«هذيان» يفتتح عروض «ملتقى المونودراما» في الدمام

من العرض المسرحي «هذيان» لفرقة «مسرح جمعية الثقافة والفنون» بجدة وهو العرض الافتتاحي لـ«ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما»
من العرض المسرحي «هذيان» لفرقة «مسرح جمعية الثقافة والفنون» بجدة وهو العرض الافتتاحي لـ«ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما»
TT

«هذيان» يفتتح عروض «ملتقى المونودراما» في الدمام

من العرض المسرحي «هذيان» لفرقة «مسرح جمعية الثقافة والفنون» بجدة وهو العرض الافتتاحي لـ«ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما»
من العرض المسرحي «هذيان» لفرقة «مسرح جمعية الثقافة والفنون» بجدة وهو العرض الافتتاحي لـ«ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما»

افتتح مساء أمس الأربعاء «ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما» في دورته الخامسة، الذي تنظمه «جمعية الثقافة والفنون» بالدمام، بالتعاون مع «هيئة المسرح والفنون الأدائية»، ومسرح «كواليس»، وبرنامج «ستار» المسرحي، برعاية رئيس مجلس إدارة «الجمعية العربية - السعودية للثقافة والفنون» عبد العزيز السماعيل.

وشهد الافتتاح حضوراً واسعاً من فنانين ومسرحيين ومن الجمهور الفني في المنطقة الشرقية. وكذلك حضور المدير العام لـ«جمعيات الثقافة والفنون» بالمملكة خالد الباز، ومدير فرح الجمعية في جدة محمد آل صبيح، ومدير فرع الجمعية في الطائف فيصل الخديدي، ومدير فرع الجمعية بالأحساء.

وفي كلمته خلال افتتاح الملتقى، قال رئيس مجلس إدارة «الجمعية العربية - السعودية للثقافة والفنون» عبد العزيز السماعيل: «تأتي هذه الدورة الخامسة في مجال المسرح بوصفها أحد الأنشطة الثقافية الكبيرة التي تعمّ المملكة، وبمشاركة الفرق من مناطق عدة».

شهد حفل افتتاح «ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما» حضوراً واسعاً من فنانين ومسرحيين ومن الجمهور بالمنطقة الشرقية

وأوضح مدير «جمعية الثقافة والفنون» بالدمام، يوسف الحربي، أن «هذا البرنامج هو أحد البرامج المتنوعة التي تؤكد استمرار الجمعية بإسهاماتها الفاعلة، وتعزيز دورها الثقافي، والوصول إلى الأثر المرجو، من خلال البرامج الثقافية المقدمة لجميع أفراد المجتمع».

ونوه الحربي بأن الدورات الخمس استقبلت 169 عملاً مسرحياً؛ عرض منها 43 عملاً، ساهم فيها 650 مسرحياً متنوعو المجالات.

كما قدم صالح الدخيل، من برنامج «ستار» التابع لـ«هيئة المسرح والفنون الأدائية»، شرحاً لآلية التسجيل والمشاركة في البرنامج، وطريقة تقييم الأعمال المشاركة، بهدف تمكين ودعم الفرق المسرحية وتطويرها، ورفع الإنتاج المسرحي المحلي والدولي.

وبدأت النسخة بالعرض المسرحي «هذيان» لفرقة مسرح «جمعية الثقافة والفنون» بجدة، وهو من تأليف أحمد الصمان وإخراج هائل عقيل. تلا العرض الندوة التطبيقية للعرض، حيث قرأ العرض المسرحي يوسف أحمد الحربي؛ وقال إنه بدأ بموسيقى تصويرية جميلة، ودخول المخرج باستهلالية تعبير حركي (بانتومايم)، أعقبت المشهد الاستعراضي (السينوغرافيا) بـ(سيمترية عالية)؛ مما أدى إلى الرتابة في تشابه الأطراف وزوايا الديكور من حيث تماثلية الفضاء المسرحي».

وقال: «في المسرح عندما يضع (السينوغرافيا) أو المخرج قطعة ديكور، فمن المفترض أن يكون لها مبرر درامي، ما عدا ذلك؛ تكون زوائد حشوية ليس لها مبرر، وتكون عائقاً أمام الممثل على خشبة المسرح».

وبشأن الأزياء، لاحظ أنها «كانت مناسبة للعرض. وعلى صعيد النص، فكان هو بطل العمل من حيث الحبكة (وسط - بداية - نهاية). وشبكة العلاقات بين الممثلين كانت مرسومة بشكل احترافي للانتقال من خط درامي إلى آخر، وكان الربط يتميز بالانسيابية والحوارات المعبرة... نص ممثل بامتياز».

وتشارك في الملتقى فرق مسرحية من الرياض وجدة والطائف والدمام والخبر، تتنافس على جوائز عدة في المسرح وفنونه. كما يتضمن الملتقى «مسابقة النصوص المسرحية»، وورشة تدريبية عن كتابة نص «المونودراما» و«الديودراما» يقدمها الكاتب المسرحي يحيى العلكمي، ولقاءات حوارية للمخرج البحريني خالد الرويعي عن «المهرجانات المسرحية»، وتقدم رؤى الصحاف ورشة عن الأزياء ودورها في المسرح بعنوان: «فن حياكة الحكاية في المسرح».

وترافق العروض المسرحية ندوات فكرية تُقرأ فيها العروض من قِبل مختصين في المسرح؛ لإلقاء الضوء عليها وتقديم قراءة فنية عن أداء الممثلين.

وتتكون لجنة التحكيم في المسابقات من: سمعان العاني، ورجا العتيبي، وعبد الله الجفال. أما لجنة تحكيم النصوص فتتكون من: عباس الحايك، ويحيى العلكمي، وأحمد بن حمضة.


مقالات ذات صلة

حضور مصري لافت في مهرجان ظفار المسرحي بعمان

يوميات الشرق تكريم إلهام شاهين في حفل افتتاح مهرجان ظفار للمسرح (إدارة المهرجان)

حضور مصري لافت في مهرجان ظفار المسرحي بعمان

يشهد مهرجان ظفار الدولي للمسرح بسلطنة عمان، حضوراً مصرياً لافتاً في نسخته الأولى، المقامة حتى التاسع من شهر أكتوبر الحالي، بمسرح المروج.

«الشرق الأوسط» (ظفار (عمان))
ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق فريق العمل خلال البروفة التحضيرية (المسرح القومي)

يحيى الفخراني يُعيد «الملك لير» إلى المسرح القومي المصري

يعود الفنان المصري الكبير يحيى الفخراني للوقوف على خشبة المسرح مجدداً عبر إعادة تقديم رائعة ويليام شكسبير «الملك لير»، التي ستعرض على خشبة المسرح القومي بالقاهر

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات (إنستغرام)

ندى أبو فرحات من قلب بيروت... مسرح تحت القصف

النيران تسيّج المدينة، ونارٌ من نوعٍ آخر تتّقد على خشبات مسارحها. «في انتظار بوجانغلز» جزء من هذه الفورة المسرحية البيروتية، وبطلتها الممثلة ندى أبو فرحات.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق التمرين على تقديم عروض يتواصل (مسرح شغل بيت)

«مسرح شغل بيت» يحتفل بـ8 سنوات على ولادته

تُعدّ الاحتفالية حصاد 8 سنوات من العمل والاجتهاد، خلالها قدّم «مسرح شغل بيت» نحو 40 عملاً توزّعت على أيام تلك السنوات عروضاً شهرية استمرت طوال أزمات لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)

ما سرّ هذه الأنثى التي تتعدّد تجلياتها؟

قطعتان من موقع دبا الحصن تقابلهما قطعة من موقع الدُّور وقطعة من موقع مليحة
قطعتان من موقع دبا الحصن تقابلهما قطعة من موقع الدُّور وقطعة من موقع مليحة
TT

ما سرّ هذه الأنثى التي تتعدّد تجلياتها؟

قطعتان من موقع دبا الحصن تقابلهما قطعة من موقع الدُّور وقطعة من موقع مليحة
قطعتان من موقع دبا الحصن تقابلهما قطعة من موقع الدُّور وقطعة من موقع مليحة

شهدت المواقع الأثرية الواقعة في الإمارات العربية خلال العقود الأخيرة سلسلة متواصلة من حملات التنقيب كشفت عن مجموعات متعددة من اللقى، منها مجموعة مميزة من القطع العاجية الصغيرة المزينة بنقوش تصويرية. عُثر على القسم الأكبر من هذه القطع في مقابر تعود إلى مطلع الحقبة الميلادية، ممّا يوحي بأنها تنتمي إلى الفنون الجنائزية كما يبدو، وتمثّل تقليداً محلياً خاصاً ازدهر خلال تلك الحقبة في شمال شرقي شبه الجزيرة العربية.

شهد متحف إسبانيا الوطني للآثار في مدريد خلال ربيع عام 2016 معرضاً خاصاً بآثار إمارة الشارقة، ضمّ 240 قطعة من اللقى متعددة الأنواع، منها قطعة عاجية مستطيلة صغيرة تُمثّل قامة أنثوية نُقشت ملامحها بأسلوب يغلب عليه الطابع التجريدي الهندسي. يبلغ طول هذه القطعة 8.25 سنتيمتر، وعرضها 3 سنتيمترات، ومصدرها موقع دبا الحصن الأثري الذي يحمل اسم المدينة التي تطلّ على ضفاف الشاطئ الغربي لخليج عمان، وتُشكّل في زمننا الامتداد الشرقي الطبيعي لإمارة الشارقة.

تتألّف هذه القطعة من 3 خانات متوازية. الخانة العليا مقوّسة، وتُمثّل رأساً أنثوياً في وضعية المواجهة، حدّدت ملامحه بشكل مختزل. الوجه كتلة دائرية، مع امتداد بسيط في وسط الجزء الأسفل، يجسّد على الأرجح العنق. العينان دائرتان كبيرتان، يتوسّط كلاً منهما ثقب يمثّل البؤبؤ. الأنف شق عمودي بسيط، والفم شق أفقي صغير. الشعر على شكل هلال يعلو الرأس، وخصلاته شبكة من الخطوط العمودية المتوازية تنسدل على شق الكتفين المستقيمين. الخانة الوسطى على شكل مكعّب، تمثّل صدر البدن، ويعلوها عقد تتمثل حبّاته بشبكة مشابهة، تستقرّ فوق دائرتين تحتلّان الجزء الأوسط، تماثلان في تأليفهما العينين بشكل متطابق، مع شق في الوسط يماثل شق الأنف. يتحوّل هذا الصدر إلى وجهٍ ثانٍ، يحدّه شقان هلاليان تحيط بهما الذراعان الملتصقتان بالبدن. الخانة الثالثة أكبر حجماً، وهي مستطيلة، وتمثّل الحوض والساقين، مع مثلّث في الوسط يخرقه شق عمودي في الوسط. تحيط بهذا المثلث شبكة من الخطوط الأفقية ترتسم فوق سلسلة من الشرائط العمودية، تزين كما يبدو فخذَي الساقين.

نقع على قطعة أخرى من هذا الطراز، مصدرها كذلك من دبا الحصن، تمثّل تأليفاً يختلف في مكوّناته. الوجه مثلّث، وتنحصر ملامحه بعينين دائرتين يخرق كلاً منهما ثقب البؤبؤ، وأنف على شكل خانة مستطيلة غاب عنها الشق الأعلى. تحيط بهذا المثلث كتلة مقوّسة تعلوها شبكة من الخطوط العمودية ترسم خصلات الشعر المنسدلة بشكل مستقيم على الكتفين. تعلو الصدر دائرتان متماثلتان تستقرّان فوق يدين مجرّدتين مرفوعتين نحو الأعلى، حُدّدت أصابعهما على شكل أسنان المشط. يحضر الخصر تحت هاتين اليدين المثلثتين، وتحدّه مساحة أفقية تتّخذ كذلك هذا الشكل الهندسي. يعلو هذه المساحة مثلث يمثّل الحوض، يخرقه في الجزء الأسفل شق عمودي. تحدّ هذا المثلث ساقان مقوّستان، توحيان بأن صاحبتهما في وضعية القرفصاء. القدمان كتلتان كبيرتان مسطحتان، وأصابعهما محدّدة مثل أصابع اليدين.

تمثّل كلّ من هاتين القطعتين اللتين خرجتا من موقع دبا الحصن الأثري نموذجاً فنياً يتكرّر في مجموعة كبيرة من القطع مصدرها مدينة الدُّور التي تقع اليوم في إمارة أم القيوين، على مقربة من الطريق الحديث الذي يربط بين رأس الخيمة والشارقة. خرج هذا الموقع من الظلمة إلى النور حين استكشفته بعثة عراقية بين عامي 1973 و1974، بعدها تناوبت فرق تنقيب أوروبية متعدّدة على العمل فيه، وكشفت عن مبانٍ متنوعة، وسلسلة من القبور حوت مجموعات كبيرة من اللقى يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي. عُثر على ألواح عاجية أنثوية في 5 من هذه القبور، وهي من الحجم الصغير، ويتراوح طولها بين 7 و4 سنتيمترات، وعرضها بين 3 و2 سنتيمتر. تبدو هذه المجموعة الأكبر من نوعها في الإمارات، وتماثل قطعها قطعاً أخرى مصدرها موقع مليحة الذي يبعد نحو 50 كيلومتراً شرق مدينة الشارقة، وموقع أعسمة الذي يقع في جبال الحجر ويتبع إمارة رأس الخيمة. خارج الإمارات، يحضر هذا الطراز بشكل عارض كما يبدو، وينحصر هذا الحضور بقطعتين عُثر عليهما في مقبرة أبو صيبع، في شمال جزيرة البحرين.

عُثر على القسم الأكبر من القطع في مقابر تعود إلى مطلع الحقبة الميلادية ممّا يوحي بأنها تنتمي إلى الفنون الجنائزية

تمثل القطعة التي عُرضت في متحف إسبانيا الوطني للآثار نموذج المرأة المستقيمة الذي يتكرّر عبر تنويعات مختلفة في العديد من القطع التي عُثر عليها في مدينة الدُّور الأثرية، ويتميّز هذا النموذج بذراعين ملتصقتين بالبدن. في المقابل، تمثل القطعة التي تمثّل امرأة في وضعية القرفصاء نموذجاً مغايراً، تتعدّد تنويعاته كذلك في مدينة الدُّور، كما في المواقع التي تتبع في زمننا الشارقة ورأس الخيمة. ويتميز هذا النموذج بيدين مرفوعتين، ترتسمان فوق مساحة الصدر. إلى جانب هذين النموذجين اللذين تحضر فيهما الأنثى عارية، يظهر نموذج ثالث ترتدي فيه هذه الأنثى ثوباً تزيّنه شبكة من الخطوط الغائرة، تختلف تقاسيمها بين قطعة وأخرى. يحضر هذا النموذج في مجموعة محدودة من القطع مصدرها موقعا مليحة ودبا الحصن في الشارقة، وموقع أعسمة في رأس الخيمة. وتقابل هذه القطع قطعتان من مدينة الدُّور، كشفت عنهما بعثة بريطانية خلال عملها في هذا الموقع.

تختزل هذا النموذج قطعة من موقع مليحة، طولها 7 سنتيمترات، وعرضها 3 سنتيمترات، تمثّل امرأة ترفع ذراعيها نحو الأعلى، وكأنها في وضعية الابتهال. يتبع الوجه التأليف المعهود، وتكلّله مساحة مقوّسة تستعيد تسريحة الشعر السائدة. في المقابل، تحضر في أسفل العنق دائرة واحدة تماثل دائرتي العينين. يحتل وسط الصدر شريط عمودي مزين بشبكة من الخطوط الأفقية، يتكرّر في الجزء الأسفل من هذه القطعة العاجية، مشكّلاً زينة تنورة واسعة تلتف حول الخصر، وتحجب الساقين بشكل كامل.

من تكون هذه الأنثى التي تتعدّد تجلياتها في مقابر الإمارات الأثرية؟ تتعدّد القراءات في تحديد هذه الهوية، كما في تحديد وظيفتها، غير أنها تبقى قراءات افتراضية. في الخلاصة، تحافظ هذه الأنثى على سرّها، وتشكّل لغزاً يمثل تحدياً أمام كل من حاول فكّه.