ثلاث دوائر لتدمير الصواريخ الإيرانية قبل أن تصل الى إسرائيل

المضادات الأرضية والجوية الغربية تتولى إسقاط المسيرات

إيرانيون يرفعون أعلاماً إيرانية وفلسطينية في إحدى ساحات طهران فجر الأحد (إ.ب.أ)
إيرانيون يرفعون أعلاماً إيرانية وفلسطينية في إحدى ساحات طهران فجر الأحد (إ.ب.أ)
TT

ثلاث دوائر لتدمير الصواريخ الإيرانية قبل أن تصل الى إسرائيل

إيرانيون يرفعون أعلاماً إيرانية وفلسطينية في إحدى ساحات طهران فجر الأحد (إ.ب.أ)
إيرانيون يرفعون أعلاماً إيرانية وفلسطينية في إحدى ساحات طهران فجر الأحد (إ.ب.أ)

فيما دخلت إسرائيل في مواجهة مع أول هجوم إيراني مباشر في اتجاهها، باشرت المضادات الأميركية والفرنسية والبريطانية عملية دفاع عنها، تستهدف تدمير الطائرات المسيرة والصواريخ في الجو قبل أن تصل الى إسرائيل. وبحسب مصدر عسكري في تل ابيب، تشكل عملية المجابهة اختبارا حاسما للقدرات الإسرائيلية والغربية.

وأكد المصدر أن القوات التي تعمل الآن في مواجهة الهجوم الإيراني كانت قد أجرت تدريبات مشتركة عدة مرات، بالضبط لمواجهة هذا السيناريو. وقد نجحت في تدمير أكثر من 100 طائرة مسيرة قبل وصولها الى إسرائيل، وهي في سماء سوريا والعراق.

وقال العميد في جيش الاحتياط، تسفيكا حيموفتش، إن إسرائيل نفسها تعمل بواسطة ثلاث دوائر دفاعية لمجابهة الهجمة الإيرانية، مهما كانت أدواتها، طائرات حربية او صواريخ أو طائرات مسيرة. الدائرة الأولى هي طائرات «إف 35» التي تحوم في الجو وتمكنت خلال الحرب على غزة من تدمير عدة صواريخ إيرانية أرسلت من اليمن والعراق باتجاه إسرائيل قبل ان تصل الى أهدافها. والدائرة الثانية هي التشويش على منظومات التوجيه التي تستخدمها إيران، «جي بي أس» أو منظومة شبيهة تديرها روسيا ومنظومة ثالثة تديرها الصين. فإذا تمكنت من تشويش مسار الصاروخ (أو الطائرة)، تستطيع دفعها الى السقوط في البحر أو في الصحراء. والدائرة الثالثة هي بطاريات الدفاع الأرضية، مثل «القبة الحديدية» و«حيتس 2» و«حيتس 3» و«مقلاع داود».

وقد أضيفت اليوم دائرة رابعة، هي عمليا الدائرة الأولى، التي تشارك فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. فهي تطلق طائراتها وصواريخها باتجاه الطائرات الإيرانية، من مواقعها في السفن الحربية والبوارج حاملة الطائرات التي وصلت الى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الهندي.

«قبة حديدية» سياسية

ويتحدث الإسرائيليون عن «قبة حديدية» سياسية غير عادية. وكما قال اللواء عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، فإنه وعلى الرغم من الخلافات السياسية العميقة بين تل أبيب وواشنطن حول ادارة الحرب على غزة والغضب الأميركي الشديد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسمى في البيت الأبيض «أكبر ناكر للجميل في التاريخ البشري»، فإن الرئيس جو بايدن عاد ليتصرف كأخ كبير وداعم مطلق لإسرائيل ضد إيران. وإن ما تفعله القوات الأميركية في المنطقة بقيادة قائد المنطقة الوسطى الجنرال كوريلا، الموجود في إسرائيل، وكذلك بريطانيا وفرنسا، وليس ممكنا كشف تفاصيله، هو شيء كبير.

وبحسب يدلين، هذا هو الوقت لكي تصحح إسرائيل سياستها الخاطئة تجاه دول الغرب عموما والإدارة الأميركية بشكل خاص. وقال: «الولايات المتحدة تعمل وفق حسابات استراتيجية، وليس تكتيكية فحسب. وهي لديها مشروع كبير يخدم مصالح كل شعوب المنطقة بما فيها إسرائيل، يحتوي على آفاق سياسية. والويل لنا إذا لم نتلقف هذه الفرصة ونستجيب لها».

يذكر ان الإعلان الإيراني أن هذه الموجات الهجومية تنهي عمليتها، لم يقبل في إسرائيل كما هو. وسربت القيادات السياسية لوسائل الاعلام فجر الأحد أن إسرائيل تعتبر الهجوم اعلان حرب ولن تمر عليه مرور الكرام.


مقالات ذات صلة

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

شؤون إقليمية ناقلة النفط «سانت نيكولاس» التي تحتجزها إيران (رويترز)

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

أفرجت إيران اليوم الخميس عن شحنة النفط الخاصة بالناقلة «سانت نيكولاس» التي كانت قد احتجزتها بخليج عمان في وقت سابق من هذا العام.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شؤون إقليمية صورة نشرها السفير البريطاني في طهران لرفع علم أوكرانيا في مقر السفارة تضامناً مع كييف في فبراير 2022

طهران تستدعي سفير بريطانيا لتسليم إيراني للولايات المتحدة

استدعت إيران سفير بريطانيا؛ احتجاجاً على تسليم لندن مواطناً إيرانياً للولايات المتحدة، بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية في تصدير «تطبيقات عسكرية» لطهران.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي قوات أميركية بريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا يونيو 2023 (أ.ف.ب)

«التحالف الدولي» يستقدم معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا

يعج شرق سوريا بنشاط عسكري في الفترة الأخيرة. يستقدم «التحالف الدولي» معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا، والميليشيات الموالية لإيران تستقطب عناصر محلية بإغراءات.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
الخليج زورق تابع لـ«الحرس الثوري» قرب ناقلة نفط في الخليج (أرشيفية - أ.ف.ب)

«أمبري»: «الحرس الثوري» الإيراني يعترض طريق ناقلة تديرها الإمارات

قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري الاثنين إن «الحرس الثوري» الإيراني اعترض طريق ناقلة تحمل 1500 طن من زيت الغاز البحري وترفع علم توغو وتديرها الإمارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر (أرشيفية - أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي السابق يحض بايدن على وقف تهديدات إيران

قال وزير الدفاع السابق مارك إسبر، إن الوقت قد حان لإدارة بايدن لأن تفعل أفضل من مجرد لعب دور الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
TT

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)

نفذت القوات التركية غارات جوية استهدفت مواقع لحزب «العمال» الكردستاني في مناطق شمال العراق، أسفرت عن تدمير 25 موقعاً، بينها نقاط تضم شخصيات قيادية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن الغارات، التي نفذت ليل الجمعة – السبت، استهدفت إحباط هجمات «إرهابية» ولضمان أمن الحدود.

وأضافت الوزارة: «تم خلال تلك الغارات تدمير 25 هدفاً في كاره وقنديل وأسوس، بما في ذلك كهوف وملاجئ ومخازن ومنشآت يستخدمها (قادة إرهابيون)، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي (العمال) الكردستاني».

وتابعت الوزارة: «الحرب ضد الإرهاب ستستمر من أجل الحفاظ على أمن بلدنا وأمتنا بكل عزيمة وإصرار حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

ولفت بيان الدفاع التركية إلى «اتخاذ جميع التدابير اللازمة خلال هذه العملية لضمان عدم تضرر الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية، والبيئة».

تصعيد... ونقاط أمنية

وشهدت التحركات العسكرية التركية ضمن عملية «المخلب - القفل» المستمرة لأكثر من عامين في شمال العراق، تصعيداً منذ يونيو (حزيران) الماضي، ولا سيما في دهوك، إذ قامت القوات التركية المشاركة في العملية بنصب نقاط أمنية في مناطق عدة لملاحقة عناصر حزب «العمال»، إلى جانب قيامها بقصف بعض البلدات.

وبعد أن صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات التركية ستكمل الحزام الأمني في شمال العراق، خلال الصيف، كما حدث في شمال سوريا، قال مسؤول بوزارة الدفاع، الأسبوع الماضي، إن «القفل يغلق»، في إشارة إلى قرب انتهاء عملية «المخلب - القفل» التي انطلقت في أبريل (نيسان) 2022.

وأضاف المسؤول العسكري، في إفادة صحافية، أن القوات التركية تواصل عملياتها الموجهة ضد حزب «العمال» الكردستاني في شمال العراق بنجاح، وأن هذه العمليات تجري بتنسيق مع الحكومة العراقية وإدارة إقليم كردستان العراق.

ولفت إلى أن «الأعمال الفنية الخاصة بإنشاء مركز للعمليات المشتركة مع العراق ضد (العمال) الكردستاني مستمرة دون أي مشكلات».

جنديان تركيان أثناء مسح كهوف تابعة للعمال الكردستاني شمال العراق (الدفاع التركية)

شكاوى من العراق

وتصاعدت الشكاوى، في الفترة الأخيرة، من جانب بغداد من عمليات توغل عسكري تركية واسعة. وكلف رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان لبحث تداعيات التوغل التركي المتكرر في شمال العراق.

وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن بلاده لم تمنح تركيا ضوءاً أخضر للقيام بعمليات في إقليم كردستان، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من النقاشات الأمنية مع الأتراك مع الإقرار بأن» العمال الكردستاني» مشكلة عراقية أيضاً.

وندد مجلس الأمن الوطني بالتوغل التركي لأكثر من 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.

لكن الرئيس، رجب طيب إردوغان، قال، لاحقاً، إن أنقرة ترحب بالخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي»، وتعتبرها جيدة لكن «غير كافية».

وأضاف أن وزارتي الدفاع وأجهزة الاستخبارات في كل من تركيا والعراق تتمتع بـ«علاقات تعاون جيدة».

وبشأن عملية «المخلب - القفل»، قال إردوغان: «بعد زيارتنا للعراق في أبريل الماضي، رأينا للمرة الأولى اتخاذ خطوات ملموسة للغاية على أرض الواقع في القتال ضد حزب (العمال) الكردستاني من جانب الإدارة العراقية».

وأضاف أن مجلس الأمن الوطني العراقي أعلن حزب «العمال» الكردستاني منظمة محظورة، والآن نرى انعكاسات ذلك على أرض الواقع، وبعد الزيارة، كان تعاون قواتنا الأمنية وإدارة أربيل أمراً يبعث على الارتياح، كما أننا نتعاون مع كل من وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في العراق، ولدينا علاقة جيدة.