تركيا تزيد رحلات الطيران مع مصر بأكثر من الضعف وتعرض الاستفادة من «القبة الفولاذية»

في أولى نتائج زيارة السيسي لأنقرة

السيسي وإردوغان (الرئاسة التركية)
السيسي وإردوغان (الرئاسة التركية)
TT

تركيا تزيد رحلات الطيران مع مصر بأكثر من الضعف وتعرض الاستفادة من «القبة الفولاذية»

السيسي وإردوغان (الرئاسة التركية)
السيسي وإردوغان (الرئاسة التركية)

أعلنت تركيا زيادة رحلات الطيران مع مصر لأكثر من الضعف في أولى نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة.

وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، إن رحلات الطيران بين تركيا ومصر ستتضاعف بموجب مذكرة التفاهم الموقّعة في مجال الطيران المدني خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى للتعاون بين البلدين خلال زيارة السيسي لأنقرة، الأربعاء.

وأضاف الوزير التركي، في بيان، أنه تم توقيع 3 مذكرات تفاهم مهمة بين تركيا ومصر في مجال السكك الحديدية، والطيران المدني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وزيرا النقل المصري والتركي وقّعا 3 مذكرات تفاهم خلال زيارة السيسي لأنقرة (الرئاسة التركية)

ولفت إلى أنه بموجب مذكرة التفاهم بين إدارتي الطيران المدني، تمت زيادة عدد رحلات الطيران بين البلدين من 30 إلى 67 رحلة أسبوعياً، مضيفاً أن شركات الطيران التركية تنظم أيضاً رحلات إلى شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية.

وتابع: «نرى أن هذه المذكرة ستقدم مساهمة إيجابية في كثير من القطاعات، لا سيما الأنشطة الاقتصادية والتجارة والسياحة بين البلدين».

ووقّعت مصر وتركيا خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي، الذي ترأسه السيسي وإردوغان، 17 مذكرة تفاهم في مجالات الطيران المدني، وتكنولوجيا المعلومات، والسكك الحديدية، وسياسة المنافسة، والاتصالات، والمالية، والبيئة، والتخطيط العمراني، والصحة، والطاقة، والأعمال، والزراعة، والتعليم العالي، والعمل والتوظيف، والتعاون وتعزيز القدرات، والتعاون بين الأكاديميات الدبلوماسية.

إردوغان والسيسي شهدا توقيع 17 مذكرة تفاهم خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى (الرئاسة التركية)

في سياق متصل، قال المدير العام لشركة «أسيلسان» التركية للصناعات الدفاعية، أحمد آكيول، إنهم عازمون على مشاركة نظام الدفاع الجوي المحلي المعروف باسم «القبة الفولاذية» مع الدول الصديقة والحليفة بعد إنجازها في تركيا.

وأضاف آكيول، الذي شارك في معرض مصر الدولي للطيران، الذي اختُتم في العلمين الخميس، أنهم «شعروا بالفخر لرؤية طائرة التدريب والهجوم الخفيف (حر جيت)، التي تنتجها مؤسسة صناعات الطيران التركية (توساش) وهي تحلّق في سماء مصر خلال المشاركة في المعرض».

وذكر أن «أسيلسان» توفر الأنظمة الإلكترونية والذخائر لهذه الطائرة وأمثالها من الطائرات المحلية، مشيراً إلى أن المشاركة في معرض الطيران الدولي في مصر منح الفرصة لعرض المستوى الذي وصلت إليه المنتجات التركية على الشركاء الدوليين، وأصحاب المصلحة في مصر، وعلى المهتمين في المنطقة.

وتابع أن المشاركة في المعرض كانت خطوة لفتح الباب أمام تعاون جديد وللإسهام في تعزيز الجو الإيجابي في العلاقات التركية - المصرية من خلال فرص التعاون الجديدة التي سنبدأها.

طائرة التدريب التركية «حر جبت» أثناء تحليقها في سماء مصر (موقع مؤسسة توساش التركية)

ولفت إلى أن المعرض أتاح الفرصة أيضاً لعرض نظام «القبة الفولاذية» على الساحة الدولية إلى جانب الحلول التي يقدمونها للمنصات الجوية، موضحاً أن «القبة الفولاذية» جمعت منتجات الشركات التركية من الرادارات وأنظمة الاتصالات وأنظمة التعرف على الأصدقاء والأعداء، وأنظمة الوقاية من المسيّرات إلى أنظمة الدفاع الجوي على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة وعالية.

وقرّرت اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية التركية في اجتماعها في 6 أغسطس (آب) الماضي، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، تطوير مشروع «القبة الفولاذية» لتعزيز أمن المجال الجوي التركي.

وتتعاون شركات الصناعات الدفاعية التركية «أسيلسان»، و«روكتسان»، و«إم كي إي» و«توبيتاك ساغا» لتنفيذ مشروع «القبة الفولاذية» الذي يوصف بأنه «نظام الأنظمة»؛ لأنه يجمع أنظمة وأسلحة عدة ذات ميزات مختلفة.

وأقيم معرض مصر الدولي للطيران بمطار العلمين الدولي في الفترة بين 3 و5 سبتمبر (أيلول) الحالي بمشاركة 100 دولة بينها تركيا.


مقالات ذات صلة

مصر والبرازيل لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

شمال افريقيا الرئيس عبد الفتاح السيسي  ونظيره البرازيلي لولا دا سيلفا قبل اجتماع في ريو دي جانيرو (ا.ف.ب)

مصر والبرازيل لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، اليوم (الاثنين)، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقع مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، بياناً مشتركاً بشأن ترقية…

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع الوفدين المصري والتركي في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقاهرة (من حساب رئيس مجلس العليم العالي التركي في «إكس»)

مصر وتركيا تتفقان على إنشاء جامعة مشتركة في القاهرة

تم الاتفاق على إنشاء جامعة مصرية - تركية مشتركة بالقاهرة تنفيذاً لمذكرة تفاهم وُقِّعت بين الجانبين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في سبتمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا تصاعد الدخان من المباني التي تعرّضت لقصف جوي إسرائيلي في صور جنوب لبنان (أ.ب)

السيسي يؤكد على أهمية وقف إطلاق النار العاجل في لبنان وغزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، خلال استقباله رئيس المخابرات الأميركية، أهمية التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية فلسطينيون ينظرون إلى الأضرار بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة المحيطة بمستشفى كمال عدوان في جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

مقترح أميركي للهدنة في غزة... وإسرائيل تبحث «مشروع اتفاق جديد»

أعلنت إسرائيل أمس (الاثنين)، أنها ناقشت مع المفاوضين المجتمعين في قطر «مشروع اتفاق» بشأن الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
TT

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان. ومثل كليتشدار أوغلو (75 عاماً) أمام القاضي في الجلسة الأولى من القضية التي يواجه فيها حكماً بالسجن 11 سنة و8 أشهر، وحظر نشاطه السياسي لمدة 5 سنوات.

وقرأ كيليتشدار أوغلو، دفاعه المكون من 25 صفحة، أمام قاضي الدائرة 57 للمحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة، واستهله قائلاً: «لم آتِ للدفاع عن نفسي بسبب جريمة، ولكن لتسجيل الجرائم المرتكبة وللمطالبة بالمحاسبة، ولتسجيل ملاحظة في التاريخ».

كليتشدار أوغلو وإلى جانبه رئيس «الشعب الجمهوري» ورئيس بلدية أنقرة وعدد من الشخصيات الذين جاءوا لمساندته في قاعة المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وأضاف: «من حسن حظي أنه لم يجرِ تقديمي أمامكم بجريمة سرقة واختلاس حقوق الأيتام، ومرة أخرى، أنا محظوظ لأنني لم أمثُل أمامكم بتهمة الخيانة». وحيا كل الأبطال الوطنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل بقاء الدولة وسيادة الوطن، وللملازمين الشباب الذين طردوا من الخدمة عقب تخرجهم مباشرة بسبب أداء قسم الولاء لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في حفل تخرجهم في أغسطس (آب) الماضي».

دعم واسع

تَجَمَّعَ مئات من أنصار كليتشدار أوغلو و«الشعب الجمهوري» وأحزاب المعارضة أمام المحكمة مطالبين بالعدالة، حيث نمكن من الوصول إلى قاعة المحكمة بصعوبة بالغة.

وحضر رئيس «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزلل، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس حزب «البلد» محرم إينجه، ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ، وعائلة كليتشدار أوغلو، وعائشة أتيش زوجة رئيس منظمة «الذئاب الرمادية» سنان أتيش، الذي اغتيل في أنقرة قبل عامين، فضلاً عن ممثلي أحزاب معارضة ورؤساء بلديات من أنحاء تركيا، بينما غاب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بسبب حضوره مؤتمراً في ألمانيا.

تجمع حاشد حول كليتشدار أوغلو أثناء دخوله المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وقال كليتشدار أوغلو إنه حضر إلى المحكمة ليقول مجدداً للص إنه لص، وليعيد التذكير بقضية الـ128 مليار دولار التي أهدرها إردوغان من احتياطي البنك المركزي لصالح «عصابة المقاولين الخمسة». وأضاف: «إذا كان الرجل الذي قال ليس لديَّ سوى خاتم واحد، إذا أصبحت غنياً، فاعلموا أنني سرقت، (في إشارة إلى إردوغان)، أصبح ثرياً، فإنني أقولها مرة أخرى هو لص».

وطلب من القاضي أن يسمح له بالابتعاد عن موضوع القضية، مشيراً إلى أن إردوغان زج بتركيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير من أجل تأسيس حكم الرجل الواحد في تركيا، الذي جُعلت كل السلطات في يده، كما يواصل الآن سياسته من أجل البقاء عبر تقديم تنازلات في قبرص وبحر إيجه. وأضاف: «لقد كانت هذه هي الحال دائماً في التاريخ الحديث، فنظام ضعف اقتصاده أو حتى انهار، ولا يستطيع حماية حدوده، حيث نظام العدالة مرتبط برجل واحد، وحيث جرى تدمير آلية الرقابة، وحيث لا توجد شفافية ومحاسبة، وحيث التعيين في مناصب الدولة وليس على أساس الجدارة والكفاءة، لن يدوم».

وتطرق كليتشدار أوغلو إلى مسيرته المهنية حيث كان مسؤولاً عن مؤسسة التأمين الاجتماعي، قائلاً إنه كان يدير أموال آلاف المواطنين، ولم يأخذ قرشاً واحداً من أموال الدولة إلى بيته، ولم يصبح من الأثرياء، ولا يملك سوى البيت الذي يعيش فيه أنقرة، مع أنه ظل أيضاً رئيسا لـ«الشعب الجمهوري» 13 عاماً.

كمال كليتشدار أوغلو (من حسابه في إكس)

ولفت إلى أنه تعرض للطعن في الظهر في الانتخابات الرئاسية، العام الماضي، من جانب من كانوا يقولون: «إننا وطنيون قوميون، وسنكتبك في وصية عائلتنا»، في إشارة إلى الرئيسة السابقة لحزب «الجيد»، ميرال أكشنار، لنكتشف لاحقاً أنهم كانوا يتعاونون مع إردوغان من أجل إدامة نظام الرجل الواحد الذي تَسَبَّبَ في معاناة البلاد بسبب الفساد والرشوة وتدهور الاقتصاد.

جدل واتهامات

وعُقدت الجلسة الأولى من محاكمة كليتشدار أوغلو وسط جدل واسع وتراشق مع وزير العدل الذي أدلى بتصريحات، الخميس عشية الجلسة، قال فيها إن هناك حالياً 9 قضايا و5 تحقيقات جارية تتعلق بالزعيم السابق لـ«الشعب الجمهوري»، وجرى فتح تحقيق بسبب تصريحاته. وأضاف تونتش: «أقول للسياسيين من (الشعب الجمهوري) إنهم إذا استمروا على السياسة ذلتها فسينتهي بهم الأمر مثل رئيسهم السابق».

كليتشدار أوغلو خلال أحد التجمعات قبل الانتخابات الرئاسية عام 2023 (من حسابه في إكس)

ورد كليتشدار أوغلو على تونتش في كلمة مصورة عبر حسابه في «إكس»، قائلاً: «إذا كانت لديك الشجاعة، فتعال إلى المحكمة غداً، واستمع إلى ما سأقوله لسيدك، ربما تتعلم درساً». واستنكرت قيادات «الشعب الجمهوري» تصريحات وزير العدل مؤكدين أنها جاءت قبل المحاكمة بيوم واحد، توجيهاً أو «أمراً» للقاضي لإدانة كليتشدار أوغلو، وحظر نشاطه السياسي.