«السحر»... دراسة أكاديمية ترصد مفاهيم شعبية خاطئة

«السحر»... دراسة أكاديمية ترصد مفاهيم شعبية خاطئة
TT
20

«السحر»... دراسة أكاديمية ترصد مفاهيم شعبية خاطئة

«السحر»... دراسة أكاديمية ترصد مفاهيم شعبية خاطئة

«السحر - في المعتقد الشعبي» عنوان الكتاب الصادر عن سلسلة «الدراسات الشعبية» بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة وترصد فيه الباحثة شيرين جمال الدين البرادعي تجليات الممارسات العملية والمفاهيم المجتمعية وما يكتنفها من أخطاء وبعد عن المنطق في هذا السياق. وتشير في البداية إلى أن «السحر» من الناحية اللغوية جاء في مختلف القواميس العربية بمعانٍ مختلفة، حيث نجد أن هناك «سحراً» بمعنى الخديعة أو إظهار الشيء على غير حقيقته، أو كما يقول «المصباح المنير»: «السحر هو إخراج الباطل في صورة الحق». أما في «لسان العرب» فهو «صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره فكأن الساحر لما رأى الباطل في صورة الحق وصوّر الشيء إلى غير حقيقته، فقد سحر الشيء عن وجهته».

وتذهب بعض التعريفات إلى إمكانية استخدام المصطلح لتحقيق «الإيذاء»، وسُمّى السحر سحراً لأنه يزيل الصحة، ويقال في اللغة «سحره بكذا» أي خدعه، وسلب لبه، وسحر عينه بمعنى استماله أو أفسده.

وقد فرّق ابن خلدون بين «السحر» و«إتيان الكرامة»، فالكرامة لا يأتي بها سوى الولي، وذلك لكونه مجبولاً على أفعال الخير، مصروفاً عن أفعال الشر. أما الساحر فلا يقع منه إلا الشر ولا يُستخدم سوى في أسباب الشر، وبذلك يكونا على طرفي نقيض. كما ذكر ابن خلدون أن السحر علم مكتسب يتحصل بالتعليم والصناعة، بينما الكرامة هي منحة إلهية لا تحتاج إلى شيء من المعاناة. والمعجزة كذلك لا تُعطى إلا لأنبياء الله ورسله، فهي قوة إلهية تبعث في النفس ذلك التأثير، وهي مؤيدة بروح الله على فعل ذلك، بينما الساحر يفعل ذلك من عند نفسه وبقوته النفسانية، على حد تعبير ابن خلدون.

أما «العرَافة» فهي مهارة التنبؤ بواسطة الاتصال بما يوصف بأنه «أرواح شريرة» وترتد في معناها الأصلي إلى معنى آخر عكس ما صار شائعاً عنها، فقد كان العرَّاف هو الشخص صاحب الحكمة والبصيرة. ومن أنواع العرَافة «الفأل»، وهو قراءة المستقبل بالخطوط والرسوم والآثار والأشكال، أما «الطيرة» فهي فأل يدعو إلى التشاؤم.

ويشير الكتاب إلى أن السحر في المعتقدات الشعبية، ينقسم إلى نوعين هما «سحر الرفاعي» و«السحر العدواني»، يختلفان حسب الغرض المرجو منهما وموقع القمر الذي يلعب دوراً مهماً في نجاح أو فشل «العملية السحرية»، فالسحر الرفاعي ينجح في النصف الأول من الشهر القمري، أما النوع الثاني فيختص به النصف الثاني من الشهر ذاته.

ويعد تصنيف الألوان من أشهر التقسيمات الخاصة بالسحر، فاللون يرمز للغرض المرجو من العملية كلها. ويهدف «السحر الأبيض» إلى النفع للفرد والمجتمع دون إلحاق أذى بالآخرين، وهو يختص عادة بالتنبؤ بالمستقبل أو العلاج والتداوي، أما «السحر الأسود» فيهدف إلى إلحاق الأذى بالآخرين وتحقيق مصلحة شخصية.

وبحسب الباحثة، عُرفت مصر في العالم القديم بأنها أرض السحر والسحرة؛ لأن المصري القديم عرف التمائم والتعاويذ المكتوبة والرقى والطلاسم. وكان الهدف من هذا كله حماية حياة الإنسان والآلهة من القوى الخفية التي لا يرونها، فكان السحر يستخدم في علاج الأمراض ودرء الخطر، ولم يمارس المصري القديم السحر لإيذاء الآخرين. واستمر الاعتقاد في السحر لدى المصريين خلال العصور التاريخية المتعاقبة حتى أصبح أحد الأمراض الاجتماعية التي انتشرت في مصر في ذلك الوقت. وكان أكثر انتشاراً في «الحريم السلطاني»، حيث تعددت زوجات سلاطين مصر في حقب مختلفة وأخذت كل زوجة منهن تسعى لتكيد لغيرها وتظهر عليها، حتى أنه إذا مرض السلطان اتهمت أمه إحدى زوجاته بأنها سحرته، فيتم ضرب جواريها حتى يعترفن. أما عامة الناس فحاولوا اتقاء شر السحر بكثير من العادات والممارسات التي تعملها النساء في بيوتهن من إطلاق البخور وإحراق الأشياء والصور.

وتعد الدوافع الشخصية أحد أشهر الأسباب التي تدفع البعض لاحتراف أعمال السحر، مثل الرغبة في تقديم المساعدة إلى الغير من خلال حل بعض مشاكلهم، كما أن هناك دوافع شخصية تكمن في رغبة البعض في اكتساب مكانة خاصة داخل المجتمع ليتمكن من السيطرة على أعدائه والتخلص من أذاهم.

وتلعب الوراثة دوراً رئيسياً في مزاولة السحر، حيث يتعلم «الساحر» المهنة عن والده أو أحد السحرة المحترفين وقد يرث السمعة التي يتمتع بها أستاذه و«عملاؤه» أيضاً.



أكثر من نصف مليون شخص زاروا معرض مسقط للكتاب في أسبوعه الأول

الفعاليات المخصصة للطلاب والشباب تلقى إقبالاً ملحوظاً في معرض مسقط الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)
الفعاليات المخصصة للطلاب والشباب تلقى إقبالاً ملحوظاً في معرض مسقط الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)
TT
20

أكثر من نصف مليون شخص زاروا معرض مسقط للكتاب في أسبوعه الأول

الفعاليات المخصصة للطلاب والشباب تلقى إقبالاً ملحوظاً في معرض مسقط الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)
الفعاليات المخصصة للطلاب والشباب تلقى إقبالاً ملحوظاً في معرض مسقط الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)

يمنحُ حضور طلاب وطالبات المدارس العمانية معرض مسقط الدولي للكتاب زخماً كبيراً للمعرض الذي يمتلئ بالزوار الذين قُدِّر عددهم بنحو نصف مليون زائر مع انتهاء الأسبوع الأول من المعرض.

وتجتذب الفعاليات المخصصة للطلاب والتي تزيد على 155 فعالية، منها العروض التفاعلية والترفيهية والمبادرات الشبابية والمجتمعية، آلاف الطلاب الذين يتوافدون للمعرض. وتنظم المدارس رحلات يومية لتعويد طلابها على أجواء الثقافة التي يحتضنها المعرض.

وبالإضافة إلى الطلاب، هناك الشباب، وهم الفئة الأكثر حضوراً في معرض الكتاب، حيث يتوزعون في أروقة المعرض حاملين مجموعات من الكتب بين أيديهم.

ويقول أحد العارضين: «الشباب هم الشريحة الأكثر بحثاً عن الجديد... يأتون إلينا يبحثون عن الأعمال الأدبية، بعضهم يحمل قائمة محددة بأسماء روايات، وآخرون يستطلعون الجديد».

الشباب هم الأكثر حضوراً في معرض مسقط الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)
الشباب هم الأكثر حضوراً في معرض مسقط الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)

وفي حين تسجل الروايات الأدبية نسبة الإقبال الكبرى في المعرض، يُقْبل العُمانيون على الكتب الفكرية والدراسات النقدية، وتسجل كتب التراث أيضاً نسبة يُعتد بها في هذا المعرض.

ويقول ناشر مصري: «يأتي طلاب الجامعات بحثاً عن الكتب المنهجية أو المعاجم، أو تلك التي تساعدهم في فهم المقررات الدراسية ككتب القانون والإدارة والاقتصاد».

وبنحو عام، يبدو الارتياح على دور النشر المشاركة في المعرض، فمع ازدحام تنظيم معارض الكتب في وقت واحد (الرباط، وأبوظبي، ومسقط)، برز معرض مسقط من حيث تسجيل حجم إقبال وشراء مرتفع نسبياً، وهو ما يوفر فرصة للناشرين لتعزيز مكاسبهم في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، إلا أن المتسوقين شكواً أيضاً من المبالغة في الأسعار، قياساً للأعوام السابقة.

ويشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب 674 دار نشر تمثل 35 دولة، ويتميز المعرض بالتنوع الكبير في دور النشر من مختلف البلدان العربية، مع حضور لافت لدور النشر العراقية والسورية واللبنانية.

وتتصدر مصر الدول المشاركة بالمعرض بـ119 دار نشر، تليها سلطنة عمان بـ98، ولبنان بـ73، وسوريا بـ69، إضافة إلى مشاركة عدد من دور النشر العربية والأجنبية.

ندوة في أكاديمية المرأة العمانية في معرض مسقط للكتاب (الشرق الأوسط)
ندوة في أكاديمية المرأة العمانية في معرض مسقط للكتاب (الشرق الأوسط)

ويبلغ عدد العناوين والإصدارات المدرجة في المعرض نحو 681041 عنواناً منها 467413 إصداراً عربياً و213610 إصدارات أجنبية، وتنقسم دور النشر المشاركة في المعرض ما بين 640 بصورة مباشرة، و34 بصورة غير مباشرة، وتتوزع على 1141 جناحاً.

بينما بلغ عدد المجموعة العُمانية 27464 كتاباً، وعدد الإصدارات الحديثة التي طُبعت بين 2024 و2025 نحو 52205 كتب.

أما الفعاليات الثقافية التي تتوزع داخل أروقة المعرض أو في القاعات الرئيسية، فتسجل فرصة للشباب لخوض تجارب في الحوار الثقافي. ويشهد المعرض إقامة 211 فعالية ثقافية وبرنامجاً متنوعاً تتوزع ما بين مسابقات ترفيهية ومبادرات علمية وعروض مسرحية وجلسات ثقافية في عدد من الأجنحة التي تشهد مشاركة الجهات ذات العلاقة بصناعة ونشر الكتاب، وحضور مؤلفين للتوقيع على إصداراتهم.

كما يشهد تقديم فقرات «حكايات شعبية عمانية» بمشاركة عدد من «الحكواتيين»، إلى جانب تنظيم برامج للفنون التشكيلية ومسابقات الإلقاء وكتابة القصة والشعر.