الموساد «نفذ عملية تعقب إيرانيين» بإيطاليا

رد جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» على رحلة ضباط تابعين له إلى إيطاليا، حيث قتل أحدهم غرقاً، بقوله إنهم كانوا في «مهمة حساسة»، فيما كشف الإيطاليون عن أنهم تعقبوا إيرانيين ينقلون مسيّرات إلى روسيا.

وكُشف أمر وجود {الموساد} في إيطاليا الأحد الماضي بعدما غرق زورق كانوا يستقلونه وقُتل ضابط منهم هو إيرز شمعوني.

وحضر رئيس {الموساد} دودي بارنياع الجنازة الرسمية التي أقيمت في سرية تامة للضابط القتيل إيرز شمعوني، ليُظهر مدى أهمية الرجل والمهمة التي قام بها. لكن قادة الجهاز أبقوا تفاصيل العملية في طي الكتمان، ما أثار موجة من الإشاعات حولها.

وبينما حرصت تقارير إعلامية موالية لليمين الحاكم على إظهارها «احتفالاً بعيد ميلاد أحدهم» و«مجرد رحلة استجمام وتبذير»، خرج النائب السابق لرئيس الموساد، عضو البرلمان، رام بن باراك، ليقول إن «هؤلاء الضباط كانوا في مهمة أمنية حساسة... تتعلق بمتابعة نشاط إيراني إرهابي». وأفادت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، أمس، بأن هدف اجتماع عناصر الاستخبارات الإيطاليين وضباط {الموساد} في القارب الذي انقلب في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، الأحد، كان لتنسيق مراقبة روس أوليغارشيين ضالعين في نقل مسيّرات إيرانية إلى موسكو.

إلى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية عن أن النيابة العامة قررت تعليق المفاوضات مع محامي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول إبرام صفقة تنهي محاكمته بتهم الفساد وتخرجه بقرار حكم مخفف، وهو ما يعني تخييره بين السجن والاعتزال. وقالت المصادر إن «النيابة تصر على أن يعترف نتنياهو بالتهم الموجهة إليه ويعتزل الحياة السياسية شرطاً للتوصل إلى صفقة».

«الموساد» يقول إن رجاله الغرقى كانوا بـ«مهمة حساسة» في إيطاليا

بعد الانتقادات الواسعة في إسرائيل لقيام ضباط من «الموساد» (المخابرات الخارجية) برحلة وصفت بأنها «استجمام في بحيرة إيطالية» حيث تعرضوا لحادث غرق قتل فيه ضابط، خرج قادة الجهاز بحملة دفاع عن النفس. وقال النائب السابق لرئيس الموساد، عضو الكنيست (البرلمان)، رام بن باراك إن «هؤلاء الضباط كانوا في مهمة أمنية حساسة ذات أهمية كبرى».

وحضر رئيس الموساد، دودي بارنياع، الجنازة الرسمية التي أقيمت بسرية تامة للضابط الإسرائيلي إيرز شمعوني، الذي قضى في العملية، ليظهر مدى أهمية الرجل والمهمة التي قام بها. لكن قادة الجهاز أصروا على الكتمان حول تفاصيل العملية، ما أثار موجة من الشائعات حولها.

وحرص «جيش الإنترنت» التابع لأحزاب اليمين الحاكم على إظهارها «احتفالاً بعيد ميلاد أحدهم»، و«مجرد رحلة استجمام وتبذير». فاضطر بن باراك إلى التلميح بأن المهمة «تتعلق بمتابعة نشاط إيراني إرهابي».

الإعلام الإيطالي

صورة وزعتها فرق الإنقاذ الإيطالية لمروحية تبحث عن الغرقى بعد الحادث (أ.ب)

وأصبحت وسائل الإعلام الإيطالية مصدراً أساسياً لمن يريد أن يعرف الحقائق في إسرائيل. وحسب صحيفة «كورييري ديلا سيرا» (الخميس)، فإن هدف اجتماع عناصر الاستخبارات الإيطاليين وضباط الموساد الإسرائيلي في القارب الذي انقلب في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، الأحد الماضي، كان تنسيق مراقبة «أوليغارشيين» روس ضالعين في نقل طائرات مسيرة إيرانية إلى موسكو.

وأضافت الصحيفة الإيطالية أن المنطقة التي وقع فيها حادث القارب، الذي قُتل فيه أربعة أشخاص بينهم الضابط الإسرائيلي شمعوني، تعد مركزاً لنشاط «أوليغارشيين» روس. وقتل في الحادث عنصرا استخبارات إيطاليان وامرأة روسية، هي زوجة قبطان المركب، يرجح أن عناصر الاستخبارات استعانوا بخدماتها.

وذكرت تقارير إعلامية إيطالية أن عناصر الموساد في المركب لم يخططوا مسبقا للرحلة، وإنما اتخذوا قرارهم في اللحظة الأخيرة، على إثر استمرار لقائهم مع نظرائهم الإيطاليين لفترة طويلة، وقد فاتهم موعد إقلاع رحلتهم الجوية إلى إسرائيل. لكن بن باراك قال إن معلومات طارئة هي التي جعلت الضباط الإسرائيليين والإيطاليين يهرولون معا للغوص في قارب صغير كهذا والتحرك بسرعة. وقد كان في هذه الخطوة بعض التسرع المأساوي، إذ إن القارب لم يكن بحجم يحتمل هذا العدد من الناس.

«هذا كان يوم القيامة لمدة 30 ثانية. فقد هبت عاصفة رياح شديدة إلى جانب البرق والرعد، بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار. فانقلب القارب على الفور وسقطنا في المياه».

قبطان المركب كلوديو كريمانتي

وكانت الشرطة الإيطالية قد وجهت تهمة القتل بالإهمال لقبطان المركب كلوديو كريمانتي، بسبب وجود 23 شخصاً على متن المركب، فيما عدد الركاب المسموح به هو 15 في الحد الأقصى. وقال القبطان خلال التحقيق معه إن «هذا كان يوم القيامة لمدة 30 ثانية. فقد هبت عاصفة رياح شديدة إلى جانب البرق والرعد، بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار. فانقلب القارب على الفور وسقطنا في المياه».

وأفاد شهود عيان آخرون بأن القارب انقلب بسرعة، وأربعة من ركابه غرقوا. وسبح باقي الركاب مسافة 150 متراً إلى الشاطئ، وخلال ذلك عاد أصحاب مراكب، وصلت إلى الشاطئ، إلى موقع الحادث من أجل مساعدة الناجين من حادث المركب، وقد عرضوا حياتهم للخطر.

وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا»، أول من أمس، أنه غداة الحادث أعيد 10 عملاء إسرائيليين إلى إسرائيل في طائرة عسكرية. وفي موازاة ذلك، تم إخراج عملاء الاستخبارات الإيطاليين بسرية من غرف الطوارئ التي رقدوا فيها في إيطاليا كي لا يتم كشف هوياتهم.