تركيا: ضغوط المعارضة والشارع تُجهض تشريع ضريبة لتمويل الصناعات الدفاعية

جدل حادّ حول مواد رئيسية بالدستور... وحليف إردوغان يهدد بالمحاسبة

إردوغان طلب إعادة تقييم مشروع ضريبة الصناعات الدفاعية ورفض النقاشات حول المواد الأربع الأولى من الدستور (الرئاسة التركية)
إردوغان طلب إعادة تقييم مشروع ضريبة الصناعات الدفاعية ورفض النقاشات حول المواد الأربع الأولى من الدستور (الرئاسة التركية)
TT

تركيا: ضغوط المعارضة والشارع تُجهض تشريع ضريبة لتمويل الصناعات الدفاعية

إردوغان طلب إعادة تقييم مشروع ضريبة الصناعات الدفاعية ورفض النقاشات حول المواد الأربع الأولى من الدستور (الرئاسة التركية)
إردوغان طلب إعادة تقييم مشروع ضريبة الصناعات الدفاعية ورفض النقاشات حول المواد الأربع الأولى من الدستور (الرئاسة التركية)

سحب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مقترحه، الخاص بمشروع قانون بشأن فرض ضريبة سنوية على بطاقات الائتمان، وعلى معاملات أخرى، لتمويل صندوق دعم الصناعات الدفاعية، بعدما أثار جدلاً حاداً على الساحة السياسية، وفي الشارع التركي.

في الوقت ذاته، يشتعل النقاش حول مشروع الدستور الجديد، ولا سيما فيما يتعلق بالمواد الأربع الأولى غير القابلة للتعديل، والتوجه إلى مفاوضات جديدة للتوصل إلى حل للمشكلة الكردية.

وأعلن رئيس المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، عبد الله غولر، أن الرئيس رجب طيب إردوغان، «طلب إجراء مراجعة شاملة للمشروع، وتم إنهاء المناقشات الخاصة به، وسنعيد تقييمه».

وشرعت لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي، الثلاثاء، في مناقشة المشروع المقترح من حزب العدالة والتنمية، بفرض ضريبة سنوية قيمتها 750 ليرة على حاملي بطاقات الائتمان بحدّ أعلى من 100 ألف ليرة، بهدف جمع 80 مليار ليرة، لكن تم إعلان انتهاء المناقشات بعد اجتماع اللجنة بوقت قصير، بسبب الاعتراضات الشديدة على المشروع.

وقال غولر: «يمكن عَدّ أن المناقشات تأجّلت إلى العام المقبل، الصناعات الدفاعية هي (قرة أعين) الجميع، وخصوصاً نظام الدفاع الجوي الجديد (القبة الفولاذية)، وهناك حاجة إلى موارد إضافية كبيرة لأنظمة الحرب الإلكترونية الأخرى في السنوات المقبلة، من خلال صندوق دعم الصناعات الدفاعية».

جانب من اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي لمناقشة ضريبة دعم الصناعات الدفاعية (إعلام تركي)

وأضاف: «كانت هناك اعتراضات على المشروع من جانب أحزاب المعارضة، والمواطنين أيضاً، سوف ندرس اقتراحنا بمزيد من التفصيل، وسنقيّمه بطرق مختلفة، إن وُجدت».

نقاشات حادة حول الدستور

في الوقت ذاته، تصاعدت النقاشات الحادة بشأن مشروع الدستور الجديد الذي أكّد الرئيس رجب طيب إردوغان، أن البلاد بحاجة إليه، على الرغم من جميع التعديلات التي أُجريت على الدستور الحالي المعمول به منذ عام 1982.

واشتعل الجدل بصورة كبيرة حول مشروع الدستور الذي يقول إردوغان إنه سيكون دستوراً مدنياً ليبرالياً شاملاً، يخلّص البلاد من «دساتير الانقلابات»، بعد الأصوات التي صدرت من رئيس حزب «هدى بار» شريك حزب العدالة والتنمية في «تحالف الشعب»، زكريا يابيجي أوغلو، عن إلغاء المادة الرابعة من الدستور الحالي، التي تنص على أن المواد الثلاث الأولى من الدستور المتعلقة بالنص على الجمهورية والعلمانية وعاصمة البلاد وعلمها ونشيدها الوطني وخصائصها.

وتزايد الجدل، بعد تصريحات لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، بشأن المادة 3 من الدستور التي عدّ أنها تعكس الروح «الانقلابية» و«النخبوية» التي رسّخها دستورا 1961 و1982، بالنص على أن وحدة الدولة مع أمّتها وأراضيها غير قابلة للتجزئة.

وأضاف أنه «لا يمكن للدولة أن يكون لها إقليم، أو أمة، وينبغي التعبير عن هذا النص ليقوم على مفهوم الدولة المبنية على قوة أمّتها، والتخلّي عن هذا النص النخبوي الدولتي في الدستور الجديد».

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش فجّر جدلاً حاداً بالحديث عن إلغاء المادة الثالثة من الدستور (من حسابه في إكس)

وانطلقت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا تطالب برفع الحصانة البرلمانية عن كورتولموش، ومحاسبته أمام القضاء، ورد رئيس حزب الحركة القومية، الشريك الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في «تحالف الشعب»، على الدعوات لإزالة المواد الأربع الأولى من الدستور غير القابلة للتغيير، قائلاً: «سنحاسب مَن لديه مشكلة مع المواد الأربع الأولى من الدستور».

وقال بهشلي، أمام اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه، الثلاثاء: «بغضّ النظر عن نظرتنا إلى فلسفة الدولة التركية، فإن الدولة هي الأمة، والأمة هي الدولة»، متحاشياً الإشارة بشكل صريح إلى كورتولموش.

رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي تعهد بمحاسبة كل من يطالب بتغيير المواد الأربع الأولى من الدستور (حسابه على إكس)

من جانبه، أكد زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، أن المواد الأربع الأولى من الدستور لا يمكن أن تكون موضوعاً للمناقشة.

وكان الرئيس رجب طيب إردوغان، قال في تصريحات، الاثنين، عقب اجتماع الحكومة برئاسته: «أودّ أن أؤكد مرة أخرى أن حزبنا و(تحالف الشعب) ليس لديهما أي مشاكل مع المواد الأربع الأولى من الدستور».

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزال أكد أن المواد الأربع الأولى من الدستور لا يمكن أن تُطرح للنقاش (موقع حزب الشعب الجمهوري)

وأثارت تصريحات إردوغان وبهشلي، المنافية لتصريحات كورتولموش ورئيس حزب «هدى بار»، زكريا يابيجي أوغلو، تساؤلات حول الانقسام في الواقف داخل «تحالف الشعب» بشأن المواد الأربع.

هدف آخر

وعلّق الكاتب والمحلل السياسي، تولغا شيرين، متسائلاً: «إذا كان لا يمكن تغيير المواد الثلاث الأولى، فهل يمكن تغيير المادة الرابعة؟ لماذا يستمرون في تسخين هذه المناقشات؟ في رأيي أن القضية هي فتح الباب أمام ترشيح إردوغان للرئاسة مرة أخرى».

ولفت إلى أنه منذ عام 2011 بدأت شخصيات قيادية في حزب العدالة والتنمية الحاكم الحديثَ عن تغيير المواد الثلاث الأولى من الدستور، منهم رئيس البرلمان الأسبق، بولنت أرينتش، ونائب رئيس الحزب، محمد متين آر، ونائب الحزب عن مدينة بورصة عضو اللجنة الدستورية إسماعيل أيدين، ورئيس المجموعة البرلمانية السابق للحزب، جاهد أوزكان، إلى جانب رئيس البرلمان الأسبق، إسماعيل كهرمان، الذي طالب بوضع دستور يستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية.

وأكد أن هذه المطالبة موجودة في جميع مكونات «تحالف الشعب» باستثناء حزب الحركة القومية.


مقالات ذات صلة

إردوغان رحّب باقتراح لبناء الثقة بين روسيا وأوكرانيا وعرض استضافة المفاوضات

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته في اجتماع لقادة أوروبيين عبر الإنترنت (الرئاسة التركية)

إردوغان رحّب باقتراح لبناء الثقة بين روسيا وأوكرانيا وعرض استضافة المفاوضات

أكدت تركيا دعمها اقتراح وقف الهجمات جواً وبحراً، لبناء الثقة بين روسيا وأوكرانيا، وتحقيق وقف لإطلاق النار بأسرع وقت، واستعدادها لاستضافة مفاوضات السلام بينهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية يقف عمال المرافق العامة بجوار السيارات المحترقة نتيجة هجوم بطائرة دون طيار روسية على أوديسا (د.ب.أ) play-circle

إردوغان يدعم فكرة هدنة «في الجو والبحر» في أوكرانيا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، تأييده لفكرة الهدنة «في الجو والبحر» التي اقترحها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان مستقبلاً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في أنقرة في فبراير الماضي (الرئاسة التركية) play-circle

إردوغان: أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم في غضون 3 أشهر منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في صورة تذكارية مع قادة دول أوروبية شاركوا في «قمة لندن» بشأن أوكرانيا التي حضرها ممثلاً للرئيس رجب طيب إردوغان (الخارجية التركية)

تركيا تؤكد استعدادها للمشاركة بجنود في «قوة سلام» بأوكرانيا

أبدت تركيا استعدادها لإرسال جنود ضمن قوة للسلام في أوكرانيا «إذا لزم الأمر»، وأكدت رغبتها أن تكون جزءاً من أي هيكل أمني أوروبي حال تفكك «الناتو».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد يعبرون عن فرحتهم بدعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء أسلحته (أ.ب)

تركيا: حزب كردي يطالب بخريطة لتنفيذ دعوة أوجلان لحل «الكردستاني»

أكد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد في تركيا عدم وجود خريطة طريق لما بعد دعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء أسلحته

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل ستحتوي إسرائيل المفاوضات الأميركية - الحمساوية؟

دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

هل ستحتوي إسرائيل المفاوضات الأميركية - الحمساوية؟

دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن يوم 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب)

على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تجنبت مواجهة علنية مع الولايات المتحدة بشأن المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، مع مسؤولين في حركة «حماس»، وحاولت القول إنها «كانت منسقة»؛ فإن ردود الفعل العلنية القليلة والمُغلقة، ولجوء بوهلر إلى إصدار توضيحات، فضحت كلها حقيقة وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب في هذا الشأن.

وسعى مسؤولون إسرائيليون إلى الإيحاء بأنه «تمت تسوية المسألة مع الإدارة الأميركية»، لكن ليس على قاعدة أن «كل ما حصل كان منسقاً»، بل انطلاقاً من أن «أي تحرك أميركي مستقبلاً سيكون منسقاً بالكامل مع إسرائيل».

وكان ترسيخ النهج السابق هدفاً لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اجتماع المجلس الأمني والسياسي المصغر (الكابنيت)، بحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية «كان»، الاثنين، بأن الاتصالات التي أجراها مبعوث الرئيس الأميركي مع «حماس» قد «خضعت للتوضيح»، وأضاف: «ستكون بالتنسيق الكامل مع إسرائيل».

وبحسب نتنياهو وآخرين حضروا الاجتماع، فقد جرت مناقشات مع الولايات المتحدة، بحيث يكون أي حوار مستقبلي مع «حماس» منسقاً بشكل كامل مع إسرائيل، وتم إبلاغ الوزراء بأن «هذه المسألة قد تم حلها».

لكن لماذا دبّ الخلاف أصلاً؟

يمكن فهم أن إسرائيل كانت مطلعة على نية أو أفكار في واشنطن للتواصل مع «حماس»، لكنها فوجئت بحجم وطبيعة المفاوضات التي أُجريت.

وركزت وسائل إعلام إسرائيلية على أن بوهلر أجرى مفاوضات مع القيادي الكبير في «حماس» خليل الحية، أحد من تتهمهم إسرائيل بـ«التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)».

يحيى السنوار مع خليل الحية في صورة تعود لعام 2017 (أ.ف.ب)

وقالت مصادر أمنية رفيعة لـ«القناة 12» إن «القناة السرية للاجتماع نشأت دون إبلاغ إسرائيل»، وهو ما أغضب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي يقود المفاوضات، بعد شعوره بالحرج الشديد.

وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» و«القناة 12» أن ديرمر «انفجر غضباً» خلال مكالمة مع بوهلر بعد أن علمت إسرائيل بالاجتماع غير المسبوق.

ومرد غضب ديرمر ليس فقط أن المحادثات أُجريت، بل إنها جاءت على الرغم من معارضة إسرائيل السابقة لها، وتناولت مسائل تخص إسرائيل مثل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، إلى جانب القلق من أن ترمب وإدارته قد يضرون بقدرة إسرائيل على التأثير على الخطوط العريضة، وإجبارها على الخضوع لإملاءات لا تتوافق بالضرورة مع مصالحها.

ولم تجد إسرائيل سوى تسريب المسألة من أجل فضحها، ثم استعادة زمام المبادرة، وهو ما ساعد في انخفاض الثقة قليلاً، خصوصاً أن الأميركيين مقتنعون بأن تسريب أمر المباحثات جاء من إسرائيل. لكن المواجهة لم تنتهِ عند هذا الحد، واتضح أن مناقشة بوهلر مسألة «اليوم التالي» مع «حماس»، أثارت غضباً إسرائيلياً أكبر، وجرّت عليه سلسلة من الانتقادات خلف الأبواب المغلقة اضطرته للخروج من أجل التوضيح، وهو توضيح أجّج الجدل.

اتفاق أوسع

وأجرى بوهلر سلسلة مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية بعد الأميركية، «رداً على انتقادات شديدة وُجهت وراء أبواب مغلقة من تل أبيب».

وقال بوهلر لـ«القناة 12» إن المحادثات تهدف إلى التوصل لـ«اتفاق أوسع» يشمل جميع الرهائن، وليس فقط الرهينة الأميركي الوحيد الحي عيدان ألكسندر، ورفات الرهائن الأميركيين الأربعة القتلى. وأضاف: «لدينا فرصة حقيقية لتحقيق بعض التحرك ورؤية الرهائن في الأسابيع القليلة المقبلة».

المبعوث الأميركي للرهائن آدم بوهلر يتحدث في واشنطن يوم 6 مارس الحالي (أ.ف.ب)

ورداً على سؤال لـ«القناة 12» عما إذا كان يعتقد أن «موافقة (حماس) في نهاية المطاف على إلقاء سلاحها، وألا تكون جزءاً من المستقبل السياسي لغزة، أمر واقعي»، أجاب: «أعتقد ذلك».

وقال مخاطباً الجمهور الإسرائيلي: «لا داعي للخوف من أن ينساكم رئيس الولايات المتحدة، أو أنا، أو أي شخص في إدارتنا».

وفي حديثه لهيئة البث الإسرائيلية «كان»، وصف بوهلر ما أسماه اقتراح «حماس» الذي يقضي بهدنة مع إسرائيل لمدة خمس إلى عشر سنوات، تقوم خلالها الحركة بنزع سلاحها والتخلي عن السلطة السياسية في غزة، بأنه «ليس عرضاً أولياً سيئاً».

وزعم أن «حماس» قد «اقترحت تبادل جميع الأسرى... وهدنة من خمس إلى عشر سنوات تلقي فيها (حماس) جميع الأسلحة، بحيث تضمن الولايات المتحدة، وكذلك دول أخرى، عدم وجود أنفاق، وعدم اتخاذ أي شيء في الجانب العسكري، وعدم مشاركة (حماس) في السياسة في المستقبل».

ما موقف ترمب؟

وفي مقابلة أخرى مع شبكة «CNN» الأميركية، أكد بوهلر أن «هدنة طويلة الأمد» قد تكون في الأفق. ورداً على سؤال لـ«القناة 12» حول ما تردد عن اقتراح الوسطاء وقف إطلاق النار الموسع لمدة شهرين والإفراج عن 10 رهائن أحياء، رفض تأكيد أي شيء، لكنه قال: «إنه حل ممكن».

وقال بوهلر لشبكة «CNN» إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وافق على محادثاته مع «حماس» مسبقاً، لكنه بدا بعد ذلك وكأنه يتراجع عن هذا الادعاء، موضحاً لـ«القناة 12» أن الموافقة المسبقة جاءت من «مجموعة من الأشخاص» في البيت الأبيض.

وقال مصدر مطلع على المحادثات لوسائل إعلام عبرية إن مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وافق على المحادثات.

ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط (أ.ب)

وقال بوهلر إنه يتفهم سبب انزعاج إسرائيل من المحادثات، مشيراً إلى أنه تحدث مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو يتفهم «الذعر والقلق».

وتابع: «لم أكن منزعجاً. وفي الوقت نفسه، نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا وكلاء لإسرائيل. لدينا مصالح محددة على الساحة. لقد تواصلنا ذهاباً وإياباً. كانت لدينا معايير محددة للغاية اتبعناها».

وقال إن ما أراد أن يفعله «هو تحريك المفاوضات التي كانت في وضع هش للغاية». وأضاف أنه «أراد أن يقول لـ(حماس): ما الذي تريدونه في النهاية هنا؟ ليس النهاية التي تحلمون بها، ولكن ما الذي تعتقدون أنه واقعي في هذه المرحلة؟».

«رجال لطفاء»

وقال بوهلر إنه يعتقد أن قادة «حماس» مجموعة من «الرجال اللطفاء». وفي مقابلة أخرى مع أخبار «القناة 13» الإسرائيلية، كان بوهلر أكثر حدة تجاه رفض إسرائيل؛ إذ قال إنه «لا يهتم حقاً» باعتراضات ديرمر على محادثاته المباشرة مع «حماس».

ولم تلقَ تصريحات بوهلر مثل فعله أي تفهم في إسرائيل. وقال مسؤولون كبار لـ«تايمز أوف إسرائيل» إنهم فوجئوا بسماع تعليق المبعوث بأن الولايات المتحدة «ليست وكيلة لإسرائيل»، في حين انتقد آخرون بشدة قوله إن «قادة (حماس) لطفاء».

ووصف وزراء في الحكومة الإسرائيلية تصريحات بوهلر بأنها «غير ضرورية»، حتى إن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، انتقد بوهلر وكتب: «آدم، أعلم أنك تقصد الخير، لكن استمع إلى رئيسك».

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن انتقادات تل أبيب دفعت بوهلر للتوضيح مجدداً عندما علق على منصة «إكس» قائلاً: «(حماس) منظمة إرهابية قتلت آلاف الأبرياء. إنهم بحكم التعريف أشخاص سيئون».

وعقّب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على التطورات يوم الاثنين قائلاً: «من السذاجة أن يبدأ شخص الرحلة ولا يعرف النهاية». وأضاف: «قلنا لبوهلر إنه يستطيع التفاوض على أشياء ستعطيها الولايات المتحدة، وليس أشياء سنعطيها نحن».

ولم يتضح فوراً ما إذا كانت المباحثات الأميركية - الحمساوية قد تستمر أم أن إسرائيل كبحتها.

وعندما سألت «القناة 12» بوهلر: هل يمكن أن يكون هناك المزيد من الاجتماعات؟ رد: «كما تعلمون، أنا دائماً أقوم بزيارة أماكن مختلفة. لا أحد يعرف ماذا سيحدث».