمه، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

لكن التدفق واسع النطاق للسكان الجدد لم يتحقق قط بعد حفل عام 2019، ولا يعيش سوى بضع عشرات من العائلات في «مرتفعات ترمب»، أو «رمات ترمب» بالعبرية. فرص العمل محدودة، وحرب إسرائيل التي استمرت لأكثر من عام ضد مسلحي «حزب الله» في لبنان القريب أضافت إلى الشعور بالعزلة.

مدخل مستوطنة «رمات ترمب» الصغيرة في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل الخميس 7 نوفمبر 2024 (أ.ب)

لقد ألهم انتخاب ترمب الأمل في مجتمع «مرتفعات ترمب» بأنه سيجذب المزيد من الأعضاء إلى المستوطنة وكذلك المزيد من التمويل لتحسينات الأمن.

قال ياردن فريمان، مدير مجتمع «مرتفعات ترمب»: «ربما يمكن أن يزيد ذلك من الوعي وربما بعض الدعم للمساعدة هنا ومساعدة أطفالنا».

استعرض أوري كالنر، رئيس المجلس الإقليمي للجولان، عشرات قطع الأراضي، المليئة بالطرق الأسفلتية الجديدة وأعمدة الإنارة وخطوط المرافق، التي أعدها السكان لمشاريع الإسكان المستقبلية.

وقال: «عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض تضع المدينة بالتأكيد في عناوين الأخبار».

وقف كالنر بجوار تمثال معدني لنسر ومينوراه (شمعدان)، يرمزان إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلق في السماء. ضرب انفجاران من الصواريخ التي أطلقت من لبنان التلال القريبة، وعلى الجانب الآخر من الحدود في لبنان، ارتفعت أعمدة الدخان في الهواء من الغارات الجوية الإسرائيلية.

تقع بلدة «مرتفعات ترمب»، المحاطة بأنقاض قرى فر منها السوريون في حرب عام 1967، فوق وادي الحولة، حيث حشدت إسرائيل الدبابات والمدفعية والقوات لمعركتها في لبنان. وقد تم إخلاء معظم البلدات في الوادي. ترسل بلدة «مرتفعات ترمب» أطفالها إلى دار حضانة مؤقتة في مستوطنة قريبة بعد أن أغلقت الحكومة جميع المدارس في المنطقة في أعقاب غزو لبنان في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

سيارة قديمة داخل مستوطنة «رمات ترمب» في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل الخميس 7 نوفمبر 2024 (أ.ب)

تبعد المستوطنة نحو 12 كيلومتراً فقط من لبنان وسوريا. وتمنح تنبيهات إطلاق النار القادمة السكان نحو 30 ثانية للوصول إلى ملجأ من القنابل.

ضمت إسرائيل الجولان، وهي هضبة استراتيجية تطل على شمال إسرائيل، في عام 1981 في خطوة غير معترف بها دولياً.

وفي مارس (آذار) 2019، غرد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دون سابق إنذار، بأن الولايات المتحدة «ستعترف بالكامل» بسيطرة إسرائيل على الجولان. وقد أثار إعلانه إدانة واسعة النطاق من المجتمع الدولي، الذي يعتبر الجولان أرضاً سورية محتلة والمستوطنات الإسرائيلية غير قانونية. وتركت إدارة بايدن القرار على حاله، لكن الولايات المتحدة تظل الدولة الوحيدة التي تعترف بالضم الإسرائيلي.

وقال كالنر إنه يأمل أن يقنع ترمب الآن الدول الأوروبية بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في الجولان.

ووفقاً للأرقام الإسرائيلية، فإن الجولان موطن لنحو 50 ألف شخص - نصفهم تقريباً من الإسرائيليين اليهود والنصف الآخر من العرب الدروز، وكثير منهم ما زالوا يعتبرون أنفسهم سوريين تحت الاحتلال.

في يونيو (حزيران) 2019، قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حفل تدشين «مرتفعات ترمب». وأشار السفير الأميركي لدى إسرائيل في ذلك الوقت، ديفيد فريدمان، إلى أن الحفل جاء بعد أيام من عيد ميلاد ترمب وقال: «لا أستطيع التفكير في هدية عيد ميلاد أكثر ملاءمة وجمالاً».

خيول ترعى بالقرب من مدخل مستوطنة «رمات ترمب» الصغيرة في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل حيث يرحب السكان الإسرائيليون بانتخاب من يحملون نفس الاسم ويأملون أن تضفي عودة دونالد ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة حياة جديدة على المجتمع... الخميس 7 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وبصفته رئيساً للولايات المتحدة في فترته الرئاسية الأولى، كان ترمب قريباً من نتنياهو وجاء الاعتراف بالجولان من بين سلسلة من الهدايا الدبلوماسية التي قدمها ترمب لإسرائيل خلال ولايته.

في «مرتفعات ترمب»، وقف أوري كالنر، رئيس المجلس الإقليمي للجولان، وقال بتفاؤل: «مجتمع الجولان قوي ومرن، والأشخاص الذين يريدون القدوم والعيش هنا هم من نفس المادة. أعتقد أننا سنتغلب على هذه الأوقات الصعبة ولن نتوقف عن النمو».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يشن أكبر هجوم بالمسيّرات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان

المشرق العربي الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)

«حزب الله» يشن أكبر هجوم بالمسيّرات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان

ذكرت قناة تلفزيونية تابعة لـ«حزب الله»، الجمعة، أن الجماعة اللبنانية شنّت أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان منذ بداية المواجهات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

مسؤول إسرائيلي يوضّح كيف تسبب نتنياهو في قرار «الجنائية الدولية»

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أمرَيْ اعتقال ضد نتنياهو وغالانت كان من الممكن تجنبه لو سمح نتنياهو بأمر واحد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً الخميس إلى الكونغرس التشيلي بمناسبة زيارته الرسمية إلى سانتياغو (د.ب.أ)

تحليل إخباري الأسباب التي تدفع إسرائيل لإبعاد فرنسا من لجنة الإشراف على وقف النار مع «حزب الله»

لبنان: الأوراق المتاحة لفرنسا للرد على إسرائيل لإزاحتها من مساعي الحل ولجنة الإشراف على وقف النار .

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية أظهر استطلاع رأي (الجمعة) ارتفاع شعبية بنيامين نتنياهو بمقعدين في الكنيست المقبل (رويترز)

استطلاع رأي يعزز وضع نتنياهو في إنقاذ حكمه

أظهر استطلاع رأي ارتفاع شعبية بنيامين نتنياهو بمقعدين اثنين في الكنيست المقبل، لكنه يظل بعيداً جداً عن القدرة على تشكيل حكومة.

نظير مجلي (تل ابيب)
شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
TT

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان. ومثل كليتشدار أوغلو (75 عاماً) أمام القاضي في الجلسة الأولى من القضية التي يواجه فيها حكماً بالسجن 11 سنة و8 أشهر، وحظر نشاطه السياسي لمدة 5 سنوات.

وقرأ كيليتشدار أوغلو، دفاعه المكون من 25 صفحة، أمام قاضي الدائرة 57 للمحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة، واستهله قائلاً: «لم آتِ للدفاع عن نفسي بسبب جريمة، ولكن لتسجيل الجرائم المرتكبة وللمطالبة بالمحاسبة، ولتسجيل ملاحظة في التاريخ».

كليتشدار أوغلو وإلى جانبه رئيس «الشعب الجمهوري» ورئيس بلدية أنقرة وعدد من الشخصيات الذين جاءوا لمساندته في قاعة المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وأضاف: «من حسن حظي أنه لم يجرِ تقديمي أمامكم بجريمة سرقة واختلاس حقوق الأيتام، ومرة أخرى، أنا محظوظ لأنني لم أمثُل أمامكم بتهمة الخيانة». وحيا كل الأبطال الوطنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل بقاء الدولة وسيادة الوطن، وللملازمين الشباب الذين طردوا من الخدمة عقب تخرجهم مباشرة بسبب أداء قسم الولاء لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في حفل تخرجهم في أغسطس (آب) الماضي».

دعم واسع

تَجَمَّعَ مئات من أنصار كليتشدار أوغلو و«الشعب الجمهوري» وأحزاب المعارضة أمام المحكمة مطالبين بالعدالة، حيث نمكن من الوصول إلى قاعة المحكمة بصعوبة بالغة.

وحضر رئيس «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزلل، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس حزب «البلد» محرم إينجه، ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ، وعائلة كليتشدار أوغلو، وعائشة أتيش زوجة رئيس منظمة «الذئاب الرمادية» سنان أتيش، الذي اغتيل في أنقرة قبل عامين، فضلاً عن ممثلي أحزاب معارضة ورؤساء بلديات من أنحاء تركيا، بينما غاب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بسبب حضوره مؤتمراً في ألمانيا.

تجمع حاشد حول كليتشدار أوغلو أثناء دخوله المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وقال كليتشدار أوغلو إنه حضر إلى المحكمة ليقول مجدداً للص إنه لص، وليعيد التذكير بقضية الـ128 مليار دولار التي أهدرها إردوغان من احتياطي البنك المركزي لصالح «عصابة المقاولين الخمسة». وأضاف: «إذا كان الرجل الذي قال ليس لديَّ سوى خاتم واحد، إذا أصبحت غنياً، فاعلموا أنني سرقت، (في إشارة إلى إردوغان)، أصبح ثرياً، فإنني أقولها مرة أخرى هو لص».

وطلب من القاضي أن يسمح له بالابتعاد عن موضوع القضية، مشيراً إلى أن إردوغان زج بتركيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير من أجل تأسيس حكم الرجل الواحد في تركيا، الذي جُعلت كل السلطات في يده، كما يواصل الآن سياسته من أجل البقاء عبر تقديم تنازلات في قبرص وبحر إيجه. وأضاف: «لقد كانت هذه هي الحال دائماً في التاريخ الحديث، فنظام ضعف اقتصاده أو حتى انهار، ولا يستطيع حماية حدوده، حيث نظام العدالة مرتبط برجل واحد، وحيث جرى تدمير آلية الرقابة، وحيث لا توجد شفافية ومحاسبة، وحيث التعيين في مناصب الدولة وليس على أساس الجدارة والكفاءة، لن يدوم».

وتطرق كليتشدار أوغلو إلى مسيرته المهنية حيث كان مسؤولاً عن مؤسسة التأمين الاجتماعي، قائلاً إنه كان يدير أموال آلاف المواطنين، ولم يأخذ قرشاً واحداً من أموال الدولة إلى بيته، ولم يصبح من الأثرياء، ولا يملك سوى البيت الذي يعيش فيه أنقرة، مع أنه ظل أيضاً رئيسا لـ«الشعب الجمهوري» 13 عاماً.

كمال كليتشدار أوغلو (من حسابه في إكس)

ولفت إلى أنه تعرض للطعن في الظهر في الانتخابات الرئاسية، العام الماضي، من جانب من كانوا يقولون: «إننا وطنيون قوميون، وسنكتبك في وصية عائلتنا»، في إشارة إلى الرئيسة السابقة لحزب «الجيد»، ميرال أكشنار، لنكتشف لاحقاً أنهم كانوا يتعاونون مع إردوغان من أجل إدامة نظام الرجل الواحد الذي تَسَبَّبَ في معاناة البلاد بسبب الفساد والرشوة وتدهور الاقتصاد.

جدل واتهامات

وعُقدت الجلسة الأولى من محاكمة كليتشدار أوغلو وسط جدل واسع وتراشق مع وزير العدل الذي أدلى بتصريحات، الخميس عشية الجلسة، قال فيها إن هناك حالياً 9 قضايا و5 تحقيقات جارية تتعلق بالزعيم السابق لـ«الشعب الجمهوري»، وجرى فتح تحقيق بسبب تصريحاته. وأضاف تونتش: «أقول للسياسيين من (الشعب الجمهوري) إنهم إذا استمروا على السياسة ذلتها فسينتهي بهم الأمر مثل رئيسهم السابق».

كليتشدار أوغلو خلال أحد التجمعات قبل الانتخابات الرئاسية عام 2023 (من حسابه في إكس)

ورد كليتشدار أوغلو على تونتش في كلمة مصورة عبر حسابه في «إكس»، قائلاً: «إذا كانت لديك الشجاعة، فتعال إلى المحكمة غداً، واستمع إلى ما سأقوله لسيدك، ربما تتعلم درساً». واستنكرت قيادات «الشعب الجمهوري» تصريحات وزير العدل مؤكدين أنها جاءت قبل المحاكمة بيوم واحد، توجيهاً أو «أمراً» للقاضي لإدانة كليتشدار أوغلو، وحظر نشاطه السياسي.