غالبية الإسرائيليين تريد انتخابات مبكرة... لكن الخلاف على رئيس حكومة

التأييد لغانتس يتراجع والجمهور يفتش عن بديل عنه في اليمين بعيداً عن نتنياهو

بيني غانتس (أ.ب)
بيني غانتس (أ.ب)
TT

غالبية الإسرائيليين تريد انتخابات مبكرة... لكن الخلاف على رئيس حكومة

بيني غانتس (أ.ب)
بيني غانتس (أ.ب)

في الأسبوع الأول بعد انسحاب حزب معسكر الدولة، بقيادة بيني غانتس وغادي آيزنكوت، من الحكومة الإسرائيلية، أظهرت نتائج استطلاعات رأي، نشرت اليوم (الجمعة)، أن قوته الانتخابية تراجعت ببضعة مقاعد. لكنه بقي المرشح صاحب أكثر الاحتمالات للفوز برئاسة الحكومة. إلا أن هذه النتيجة مشروطة. فالجمهور الإسرائيلي، الذي يبدي رغبة في التخلص من حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما زال حائراً ولا يستقر على تأييد غانتس. فإذا تم تشكيل حزب يميني جديد، تزداد الاحتمالات أن يحلّ هذا الحزب محله. ويصبح نفتالي بنيت، رئيس الحكومة الأسبق، منافساً قوياً يتغلب عليه.

ويحسم هذا الموضوع مجموعة كبيرة من مصوتي أحزاب اليمين، الذين قرروا ترك نتنياهو، ويفتشون عن قائد بديل. وهم يتوزعون ما بين بنيت وبين غانتس. فعندما سئلوا من هو الأكثر ملاءمة لرئاسة الوزراء، حصل غانتس على 54 في المائة مقابل نتنياهو (46 في المائة)، وحصل نفتالي بنيت على 52 في المائة مقابل نتنياهو (48 في المائة). ولو كان الخيار هو بين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا»، فإن نتنياهو يتغلب عليه (37 في المائة مقابل 35 في المائة). كما أن غانتس يتغلب على ليبرمان 42 في المائة مقابل 37 في المائة. ويشير الاستطلاع إلى أن ربع عدد الناخبين تقريباً لا يثق بأن أياً من هؤلاء المرشحين الأربعة يصلح لرئاسة الحكومة.

وعندما سئلوا عن التصويت للأحزاب، حصل حزب غانتس على 24 مقعداً، وهو الذي كان قد وصل إلى 41 مقعداً في استطلاعات يناير (كانون الثاني) الماضي، يليه الليكود برئاسة نتنياهو في المكان الثاني مع 21 مقعداً (مقابل 32 اليوم)، ثم حزب «يوجد مستقبل» برئاسة يائير لبيد 16 مقعداً (له اليوم 24). وفي هذه الحالة يهبط معسكر نتنياهو الحالي من 64 إلى 52 مقعداً، ويرتفع معسكر المعارضة اليهودية إلى 58 نائباً، يُضاف إليهم 10 نواب من الأحزاب العربية، المنقسمة إلى نصفين: تكتل الحركة الإسلامية، بقيادة النائب منصور عباس الذي يبدي استعداده للانضمام إلى الحكومة، لكن ليبرمان يرفض تشكيل حكومة تعتمد على العرب، وتكتل الجبهة العربية للتغيير، برئاسة النائبين أيمن عودة، وأحمد الطيبي، الذي يرفض الانضمام إلى الحكومة، ولكنه مستعد للتصويت ضد عودة معسكر اليمين إلى الحكم.

بنيامين نتنياهو (أ.ب)

لكن هذه النتائج تتغير بشكل حاد، فيما لو تم تشكيل حزب يميني جديد. فالمعروف أن نفتالي بنيت يسعى إلى تشكيل هذا الحزب مع يوسي كوهن، رئيس الموساد السابق، ومع حزب جدعون ساعر (الذي يغازله نتنياهو ويحاول ضمه إلى حكومته الحالية)، ومع حزب ليبرمان (الذي أقام غرفة عمليات للمعارضة لقيادة مسيرة إسقاط حكومة نتنياهو). كما يجري بنيت اتصالات مع لبيد للعودة إلى التحالف السابق بينهما.

وقد كتب بنيت منشوراً على منصة «إكس»، الجمعة، فصّل فيه إنجازات حكومة الطوارئ التي ترأسها في حينه مع لبيد (2020 - 2022). وألمح بإمكانية عودته إلى السياسة، قائلاً: «أتحدث مع مواطنين كثيرين يعيشون يأساً حقيقياً وخوفاً وجودياً على دولة إسرائيل. يهمني أن أقول لكم إنه حتى حين يبدو الحال متعذراً فهذا ممكن. لقد فعلنا هذا في حينه ويمكن أن نفعله مرة أخرى، مع حكومة مهنية، قيادة حقيقية ووحدة بيننا. لا بد من أن نقيم هنا دولة جديرة بهذا الشعب».

وتشير الاستطلاعات إلى أن حزباً يمينياً كهذا يحصل على 16 مقعداً إذا اقتصر على بنيت وعلى 24 مقعداً إذا تحالف بنيت مع ليبرمان وعلى 25 مقعداً إذا انضم ساعر (وفي الحالتين الأخيرتين يكون هذا هو أكبر الأحزاب وسيشكل حكومة). وفي حال خاض الثلاثة الانتخابات، كل واحد على حدة، يحصل بنيت على 16 وليبرمان على 14 وكوهن على 8 مقاعد.

وعلى الرغم من هذه الحيرة، فإن الاستطلاع يشير إلى ارتفاع ثابت في نسبة الإسرائيليين الذين يؤيدون تبكير موعد الانتخابات للتخلص من حكم نتنياهو، لتبلغ 57 في المائة، بينما يعارض تقديم موعد الانتخابات 33 في المائة فقط.

يذكر أن ليبرمان توجه إلى غانتس يطلب منه الانضمام إلى «غرفة عمليات» إسقاط نتنياهو، إذا كان جاداً في موقفه المعارض، إلا أنه امتنع عن التجاوب، وقال إنه يريد التعاون مع المعارضة في سبيل تبكير موعد الانتخابات وإسقاط نتنياهو. وللدلالة على ذلك، تقدم غانتس بمشروع لنزع الثقة عن الحكومة في جلسة الكنيست (البرلمان) يوم الاثنين. وقد حذّره ليبرمان: «معك حتى يوم الاثنين لتثبت أنك جدير بالقيادة في مواجهة حليفك حتى يوم أمس، نتنياهو، الذي نصحناك بألا تنضم إلى حكومته، دفاعاً عن كرامتك. وأبيت إلا أن تدخل في حكومته وتتعرض للتنكيل منه لدرجة جعلتك تخسر مئات آلاف الأصوات».


مقالات ذات صلة

نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ) play-circle 00:35

نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، عن تفاهم خاص مع إدارة الرئيس الأميركي، ونأى بنفسه عن الاقتراح الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن الموافقة على عمليات جديدة في لبنان

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الهجمات في لبنان ستستمر رغم الجهود الدولية لتأمين وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نتنياهو في قاعدة «رامات» بحيفا يوم 21 أغسطس (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

نتنياهو: سنواصل ضرب «حزب الله» بكل قوة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إننا سنواصل ضرب «حزب الله» اللبناني «بكل قوة» حتى يتسنى لسكان شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في لبنان (إ.ب.أ)

ما القرار رقم 1701؟ وما أهميته؟

مع تصاعد الهجمات بين جماعة «حزب الله» اللبنانية وإسرائيل في جنوب لبنان، عاد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إلى الواجهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية نتنياهو وغالانت في مؤتمر صحافي (رويترز)

نتنياهو يرفض وقف القتال مع «حزب الله»... ويسعى لتعيين «موالٍ» بمنصب وزير الدفاع

علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التقارير التي تحدثت، اليوم (الخميس)، عن اقتراح لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)

الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط مخطط إلكتروني لـ«حزب الله» لجمع معلومات استخباراتية

قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط مخطط إلكتروني لـ«حزب الله» لجمع معلومات استخباراتية

قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، عن اكتشافه حسابات مزيفة على الإنترنت استخدمتها عناصر تابعة لـ«حزب الله» اللبناني لجمع معلومات استخباراتية حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي من خلال التواصل مع الجنود، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها على الإنترنت (واي نت) عن الجيش قوله إنهم «أحياناً يعرّفون أنفسهم كأفراد في الجيش الإسرائيلي ويقومون بإجراء اتصالات ومراسلات شخصية مع جنود الجيش، بما في ذلك محادثات مسجلة معهم».

ويأتي هذا الإعلان إثر دعوة دول عدّة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله»، بعد أن أثار التصعيد الأخير مخاوف من حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ومنذ الاثنين، خلّفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان، بينهم كثير من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.