تقدم في مفاوضات غزة بتبادل أسماء المخطوفين والأسرى... وعقدة المحورين باقية

أقارب المحتجَزين الإسرائيليين يقتحمون القطاع لوقف الحرب

لافتة تحدد هوية الرهينتين الإسرائيليتين زيف وجالي بيرمان خلال مظاهرة لعائلات الرهائن في قطاع غزة قرب كيبوتس نيريم على الحدود مع غزة الخميس (أ.ف.ب)
لافتة تحدد هوية الرهينتين الإسرائيليتين زيف وجالي بيرمان خلال مظاهرة لعائلات الرهائن في قطاع غزة قرب كيبوتس نيريم على الحدود مع غزة الخميس (أ.ف.ب)
TT

تقدم في مفاوضات غزة بتبادل أسماء المخطوفين والأسرى... وعقدة المحورين باقية

لافتة تحدد هوية الرهينتين الإسرائيليتين زيف وجالي بيرمان خلال مظاهرة لعائلات الرهائن في قطاع غزة قرب كيبوتس نيريم على الحدود مع غزة الخميس (أ.ف.ب)
لافتة تحدد هوية الرهينتين الإسرائيليتين زيف وجالي بيرمان خلال مظاهرة لعائلات الرهائن في قطاع غزة قرب كيبوتس نيريم على الحدود مع غزة الخميس (أ.ف.ب)

استؤنفت المفاوضات في الدوحة، اليوم، بين إسرائيل و«حماس»، بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر. وقال مصدر سياسي، بحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، إن هذه المفاوضات تتم بمشاركة «حماس»، وإن أعضاء وفدها يوجدون في المبنى نفسه، مقابل الغرفة التي يوجد فيها الفريق الإسرائيلي، والوسطاء يتنقلون بين الغرفتين.

وتتناول المفاوضات كل قضايا الصفقة، ما عدا محوري نتسريم وفيلادلفيا، اللذين يعدّان عقدة الأداء، لأن نتنياهو يتمسك بموقفه في البقاء الإسرائيلي فيهما. أما في القضايا الأخرى فيوجد تقدم. من ذلك، عدد وأسماء المخطوفين الإسرائيليين وعدد وأسماء الأسرى الفلسطينيين، الذين سيجري تبادلهم. كذلك هناك تقدم في برنامج الانسحاب الإسرائيلي من غزة.

نتنياهو في قاعدة «رامات» بحيفا يوم 21 أغسطس (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

ونقلت الصحيفة، في عددها، اليوم (الخميس)، عن مصدر موثوق، أن قسماً كبيراً من الإسرائيليين محتجزون لدى تنظيمات صغيرة، وليس لدى «حماس». وأن «حماس» لديها 20 أسيراً حياً فقط. ونوّهت إلى أن التنظيمات الصغيرة ليست موالية لرئيس حركة «حماس»، يحيى السنوار، بل تختلف معه في بعض القضايا، وتتشدد أكثر منه ولديها مطالب محددة، في عدد وأسماء الأسرى الفلسطينيين المطلوب تحريرهم.

في الأثناء، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول كبير، قوله، إن الوفد الأميركي يستعد لعقد جلسة مفاوضات قمة أخرى الأسبوع المقبل، يطرح فيها مقترحاً نهائياً يشمل اقتراحات عينية لجسر الهوة بين الطرفين في كل القضايا.

وأكد المسؤول أن هذا المقترح سيكون على طريقة «خذه او اتركه»، لكي يضع الطرفين في موقف محرج. لكن مصدراً إسرائيلياً استبعد أن تتخذ واشنطن موقفاً كهذا. وقال إن الأميركيين ما زالوا يتصرفون بحكمة في قيادة المفاوضات من خلال استخدام لغة الإقناع، وإنهم غير معنيين بأي تفجير للمفاوضات، ولديهم اقتناع بأنهم سيحققون نتائج إيجابية.

قافلة سيارات من تل أبيب باتجاه كيبوتس بئيري جنوب إسرائيل خلال مظاهرة لعائلات المحتجزين في غزة (أ.ف.ب)

تجدر الإشارة إلى أن أوساط اليمين الإسرائيلي اتهمت الجيش بأنه يمتنع عن اغتيال السنوار، وردّت مصادر عسكرية على ذلك بالقول إن الجيش اقترب فعلاً وبشكل مؤكد من السنوار عدة مرات، لكنه لم يحصل على إذن من الحكومة بقتله. والسبب في ذلك أنه يحرص على أن يوجد مع مجموعة من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وأن قتله يهدد حياتهم.

جوناثان بولين وراشيل غولدبرغ والدا الرهينة الإسرائيلي هيرش يشاركان في مظاهرة لعائلات الرهائن بالقرب من كيبوتس نيريم جنوب إسرائيل على الحدود مع غزة (أ.ف.ب)

وفي الوقت الذي تدور فيه المحادثات في الدوحة حول صفقة تبادل، ويسود فيه اقتناع بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يسعى مرة أخرى لإجهاضها، نظّم مئات من أهالي الأسرى والمتضامنين معهم مظاهرة من نوع جديد. إذ ساروا من تل أبيب حتى قطاع غزة، وتجاوزوا الجدار الأمني الفاصل، في محاولة للوصول إلى الجنود الإسرائيليين وإقناعهم بوقف الحرب والانسحاب.

وجاء في بيان صادر عن منتدى عائلات الأسرى، أن «عشرات العائلات على الحدود تصرخ لأحبائها المحتجزين على بُعد كيلومترات قليلة منهم في أعماق أنفاق (حماس) منذ 328 يوماً». وتوجه إيلي شتيوي، والد الرهينة عيدان، برسالة إلى رئيس الوزراء، نتنياهو، يطالبه فيها بالتنازل عن مطلبه التخريبي بالبقاء في محور فيلادلفيا، لأجل إنجاح الصفقة. وقال: «جئنا لكي نتواصل مع جنودنا، ونطلب منهم أن ينسحبوا من غزة». وتوجه إلى الجنود قائلاً: «نعرف أن الجيش يريد إخراجكم من هنا، لكن هناك من يمنعه خدمة لمصالح شخصية. يكفي 11 شهراً في هذا الجحيم».

أقارب الرهائن لدى «حماس» يضعون ملصقات على أفواههم ويقيدون أيديهم أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب في أبريل الماضي (أ.ف.ب)

وكانت العائلات قد عقدت مؤتمراً صحافياً في ميدان المخطوفين، مقابل مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب، قبيل الانطلاق في مسيرة سيارات باتجاه غزة. وعند نقطة قريبة من كيبوتس «نيريم»، اجتازوا الحدود ومكثوا داخل القطاع نحو 22 دقيقة ورفعوا لافتات تطالب نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى والإفراج عن الرهائن.

وأحرج المتظاهرون قوات الجيش بدخولهم، وادّعى الناطق العسكري أنهم لم يدخلوا غزة. وقال: «خلال الاحتجاج، قام بعض المتظاهرين بخرق سياج قريب من الحدود، وركضوا باتجاه القطاع».

ومع أن مقاطع فيديو تداولها ناشطون، تظهر المحتجين يجتازون الحدود، فإن الجيش الإسرائيلي ادّعى أنه «لم يتم اختراق فعلي للسياج الحدودي». وقال: «بعض أفراد العائلات ركضوا في منطقة زراعية قريبة من كيبوتس (نيريم)، وعادوا بعد فترة وجيزة إلى نقطة التجمع الأصلية للاحتجاج في الكيبوتس».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده في معارك بشمال غزة

المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده في معارك بشمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقتل أحد جنوده في معارك في شمال قطاع غزة. وأضاف أن الجندي القتيل يدعى رون إبشتاين (19 عاماً) وكان ينتمي إلى لواء غيفعاتي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب (أ.ب)

إلغاء زيارة وزير الخارجية الهولندي لإسرائيل

ذكرت وكالة الأنباء الهولندية «إيه إن بي»، اليوم الخميس، أن زيارة مقررة لوزير الخارجية الهولندي إلى إسرائيل أُلغيت.

«الشرق الأوسط» (أمستردام )
تحليل إخباري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت يحضران حفلاً في قاعدة عسكرية في أكتوبر الماضي (رويترز) play-circle 02:06

تحليل إخباري «إسرائيل في ورطة»... تداعيات قانونية وسياسية لمذكرة اعتقال نتنياهو

تشكل مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت، وفق خبراء قانون «إحراجاً كبيراً وإدانة غير مباشرة لإسرائيل»، ما سيضع إسرائيل تحت ضغط دولي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي المرجح أن يختار جوزيب بوريل البالغ من العمر 77 عاماً التقاعد بعد أن تنقّل في مناصب رئيسة (أ.ف.ب)

بوريل: العمليات الإنسانية الأممية في غزة قد تتوقف الاثنين بسبب نفاد الوقود والطعام

قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، إن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة بقطاع غزة قد تتوقف، يوم الاثنين المقبل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم المحكمة الجنائية الدولية (رويترز)

المدّعي العام للجنائية الدولية يطالب الدول الأعضاء بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عنها

طالب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الخميس، الدول الأعضاء في المحكمة، والبالغ عددها 124، بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف التي أصدرتها.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

إسرائيل: لائحة الاتهام تشير إلى أن نتنياهو كان على علم بتسريب مساعده لمعلومات سرية

المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)
المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)
TT

إسرائيل: لائحة الاتهام تشير إلى أن نتنياهو كان على علم بتسريب مساعده لمعلومات سرية

المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)
المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على علم بأن أعضاء في طاقمه قاموا بتسريب «وثيقة سرية» إلى الصحافة الأجنبية، فيما أصبح يعرف باسم «فضيحة الوثائق الأمنية»، حسبما تشير تفاصيل لائحة الاتهام لأحد هؤلاء المساعدين، التي نقلتها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

واتُهم إيلي فيلدشتاين، أحد مساعدي نتنياهو، بالحصول على معلومات عسكرية حساسة بطرق غير قانونية وتسريبها للتأثير على الرأي العام على أمل تخفيف الضغط الذي يتعرض له نتنياهو لتقديم تنازلات كبيرة مقابل تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وتوضح لائحة الاتهام المقدمة ضد فيلدشتاين كيف قام ضابط صف احتياطي في الجيش الإسرائيلي بتسريب وثيقة سرية للغاية تتضمن تفاصيل استراتيجية حركة «حماس» الفلسطينية في مفاوضات الرهائن إلى فيلدشتاين ليريها لرئيس الوزراء.

ويعتقد أن الوثائق تشير إلى أن مقاتلي «حماس» يريدون بث الفتنة في المجتمع الإسرائيلي بحيث يستفيدون من ذلك من خلال إبرام صفقة جيدة بالنسبة لهم بشأن الرهائن.

لكن فيلدشتاين سرب الوثيقة لمراسل القناة «12» الإخبارية في 2 سبتمبر (أيلول)، بعد أيام فقط من مقتل 6 رهائن على يد «حماس»، للتأثير على التغطية الإعلامية والخطاب العام الذي تحول بشكل حاد ضد نتنياهو نتيجة قتل الأسرى، وفق ما تقوله لائحة الاتهام.

وبعد تسريب الوثيقة، أخبر فيلدشتاين المتحدث باسم نتنياهو، يوناتان أوريش، ما فعله في رسالة عبر تطبيق «واتساب»، مضيفاً: «و(نحن) بحاجة إلى رئيس الوزراء لهذا الغرض».

ولم يتمكن مراسل القناة «12» من نشر الوثيقة لأن الرقيب العسكري منع نشرها، لذلك أرسل فيلدشتاين الوثيقة إلى صحيفة «بيلد» الألمانية من خلال أحد شركاء أوريش في 4 سبتمبر (أيلول) من أجل التحايل على الرقيب العسكري.

ونشرت صحيفة «بيلد» مقالها في 6 سبتمبر مع اقتباسات مباشرة من الوثيقة السرية. وبعد النشر، كتب أوريش إلى فيلدشتاين «الرئيس سعيد»، في إشارة واضحة إلى نتنياهو، الذي يبدو أنه كان على اطلاع بشأن التسريب.

وتلقى فيلدشتاين أيضاً وثيقتين سريتين أخريين من ضابط الصف في أوائل سبتمبر، وعندما جمع الوثائق الثلاث معاً، أخبر متحدثاً آخر باسم نتنياهو، وهو عوفر جولان، في 9 سبتمبر أن لديه هذه الوثائق وأنهم «بحاجة إلى إحضارها للرئيس (نتنياهو)».

ولم يتم إرسال هذه الوثائق في النهاية إلى وسائل الإعلام، لأن فيلدشتاين والآخرين قرروا أنها لا علاقة لها بالخطاب الإعلامي في ذلك الوقت.

ووُجهت لفيلدشتاين تهمة نقل معلومات سرية تهدف إلى الإضرار بأمن الدولة. وتم استجواب أوريش من قبل الشرطة تحت التحذير، وقد يكون موضوع لائحة اتهام، في حين من المحتمل أيضاً أن يتم توجيه لائحة اتهام إلى مشتبه بهم آخرين.

وينفي الرجلان التهم الموجهة إليهما، والتي يُعاقَب عليها بالسجن لفترات طويلة.
ولم يتم توجيه اتهامات إلى نتنياهو نفسه، لكن أنصاره يتهمون المدعين العموم بقيادة حملة شعواء ذات دوافع سياسية في وقت حالة طوارئ في إسرائيل.