استؤنفت المفاوضات في الدوحة، اليوم، بين إسرائيل و«حماس»، بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر. وقال مصدر سياسي، بحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، إن هذه المفاوضات تتم بمشاركة «حماس»، وإن أعضاء وفدها يوجدون في المبنى نفسه، مقابل الغرفة التي يوجد فيها الفريق الإسرائيلي، والوسطاء يتنقلون بين الغرفتين.
وتتناول المفاوضات كل قضايا الصفقة، ما عدا محوري نتسريم وفيلادلفيا، اللذين يعدّان عقدة الأداء، لأن نتنياهو يتمسك بموقفه في البقاء الإسرائيلي فيهما. أما في القضايا الأخرى فيوجد تقدم. من ذلك، عدد وأسماء المخطوفين الإسرائيليين وعدد وأسماء الأسرى الفلسطينيين، الذين سيجري تبادلهم. كذلك هناك تقدم في برنامج الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
ونقلت الصحيفة، في عددها، اليوم (الخميس)، عن مصدر موثوق، أن قسماً كبيراً من الإسرائيليين محتجزون لدى تنظيمات صغيرة، وليس لدى «حماس». وأن «حماس» لديها 20 أسيراً حياً فقط. ونوّهت إلى أن التنظيمات الصغيرة ليست موالية لرئيس حركة «حماس»، يحيى السنوار، بل تختلف معه في بعض القضايا، وتتشدد أكثر منه ولديها مطالب محددة، في عدد وأسماء الأسرى الفلسطينيين المطلوب تحريرهم.
في الأثناء، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول كبير، قوله، إن الوفد الأميركي يستعد لعقد جلسة مفاوضات قمة أخرى الأسبوع المقبل، يطرح فيها مقترحاً نهائياً يشمل اقتراحات عينية لجسر الهوة بين الطرفين في كل القضايا.
وأكد المسؤول أن هذا المقترح سيكون على طريقة «خذه او اتركه»، لكي يضع الطرفين في موقف محرج. لكن مصدراً إسرائيلياً استبعد أن تتخذ واشنطن موقفاً كهذا. وقال إن الأميركيين ما زالوا يتصرفون بحكمة في قيادة المفاوضات من خلال استخدام لغة الإقناع، وإنهم غير معنيين بأي تفجير للمفاوضات، ولديهم اقتناع بأنهم سيحققون نتائج إيجابية.
تجدر الإشارة إلى أن أوساط اليمين الإسرائيلي اتهمت الجيش بأنه يمتنع عن اغتيال السنوار، وردّت مصادر عسكرية على ذلك بالقول إن الجيش اقترب فعلاً وبشكل مؤكد من السنوار عدة مرات، لكنه لم يحصل على إذن من الحكومة بقتله. والسبب في ذلك أنه يحرص على أن يوجد مع مجموعة من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وأن قتله يهدد حياتهم.
وفي الوقت الذي تدور فيه المحادثات في الدوحة حول صفقة تبادل، ويسود فيه اقتناع بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يسعى مرة أخرى لإجهاضها، نظّم مئات من أهالي الأسرى والمتضامنين معهم مظاهرة من نوع جديد. إذ ساروا من تل أبيب حتى قطاع غزة، وتجاوزوا الجدار الأمني الفاصل، في محاولة للوصول إلى الجنود الإسرائيليين وإقناعهم بوقف الحرب والانسحاب.
وجاء في بيان صادر عن منتدى عائلات الأسرى، أن «عشرات العائلات على الحدود تصرخ لأحبائها المحتجزين على بُعد كيلومترات قليلة منهم في أعماق أنفاق (حماس) منذ 328 يوماً». وتوجه إيلي شتيوي، والد الرهينة عيدان، برسالة إلى رئيس الوزراء، نتنياهو، يطالبه فيها بالتنازل عن مطلبه التخريبي بالبقاء في محور فيلادلفيا، لأجل إنجاح الصفقة. وقال: «جئنا لكي نتواصل مع جنودنا، ونطلب منهم أن ينسحبوا من غزة». وتوجه إلى الجنود قائلاً: «نعرف أن الجيش يريد إخراجكم من هنا، لكن هناك من يمنعه خدمة لمصالح شخصية. يكفي 11 شهراً في هذا الجحيم».
وكانت العائلات قد عقدت مؤتمراً صحافياً في ميدان المخطوفين، مقابل مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب، قبيل الانطلاق في مسيرة سيارات باتجاه غزة. وعند نقطة قريبة من كيبوتس «نيريم»، اجتازوا الحدود ومكثوا داخل القطاع نحو 22 دقيقة ورفعوا لافتات تطالب نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى والإفراج عن الرهائن.
وأحرج المتظاهرون قوات الجيش بدخولهم، وادّعى الناطق العسكري أنهم لم يدخلوا غزة. وقال: «خلال الاحتجاج، قام بعض المتظاهرين بخرق سياج قريب من الحدود، وركضوا باتجاه القطاع».
ومع أن مقاطع فيديو تداولها ناشطون، تظهر المحتجين يجتازون الحدود، فإن الجيش الإسرائيلي ادّعى أنه «لم يتم اختراق فعلي للسياج الحدودي». وقال: «بعض أفراد العائلات ركضوا في منطقة زراعية قريبة من كيبوتس (نيريم)، وعادوا بعد فترة وجيزة إلى نقطة التجمع الأصلية للاحتجاج في الكيبوتس».