قانون «مهسا أميني» إلى مرحلة متقدمة في «الشيوخ الأميركي»

بعد مرور أكثر من 7 أشهر على إقراره في مجلس النواب، أعلنت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أنها ستناقش مشروع قانون «مهسا أميني» في 16 أبريل (نيسان) المقبل.

وقرر رئيس اللجنة، الديمقراطي بينجامين كاردن، وضع المشروع على جدول أعمالها بعد تحفظه السابق على طرحه للنقاش والتصويت، وهي خطوة رحّب بها النواب الداعمون لإقرار المشروع، منهم النائب الجمهوري جيم بانكس الذي كتب في منصة «إكس»، قائلاً: «يجب طرح المشروع للتصويت لتكريم ذكرى مهسا أميني وتحميل النظام الإيراني مسؤولية انتهاكه لحقوق الإنسان».

وحث بانكس زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر على طرح المشروع للتصويت في مجلس الشيوخ.

وتحمل هذه التغريدة في طياتها نقطتين أساسيتين: الأولى تتضمن إشارة إلى العقوبات الموجودة في تفاصيل المشروع، والثانية إلى الخطوات المقبلة والتحديات التي يواجهها.

تفاصيل المشروع

مشروع «مهسا أميني» الذي أقره مجلس النواب في سبتمبر (أيلول) الماضي بأغلبية ساحقة وصلت إلى 410 أصوات، يدفع الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات على المرشد علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي وغيرهما من المسؤولين الإيرانيين بسبب «انتهاكات حقوق الإنسان ودعم الإرهاب».

ويطلب المشروع من إدارة بايدن فرض عقوبات في غضون 90 يوماً من إقراره، كما يدعو إلى تجميد أصول المسؤولين الإيرانيين الذين ساهموا في انتهاكات حقوق الإنسان.

وقد وجّه رئيس لجنة الشؤون الخارجية الجمهوري مايك مكول لدى إقراره في المجلس انتقادات حادة لإدارة بايدن حيال تعاطيها مع الملف الإيراني، وقال في تصريح في المجلس: «لدينا الكثير من قوانين العقوبات المصممة للتطرق لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني، لكن من الواضح أنه لم يتم تطبيق هذه العقوبات بعد بحق الكثير من المسؤولين والمؤسسات في إيران رغم دورهم في هذه الانتهاكات». ولم يتوقف مكول عند هذا الحد بل هاجم الإدارة الأميركية بسبب ما وصفه بأجندتها السياسية في التعامل مع الحكومة الإيرانية، مضيفاً: «لا يجب أن نبيع الشعب الإيراني للتوصل إلى اتفاق نووي سيئ».

وأدت هذه الانتقادات إلى تشكيك في نية إدارة بايدن التوقيع على أي مشروع قانون من هذا النوع، ولهذا السبب فقد تأخر مجلس الشيوخ، بأغلبيته الديمقراطية، في طرحه للنقاش.

أشخاص يشاركون في احتجاج ضد النظام الإيراني بعد وفاة مهسا أميني في برلين بألمانيا 10 ديسمبر 2022 (رويترز)

الخطوات المقبلة

وهنا تأتي النقطة الثانية التي أشار إليها النائب جيم بانكس في تغريدته، من خلال دعوة زعيم الديمقراطيين تشاك شومر إلى طرح المشروع للتصويت في المجلس.

ورغم أن دلالات طرحه للنقاش في اللجنة مهمة جداً لإظهار وحدة صف الحزبين، فإنها لا تضمن التصويت عليه في مجلس الشيوخ، فالقرار النهائي بهذا الشأن يعود لشومر الذي لم يعلن حتى الساعة عن توجهه في هذا الإطار.

ومن المحتمل أن يتعرض نقاش المشروع المرتقب إلى تعديلات يقدمها أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في «الشيوخ»، الذين سيصوتون عليها، ما يعني أن صيغته النهائية ستختلف عن تلك التي أقرها مجلس النواب، بالتالي سيتوجب على «النواب» التصويت مجدداً لتوحيد النص وإرساله إلى البيت الأبيض ليحمل توقيع الرئيس ويصبح قانوناً ساري المفعول.

وستناقش اللجنة أيضاً مشروعين إضافيين لفرض مزيد من العقوبات على إيران، يتعلق الأول بتثبيت العقوبات على القطاع النفطي والحرص على فرضها، ويستهدف الثاني برنامج إنتاج المسيرات والصواريخ وتصديرها من خلال فرض عقوبات على المشاركين فيه.

النواب الأميركي يقر قانون «مهسا أميني»

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، تكاتف المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون في مجلس النواب لإقرار مشروع قانون يحمل اسمها.

ووافق المجلس بأغلبية ساحقة على إقرار المشروع الذي حصد 410 أصوات مؤيدة مقابل 3 أصوات معارضة فقط، إذ صوت كل من الديمقراطيتين إلهان عمر ورشيدة طليب بالإضافة إلى الجمهوري توماس ماسي ضده.

ويلزم المشروع الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وغيرهما من المسؤولين الإيرانيين بسبب «انتهاكات حقوق الإنسان ودعم الإرهاب».

ورحّب عرّاب المشروع الجمهوري جيم بانكس بإقراره فقال في تغريدة على «إكس» (تويتر سابقاً): «مجلس النواب أقر للتو مشروعي لمعاقبة المرشد الإيراني ودائرته المقربة!».

وبدوره، وجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايك مكول انتقادات حادة لإدارة بايدن حيال تعاطيها مع الملف الإيراني فقال خلال جلسة النقاش: «لدينا الكثير من قوانين العقوبات المصممة للتطرق لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني، لكن من الواضح أنه لم يتم تطبيق هذه العقوبات بعد بحق الكثيرين من المسؤولين والمؤسسات في إيران رغم دورهم في هذه الانتهاكات».

ولم يتوقف مكول عند هذا الحد بل هاجم الإدارة الأميركية بسبب ما وصفه بأجندتها السياسية في التعامل مع الحكومة الإيرانية مضيفاً: «لا يجب أن نبيع الشعب الإيراني للتوصل إلى اتفاق نووي سيئ».

وقد تمكن مكول كذلك من دفع المجلس نحو إقرار مشروع طرحه للتطرق إلى مسألة المسيرات الإيرانية، فصوت المجلس بأغلبية 403 ومعارضة 8 فقط على مشروع يستهدف برنامج إنتاج المسيرات وتصديرها من خلال فرض عقوبات على المشاركين فيه.

إلى ذلك، أقر المجلس كذلك مشروعاً ثالثاً يدين النظام الإيراني على «ملاحقته للأقلية البهائية في البلاد والانتهاك المستمر للأعراف الدولية حول حقوق الإنسان». وحصد المشروع دعم 413 نائباً مقابل معارضة 2 فقط.

ورغم هذا الدعم المتزايد والواضح لمشاريع قوانين من هذا النوع في مجلس النواب، فإن الكلمة النهائية في تمريرها هي في يد مجلس الشيوخ الذي يجب أن يصوت عليها قبل أن يتم إقرارها رسمياً. وحتى الساعة لم يحدد المجلس موعداً لمناقشتها والتصويت.