إيران: نتعاون مع الوكالة الدولية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي

إسلامي تحدث عن «حل جزء» في القضايا العالقة

مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي في أصفهان مايو 2024 (أ.ف.ب)
مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي في أصفهان مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

إيران: نتعاون مع الوكالة الدولية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي

مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي في أصفهان مايو 2024 (أ.ف.ب)
مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي في أصفهان مايو 2024 (أ.ف.ب)

قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، إن إيران تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار اتفاق الضمانات ومعاهدة حظر الانتشار النووي، متحدثاً عن «حل جزء» في القضايا العالقة مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

ونقل المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، النائب إبراهيم رضائي، عن إسلامي قوله في مدينة مشهد، يوم الجمعة، إن «قانون الخطوة الاستراتيجية لإلغاء العقوبات الأميركية» الذي أقرّه البرلمان الإيراني في بداية ديسمبر (كانون الأول) 2020، «ساعد المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية على التحرك بقوة أكبر».

من جانبه، قال الرئيس مسعود بزشيكان، خلال حملته الانتخابية، إنه سيتحدث إلى البرلمان لإجراء تعديلات على القانون.

وألقى حليفه وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف باللوم على القانون في عرقلة جهود الرئيس الأميركي جو بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلَّف من 35 دولة، قد أصدر قراراً الأسبوع الماضي يدعو إيران إلى تعزيز التعاون مع الوكالة، والتراجع عن الحظر الذي فرضته في الآونة الأخيرة على دخول المفتشين. وردت إيران سريعاً بتركيب أجهزة طرد مركزي إضافية لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، وبدأت في تركيب أجهزة أخرى، وفقاً للوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة.

رئيس «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية» محمد إسلامي (مهر)

البيت الأبيض

من جانبه، قال البيت الأبيض إنه ينبغي لإيران ألا يساورها أي شك من موقف أميركا إزاء تطوير برنامجها النووي. كما كان مسؤولون أميركيون وإسرائيليون قد أبلغوا موقع «أكسيوس» الإخباري، أن واشنطن وجهت تحذيراً سرياً لإيران، الشهر الماضي، إزاء مخاوفها من أنشطة بحث وتطوير إيرانية قد تستخدم في إنتاج أسلحة نووية.

وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، القريبة من نسبة 90 في المائة المستخدمة في السلاح النووي، منذ الشهور الأولى في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وكان إحياء الاتفاق النووي، لعام 2015، من أبرز وعود بايدن في السياسة الخارجية. وتعثرت المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، عدة مرات، ووصلت إلى طريق مسدود، بعد اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، وعزلة إيران في أعقاب الحملة الأمنية لإخماد احتجاجات شعبية في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه.

وأفاد موقع «أكسيوس»، الأربعاء الماضي، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل رصدتا أنشطة نووية مشبوهة في إيران في الأشهر الأخيرة. ويخشى المسؤولون من أنها قد تكون جزءاً من جهد إيراني لاستغلال فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية لتحقيق تقدم نحو التسلح النووي.

منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

طبيعة الأنشطة الإيرانية

وعملت أجهزة الاستخبارات ومسؤولون سياسيون في كلا البلدين؛ لفهم طبيعة الأنشطة الإيرانية، وما إذا كانت تشكل تغييراً في نهج المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن السلاح النووي. وقال المسؤولون الأميركيون إن «إدارة بايدن نقلت مخاوفها النووية إلى الإيرانيين قبل عدة أسابيع عبر دول ثالثة، وقنوات مباشرة». وأضاف المسؤولون أن الإيرانيين ردوا بتفسيرات لهذه الأنشطة النووية، مؤكدين أنه لم يطرأ أي تغيير في السياسة، وأنهم لا يعملون على سلاح نووي.

وأشار المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إلى أن تبادل الرسائل والمعلومات الأخرى التي حصلت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل عالجت بعض المخاوف، وخففت بعض القلق بشأن أنشطة البحث والتطوير الإيرانية. وقال مسؤول أميركي إن الرسالة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى الإيرانيين كانت فعالة، لكنه أضاف أن هناك مخاوف كبيرة لا تزال قائمة بشأن البرنامج النووي الإيراني.


مقالات ذات صلة

بلينكن: إيران تستطيع إنتاج مواد لصنع سلاح نووي خلال أسبوع أو اثنين

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

بلينكن: إيران تستطيع إنتاج مواد لصنع سلاح نووي خلال أسبوع أو اثنين

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الجمعة)، أن إيران قادرة على إنتاج مواد انشطارية بهدف صنع قنبلة نووية «خلال أسبوع أو اثنين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ظريف يشرح للتلفزيون الرسمي مهام لجنة معنية باختيار الوزراء لحكومة الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان

ظريف: نعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وليست ائتلافية

أعلن ظريف أن حكومة الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان «لن تكون ائتلافية» مشدداً على أن تركيز عمل فريقه الانتقالي ينصب على حكومة «وحدة وطنية».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر (أرشيفية - أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي السابق يحض بايدن على وقف تهديدات إيران

قال وزير الدفاع السابق مارك إسبر، إن الوقت قد حان لإدارة بايدن لأن تفعل أفضل من مجرد لعب دور الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية بزشكيان يشارك في مراسم دينية يستضيفها المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

كيف دفع خامنئي بزشكيان المغمور إلى رئاسة إيران؟

بعد توقعات بمشاركة 13 بالمائة في الانتخابات، خطّط خامنئي لإجراء انتخابات دقيقة التوجيه، ما مهّد الطريق لمعتدل مغمور ولكنه موثوق به، بزشكيان، للوصول إلى الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

شرطة إسبانيا وألمانيا تعتقل 4 للاشتباه في تهريب أجزاء طائرات مسيرة لـ«حزب الله»

شرطة إسبانيا وألمانيا تعتقل أربعة لبنانيين للاشتباه في تهريب أجزاء طائرات مسيرة لـ«حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

نتيجة الصراع في غزة... تحذيرات من عودة نشاط «داعش» و«القاعدة»

مقاتل من «داعش» يحمل سلاحاً مع علم التنظيم في أحد شوارع مدينة الموصل يوم 23 يونيو 2014 (رويترز)
مقاتل من «داعش» يحمل سلاحاً مع علم التنظيم في أحد شوارع مدينة الموصل يوم 23 يونيو 2014 (رويترز)
TT

نتيجة الصراع في غزة... تحذيرات من عودة نشاط «داعش» و«القاعدة»

مقاتل من «داعش» يحمل سلاحاً مع علم التنظيم في أحد شوارع مدينة الموصل يوم 23 يونيو 2014 (رويترز)
مقاتل من «داعش» يحمل سلاحاً مع علم التنظيم في أحد شوارع مدينة الموصل يوم 23 يونيو 2014 (رويترز)

حذر مسؤولون وخبراء الأمن من دلائل على زيادة نشاط المسلحين في تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في أنحاء الشرق الأوسط، معْربين عن قلقهم من أن الصراع في غزة سيوفر فرصة لإعادة بناء التنظيمات المتطرفة؛ ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من المؤامرات الإرهابية في المستقبل، وفق تقرير لصحيفة «الغارديان».

تشير الأدلة إلى تصاعد التطرف الإسلامي في مناطق عدة، حيث أصبحت هجمات فرع «داعش» في صحراء سيناء أكثر فتكاً، وزادت هجمات التنظيم في سوريا، كما جرى إحباط مؤامرات في الأردن.

قوات عراقية في عمليات ملاحقة لعناصر «داعش» في ديالى (أرشيفية - الإعلام الأمني)

وفي تركيا، اعتقلت السلطات عشرات الأشخاص لمكافحة التهديد المتنامي من فرع «داعش» هناك، بينما يسعى فرع «القاعدة» في اليمن إلى تحفيز أتباعه على مهاجمة أهداف غربية وإسرائيلية.

ووفق التقرير، يرتبط النشاط الجديد بالصراع الدموي بين إسرائيل و«حماس»، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية، وعدم الاستقرار، والصراع الأهلي المستمر.

وصف مصدر إقليمي الصراع في غزة بأنه «مصدر يغذي الإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي»، مع ردود فعل عاطفية قوية.

ضابط أمن صومالي يتخذ موقعه بجوار عربته المدرعة بالقرب من فندق «سيل» مسرح هجوم شنته «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في مقديشو يوم 15 مارس 2024 (رويترز)

ونشرت الأمم المتحدة تقارير تشير إلى أن الجماعات المتطرفة الكبرى تستغل الحرب في غزة لجذب مجندين جدد، وتحفيز المؤيدين الحاليين، وأن التعرض المستمر لصور المعاناة من غزة يشجع على العنف المتطرف في المنطقة.

ففي العراق، يبدو أن تهديد العنف الإسلامي المتطرف محصور، لكن في سوريا، شن التنظيم أكثر من 100 هجوم على قوات الحكومة والمقاتلين الأكراد.

قال متحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»: «إن خلايا (داعش) الإرهابية تواصل عملياتها بمستويات أعلى من السنوات السابقة.

وفي الأردن، أُحبطت مؤامرة في عمّان عندما انفجرت متفجرات أثناء تجهيزها من قبل متطرفين؛ ما أسفر عن احتجاز شبكة من الشبان المتطرفين. وتستغل الجماعات المتطرفة الإنترنت لنشر المواد والدعاية؛ ما يزيد من خطر زعزعة استقرار الحكومة والأمن في البلاد.

تستخدم «داعش» و«القاعدة» استراتيجيات إعلامية مختلفة، حيث تركز «داعش» على استغلال الوضع في غزة لتحفيز الفاعلين المنفردين، بينما تركز «القاعدة» على حملة عالمية ضد القوى الغربية، ورغم تعرضها لسلسلة من الانتكاسات، بعد مقتل زعيمها أيمن الظواهري والانقسامات الداخلية حول الاستراتيجية، لكنها تواصل جهودها في التجنيد.