«الأصل والأثل والتوحيد»... البحث عن منشأ الحضارة والدولة

ألفه ثلاثة مختصين ويعتمد على البحوث الأثرية واللغوية

«الأصل والأثل والتوحيد»... البحث عن منشأ الحضارة والدولة
TT

«الأصل والأثل والتوحيد»... البحث عن منشأ الحضارة والدولة

«الأصل والأثل والتوحيد»... البحث عن منشأ الحضارة والدولة

يعتمد كتاب «الأصل والأثل والتوحيد... البحث عن الحضارة والدولة واللُّغة والديانة الأولى في المشرق الأدنى القديم» على البحوث الأثرية (الأركيولوجية) واللُّغوية، لمؤلفيه، من جامعة لوسيل بالدوحة د. عامر عبد الرزاق ضفَّار، ود. لبنى ناصر الدين، ومدير مركز «فامر» بإسطنبول الباحث أحمد معاذ يعقوب أوغلو.

يقع الكتاب الصادر حديثاً عن دار «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 558 صفحة من القطع المتوسط، ويضم خمسة فصول للدكتور عامر ضفار منها نصيب الأسد، إذ إنه مؤلف الكتاب ما عدا الفصل الرابع، الذي يتكوَّن من مبحثين طويلين، أحدهما للدكتورة لبنى، والآخر لأحمد معاذ أوغلو.

يركز الكتاب منذ الفصل الأول على مركز الوجود البشري، أو بتعبير الدكتور ضفار «الحضارة الأم» وليس الإنسان، مشيراً إلى أول دولة مدينة نشأت في التاريخ، ومؤصلاً لتاريخ اللغات السامية، وأيها كانت الأسبق، كما يتوالى البحث خلال فصول الكتاب عن نقاط التلاقي بين اللهجات السامية، وكذلك الفقه المقارن بين اللغة العربية واللغات الهندو - أوروبية بفروعها، سواء الإنجليزية والفرنسية واللاتينية، أو التركية والفارسية والكردية، كما يتعرَّض أيضاً للديانة الأولى (العقيدة الأم) لمصر والعراق والشام.

ويقول الدكتور ضفار في مقدمة الكتاب: «واستند هذا الكتاب إلى المصادر التي اعتمدت على علم الآثار واللغة والبحوث المحكّمة، واعتمدنا المنهج الوصفي النظري التحليلي للمصادر والنصوص، بالإضافة إلى المنهج المقارن التاريخي واللغوي والتلاقي اللّغوي من أجل الإجابة على الأسئلة المطروحة داخل المتن».

ويرى وفقاً لعدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن «العمران» جاء من المشرق، ومن ثم انتشر في ربوع العالم، وهذا ما دعاه للتركيز على حضارة ولغة تلك المنطقة (المشرق)، الذي يشمل مصر والعراق والشام بشكل جوهري، مع عرض بعض الحضارات القديمة المعاصرة لتلك الحضارات.

وألمح الدكتور ضفار في الفصل الأول إلى بدايات العمران في العالم، معرِّجاً على عصور تكوُّن طبقات الأرض، ثم بدء الزراعة وتربية الحيوان، ومن ثم اللبنات الأولى في تكوُّن الحضارات.

ويحاول الكتاب الإجابة عن التساؤل القديم المتجدد: أين نشأت أقدم حضارة على وجه الأرض التي نعيش عليها؟ فهل يحسم البحث والعرض والتحليل جواباً شافياً؟ وهناك افتراضات من مصادر متنوِّعة حول كون جميع اللغات الإنسانية تعود في أصلها إلى لغة جزيرة العرب الأولى، وهذا أحد الموضوعات الأساسية التي انشغل الكتاب بدراستها، كما أنه راح يبحث ويحلل في أصل الكتابة، وما هي أقدم كتابة في العالم وأين؟ هل هي الكتابة المصرية أم السومرية؟ وهل الأقدم الأبجدية الأوغاريتية أم الكنعانية أم اليونانية؟

يتساءل ضفار في الفصل الثالث: «لكن ما اللّغة؟»، ليجيب: «إنّ اللّغة والكلام عندنا ليسا بشيء واحد، فإنّما هي منه بمثابة قسم معين وإن كان أساسيّاً، والحق يقال، فهي في الآن نفسه نتاج اجتماعي لملَكة الكلام، ومجموعة من المواضعات يتبنَّاها الكيان الاجتماعي ليُمكِّن الأفراد من ممارسة هذه الملَكة، وإذا أخذنا الكلام جملةً بدا لنا متعدِّد الأشكال متباين المقوِّمات موزَّعاً في الآن نفسه بين ميادين متعدِّدة بما فيها الفيزيائي والفيزيولوجي والنفسي، منتمياً في الآن نفسه إلى ما هو فردي وإلى ما هو اجتماعي، ولا يتسنَّى لنا ترتيبه ضمن أي قسم من أقسام الظواهر البشريَّة لأننا لا نستطيع أن نستخرج وحدته».

وفي المقارنة بين التأثيل والترسيس، يقول ضفار مستشهداً بآراء السابقين من علماء اللغة: «فالتأثيل هو ردّ الكلمة إلى أمّها المباشرة أو جدّتها المباشرة أو القريبة»، وأما الترسيس فهو: «إعادة اللفظة إلى جدّتها الأولى - حوّاء - في صورتها التي نطق بها أوّل إنسان، مع تعقّب المراحل التطوُّرية التي قطعتها تلك اللفظة حتى وصلت إلى الصورة التي نعرفها بها الآن في إحدى اللغات».

وفي المبحث الأول من الفصل الرابع تناقش الدكتورة لبنى ناصر الدين الفقه اللغوي المقارن بين اللغة العربية الفصحى واللغات الهندو أوروبية الغربية، خصوصاً الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.

تقول الدكتورة لبنى: «ظهر الاهتمام بالعلاقة بين اللغات السامية عموماً، والعربية خصوصاً، واللغات الهندية الأوروبية في وقتٍ مبكّرٍ من تاريخ الدراسات اللغوية المقارنة، حينما اتجهت المدرسة التاريخية في القرن التاسع عشر إلى تحليل اللغات على أسسٍ صوتيةٍ وصرفيةٍ بهدف إثبات القرابة اللغوية، وقد تميّزت تلك المرحلة بجهودٍ سعت للمقارنة بين اللغات الجرمانية والرومانسية من جهة، واللغات السامية من جهةٍ أخرى، دون الوصول إلى نتائج حاسمة».

وتستشهد بأمثلة تطبيقية، إذ يمكننا أن نعدَّ هذا الفصل بمبحثيه الجزء التطبيقي في الكتاب، لكثرة الشواهد والأمثلة التطبيقية التي يزخر بها.

وتختتم المبحث الأول قائلة: «وفي المجمل ما زالت هذه المقارنة تتطلّب دراساتٍ أعمق ومعاجم أوسع ووسائل تقنيةٍ أكثر تطوّراً، فضلاً عن ضرورة دراسة السياقات الحضارية التي صاحبت نشوء هذه اللغات وتطوّرها، ومن شأن هذا المسار البحثي أن يعزِّز فهمنا للتاريخ اللغوي العالمي، وأن يبرز مكانة اللغة العربية بين اللغات الكبرى، ويعزِّز حضورها في الساحة الأكاديمية والثقافية».

يأتي المبحث الثاني من الفصل الرابع بعنوان «في الفقه اللغوي المقارن بين اللغة العربية الفصحى واللغات الشرقية (الكردية والتركية والفارسية)»، وهو من تأليف أحمد معاذ يعقوب أوغلو، ويبدأه قائلاً: «إنّ ما يُطلق عليه اليوم (اللغة) هو (اللسان)، وما يُطلق عليه اليوم (اللهجة) هو (اللغة). أما المحكيات ضمن كل لغة فهي ما يلهج به أهل تلك البقعة، فهي اللّهجات، وما زلنا نقرأ أن هذه الجملة على لغة هذيل، وأن تلك الكلمة على لغة تميم... وكفى بالقرآن شاهداً ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾، لكن سترد اللّغة بمعنى اللسان كثيراً في هذا البحث جرياً على العادة».

ويقارن أوغلو بين تلك اللغات ويستشهد بأمثلة تطبيقية منها جميعاً، موضحاً أن اهتمامه في هذا المبحث: «مقارنة اللّغة العربية الفصحى مع ثلاث لغات تنتمي إلى عائلتين مختلفتين، وكلتاهما تختلف عن العائلة التي تنتمي إليها العربية، ومع ذلك فقد كانت هناك مجالاتٌ تحوي مساراتٍ تتوازى بها العربية مع واحدة منها أو أكثر، ومساراتٍ أخرى تتقاطع العربية فيها مع لغةٍ من لغات البحث أو أكثر».

أما الفصل الخامس فركز فيه الدكتور ضفار على «الديانة الأولى» في منطقة الشرق القديم: مصر والعراق والشام، ليخلُص إلى أن ديانة التوحيد قديمة قدم الإنسان في كل الحضارات القديمة، سواء استطعنا الاستدلال على ذلك، أم توصَّلنا إليه بشواهد العلم والعقل والمنطق، والشاهد الأقوى هو أن جميع الحضارات القديمة قد عرفت التوحيد وتركت آثاراً تدلُّ عليه، مؤكداً ذلك بقوله: «الديانة الأولى للحضارات القديمة في المنطقة هي التوحيد، وليس صحيحاً ما يُشاع غير ذلك».


مقالات ذات صلة

ما سر الإقبال على روايات الطبيبة المتخفية وراء اسم مستعار؟

كتب أغلفة بعض روايات فريدا ماكفادن

ما سر الإقبال على روايات الطبيبة المتخفية وراء اسم مستعار؟

هل يعني تصدر قوائم «البيست سيلر» بالضرورة أننا أمام عمل أدبي يزخر بالعمق الفني، والجمال اللغوي، والأصالة الفكرية؟

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «ليس عزاءً بل ضوءاً»... استعادة فلسفة سيمون فاي

«ليس عزاءً بل ضوءاً»... استعادة فلسفة سيمون فاي

يطرح الكاتب المصري مينا ناجي سؤالاً مركزياً هو: «كيف نحب في حياة صعبة كهذه؟»، ليتأمل في ظواهر الحب والروحانيات والتاريخ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
كتب رحلة البحث عن أمل ضائع

رحلة البحث عن أمل ضائع

في وقت مضى، ليس بعيداً، كتبتُ مقالة بعنوان «زمن الرواية الليبية» نشرت في موقع صحيفة «بوابة الوسط».

جمعة بوكليب
ثقافة وفنون مشهد من فيلم «الختم السابع»

«الحبكة المقدسة»... السينما والثقافة الأخلاقية

يناقش كتاب «الحبكة المقدسة»، الصادر عن دار «إيبيدي» بالقاهرة، للباحث أسعد سليم، تناول الشاشة الفضية للموضوعات ذات البعد الديني الأخلاقي

رشا أحمد (القاهرة)
ثقافة وفنون حلل أنثوية مصدرها قبرين من مدفن جبل البُحَيْص في إمارة الشارقة

حُلي نسائية جنائزية من جبل البُحَيْص

كشفت أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات المتّحدة خلال العقود الأخيرة عن سلسلة من المدافن الأثرية

محمود الزيباوي

«الحبكة المقدسة»... السينما والثقافة الأخلاقية

مشهد من فيلم «الختم السابع»
مشهد من فيلم «الختم السابع»
TT

«الحبكة المقدسة»... السينما والثقافة الأخلاقية

مشهد من فيلم «الختم السابع»
مشهد من فيلم «الختم السابع»

يناقش كتاب «الحبكة المقدسة»، الصادر عن دار «إيبيدي» بالقاهرة، للباحث أسعد سليم، تناول الشاشة الفضية للموضوعات ذات البعد الديني الأخلاقي، وما أثارته عبر تاريخها وما تخلل ذلك من توافق وتناغم، أو خلاف وتباعد بين صناع هذا الفن وبعض المؤسسات أو الجهات ذات الخلفية الروحانية.

في ثلاثينات القرن الماضي، تأسست في الولايات المتحدة جماعة تحمل اسم «فيلق الحشمة» كان هدفها كما هو معلَن «مكافحة الفجور في السينما» وفق معايير أخلاقية متشددة ترى أن «هوليوود هي أقرب شيء للجحيم على الأرض، بل هي ما تمكَّن الشيطانُ حتى الآن من إقامته في هذا العالَم، كما أن نفوذها يقوِّض الثقافة الأخلاقية».

جاء الصدام الأكبر عبر ويل هاريسون هايز (1879 - 1954) رئيس الرقابة في هوليوود وقتئذٍ، حيث تبنى قانوناً يتضمن مجموعة من التعليمات الصارمة للرقابة الأخلاقية تلغي أي حرية لدى صناع الفن في تناول أي عمل له طابع ديني، رغم أن تلك النوعية من الأفلام التي سبق تقديمها بالفعل كانت تتوافق مع الرؤية الدينية للمؤسسات الرسمية، كما في فيلم «حياة موسى» للمخرج ستيوارت بلاكتون، إنتاج 1909، والمكون من 5 أجزاء.

ورغم أن فيلم «من المهد إلى الصليب» تم تصويره في فلسطين وظهر للنور عام 1912، فإنه واجه اعتراضات بسبب الاعتراض على تجسيد الشخصيات الدينية على الشاشة. وتركت الأزمة الاقتصادية الشهيرة المعروفة باسم «الكساد الكبير» (1929 - 1939) الملايين حوْلَ العالَم في حالة من اليأس والإحباط، وهو ما جعَل القصص الروحانية التي تدعو للأمل والخلاص تبدو فكرة جذَّابة وملهِمة، ينتظرها الناس بشغف.

يوضح الكتاب أن السينما لمْ تتوَانَ عن اقتناص الفرصة؛ حيث قامت بإنتاج ملاحِمَ دينيةٍ ضخمة، بمؤثِّرات بصرية مقبولة، كما برَز اسم المخرِج سيسيل ب. ديميل واحداً من زعماء تلك الفترة، من خلال فيلمه الصامت «الوصايا العَشْر» (1923) الذي كان بمثابة الشرارة الأولى نحو إنتاج أعمال ملحمية مبهِرة، حيث استخدم ديميل تقنيات مبتكَرةً، مثل اللقطات الملوَّنة يدويّاً لتصوير شَقِّ البحر الأحمر، مما جعَل الجماهير تنظُر للفيلم كأعجوبة بصرية.

وتقدَّمت هوليوود خطوة للأمام، بمحاولة تقديمها أفلاماً دينية ذات طابع إنساني جماهيري، مثل فيلم «المراعي الخضراء»، 1936، الذي كان جميع أفراد طاقم التمثيل فيه من أصحاب البشرة السمراء. أما أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) فكان لزاماً على السينما أن تكون أداة لرفْع الروح المعنوية، وبالفعل حاولت ذلك في فيلم «أغنية برناديت»، الذي يحكي قصة فتاة تُدعَى «برناديت»، تنتابها رؤى غامضة ذات بعد روحاني وهو ما مثَّل رسالة أمَلٍ، في وقتٍ كانت فيه أوروبا تعاني من الدمار.

ووصَلَت الملاحِم الدينية لذروتها مع فيلم «بن هور» (1959) الذي حصَد إحدى عشرة جائزة أوسكار، وتناوَل اضطهاد المسيحيين في روما القديمة، مستخدِماً مَشاهدَ هائلة لسباق العربات؛ لجذْب الجماهير، في خطوة جديدة تجمع بين الإبهار البصري والرسائل الروحية.

وتحت ضغط التغييرات الجذرية التي شهدتها حقبة الستينيات من ثورات ثقافية اجتماعية وحركات التحرر، طرحت السينما الغربية رؤى مختلفة وجديدة في معالجة الموضوعات ذات البعد الديني التاريخي. مهّد المخرِج السويدى إنغمار برغمان لهذا التحوُّلَ بأفلام من نوعية «الختم السابع» الذي يصوِّر رحلة فارس عائد من الحروب الصليبية في العصور الوسطَى، يواجِه ملاكَ الموت في لعبة الشطرنج، وسط وباء الطاعون القاتل. وقدَّم المخرِج رومان بولانسكي فيلمَه الشهيرَ «طفل روزماري» 1968، الذي اتَّخذ الشيطانَ تهديداً قوياً في قلب مدينة نيويورك، معتمِداً على إثارة أجواء من الرعب والقلَق عن طريق استخدام الطقوس المخيفة.

طرحت السينما الغربيةرؤى مختلفة وجديدة في معالجة الموضوعات ذات البعد الديني التاريخي

يذكر المؤلف أنه من العلامات المهمة في هذا السياق، ما قدمه المخرِج وليام فريدكين في فيلمه الشهير «طارد الأرواح» (1973)، الذي يحكي عن معركة مثيرة بين عدد من رجال الدين وروح شريرة تسيطر على فتاة صغيرة، مستخدِماً تقنيات بصرية حديثة، ومؤثِّرات صوتية، بالغة الدِّقة؛ لِبَثِّ الرعب في نفوس المُشاهدين. كما اقتبس المخرِج كين راسل أحداث فيلمه «الشياطين» (1971) من أحداث تاريخية دارت في فرنسا في القرن السابع عشر، الذي صوَّر اضطهاد رجل دين بتُهمة السِّحر وسط صراعات سياسية، مقدِّماً مَشاهد صادمة، وهو ما جعله محظوراً من العرض في بعض الدول، لكنه أظهَر صلابة السينما، وإمكانية تَحَدِّيها للمؤسسات الرسمية. وقدم المخرِج ستانلي كوبريك في عام 1986 مفهومَ التطور والذكاء الاصطناعى في فيلمه الشهير «أوديسا الفضاء 2001» باعتباره صاحب قدرات تفوق البشر على نحو خارق حتى أن البعض فكر في عبادته، مما جعل هذا العمل يعد نقطة تطوُّر جوهرية في مسار سينما الخيال العِلمي، وطريقة محاكاتها للرموز المقدسة.

ومع دخول التسعينيات، أصبح العالَم يمُوج على سطْح هائل من المعرفة والتكنولوجيا، امتازت تلك الفترة بسهولة الحصول على المعلومات وسيولتها، وهو ما حاوَلَت السينما عكسه في أفلامها، ومنها الفيلم الشهير «ماتريكس» (1999) الذي جمَع بين العديد من المفاهيم ذات الطابع المقدس في حبكة تجمع بين الإيقاع البوليسي والرؤية الوجودية القاتمة.

وبدا فيلم «آلام المسيح» (2004) لميل غيبسون مغرقاً في الأجواء الواقعية المثيرة للحزن والتعاطف نظراً للبراعة في تجسيد عذاباتِ السيد المسيح، بحسب ما يعتقد المسيحيون، بينما أشار المخرِج أنغ لي في فيلمه «حياة باي» (2012) إلى مفاهيم إيمانية روحانية مؤثرة عبر مَشاهد بصرية مذهِلة.