أميركا منفتحة على بحث عودة تركيا إلى برنامج إنتاج «إف - 35»

رغم قلقها من امتلاك أنقرة صواريخ «إس - 400» الروسية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى السيناتورين الأميركيين كريس ميرفي وجين شاهين الثلاثاء (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى السيناتورين الأميركيين كريس ميرفي وجين شاهين الثلاثاء (الرئاسة التركية)
TT

أميركا منفتحة على بحث عودة تركيا إلى برنامج إنتاج «إف - 35»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى السيناتورين الأميركيين كريس ميرفي وجين شاهين الثلاثاء (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى السيناتورين الأميركيين كريس ميرفي وجين شاهين الثلاثاء (الرئاسة التركية)

صدر تأكيدٌ أميركيٌ جديدٌ بشأن إمكانية عودة تركيا إلى برنامج إنتاج وتطوير المقاتلة الشبحية «إف - 35»، على الرغم من استمرار القلق بشأن امتلاكها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400» التي لم يتم تفعيلها بعد.

وقالت السيناتورة الديمقراطية الأميركية، جين شاهين، إن «عودة تركيا إلى برنامج طائرات (إف - 35) أمر مفتوح للنقاش، لكن لا يزال هناك قدر كبير من القلق بشأن نظام (إس - 400) الذي اشترته من روسيا، ما أدى إلى استبعادها من برنامج (إف -35) وفرض عقوبات أميركية عليها». وتدافع تركيا، التي لم تتمكن من الحصول على بطاريات «باتريوت» من أميركا أو أي منظومة دفاعية غربية، بأنه لا يوجد تعارضٌ بين حصولها على المنظومة الروسية والمقاتلات الأميركية. واقترحت تشكيل لجنة لدراسة الموضوع، وأكدت إيفاءها بالتزاماتها بشأن طائرات «إف - 35»، معتبرة منعها من الحصول عليها «غير مبرر».

وقالت شاهين، في تصريحات خلال زيارتها لتركيا رفقة السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي: «نقدر أن المنظومة لم تعمل بعد، وهذا أمر إيجابي، إلا أنها لا تزال مشكلة يتعين علينا العمل على حلها».

والشهر الماضي، قالت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، خلال زيارتها لأنقرة للمشاركة في اجتماعات آلية التشاور الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا: «سنكون سعداء وسنرحب بعودة تركيا إلى العائلة في ما يتعلق ببرنامج (إف - 35)، لكن علينا أولاً أن نحل مشكلة اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية».

ولم تُفعّل أنقرة حتى الآن المنظومة الروسية رغم حصولها عليها في عام 2019، ودفعت نحو 1.4 مليار دولار مقدماً لصفقة شراء 100 طائرة «إف - 35»، طالبت باستردادها، ثم طلبت في سبتمبر (أيلول) 2021 الحصول على مقاتلات «إف 16 بلوك 70»، و79 مجموعة تحديث لتحديث مقاتلاتها القديمة، وافق عليها الكونغرس مؤخراً عقب مصادقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).



«هيكتور النفط الإيراني» يشحن الأسلحة إلى روسيا

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
TT

«هيكتور النفط الإيراني» يشحن الأسلحة إلى روسيا

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

كشف مسؤولون غربيون ومصادر مطلعة عن دور شركة يديرها نجل علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، في نقل صواريخ ومكونات طائرات مسيّرة ومواد ذات الاستخدام المزدوج من إيران إلى روسيا عبر بحر قزوين، حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ».

وقالت المصادر إن هذه العملية التي تمت بواسطة حسين شمخاني، الملقب بـ«هيكتور النفط الإيراني»، عبر سفينتين على الأقل العام الماضي، لدعم روسيا في ضخم حربها مع أوكرانيا.

تدفع موسكو لإيران بشحنات نفط كجزء من تجارة المقايضة التي ازدادت بسبب العقوبات الغربية. وتزامنت هذه المعاملات مع زيادة استخدام روسيا للأسلحة الإيرانية في حربها على أوكرانيا.

ويدير حسين شمخاني، الذي يمتلك شبكة شركات تشرف على أكثر من ربع شحنات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، إمبراطورية تشمل صندوق تحوط في لندن وجنيف وسنغافورة وشركة تتخذ من دبي مقراً لها، وتعاملت مع كبرى شركات النفط الغربية، وفقاً لوكالة «بلومبرغ».

أقرت إيران وروسيا بتعزيز تعاونهما الدفاعي دون الكشف عن التفاصيل. وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، إن شبكة شمخاني مرتبطة بعقود طائرات دون طيار لاستخدامها في أوكرانيا. لم يعلق ممثلو إيران وروسيا أو شركة «کریوس»، كما رفض محامي شمخاني التعليق على تفاصيل التقرير.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة كانت تحذر من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية غزو أوكرانيا، مشيراً إلى أن «هذه الشراكة تهدد الأمن الأوروبي وتوسع تأثير إيران المزعزع للاستقرار عالمياً».

منذ منتصف 2023، حولت عدة سفن تابعة لشركة «کریوس»، مسارها من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود إلى بحر قزوين؛ حيث بدأت في النقل بين إيران وروسيا. وقامت السفينتان على الأقل بخمس رحلات هذا العام من المواني الإيرانية إلى أستراخان الروسية لنقل الأسلحة، وفقاً لبيانات «بلومبرغ».

تُعد تجارة الأسلحة مقابل النفط أحدث تفصيل في تحقيق استقصائي استمر عاماً كاملاً أجرته «بلومبرغ» حول أنشطة حسين شمخاني التجارية، شمل مقابلات مع أكثر من 50 شخصاً على دراية بعملياته بالإضافة إلى مراجعة مستندات سرية وسجلات الشركات.

ومن غير الواضح حجم الأسلحة التي تم تسليمها عبر السفن التابعة لشبكة شمخاني أو كيفية نشرها؛ حيث تم تجنُّب ذكرها في قوائم الشحن لتفادي آثار الوثائق. يسيطر شمخاني على أسطول يضم عشرات السفن، بما في ذلك ناقلات النفط والسفن التجارية، وتشرف شركة «کریوس» على شحنات بحر قزوين. تعمل الشركة جنباً إلى جنب مع شركتي «اوشن‌لینک ماری‌تایم» و«كوبان شيبينغ»، اللتين تديران شحنات لصالح وزارة الدفاع الإيرانية. في أبريل (نيسان)، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على «اوشن‌لینک ماری‌تایم» دون الإشارة إلى رابط مع شمخاني. وتواجه الجهود للحد من صفقات بحر قزوين تحديات بسبب الهيمنة الروسية في المنطقة، ويتفق الخبراء على أن «الهدف القصير المدى يجب أن يكون كشف هذه الشبكات للعلن».