القصة المصوّرة «ما يحبه أحمد» للكاتبة زينة الكسواني والرسّامة فرح أبو غزالة، هي رحلة في عالم الطفولة من خلال مواقف حياتية بسيطة قريبة من عالمهم اليومي.
تبدأ القصة، الصادرة حديثاً باللغة الإنجليزية عن «الآن ناشرون وموزعون»، بالتعريف بالطفل أحمد الذي يقوم بأعمال يحبها. ومن خلال جُمل قصيرة وصور زاهية الألوان، يأخذنا النص في رحلة قصيرة لكنها عميقة، نكتشف فيها ما يحبّه أحمد؛ من الصلاة إلى العائلة، ومن مساعدة الآخرين إلى قول الكلمات الطيبة. فيتعلّم الطفل كيف يعيش الإيمان سلوكاً يومياً جميلاً لا مجرّد شعور داخلي.
الجانب البصري يضفي على القصة سحراً خاصاً، إذ تعبّر الرسومات بألوانها الهادئة والمشرقة عن الطمأنينة التي يمنحها الإيمان، وعن الفرح النقي في قلب أحمد. وجاءت الشخصيات مرسومة بروح الطفولة البريئة التي تعبّر عن المحبة، والتعاون، والامتنان، وهي كلها مشاعر تُشكّل جوهر الذكاء العاطفي.
من الناحية التربوية، تمرر الكاتبة رسائلها القيمية والإيمانية بطريقة غير مباشرة، فبدلاً من تلقين القارئ الصغير ما يجب أن يفعله، تضعه في مواقف حياتية يعيشها أحمد يومياً.
ويتميّز الكتاب بدمجه العفوي لبعض العبارات العربية داخل النص الإنجليزي، مما يثري تجربة القراءة ثنائيّة اللغة، ويجعل الطفل المسلم يشعر بالفخر بلغته وهويته، مع انفتاحه في الوقت نفسه على اللغة الإنجليزية وثقافة التعلّم المتبادل.
كما يتيح الكتاب فرصة للوالدين والمربين لاستخدامه كوسيلة تعليمية تفاعلية، فكل صفحة يمكن أن تكون مدخلاً لحوار مع الطفل حول قيمة إسلامية أو مهارة عاطفية.
القيم التي يقدمها أحمد لا تنتمي فقط إلى بيئة إسلامية محددة، بل تمتد لتشمل الإنسانية جمعاء؛ قيم الحب، واللطف، والاحترام، والامتنان، مما يجعل القصة قابلة للقراءة في كل الثقافات، ويجعل الطفل القارئ، أينما كان، يرى في أحمد مرآةً لقلبه الطيب.
وبذلك، هي تربط بين الدين والعاطفة، بين اللغة والصورة، ليزرع في نفوس الأطفال معاني المحبة والرحمة التي علّمنا إياها الإسلام، وليبني جيلاً يعبر عن مشاعره بلطف، ويمارس الإيمان في حياته اليومية بفرح وسلام.





