وزير الخارجية الإسرائيلي يحذّر إردوغان... ويذكّره بمصير صدام حسين

مسؤول تركي يتّهم إسرائيل باستهداف إردوغان بعد أن بدا وكأنه يهدّد بغزو إسرائيل

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
TT

وزير الخارجية الإسرائيلي يحذّر إردوغان... ويذكّره بمصير صدام حسين

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحذيراً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعد قيام الأخير بالتهديد بالتدخل.

وكتب كاتس، عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، في وقت متأخر من يوم الأحد: «إردوغان يسير على خطى صدام حسين، ويهدّد بمهاجمة إسرائيل، يجب عليه فقط أن يتذكر ما حدث هناك، وكيف انتهى الأمر».

يشار إلى أن القوات الأميركية غزَت العراق في عام 2003، ما أدى إلى سقوط الرئيس العراقي صدام حسين. وبعد ذلك بـ3 سنوات جرى إعدام حسين، بعد إدانته بارتكاب مجازر ضد الأكراد والشيعة.

وهدّد إردوغان إسرائيل، يوم الأحد، بالتدخل، مشيراً إلى تحركات بلاده السابقة في ناغورنو كاراباخ وليبيا، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال إردوغان، في حدث لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في ريزه على البحر الأسود: «كما تدخلنا في كاراباخ، وكما تدخلنا في ليبيا، قد نفعل الشيء نفسه معهم»، في إشارة إلى إسرائيل.

واتهم مسؤول تركي كبير، الاثنين، الحكومة الإسرائيلية بمحاولة «إخفاء جرائم الحرب»، من خلال استهداف الرئيس رجب طيب إردوغان، بعد أن بدا وكأنه يهدّد بغزو إسرائيل، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال فخر الدين ألتون، رئيس الاتصالات الرئاسية التركية، على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، إن أولئك الذين يهدّدون الرئيس إردوغان «يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة».

وفي تصريحات متلفزة لمسؤولي الحزب الحاكم في وقت متأخر من يوم الأحد، علّق إردوغان على العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقال: «مثلما دخلنا قره باغ، ومثلما دخلنا ليبيا، فقد نفعل مثلهم»، وأضاف: «لا يوجد سبب يمنعنا من القيام بذلك... يجب أن نكون أقوياء حتى نتمكن من اتخاذ هذه الخطوات».

ويبدو أن إردوغان، الذي انتقد بشدة الهجوم الإسرائيلي على غزة، كان يشير إلى تدخّل تركيا في الصراع الليبي، ودعمها لأذربيجان في قتال الانفصاليين الأرمن في ناغورنو كاراباخ. ورداً على ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن إردوغان «يتبع خطى صدام حسين، ويهدّد بمهاجمة إسرائيل».


مقالات ذات صلة

​أوزيل يضغط على إردوغان بورقة الانتخابات المبكرة

أوروبا أوزيل خلال خطاب في «بيت المتقاعدين» بإسطنبول الأحد (من حسابه على إكس)

​أوزيل يضغط على إردوغان بورقة الانتخابات المبكرة

جدّد زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل دعوته للرئيس رجب طيب إردوغان للتوجه إلى الانتخابات المبكرة بسبب الصعوبات الاقتصادية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استقبل رئيس وزراء النيجر على الأمين زين في أنقرة فبراير (شباط) الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا تسارع لملء الفراغ الغربي في النيجر بشراكة متعددة الأبعاد

كشفت زيارة الوفد التركي رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان، إلى النيجر عن استمرار التركيز من جانب أنقرة على ترسيخ حضورها في أفريقيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان أكد أن الوضع في المنطقة يحتاج إلى معادلات جديدة للسياسة الخارجية (الرئاسة التركية)

تركيا تتمسك بإعادة العلاقات مع سوريا... وأميركا ترفض

أعطت تركيا رسائل جديدة على الاستمرار في جهود إعادة العلاقات مع سوريا إلى طبيعتها رغم تمسك الأخيرة بانسحابها العسكري، وذلك وسط رفض أميركي للخطوة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي لقاء رجب طيب إردوغان وبشار الأسد في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)

هل يكسر موقف الأسد إلحاح إردوغان على لقائه ويحطم دوافعه للتطبيع؟

روسيا تريد دفع تركيا إلى انفتاح سريع على الأسد من دون حديث عن ضمانات، عبر إيجاد صيغ أخرى للقضاء على مخاوف تركيا من قيام «دولة كردية» على حدودها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الأسد في مركز اقتراع بدمشق الاثنين (أ.ف.ب)

الأسد: المشكلة ليست في لقاء إردوغان... بل في «مضمون» الاجتماع

قال الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، إنه مستعد للقاء نظيره التركي رجب طيب إردوغان إذا كان ذلك يحقق مصلحة بلاده، لكنه اعتبر أن المشكلة في مضمون اللقاء.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تهديد إردوغان بالتدخل في حرب غزة أشعل التوتر مع تل أبيب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)
TT

تهديد إردوغان بالتدخل في حرب غزة أشعل التوتر مع تل أبيب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

تصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية تصريحات للرئيس رجب طيب إردوغان عن احتمالات تدخل تركيا لوقف إسرائيل في حربها على غزة، مثلما فعلت في السابق في ليبيا وفي النزاع بين أذربيجان وأرمينيا في ناغورنو كاراباخ.

واستدعى تصريح إردوغان رداً من وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حذر فيه الرئيس التركي من مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلى جانب ردود فعل خارجية طالبت بإخراج تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال إردوغان، خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة ريزا، وهي مسقط رأسه في شمال تركيا، ليل الأحد – الاثنين: «يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء السخيفة لفلسطين، تماماً كما دخلنا كاراباخ وليبيا، قد نفعل شيئاً مماثلاً معها». وأضاف: «لا يوجد سبب يمنعنا من فعل ذلك، يجب أن نكون أقوياء حتى نتمكن من اتخاذ هذه الخطوات». ولفت إردوغان إلى أن الصناعات الدفاعية التركية حققت تقدماً كبيراً وأصبحت تحظى بطلب كبير في أنحاء العالم. وقبل ذلك، انتقد إردوغان إسرائيل مراراً بشدة، وحذّر من اتساع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة لتشمل منطقة الأناضول التركية.

الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (رويترز)

على خطى صدام حسين

وردّ وزير الخارجية الإسرائيلي على تصريحات إردوغان، قائلاً عبر حسابه في «إكس»: إن الرئيس التركي «يسير على خطى صدام حسين... فقط تذكروا ما حدث هناك (في بغداد) وكيف انتهى الأمر». وأرفق كاتس تغريدته بصورة للرئيس العراقي الأسبق أثناء احتجازه من قبل القوات الأميركية، التي غزت العراق عام 2003 وأسقطت نظام صدام حسين، وانتهى الأمر بإعدامه بعد سنوات.

وتُعَد تصريحات إردوغان جولة جديدة من التراشق بالتصريحات الحادة بينه وبين وزير الخارجية الإسرائيلي، لكن ردود الفعل عليها اتسعت هذه المرة. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر «إكس»، إن: «إردوغان يثرثر ويهذي مرة أخرى، ويشكل خطراً على الشرق الأوسط، ويجب على العالم، خصوصاً أعضاء حلف الناتو، أن يدينوا بشدة تهديداته ضد إسرائيل ويجبروه على إنهاء دعمه لحركة حماس».

وبدورها، ردت وزارة الخارجية التركية، في بيان، الاثنين، على تصريحات كاتس قائلةً فيها إن نهاية رئيس الوزراء الإسرائيلي ستكون «على غرار نهاية الزعيم النازي أدولف هتلر». وأضافت أن «من يستهدفون الشعب الفلسطيني لن يستطيعوا إبادته. وكما حوسب النازيون مرتكبو الجرائم الجماعية، كذلك سيُحاسب الذين يسعون لإبادة الفلسطينيين».

فلسطينيون يجلسون بجوار مبنى دمره القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين (أ.ب)

«الإبادة الجماعية»

وطالب رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في بيان، على حسابه في «إكس»، الاثنين، إسرائيل بوقف «الإبادة الجماعية بقطاع غزة، والقبول بدولة فلسطينية، إن كانت تريد السلام الدائم والأمن». وقال ألطون، رداً على تعليق وزير الخارجية الإسرائيلي على تصريحات إردوغان، إن «الذين يتجرأون على إطلاق التهديدات ضد الرئيس إردوغان، عليهم أن يتحملوا مسؤولية ما سيحلّ بهم».

وأضاف أن «الحكومة الإسرائيلية وأعضاءها مشاركون بشكل مباشر في الإبادة الجماعية المتواصلة في فلسطين، وقد تمت إدانتهم بالفعل في نظر الرأي العام العالمي». وشدّد على أن تركيا ستواصل وقوفها ودعمها لفلسطين، ولن تسمح لأحد بتلقينها الدروس أو التجرّؤ على إطلاق التهديدات ضدها.