«المسرح الأفريقي» يستلهم أشواق القارة السمراء

نصوص من أوغندا وكينيا وجنوب أفريقيا

«المسرح الأفريقي» يستلهم أشواق القارة السمراء
TT

«المسرح الأفريقي» يستلهم أشواق القارة السمراء

«المسرح الأفريقي» يستلهم أشواق القارة السمراء

صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة كتاب «نصوص من المسرح الأفريقي»، ترجمة وتقديم عبد السلام إبراهيم، والذي يضمّ مسرحيات «أميناتا» للكاتب الكيني فرنسيس إمبوجا، و«موطن القوة» للكاتب الأوغندي تشارلز موليكوا، و «غرفة ضخ المياه» للكاتب الجنوب أفريقي آلان كولكسي هوريتز، ومسرحية «مسرحية» للكاتب الأوغندي روبرت سيروماجا.

وتشير المقدمة في الطبعة الجديدة من الكتاب إلى أنَّ تلك النصوص تبرز هوية المسرح الأفريقي بما يحمله من هموم وقضايا وفكر وتراث وحضارة؛ حيث يرصد هؤلاء الكُتّاب تراث حضارات بلادهم ومعاناتها، سواء أيام الاستعمار أو ما تلاها من حكم شمولي، فنجد أن ثمة رابطاً خفياً يربط تلك الأعمال.

تختلف الأساليب والمعالجات الدرامية في المسرحيات، لكنها في الأساس تصبّ في رؤية تعكس بصمة وراثية واحدة تعبِّر عن هموم وقضايا تمتد لمئات السنين. وهكذا تتكرر «ثيمات» أو موضوعات المواطن الذي تَشبّع من الفقر والركود الاقتصادي، فيحاول الخروج عن المألوف وإيجاد حلول غير تقليدية للقضايا المتأزمة، كما يبحث عن الهوية المفقودة التي حاول الاستعمار طمسها، ومن بعده الحكومات المتتالية المتصارعة.

ويلفت المترجم إلى أن فرنسيس إمبوجا (1974 - 2021) كاتب مسرحي كيني معاصر عمل مدرساً، ثم عمل ممثلاً ومخرجاً مسرحياً. عُرضت مسرحية «أميناتا» على خشبة المسرح القومي الكيني في نيروبي، وأخرجها المخرج جاثوي تيروس. وُلد إمبوجا في قرية وينياتغ غرب مارجولي في كينيا. عمل في بداية حياته مدرساً لكن حبه وشغفه بالمسرح استمرّ في وجدانه، فعمل ممثلاً في بعض المسرحيات، وتدرَّجت أدواره، وقرأ كثيراً من المسرحيات العالمية حتى واتته الفرصة للكتابة للمسرح، فاستخدم الموضوعات والخبرة التي اكتسبها في مسرحيات تمس وطنه بتراثه ولغته ومعاناته مع الاستعمار. عالجت تلك الموضوعات معاناة المواطن الأفريقي مع واقعه المرير سواء إبان الاستعمار أو من خلال حكومات لا تعرف قيمته بعد الاستقلال.

عمل إمبوجا أيضاً مخرجاً مسرحياً، وأنتج عدداً من المسرحيات. درس الرجل في كلية كارديف بويلز، وجامعة غانان، ومعهد الدراسات الأفريقية بغانا، وكذلك في جامعة إبدان بنيجيريا.

أما تشارلز موليكوا المولود في 1966 فهو كاتب مسرحي أوغندي معاصر، يكتب مسرحياته باللغة الإنجليزية. بدأ حياته مدرساً لكن حبه للمسرح كان يسري في دمائه؛ لذا عندما واتته الفرصة بأن يمثل على المسرح لم يتردد، وعلى الرغم من أن التمثيل قد حقق له ما كان يرنو إليه، فإنه وجد أنه وحده لم يتناسب مع الطاقة الموجودة لديه، فراح يكتب للمسرح، وحققت بعض مسرحياته نجاحاً كبيراً.

قام موليكوا بإخراج بعض المسرحيات وإنتاج البعض الآخر، وعُرضت مسرحية «موطن القوة» على خشبة المسرح القومي الأوغندي، وتتناول أعماله عموماً تاريخ بلاده ضد الاستعمار، وإبراز محاولات الأوغنديين المحافظة على الهوية الأوغندية وتراثها ولغتها، كما تتناول أيضاً كفاح الأوغنديين ضد الظلم والاستبداد.

ووُلد آلان كولكسي هوريتز في عام 1952 وهو كاتب مسرحي وشاعر وقاص جنوب أفريقي. نشأ في كيب تاون، حيث درس الفلسفة السياسية والأدب بين عامَي 1994 و1985 وعاش في الشرق الأوسط وأوروبا وشمال أميركا، ثم عاد لجنوب أفريقيا في عام 1986 فعمل في منظمات التجارة منسقاً ومعلماً. نشر شعره في ديوان «ماء الإنقاذ» ونشر مجموعتين قصصيتين بعنوانَي «أرض شائعة»، و«بعيداً عن الحطام»، كما قدّم أيضاً كتاباً للأطفال بعنوان «الأجنحة الزرقاء». عاش بشكل دائم في جوهانسبرغ، حيث اشترك في «جمعية بوتسوتسو للشعراء والفنانين»، وانخرط أيضاً في مجال الموسيقى مغنياً مع فرقة اسمها «أوول كلير»، التي أصدرت ألبوماً يضم أغنياته باسم «لا يوجد شخص مهم جداً».

ورغم أن حياة الكاتب الأوغندي روبرت سيروماجا (1940 - 1981) كانت قصيرة للغاية، فإنه قام بتأليف كثير من المسرحيات التي تتناول التقاليد والسياسة والعلاقات الإنسانية في أوغندا، عبر طرح جريء يبحث عن حلول غير تقليدية.

نشأ سيروماجا في أسرة فقيرة؛ حيث تولّت أمه، جيرالدين ناموتوفو، تربيته بعد وفاة أبيه. حصل على منحة تعليمية في كلية ماري، ومنحة أخرى في كلية سانت هنري. درس الاقتصاد في دبلن، حيث تعرَّف على المسرح الآيرلندي ومسرح العبث، ثم عاد إلى أوغندا عام 1966 وعُيِّن مسؤولاً اقتصادياً في الحكومة، لكنه ما لبث أن اتجه للمسرح، حيث أسس «فرقة المسرح القومي» عام 1967، وفي العام نفسه كتب مسرحية «مسرحية»، ثم مسرحية «الأفيال»، في عام 1970، وفيهما يبرز تأثره الشديد بمسرح العبث.



معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام
العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام
TT

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام
العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، 19 دولة عربية و12 أجنبية.

ويحلّ الأردن «ضيف شرف» على المعرض هذا العام. في حين أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اختيار العالم الجغرافي والمحقق اللغوي والمترجم الكويتي عبد الله الغنيم ليكون «شخصية المعرض».

وقال مدير المعرض، خليفة الرباح، إن اختيار الغنيم «جاء تقديراً لإسهاماته الكبيرة في الثقافتين المحلية والعربية، وهو ما تَجسَّد في حصوله على (وسام الاستقلال من الدرجة الأولى) من الأردن عام 2013 لدوره في إثراء قاموس القرآن الكريم، بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي».

شغل الغنيم منصب وزير التربية خلال الفترة بين 1990 و1991، ووزير التربية والتعليم العالي بين 1996 و1998، ورئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية من 1992 حتى الآن، كما عمل أستاذاً ورئيس قسم الجغرافيا في جامعة الكويت بين 1976 و1985، وعضو مجمع اللغة العربية في سوريا ومصر، وعضو المجلس الأكاديمي الدولي لمركز الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد.

وذكرت عائشة المحمود، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أن المعرض يقام هذا العام تحت شعار «العالم في كتاب» ليكون تعبيراً عن أهمية الكتاب ودوره في تقديم الثقافة للمجتمع.

وأضافت أن النشاط الثقافي المصاحب للمعرض يقام عبر 3 منصات مختلفة، هي «الرواق الثقافي» التي تم استحداثها العام الماضي بطابع شبابي، ومنصة «المقهى الثقافي» التي تقدم أنشطة بالتعاون مع مؤسسات النفع العام والمؤسسات الأهلية والجهات الحكومية، و«زاوية كاتب وكتاب» التي استُحدثت هذا العام لربط القارئ بالكتاب بطريقة مباشرة، وتتضمّن أمسيات لعدد من الروائيين.

وأشارت إلى أن مجموع الأنشطة المصاحبة للمعرض، الممتد حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) بأرض المعارض في منطقة مشرف، يتجاوز 90 نشاطاً بما فيها الاحتفاء بالرموز الثقافية الكويتية والعربية.

وعدّ وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة، أن مشاركة الأردن في معرض الكويت الدولي للكتاب «تُعدّ تتويجاً للعلاقات الثقافية بين البلدين».

وأعرب، في بيان، عن شكره لدولة الكويت بمناسبة اختيار الأردن «ضيف شرف» للمعرض، مؤكداً أن «دولة الكويت كانت ولا تزال منارةً للمثقف العربي بتجربتها في الإصدارات الرائدة».

وأوضح الرواشدة أن المشاركة الأردنية تتمثل في هذا المعرض من خلال الجناح الذي صُمِّم هندسياً ليعبِّر عن النمط المعماري الحضاري والتراثي الأردني، بما يضمه من مفردات تتصل بثقافة الإنسان، إضافة إلى الرموز التاريخية والثقافية المتنوعة.

وأضاف أن المشارَكة في معرض الكويت الدولي للكتاب «تمثل ثمرةً تشاركيةً بين المؤسسات الثقافية الأردنية؛ لتقديم صورة مشرقة للمشهد الثقافي الأردني في تعدده وتنوعه وثراء حقوله الإبداعية».