بلينكن يضغط على إسرائيل لمساعدة غزة إنسانياً

قال لغالانت: ما تفعلونه غير كاف

غالات مستقبلاً بلينكن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل (إكس)
غالات مستقبلاً بلينكن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل (إكس)
TT

بلينكن يضغط على إسرائيل لمساعدة غزة إنسانياً

غالات مستقبلاً بلينكن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل (إكس)
غالات مستقبلاً بلينكن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل (إكس)

اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إسرائيل بـ«عدم نقل مساعدات كافية للسكان في قطاع غزة»، مؤكداً أن ما تفعله إسرائيل «غير كاف».

وقالت قناة «ريشت كان» العبرية إن بلينكن هاتف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وقال له إن «إسرائيل لا توصل مساعدات كافية إلى غزة».

ونقلت القناة عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن بلينكن أكد لغالانت، خلال الاتصال مجدداً، «التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل ضد تهديدات إيران والمجموعات التابعة لها والمدعومة منها».

ولفت ميلر إلى أن الوزيرين ناقشا الأوضاع الإنسانية «الصعبة» في غزة؛ إذ استعرض بلينكن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل حتى الآن، وحضها على «اتخاذ مزيد من الإجراءات لزيادة المساعدات الإنسانية واستدامتها على نحو كبير، بما في ذلك الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى، للمدنيين في جميع أنحاء غزة».

كما شدد بلينكن على «أهمية إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن إلى الديار، فضلاً عن رسم طريق للمضي قدماً في فترة ما بعد الصراع يسمح للسكان الفلسطينيين في غزة بإعادة بناء حياتهم وتعزيز الحكم، وكذلك تعزيز الأمن وإعادة البناء».

وكانت الولايات المتحدة نقلت قبل نحو 3 أسابيع تحذيراً شديد اللهجة لإسرائيل، ووصف في تل أبيب بأنه «غير عادي»، وطلبت منها أن تتوقف عن منع نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، خلال مهلة 30 يوماً وإلا فستضطر الإدارة الأميركية إلى تفعيل «مذكرة الأمن القومي»، ومنع نقل الأسلحة إلى إسرائيل بموجب قانون المساعدات.

وأبلغ بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، آنذاك، كلاً من غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية ورون ديصرمِر، أن واشنطن ستتوقف عن تزويد إسرائيل بأسلحة، في حال عدم اتخاذ إجراءات لحل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة خلال ثلاثين يوماً.

ووفقاً لمذكرة الأمن القومي الصادرة في مارس (آذار) الماضي، وُضعت سلسلة من الشروط لاستمرار نقل المساعدات العسكرية إلى إسرائيل.

أطفال فلسطينيون يجمعون الدقيق بعد سقوط كيس من شاحنة مساعدات تسير على طريق صلاح الدين في دير البلح في وسط القطاع (الفرنسية)

ومن بين أمور أخرى، تعهدت إسرائيل بالسماح، وعدم منع أو تقييد، بشكل تعسفي، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنقل أو إيصال المساعدات الإنسانية من قبل الولايات المتحدة، والجهود الدولية التي تدعمها الإدارة الأميركية لتقديم المساعدات الإنسانية. وتم تسليم الرسالة الأميركية على خلفية منع إدخال المواد الغذائية إلى شمال غزة، بعدما بدأت إسرائيل عملية واسعة هناك، يعتقد أنها «خطة الجنرالات» القاضية بتجويع سكان الشمال وطردهم.

ويعاني شمال غزة اليوم من مجاعة حقيقية، وهي مجاعة بدأت تتمدد إلى مناطق أخرى. ويوجد تقديرات في إسرائيل أن إدارة بايدن ستزيد الضغوط في الفترة المقبلة، وهي الفترة الانتقالية.

وتنتهي رسالة المهلة الأميركية لإسرائيل المحددة بـ30 يوماً بعد الأسبوع الأول من الانتخابات الأميركية.

فلسطينيون ينزحون من شمال غزة وسط عملية عسكرية إسرائيلية (رويترز)

وقال دبلوماسيون غربيون لـ«هآرتس» إن حجم المساعدات المقدمة حتى الآن غير كاف، ولم تستجب إسرائيل لطلب الأميركيين بإدخال أكثر من 400 شاحنة يومياً، وليست قريبة من تلبية هذا العدد حتى. وبحسب 3 دبلوماسيين فإن التفسيرات الإسرائيلية غير مقنعة مطلقاً، وهو ما عزز الشكوك حول أن إسرائيل تنفذ فعلاً خطة الجنرالات القاضية بترحيل جماعي للسكان في شمال القطاع.

وقالت صحيفة «هآرتس» إن التقديرات في إسرائيل تتزايد بأن إدارة بايدن ستزيد من الضغوط على إسرائيل في الفترة الانتقالية لإنهاء الحرب في غزة، وقد تتخذ قرارات وإجراءات تجنبت اتخاذها حتى الآن بما في ذلك أمام المحافل الدولية، أو فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الأميركية لإسرائيل.


مقالات ذات صلة

مقتل أُم وأطفالها الثلاثة في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا

المشرق العربي فلسطينيون نازحون هرباً من القصف الإسرائيلي شمال غزة (رويترز)

مقتل أُم وأطفالها الثلاثة في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا

قُتلت أُم وأطفالها الثلاثة صباح اليوم (الأربعاء) في قصف إسرائيلي لمنزل في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جندي إسرائيلي يشير إلى منزل تعرض لأضرار نتيجة صواريخ «حزب الله» في المطلة (أ.ف.ب)

تراجع العمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان

تراجعت العمليات العسكرية في المعركة البرية، جنوب لبنان، مع تقليص الجيش الإسرائيلي فرقه العسكرية إلى النصف، من غير أن ينهي محاولات التوغل المحدودة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية إحدى الطائرتين دخلت المجال الجوي الإسرائيلي في صحراء العربة بالقرب من مطار رامون (أرشيفية - رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرتين مسيّرتين انطلقتا من العراق

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، إن طائرتين مسيّرتين أطلقتا من العراق باتجاه إسرائيل أسقطتهما.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإسرائيلي حينها يسرائيل كاتس يتحدث أثناء مؤتمر صحافي مشترك في بودابست، المجر، 17 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

كاتس يرحب بتعيينه وزيراً لدفاع إسرائيل

رحّب يسرائيل كاتس بتعيينه وزيراً للدفاع بعد إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليوآف غالانت، شاكراً نتنياهو على الثقة التي منحها له.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مستقبلاً غالانت في البنتاغون يونيو الماضي (أرشيفية - رويترز)

البيت الأبيض: غالانت كان شريكاً مهماً لأميركا

قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، اليوم (الثلاثاء)، إن وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت كان «شريكاً مهماً» للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غالانت خالف نتنياهو في فلسطين وسانده في لبنان

وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت (د.ب.أ)
TT

غالانت خالف نتنياهو في فلسطين وسانده في لبنان

وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت (د.ب.أ)

يوآف غالانت الذي أقاله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من منصب وزير الدفاع في إسرائيل، اليوم (الثلاثاء)، هو جنرال سابق حدّد معالم الحملة التي تخوضها الدولة العبرية ضد حركة «حماس» في قطاع غزة، لكنه اختلف جذرياً مع رئيس الوزراء بشأن مستقبل هذه الحرب.

وبعدما كان القوة الأبرز خلف توسيع العمليات العسكرية في لبنان في سبتمبر (أيلول)، أقصي غالانت في يوم انشغال الولايات المتحدة، البلد الداعم الأكبر لإسرائيل سياسياً وعسكرياً، بانتخاباتها الرئاسية، وبعد أشهر من التباينات مع نتنياهو بشأن مآلات الحرب ضد «حماس» في القطاع الفلسطيني.

أصرّ غالانت المعروف بمواقفه المتشددة والمنضوي في حزب نتانياهو الذي اختلف معه مرّات عدة بشأن السياسات المتبعة، على أن على إسرائيل توسيع المعركة إلى لبنان حيث بدأ «حزب الله» المدعوم من إيران، شنّ هجمات عبر الحدود بعد هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وبينما كان المسؤولان على توافق بشأن الجبهة الشمالية مع لبنان، كان الخلاف بينهما عميقاً بشأن الجبهة الجنوبية في غزة، حيث أدت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام، إلى إضعاف «حماس» لكن من دون إيجاد حل لمسألة الرهائن.

وقال نتنياهو في بيان اليوم: «على مدى الأشهر الماضية تآكلت الثقة... في ضوء ذلك، قررت اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع»، مشيراً إلى تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفاً لغالانت.

في 18 سبتمبر، أعلن غالانت أن «مركز ثقل» الحملة العسكرية الإسرائيلية «سينتقل إلى الشمال»، واصفاً ذلك بأنه «بداية مرحلة جديدة في الحرب تتطلب الشجاعة والتصميم والصمود».

بعد أيام، أعلنت إسرائيل أن قواتها البريّة بدأت عمليات ضد «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية، بعد سلسلة عمليات قصف مدمّرة أضعفت الهيكلية القيادية للحزب.

ويقول الخبير الجيوسياسي لدى شركة «لو بيك» للاستشارات الأمنية ومقرها الشرق الأوسط، مايكل هورويتز، إن «غالانت كان أول من أيّد فكرة أن على إسرائيل نقل المبادرة إلى الشمال، بعد أيام فقط من هجمات السابع من أكتوبر».

ويوضح المحلّل السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية كاليف بن - دورـ أن «الحجة كانت بأنه من المفضّل في الحرب قتال العدو الأكثر قوّة أولاً، وقوّة حزب الله تتجاوز قوة حماس بأشواط».

سياسي «مسؤول»

وبحسب هورويتز، كان يُنظر إلى غالانت بعد نحو عام على بدء حرب غزة «سواء كانت تلك النظرة محقّة أم لا، على أنه كان استشرافياً، وراهن على قدرة إسرائيل على استعادة زمام المبادرة».

وأشار بن - دور إلى أن غالانت، العنصر في القوة البحرية الخاصة والمستشار العسكري لرئيس الوزراء الراحل آرييل شارون والقائد العسكري الرفيع الذي قاد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في 2008 - 2009، فرض نفسه بوصفه سياسياً «مسؤولاً».

ويضيف المحلل أن غالانت «يُعد شخصية تركّز على الانتصار في الحرب وما يُنظر إليها على أنها المصلحة الوطنية، بدلاً من الخوض في الأمور السياسية السخيفة»، وهو أمر يلقى تقديراً حتى في أوساط الإسرائيليين «الذين لا يشاركونه بالضرورة وجهات نظره السياسية».

تعرّض غالانت (65 عاماً) لاتهامات بارتكاب جرائم حرب على خلفية الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في غزة التي أودت بحياة 43391 شخصاً على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في القطاع.

وأطلقت إسرائيل حملتها العسكرية ردّاً على هجوم السابع من أكتوبر 2023 غير المسبوق الذي تسبب بمقتل 1206 أشخاص في إسرائيل، معظمهم مدنيون أيضاً، بناء على حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية وتشمل الرهائن الذين قتلوا بينما كانوا محتجزين.

في مايو (أيار)، طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إصدار مذكرتي توقيف بحق كل من نتنياهو وغالانت بتهم تشمل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والقتل والتجويع المتعمّد للمدنيين، علماً بأن المذكرتين لم تصدرا بعد.

«هراء»

اختلف غالانت مراراً مع نتنياهو بما في ذلك بشأن إصلاحات قضائية مثيرة للجدل أثارت موجة احتجاجات منذ مطلع 2023، والمفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة.

ويقول هورويتز إن غالانت الذي نجا سابقاً من محاولة واحدة على الأقل لإقالته، يعد شخصية وطنية قادرة على جمع الإسرائيليين.

وفور إعلان إقالته، نزل مئات الإسرائيليين إلى الشوارع احتجاجاً.

انضم غالانت، وهو أب لثلاثة أبناء، إلى حزب نتنياهو «الليكود» عام 2019، بعد بضع سنوات على دخوله السياسة مع حزب «كولانو» (يمين وسط).

في أغسطس (آب)، نقل الإعلام الإسرائيلي عن غالانت أنه قلّل من أهمية إعلان نتنياهو أن هدف الحرب تحقيق «انتصار كامل» ضد «حماس» في غزة، عادّاً أنه مجرّد «هراء».