سموتريتش يحارب الجيش الإسرائيلي في ميزانيته ويرفض شراء طائرات مقاتلة

«أعطيناه شيكاً مفتوحاً واعتمدنا بشكل أعمى عليه فحصلنا على 7 أكتوبر»

وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)
وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)
TT

سموتريتش يحارب الجيش الإسرائيلي في ميزانيته ويرفض شراء طائرات مقاتلة

وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)
وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)

في الوقت الذي يواجه فيه وزير المالية والوزير في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية، أزمة سياسية وشخصية كبيرة، تهدد مستقبله السياسي، خرج بحملة ضد الجيش الإسرائيلي وقيادته وراح يضربها في «المقتل»، أي الميزانية الضخمة. وأعلن سموتريتش معارضته المصادقة على شراء إسرائيل سربَي طائرات من طراز «F35» و«F15» والكثير من العتاد والذخيرة، التي يطالب بها الجيش، في ظل الحرب على غزة.

وقال سموتريتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «أعطينا الجيش شيكاً مفتوحاً واعتمدنا بشكل أعمى عليه وعلى سائر أجهزة الأمن، وحصلنا على هجوم (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول). لقد توقفت عن الاعتماد على الجيش. أنا أحبهم، وأقدّرهم، وأدعمهم، لكني لست مستعداً لإعطائهم شيكاً مفتوحاً». وأضاف سموتريتش أن «جهاز الأمن عالق في مكان ما في 6 أكتوبر، ويرفض البحث أين أخطأنا في بناء القوة، إذاً فذلك المفهوم حول جيش صغير ومتطور قد انهار». وتابع أنه «هل تتوقع أن يعطي مواطنو إسرائيل شيكاً بمبلغ 200 مليار شيقل (نحو 53 مليار دولار) لجهاز الأمن، ليفعل به ما يشاء، من دون محاسبة الذات ومن دون استخلاص دروس؟».

صاحب «وثيقة الحسم»

وسموتريتش يعد نفسه بحق، أبرز ممثلي اليمين الاستيطاني الآيديولوجي في الحكومة. وهو صاحب الوثيقة الشهيرة «خطة الحسم»، التي وضعت خريطة طريق لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تعد مرجعية لليمين المتطرف الذي يعمل على تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية يطرد إليها ملايين الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة وإسرائيل. ويعد قائداً ميدانياً بارزاً. وهو الذي يضع الأسس لإحداث تغييرات جذرية في سياسة الحكومة. ولكنّ شعبيته في انهيار. حليفه إيتمار بن غفير، الذي يعد شعبوياً رخيصاً وشخصية سياسية هامشية، حتى في نظر الإسرائيليين، يرتفع في استطلاعات الرأي من 6 مقاعد في الكنيست (البرلمان) اليوم إلى 9 – 10 مقاعد. بينما غالبية الاستطلاعات تشير إلى أن حزب سموتريتش سيختفي من الكنيست وأنه لن يتجاوز حتى نسبة الحسم 3.25 في المائة من الأصوات.

وزير المال بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال لقاء في تل أبيب (رويترز)

وعلى صعيد شخصي يقع سموتريتش في ورطة تلو الأخرى. فالإعلام الإسرائيلي يبرز تهربه من الخدمة العسكرية وعدم إتقانه اللغة الإنجليزية وقلة احترام الحاخامات الدينيين له. وفي اليومين الأخيرين فقط واجه مشكلة أظهرت ضعف شخصيته. ففي مساء الثلاثاء حضر ندوة سياسية ضمن يوم دراسي لصحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية فقاطعته والدة أحد المخطوفين لدى «حماس» بسبب تقصير الحكومة بشأنهم. فلم يستطع مواجهتها في النقاش وراح يهاجمها حتى احتجّ بعض الحاضرين فما كان منه إلا أن غادر القاعة وهرب. وفي يوم الأربعاء، فعل الأمر نفسه خلال مقابلة إذاعية مع الصحافي بن كسبيت. عندما لم يجد إجابات اتهم المذيع بالكذب، ليردّ بن كسبيت عليه: «أنت أكذب الكذابين». فغادر البث وهرب.

حرب قديمة متجددة مع الجيش

ويعتقد المتابعون أن سموتريتش يحاول أن يستردّ مكانته والتغطية على إخفاقاته اليوم بواسطة محاربة الجيش الإسرائيلي. فهو ينتمي إلى ذلك اليمين الذي يحارب الجيش وقيادته باستمرار، منذ 15 سنة، وبشكل منهجي. وقد انطلقت حربهم ضد الجيش منذ سنة 2010، عندما رفض جميع قادة أجهزة الأمن (الجيش والشاباك والموساد) فكرة نتنياهو شن حرب على إيران. والآن، هناك أسباب أخرى لمهاجمة الجيش. فهو اختار الوقوف إلى جانب المعركة لإسقاط حكومة اليمين منذ تشكيلها في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2022، وكان جزءاً من الدولة العميقة التي مارست الضغوط على الحكومة بسبب خطتها الانقلابية، واليوم يملك سبباً وجيهاً جداً هو الإخفاقات في 7 أكتوبر. فالجيش يقول إن سياسة نتنياهو في تقوية «حماس» هي سبب الإخفاق الأكبر، واليمين يرى أن «حماس» باغتت الجيش وهو نائم لأن عادات جديدة تغلغلت فيه مثل الارتخاء والغطرسة في النظرة إلى العدو والبحث عن الرواتب السمينة والتبذير، وغير ذلك.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قاعدة «نيفاتيم» الجوية 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

استغلال الصلاحيات

ويبدو أن سموتريتش قرر اليوم استخدام صلاحياته وزيراً للمالية في معركته ضد قيادة الجيش، بشكل فظّ وصريح. فأعلن أنه بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي، لم يعد يثق بالجيش الإسرائيلي وقادته. وأعلن معارضته المصادقة على شراء إسرائيل سربَي طائرات من طراز «F35» و«F15». وكان سموتريتش قد بعث برسالة إلى رئيس الحكومة، نتنياهو، مطلع الشهر الجاري، قال فيها إن «الحرب تقوّض مبادئ أساسية كثيرة في ميزانية الأمن وتتطلب إعادة تفكير من جديد. ويطالب جهاز الأمن في أعقاب الحرب بإضافة ميزانيات هائلة، وموقف وزارة المالية وموقفي هو أن الأمر يتطلب إعادة المصادقة أو تعديل المبادئ الأساسية وإقرار مبادئ وسلم أفضليات جديد وملائم».

وأضاف أن «توقعات جهاز الأمن بالحصول على شيك مفتوح بمبالغ طائلة وبعواقب هائلة على الاقتصاد وجودة حياة مواطني إسرائيل، من دون أي تفكير نقدي، وعصف أدمغة، ومداولات مهنية وعامة وحكومية، هو أمر ليس شرعياً وليس واقعياً دائماً، خصوصاً بعد إخفاق 7 أكتوبر وما سبقه».



ماذا نعرف عن قنابل «إم كيه 84» التي أرسلها ترمب لإسرائيل؟

من تسليم شحنة القنابل الأميركية إلى إسرائيل (سي إن إن)
من تسليم شحنة القنابل الأميركية إلى إسرائيل (سي إن إن)
TT

ماذا نعرف عن قنابل «إم كيه 84» التي أرسلها ترمب لإسرائيل؟

من تسليم شحنة القنابل الأميركية إلى إسرائيل (سي إن إن)
من تسليم شحنة القنابل الأميركية إلى إسرائيل (سي إن إن)

وصلت شحنة من القنابل الأميركية الثقيلة خلال الليل إلى إسرائيل، بالتزامن مع أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى الدولة العبرية.

وحسب بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فإنه «تمّ تسلم وتفريغ شحنة من القنابل الجوية الثقيلة»، في إشارة إلى قنابل «إم كيه (مارك) 84» التي أمرت مؤخراً إدارة الرئيس دونالد ترمب بإرسالها.

وكانت إدارة ترمب وافقت في فبراير (شباط) على بيع قنابل وصواريخ ومعدات بقيمة 7.4 مليار دولار إلى إسرائيل التي استخدمت أسلحة أميركية في حربها ضد حركة «حماس» في قطاع غزة.

وتسبّبت الحرب في قطاع غزة بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين؛ ما دفع إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إلى وقف شحنة القنابل الثقيلة إلى إسرائيل، لكن ترمب وافق عليها بعد توليه منصبه.

فماذا نعرف عن قنابل «إم كيه (مارك) 84»؟

هي قنبلة طائرات شديدة الانفجار، وهي جزء من سلسلة قنابل «Mk-80» التابعة للجيش الأميركي، كما أنها الأكبر والأثقل في هذه السلسلة؛ إذ يبلغ وزنها 2000 رطل (نحو 907 كغ)، وفق ما ذكره موقع «defensenews» الدفاعي.

وتم تصميم القنبلة لمجموعة متنوعة من سيناريوهات القتال والعمليات العسكرية، وتوفر قوة تفجيرية كبيرة لتدمير البنية التحتية للعدو والمخابئ والأهداف المحصنة الأخرى. ويتم حمل القنبلة عادةً بواسطة الطائرات المقاتلة أو قاذفات القنابل.

وتحمل «429 كغ» من المواد التفجيرية، وتقول الأمم المتحدة إن الضغط الناتج عن انفجارها يمكن أن يؤدي إلى تمزق الرئتين وتجويف الجيوب الأنفية وتمزيق الأطراف على بُعد مئات الأمتار من موقع الانفجار.

ويبلغ طول القنبلة نحو 3.84 متر، ويبلغ قُطر جسمها 457 ملم. وتتميز القنبلة بغلاف من الفولاذ، مما يوفر المتانة ويعزز قدرتها على الاختراق والانفجار. تشمل التأثيرات الرئيسية للقنبلة مستويات عالية من التدمير والأضرار الناجمة عن الانفجار، ويمتد نصف قُطر التدمير الذي تحدثه إلى مسافة مميتة تبلغ 365 متراً.

من حيث الاختراق، فإن القنبلة قادرة على اختراق ما يصل إلى 15 بوصة (381 ملم) من المعدن، أو 11 قدماً (3.4 متر) من الخرسانة المسلحة، مما يجعلها سلاحاً فعالاً لتدمير المخابئ والمنشآت العسكرية المحصنة.

حرب غزة ولبنان

استخدمت إسرائيل القنابل «إم كيه (مارك) 84» في قصف خيام النازحين في مواصي خان يونس في الثالث عشر من يوليو (تموز) 2024، وهي المجزرة التي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين.

وكشفت دراسة نُشرت في مجلة «بي إل أو إس غلوبال بابليك هيلث»، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن الجيش الإسرائيلي ألقى قنابل تزن ألفي رطل على مناطق قريبة جداً من جميع مستشفيات غزة خلال الأسابيع الأولى من الحرب التي شنها على القطاع.

كما استخدمت إسرائيل القنبلة في حربها ضد «حزب الله» في لبنان، وأعلن مسؤولون أميركيون أن إسرائيل استخدمت هذه القنبلة بالخصوص لقتل زعيم الحزب حسن نصر الله في 27 سبتمبر (أيلول) 2024.