تعهدت إيران وكوبا، الاثنين، تعزيز العلاقات بينهما، والوقوف سوياً ضد العقوبات الأميركية التي تواجه البلدين. ودعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، إلى ائتلاف عالمي ضد ما سماه «الغطرسة» الأميركية والغربية.
وقال خامنئي لدى استقباله دياز كانيل الذي يزور طهران للمرة الأولى: «يجب أن نستخدم هذه الطاقات الاقتصادية والسياسية للبلدين، لتشكيل اتحاد وائتلاف بين الدول التي لديها مواقف مشتركة في مواجهة الغطرسة الأميركية والغربية».
ونقل موقع خامنئي الرسمي قوله إن «هذا الائتلاف يجب أن يركز على التعاون الاقتصادي»، مضيفاً: «يمكن لهذا الائتلاف أن يتخذ مواقف مشتركة ومؤثرة في قضايا مثل فلسطين». ووصف مواقف الرئيس الكوبي تجاه القضايا العالمية، وخصوصاً فلسطين، بأنها «تتماشى مع مواقف الجمهورية الإسلامية».
وأشار خامنئي إلى لقاء جمعه بالرئيس الكوبي الأسبق فيدل كاسترو قبل 22 عاماً، قائلاً إن «ثورة كوبا وشخصية كاسترو كانتا تحظيان بإعجاب الثوار الإيرانيين، بسبب مواقف كاسترو الثورية الصادقة».
وعدَّ خامنئي «الصدق الثوري» و«الصمود الثوري» و«الجدية الثورية» من السمات المشتركة بين ثورتي كوبا وإيران، رغم أن الجمهورية الإسلامية تفرض حظراً على أنشطة الأحزاب اليسارية التي ساهمت في انتصار الثورة التي أطاحت بنظام الشاه في 1979.
أتى ذلك بعدما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان مشترك، إن «هناك إرادة جدية لدى إيران وكوبا لتطوير العلاقات بينهما».
ورأى رئيسي أن «القاسم المشترك بين البلدين هو أنهما يقفان ضد نظام الهيمنة» على حد التعبير الذي نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على كوبا منذ عام 1962، وتخضع إيران أيضاً لعقوبات أميركية مرتبطة ببرنامجها النووي، وعقوبات مرتبطة بحقوق الإنسان، وكذلك أنشطة «الحرس الثوري» على صعيد تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، والطائرات المُسيَّرة، وكذلك الدور الإقليمي الإيراني، وإرسال طائرات مُسيَّرة إلى روسيا استُخدمت في ضرب أوكرانيا.
وحسب رئيسي، فإن تعزيز العلاقات «سيؤدي إلى تحييد هذه العقوبات»، في إشارة إلى السياسة التي يطالب بتطبيقها المرشد الإيراني علي خامنئي لإبطال مفعول العقوبات الغربية التي تستهدف طهران.
ووصل دياز كانيل، الأحد، إلى طهران، بعد مشاركته في «كوب 28» في دبي. وشكر طهران على دعمها بلاده في «قتالها ضد الحظر القاسي» المفروض من الولايات المتحدة.
وتم التوقيع على 7 مذكرات تفاهم ووثائق تعاون في قطاعات مختلفة، في العلوم والتكنولوجيا والصحة والزراعة والطاقة والتعدين والاتصالات والطب.
وتشهد كوبا أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الدعم السوفياتي في التسعينات.
وكان رئيسي قد زار هافانا في يونيو (حزيران) الماضي، في آخر محطة من جولة قام بها في أميركا اللاتينية، لزيارة «دول صديقة» من بينها فنزويلا. وأحيت حكومة رئيسي سياسة حكومة الرئيس المحافظ السابق محمود أحمدي نجاد، بتوسيع علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية.