بايدن يحاول إقناع نتنياهو برد «محدود» ضد إيران

جون بولتون لـ«الشرق الأوسط»: اللحظة ذهبية لإسرائيل لتدمير البرنامج النووي الإيراني

تصاعد الدخان فوق بيروت بعد غارات إسرائيلية كما شوهد من منطقة سن الفيل (رويترز)
تصاعد الدخان فوق بيروت بعد غارات إسرائيلية كما شوهد من منطقة سن الفيل (رويترز)
TT

بايدن يحاول إقناع نتنياهو برد «محدود» ضد إيران

تصاعد الدخان فوق بيروت بعد غارات إسرائيلية كما شوهد من منطقة سن الفيل (رويترز)
تصاعد الدخان فوق بيروت بعد غارات إسرائيلية كما شوهد من منطقة سن الفيل (رويترز)

وسط مخاوف من اتساع الحرب في الشرق الأوسط، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لم يكن يتوقع رداً إسرائيلياً الخميس، بعد الهجمات الإيرانية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تقليل رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني الكبير الذي وقع في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). وجاء الهجوم الإيراني في إطار سلسلة من التصعيد المتبادل من عمليات الثأر والانتقام بين الطرفين.

وأكد مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إسرائيل قد تتجاهل تحذيرات بايدن وتتجاوز الخطوط الحمراء، خاصة بعد تعرضها لهجمات باليستية من إيران. ووصف هذه اللحظة بأنها لحظة ذهبية لإسرائيل لترد بشدة وتدمر البرنامج النووي الإيراني.

تشجيع الرد المدروس

وأكد مسؤولون أميركيون أن الإسرائيليين أبلغوهم أنهم لا يشعرون بالحاجة إلى رد واسع النطاق على الفور، لكنْ هناك قلق من أن الهجمات الإسرائيلية على أهداف اقتصادية قد تثير تصعيداً خطيراً.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أوروبي كبير قوله إن إيران ترى أن استهداف صناعة النفط والغاز «خط أحمر» يمكن أن يؤدي إلى ردود واسعة تشمل مصالح الطاقة الغربية، مما قد يؤدي إلى تعطيل الاقتصاد العالمي قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتحض الولايات المتحدة إسرائيل على ضبط النفس في ردها، لكنْ هناك قلق في أوروبا من أن إدارة بايدن لا تمارس ضغطاً كافياً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قد يغير موقفه في أي لحظة، ورغم تأكيد إسرائيل أنها ستتصرف بحذر، يخشى المسؤولون الغربيون من تفاقم التوتر.

الشرطة الإسرائيلية أمام مدرسة متضررة أُصيبت بصواريخ أُطلقت من إيران في غاديرا بإسرائيل (أ.ب)

التحديات الأمنية

وتوقع بولتون في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن تستغل إسرائيل الوضع لشن ضربات ضد إيران قد تشمل أهدافاً نووية، وصواريخ باليستية، واغتيالات لقادة إيرانيين، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تنفذ ضرباتها خلال الأسبوع المقبل. كما أشار إلى أن برنامج إيران النووي «هو التهديد الأكبر لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي، وهو ما يستدعي التعامل معه كأولوية قصوى».

وقال: «لا أعتقد أن الإسرائيليين سيكتفون بحدث واحد، وأعتقد أن الأمر سيكون جهداً متعدد الأهداف لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية في المقام الأول، ثم استهداف البرنامج النووي أو استهداف البنية التحتية للنفط، ثم استهداف برنامج الصواريخ الباليستية».

وشدد بولتون على أن إسرائيل ترى تدمير البرنامج النووي الإيراني «أمراً وجودياً»، وقال: «أعتقد أن إسرائيل ترى هذا الأمر تهديداً وجودياً، وأنها ماضية في هذا الأمر»، مشيراً إلى أنه لا يملك معلومات داخلية، لكنه أكد أن إسرائيل ستكون مستعدة لتجاهل تحذيرات بايدن.

تجاهل التحذيرات الأميركية

وعبر بولتون عن شكوكه بشأن التزام إسرائيل بتحذيرات بايدن، خاصة أن إسرائيل لم تحصل على الردع المطلوب في هجوم منتصف أبريل (نيسان)، وأضاف أن «إسرائيل سترد بقوة، وتأثير توجيه ضربة إسرائيلية قوية ضد إيران سيعتمد الأمر على الطريقة التي سترد بها إيران على ذلك».

وقد تؤثر التوترات على الانتخابات الأميركية المقبلة، كما يرى بولتون؛ إذ يشير إلى أن أي تصعيد قد يكون له تأثير سياسي، سواء لصالح الرئيس الحالي أو المنافسين. واعتبر أن الرئيس السابق دونالد ترمب قد يستغل الفرصة لتعزيز فرصه.

تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في الصراع بين إسرائيل وإيران (إ.ب.أ)

دور روسيا في الأزمة

وقال بولتون إن الأوضاع وصلت إلى مرحلة لم يعد للدبلوماسية دور فعّال فيها، مشيراً إلى أن المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل قد تكون مختلفة هذه المرة عن المواجهات السابقة؛ إذ يبدو أن الصراع الحالي يتجه نحو «قتال حتى النهاية».

ورغم تورط روسيا في الصراع السوري وعلاقتها الوثيقة مع إيران، يشير بولتون إلى أن موسكو قد تكون قلقة من تصرفات إيران الأخيرة، والتي قد تقوض مصالحها. وفي ظل العلاقات الروسية - الإسرائيلية المتينة، خاصة مع وجود جالية يهودية كبيرة من روسيا في إسرائيل، فإنه من غير المرجح أن تقف روسيا إلى جانب إيران بشكل كامل.

شهية الانتقام داخل إسرائيل

وأشارت تقارير أميركية إلى أن هناك رغبة كبيرة داخل إسرائيل للرد بقوة على إيران، خاصة أن «حزب الله» يبدو ضعيفاً بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة.

ورغم الدعوات داخل إسرائيل لشن هجمات كبيرة تستهدف البرنامج النووي الإيراني، أعلن الرئيس بايدن معارضته لضربة على المنشآت النووية الإيرانية.

وقال نائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل، في مناسبة لمؤسسة «كارنيغي»، الأربعاء: «بين الولايات المتحدة وإسرائيل، هناك جهود كبيرة على الجانبين للحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة والتأكد من فهم وجهات النظر. كانت هناك لحظات من المفاجأة، ولا أعتقد أن هذا سر، على مدار الشهرين الماضيين». وأضاف أنه «على الرغم من أهمية الاستجابة من أي نوع، فإن هناك إدراكاً بأن المنطقة تتوازن حقاً على حافة السكين، وهناك مخاوف حقيقية متواصلة بشأن تصعيد أوسع»، مضيفاً أن هذا قد «يعرض ليس إسرائيل فحسب، بل مصالحنا الاستراتيجية أيضاً، للخطر».

وفي الأسبوع الماضي، تمكن مستشار البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكستين من التوصل إلى اقتراح لوقف إطلاق النار مع «حزب الله»، غير أن نتنياهو سرعان ما رفض الاقتراح الذي أعلنه الرئيسان بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون بدعم من العديد من الدول العربية والغربية.

دور إيران في التصعيد

وقال رئيس ومؤسس مجموعة «أوراسيا» إيان بريمر لصحيفة «واشنطن بوست» إن «ما يفهمه الأميركيون هو أن الإيرانيين لا يريدون التصعيد بشدة، وهذا الواقع يعني أنك أقل قلقاً بشأن التصعيد. ولكنك قلق من أن الإسرائيليين قد يحاولون فعل المزيد»، مضيفاً أن «الإسرائيليين على الخطوط الأمامية هنا - إنهم يشعرون بتهديد وجودي - لكنهم بالتأكيد لا يشعرون بأنهم ملزمون بالضغط الأميركي، وهذا يجعل بايدن يبدو سيئاً».

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في صد الصواريخ الإيرانية للمرة الثانية عزز الثقة داخل إسرائيل. وأشار إلى أن هذا يشكل تغييراً عما حصل في أبريل الماضي عندما اضطرت الولايات المتحدة علناً وبشكل خاص إلى حض إسرائيل على الرد بضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد. ولفت إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل، مع شركاء دوليين آخرين، صاغوا خطة للمساعدة في صد الهجمات الإيرانية المحتملة والتي «نجحت كما كنا نريدها أن تنجح»، موضحاً أن حقيقة عدم مقتل أي إسرائيلي، وتمكّن الدولتين من إحباط كل الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك الصواريخ التي أُطلقت على تل أبيب، منحا واشنطن بعض الوقت لمحاولة التأثير على الرد الإسرائيلي.

توقعات أن يكون للتصعيد بين إسرائيل وإيران تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية الأميركية ويصب في صالح الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)

تصرفات نتنياهو

وانتقل القلق الأميركي إلى حد التخوف من أن نتنياهو يحاول التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ومع أن السيناتور الديمقراطي كريس مورفي يقر بأن احتمال السلام في غزة قبل الانتخابات لا يبدو مرجحاً، قال لشبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون: «أنا قلق بالتأكيد من أن رئيس الوزراء نتنياهو يراقب الانتخابات الأميركية، في حين يتخذ قرارات بشأن هذه الحملات العسكرية في الشمال وفي غزة». وإذ أمل في «ألا يكون هذا صحيحاً»، أكد أن «هناك احتمالاً أن الحكومة الإسرائيلية لن توقع على أي اتفاق دبلوماسي قبل الانتخابات الأميركية كوسيلة محتملة لمحاولة التأثير على النتيجة». ونبّه إلى أنه «لا أعتقد أنه يجب أن تكون ساخراً يائساً لقراءة بعض تصرفات إسرائيل، وبعض تصرفات رئيس الوزراء نتنياهو، على أنها مرتبطة بالانتخابات الأميركية».


مقالات ذات صلة

خطبة خامنئي الجمعة... عرض قوة وطمأنة الحلفاء

شؤون إقليمية لافتات دعائية تشير إلى يد المرشد علي خامنئي وبيده أسلحة روسية الصنع في طهران الخميس (إ.ب.أ)

خطبة خامنئي الجمعة... عرض قوة وطمأنة الحلفاء

من المقرر أن يؤم المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجمعة في طهران، بعد أكثر من أربع سنوات على آخر مشاركة له في أعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية.

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية القبة الحديدية تتصدى للصواريخ الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ما المخاطر التي تحيط بخيارات إسرائيل للانتقام من إيران؟

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن إسرائيل لديها عدة خيارات إذا أرادت شن ضربات انتقامية ضد إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة التقطها طائرة مُسيرة تُظهر أشخاصاً يقفون حول بقايا صاروخ باليستي بالصحراء بعد هجوم إيران على إسرائيل (رويترز)

إيران تدرس إرسال قوات إلى لبنان في حال هاجمتها إسرائيل

قال قياديان في «الحرس الثوري» إن طهران تدرس إرسال قوات «متطوعة» إلى لبنان والجولان، وتوعّدا بتطهير صفوف «حزب الله» من «العملاء».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية لوحة دعائية في شارع وسط طهران مكتوب عليها بالفارسية «صلاة النصر» وتظهر يد المرشد علي خامنئي ماسكاً بندقية الخميس (إ.ب.أ)

مسؤولان إسرائيليان كبيران يهدّدان باغتيال خامنئي

انشغل الإسرائيليون في تسريب «معلومات» و«بالونات اختبار»، فتحدثوا عن أن الرد سيكون بضربة ذات بعد استراتيجي، وأن هناك بنك أهداف ضخماً في إيران لمواقع يمكن قصفها.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي عناصر من الفصائل العراقية ترفع صورة نصر الله في بغداد (أ.ف.ب)

العراق يدعو إلى حماية ممرات النفط في الخليج العربي

شدد العراق على حماية الممرات البحرية لنقل النفط عبر مياه الخليج العربي، وسط تحذيرات متزايدة من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران.

حمزة مصطفى (بغداد)

«جروح» تهدد «نجاحاته»... لماذا يمر المرشد الإيراني بـ«أصعب أيامه»؟

خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)
خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)
TT

«جروح» تهدد «نجاحاته»... لماذا يمر المرشد الإيراني بـ«أصعب أيامه»؟

خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)
خامنئي يلقي خطاباً أمام مجموعة من أنصاره وفي الخلفية صورة نصر الله (موقع المرشد)

قالت مصادر مطلعة في بيروت إن الأيام المقبلة ستكون «أصعب أيام المرشد» الإيراني علي خامنئي الذي سيظهر في خطبة الجمعة لنعي الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، مشيرة إلى أنه «قد يضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة وخطرة نجح في تفاديها» منذ توليه مهامه في 1989 خلفاً للخميني.

وأضافت أن إعلان إسرائيل رسمياً عزمها الرد على الهجوم الصاروخ الإيراني الأخير على أراضيها «وضع خامنئي في موقف بالغ الدقة».

وأوجزت المصادر ما تعتبره إيران «نجاحات» حققتها في عهد خامنئي على الشكل الآتي:

  • إطلاق حرب مخفوضة التوتر ضد إسرائيل لا تظهر فيها أي بصمات إيرانية مباشرة.
  • التعامل ببراعة مع مناخات ما بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وإبقاء إيران بعيدة عن دائرة الاتهام.
  • التعامل بنوع من «الحياد الإيجابي» مع قيام القوات الأميركية بإسقاط نظام «طالبان» ووصول الجيش الأميركي عملياً إلى الحدود الأفغانية-الإيرانية.
  • اعتماد صيغة المراقب والمسهّل في التعامل مع الغزو الأميركي للعراق والذي اعتبرته فرصة للتخلص من عائق إقليمي شكله نظام صدام حسين.
  • إطلاق عملية لزعزعة الوجود العسكري الأميركي في العراق بالتعاون مع سوريا والتي وصلت إلى حد تسهيل انتقال عناصر من «القاعدة» إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية.
  • رعى المرشد شخصياً قيام علاقة شراكة كاملة بين قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وحسن نصر الله ووفر لها دعماً غير محدود.

سليماني ونصرالله وقياديون في «حزب الله» في صورة أرشيفية (إعلام «حزب الله»)

  • أسفرت الشراكة بين سليماني ونصر الله عن قيام وضع في الشرق الأوسط جعل طهران صاحبة القرار الفعلي في أربع عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء.
  • نجح النظام الإيراني في إبرام اتفاق نووي مع أميركا ومن دون أن تشترط الأخيرة مناقشة الدور الإقليمي لإيران وقيامها بإنشاء جيوش رديفة في البلدان الأربعة التي دخلت المحور الإيراني تحت تسمية «محور الممانعة».
  • على رغم قيام إسرائيل بعمليات اغتيال في الداخل الإيراني، إلا أن إيران خامنئي تفادت نقل المواجهة إلى مرحلة الصدام المباشر والعلني وشن أي عمليات تحمل توقيعاً إيرانياً مباشراً.

وتحدثت المصادر عما سمته «مرحلة الجروح المؤلمة» التي أصابت المرشد على النحو الآتي:

  • شكّل اغتيال قاسم سليماني على يد الجيش الأميركي قرب مطار بغداد في 2020 وبأمر من الرئيس السابق دونالد ترمب حدثاً مروعاً بالنسبة إلى إيران والمرشد نظراً لموقع الرجل وشعبيته ورمزيته.

صورة أرشيفية لسليماني مع المرشد الإيراني (موقع المرشد)

  • عملياً، لم تنفذ إيران تهديداتها المتكررة بالثأر لسليماني، ذلك أنه من ثوابت سياسة إيران في عهد خامنئي تفادي الانزلاق إلى أي مواجهة مباشرة مع أميركا «القادرة على إعادة إيران عقوداً إلى الوراء».
  • بعد اندلاع «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كرر المسؤولون الإسرائيليون حديث الصبر والامتناع عن التصعيد على رغم كون يحيى السنوار جزءاً من المحور الإيراني وعلى رغم «جبهة المساندة» التي أطلقها نصر الله غداة الطوفان.
  • أدرك بنيامين نتنياهو أن إيران تتحاشى المواجهة المباشرة التي قد تحمل في طياتها مشروع مواجهة مع أميركا، فقرر استدراج طهران إلى هذه المواجهة بضربات مدوية للوجود العسكري الإيراني في سوريا.
  • واجهت إيران حرجاً شديداً بعد الضربات الإسرائيلية التي «تخطت الخطوط الحمر» فاضطرت إلى الخروج من مرحلة تحريك الأذرع إلى توجيه رسالة مباشرة عبر الهجمات الصاروخية المباشرة على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، بعد استهداف قنصليتها في دمشق.
  • رفعت حكومة نتنياهو مستوى التحدي لسيادة إيران وصورتها واغتالت زعيم «حماس» إسماعيل هنية في طهران. حاولت إيران التعايش مع الحدث تحت لافتة تجنيب المنطقة أثمان حرب إقليمية.

موكب تشييع إسماعيل هنية في طهران يوم 1 أغسطس الماضي (أ.ب)

  • تضاعف التحدي لإيران حين أطلقت إسرائيل حربها الحالية في لبنان ووصلت إلى حد اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، وهو كان الجرح الثالث بعد جرحي سليماني وهنية.

ولاحظت المصادر أن إيران لا تستطيع احتمال رؤية «حزب الله» يتكبد مع بيئته خسائر غير مسبوقة. وأضافت أن خامنئي يدرك أن نتنياهو «يقوم بانقلاب على المحور بكامله»، ويهدد «إنجازات» عهده الطويل.

ولفتت إلى أن القرارات التي سيتخذها المرشد بعد الرد الإسرائيلي المتوقع قد تدخل المنطقة في مرحلة أشد خطورة يصعب على الولايات المتحدة البقاء خارجها. وكررت أن الأيام المقبلة «ستكون أصعب أيام المرشد والمنطقة».