تفاؤل إسرائيلي بقرب التوصل لوقف إطلاق نار في لبنان

روسيا تبلغ تل أبيب أن إيران معنية باتفاق من دون علاقة بالحرب على غزة

جنود إسرائيليون يتفقدون موقعاً سقط به صاروخ من «حزب الله» في شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يتفقدون موقعاً سقط به صاروخ من «حزب الله» في شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

تفاؤل إسرائيلي بقرب التوصل لوقف إطلاق نار في لبنان

جنود إسرائيليون يتفقدون موقعاً سقط به صاروخ من «حزب الله» في شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يتفقدون موقعاً سقط به صاروخ من «حزب الله» في شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن نضوج صيغة اتفاق قريب لإنهاء الحرب في لبنان، على قاعدة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وأكدت المصادر أنه بالإضافة إلى الجهود الأميركية في هذا الملف، توجد جهود قوية من روسيا لما تمتلكه من تأثير على إيران. وذكرت المصادر ذاتها أن موسكو أبلغت تل أبيب بأن طهران تشجع «حزب الله» على المضي قدماً في الاتفاق بغض النظر ومن دون علاقة بالتطورات في الحرب على غزة.

وبحسب هذه المصادر، فإن الوسيط الأميركي آموس هوكستين، الذي كان مقرراً وصوله إلى إسرائيل الثلاثاء، ينتظر إشارة من شريكيه في الوساطة، فرنسا وقطر، اللتين تقيمان اتصالات مع «حزب الله»، ويتوقع وصوله إلى المنطقة قبل الانتخابات الأميركية المقررة 5 نوفمبر (تشرين الثاني) بغرض إنهاء المفاوضات وإطلاق الاتفاق.

مراحل متقدمة

ويقول نداف إيال، المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، إن «مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل أكدت له أن الاتفاق يوجد في مراحل بلورة متقدمة»، وأن «هوكستين سيصل لتحقيق توافقات نهائية».

وأضاف: «إذا لم تتفجر الاتصالات، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإعادة الانتشار، والخروج من بعض النقاط التي أنهى فيها مهامه في داخل أراضي جنوب لبنان، حيث تخرج معظم القوات من الأراضي اللبنانية. يحتمل أن تبقى إسرائيل في نقاط تكتيكية مهمة في الجانب اللبناني وعلى طول الحدود إلى أن يتحقق اتفاق نهائي وحتى نهاية فترة التكيف، أي لمدة شهرين».

وبموجب هذه الأنباء، فإن الإسرائيليين يقولون إن الوضع في لبنان «تغير من الأقصى إلى الأقصى نتيجةً أعمال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن»، وإنه توجد موافقة لبنانية على قطع الجبهة الشمالية عن قطاع غزة. وشدد مسؤولون في إسرائيل على أن القتال لن يتوقف لغرض المفاوضات، بل فقط بعد الوصول إلى اتفاق نهائي.

الموفد الأميركي آموس هوكستين (أ.ف.ب)

وتقدر مصادر استخبارية غربية بأن إيران تسمح لـ«حزب الله» بالوصول إلى وقف نار في لبنان حتى من دون وقف نار في قطاع غزة «بل وربما تدفع نحو ذلك».

60 يوماً

وأكدت المصادر الإسرائيلية على أن الاتفاق يحتاج إلى 60 يوماً لتنفيذه على الأرض يوقف خلالها «حزب الله» والجيش الإسرائيلي إطلاق النار، وينتشر الجيش اللبناني في الجنوب، ويفحص جهاز رقابة تنفيذ الاتفاق كله.

ويقول إيال إنه لن تكون هناك حاجة إلى قرار جديد في مجلس الأمن. ونقل عن مصادر فرنسية وأميركية قولها إنها تلقت تقديرات من جهات لبنانية تؤكد أن «حزب الله»، الذي ضرب بشدة على أيدي إسرائيل وفقد كل قيادته، شعر في الأسابيع الأخيرة بأنه «معزز» بسبب «عدد المصابين العالي للجيش الإسرائيلي»؛ ولهذا فإن الإلحاح للوصول إلى اتفاق عالٍ للغاية، «وإلا فإن الفرصة يمكن أن تضيع».

المقترح الإسرائيلي

وأما نص الاتفاق المقترح بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة ودول أخرى، الذي يجري التداول بشأنه، فيتضمن - حسب «يديعوت أحرونوت» - ثلاثة مركبات أساسية، هي:

الأول: تنفيذ قرار 1701 بشكل موسع بحيث يتم التأكد من ألا يكون هناك وجود مسلح لـ«حزب الله» جنوب نهر الليطاني، وأن يكون هناك ابتعاد ذو مغزى في منطقة المطلة. ويفترض بالجيش اللبناني أن ينتشر على طول حدود الشمال بأعداد كبيرة بين 5 آلاف و10 آلاف مقاتل. ويتم تعزيز قوة «يونيفيل» الحالية، ربما بتغيير بعض كتائبها بكتائب فرنسية، بريطانية وألمانية. وتوجهت إسرائيل إلى الدول آنفة الذكر في محاولة للاستيضاح هل توافق على ذلك؟

قافلة لـ«يونيفيل» تمرّ بجانب جندي لبناني في مرجعيون بالجنوب الثلاثاء (رويترز)

الثاني: إقامة جهاز إنفاذ ورقابة دولي يمكن للطرفين أن يبلغا بالانتهاكات وكان مطلباً جوهرياً لجهاز الأمن منذ بداية الحرب. في إسرائيل يقولون إنه تحقق توافق مع الولايات المتحدة على أنه إذا ما ظهر انتهاك من جانب لـ«حزب الله» كبناء بنية تحتية عسكرية جنوب نهر الليطاني، ولم يعالجه الجيش اللبناني و«يونيفيل» في أقرب وقت ممكن تعمل إسرائيل وحدها وبشكل متواصل على إزالة التهديدات.

وكجزء من المفاوضات، طلبت إسرائيل من الرئيس الأميركي جو بايدن أن يرسل كتاباً يشدد فيه على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بحيث يكون واضحاً أن الجيش الإسرائيلي من حقه أن يزيل تهديدات يشخّصها. ولم تستجب محافل أميركية لأسئلة في هذا الشأن.

الثالث: منع إعادة تسلح «حزب الله» بصفته جزءاً من التفاهمات التي تنهي الحرب. يدور الحديث عن منع دخول وسائل عسكرية تعرف كـ«محظورة»، من الجو، من البر ومن البحر.

الدور الروسي

وتقول المصادر الإسرائيلية إن روسيا أعربت عن استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، ومن شأنها أن تلعب دوراً في استقرار الجبهة في لبنان وسوريا. وبحسب إيال: «سيكون للروس مكانة خاصة في تنفيذ الاتفاق ومنع مزيد من التصعيد». ويضيف أنه جرت اتصالات بين الكرملين والقدس مباشرة. وأن إسرائيل معنية ودفعت نحو دور روسي على أمل أن يجري هكذا الحفاظ على استقرار الاتفاق والقدرة على تنفيذه – ولأجل تقليص التعلق بالدور الأميركي في المنطقة.

مبعوثو نتنياهو

في الأيام الأخيرة يحاول مبعوثو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجنيد مزيد من الدول بالأجهزة المرتبطة بالاتفاق المتبلور. ويعمل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في هذا الموضوع مع مستشار الأمن القومي جيك ساليبان، بينما يجري وزير الدفاع يوآف غالانت اتصالات مع مبعوث البيت الأبيض هوكستين. وذكرت مصادر أخرى لصحيفة «معاريف»، أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً على إسرائيل كي تستجيب لجهود هوكستين. وقالت إن هناك تلميحات بأن واشنطن ستتيح لفرنسا تمرير قرار في مجلس الأمن لصالح وقف النار في لبنان إذا عرقل نتنياهو الاتفاق. وبحسب مصادر أمنية في تل أبيب، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترحب بالاتفاق المتبلور.


مقالات ذات صلة

مقتل مسلح وإصابة 3 أفراد أمن بإطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في عمّان

المشرق العربي أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان

مقتل مسلح وإصابة 3 أفراد أمن بإطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في عمّان

أعلنت قوات الأمن الأردنية، فجر اليوم (الأحد)، مقتل مسلح بعد فتحه النار على عناصر أمن في منطقة السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأردنية عمان.

«الشرق الأوسط» (عمان)
المشرق العربي عمال إنقاذ ينقلون جثة أحد الضحايا من موقع غارة إسرائيلية استهدفت وسط بيروت (ا.ب)

ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 3670 قتيلاً

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن حصيلة الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق مختلفة في البلاد ارتفعت إلى 3670 قتيلاً، و15413 مصاباً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

أعمال شغب لعشرات المستوطنين ضد عسكريين إسرائيليين في الضفة... واعتقال 5 منهم

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، إن عشرات المستوطنين قاموا بأعمال شغب في مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية ضد عسكريين بالجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم أسلحة (أ.ب)

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

قالت شبكة «فوكس 32» شيكاغو إن رجلاً من مدينة بالوس هيلز الأميركية حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات تقريباً بتهمة شحن أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الإسرائيلي لويد أوستن (إ.ب.أ)

أوستن يؤكد لكاتس أهمية ضمان أمن الجيش اللبناني والـ«يونيفيل»

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)
TT

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)

ذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء اليوم (الأحد)، نقلاً عن عدة مصادر دبلوماسية إيرانية، أن إيران تعتزم إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة المقبل 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

وقالت «كيودو» إن من المتوقع أن تسعى الحكومة الإيرانية بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان، إلى التوصل إلى حل للأزمة النووية مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، حسبما أوردت «رويترز».

يأتي ذلك بعد أيام من تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يأمر طهران مجدداً بتحسين التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة على وجه السرعة.

وطلب القرار من مدير الوكالة الدولية إصدار «تقييم شامل ومحدث بشأن احتمال وجود أو استخدام مواد نووية غير معلنة فيما يخص قضايا عالقة ماضية وحالية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».

ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والولايات المتحدة التي اقترحت القرار، تحرك إيران في اللحظة الأخيرة لوضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة، القريب من درجة صنع الأسلحة، ووصفته بأنه غير كافٍ وغير صادق.

ورداً على القرار، أعلنت طهران عن تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، من مختلف الطرازات في منشآت تخصيب اليورانيوم، فوردو ونطنز.

وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف اليوم (الأحد)، إن طهران باشرت تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قاليباف قوله في مستهل الجلسات الأسبوعية للبرلمان، إن «النهج السياسي غير الواقعي والمدمر الذي تتبناه الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، أدى إلى إصدار قرار غير مبرر وغير توافقي بشأن البرنامج النووي السلمي لإيران في مجلس المحافظين».

وحصل القرار على تأييد 19 دولة من أصل 35 عضواً في مجلس المحافظين. وامتنعت 12 دولة عن التصويت، وصوتت 3 دول ضد القرار.

وأضاف قاليباف: «لقد استخدمت الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة الأنشطة النووية لبلدنا ذريعة لإجراءات غير مشروعة، مما عرض مصداقية واستقلالية الوكالة للخطر من خلال نقض العهود وانعدام الصدق، وجعلوا الأجواء البناءة التي تم إنشاؤها لتعزيز التفاعل بين إيران والوكالة مشوشة»، وفقاً لوكالة «إيسنا» الحكومية.

ومع فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أرسل المسؤولون الإيرانيون إشارات متناقضة بشأن رغبة طهران في التواصل مع الإدارة الأميركية، فضلاً عن تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية، في محاولة لردع مساعي إدارة ترمب في إحياء الضغوط القصوى.

وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، بداية الأسبوع الماضي، إن حكومة مسعود بزشكيان حاولت استئناف المفاوضات في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك.

وأعرب عراقجي عن مخاوفه من أن تقدم الدول الأوروبية على تفعيل آلية «سناب باك» المنصوص عليها في الاتفاق النووي، قبل انتهاء مفعولها في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، مع انقضاء موعد القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي. وأشار عراقجي في جزء من تصريحاته، إلى توقف «مسار مسقط»، في إشارة إلى الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان بين طهران والقوى الغربية بشأن البرنامج النووي منذ سنوات.

وأوضح أن «القوى الأوروبية والولايات المتحدة رحبتا بمواصلة المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط العماني... وجرى التعبير عن الرغبة في بدء مسار المفاوضات مع الأوروبيين ومسار مسقط، وكنا مستعدين لبدء المفاوضات، لكن الأحداث في لبنان أدت إلى توقفها. الآن، هناك رغبة من قبل الدول الأوروبية في استئناف المفاوضات، وسنقوم بذلك قريباً».

ومع ذلك، قال عراقجي إن «على الحكومة الأميركية الجديدة أن تقرر، ونحن سنتصرف بناءً على ذلك».