عن «دار نوفل - هاشيت أنطوان»، صدر كتاب «مراكش: رحلة بعثة فرنسية إلى بلاد السلطان» للطبيب والمستشرق الفرنسي أدولف مارسيه، وذلك بالتعاون مع «المركز الثقافي العربي».
في القرن التاسع عشر، وبينما كانت معظم الدول العربية - كما نعرفها الآن - لا تزال تابعة للحكم العثماني، كانت ثمة دولة ظلّت مستقلّة منذ انشقاقها عن الدولة الأموية في عام 788 للميلاد، ومؤلفة من ولايات شاسعة يحكمها سلطان وتتجه نحوها عيون أوروبا وطموحاتها: المغرب. إلى هذا البلد؛ شارك أدولف مارسيه في رحلة البعثة التي رافقت سفير فرنسا لتقديم أوراق اعتماده في عام 1882 لدى سلطان المغرب.
وفي هذا الكتاب - الوثيقة - الذي يقع في 304 صفحات، يصف مارسيه الرحلة التي تسنّى له القيام بها عندما أتاح له «أورديغا»؛ الذي عُيِّن سفيراً لفرنسا في مدينة طنجة، مرافقته ضمن البعثة الدبلوماسية لتقديم أوراق اعتماده لدى «جلالته الشريفة»؛ سلطان البلاد. بلغة المستشرق المسحور، التي أجاد المترجم مصطفى الورياغلي نقلها إلى العربية، وبعينيّ الأجنبيّ الفضوليتين، ومقاربة المستعمر الفوقية أحياناً، يسرد مارسيه تفاصيل الرحلة، واصفاً المدن المغربية، وراصداً التقاليد والديناميات الاجتماعية والبروتوكولات السياسية بدقة لمّاحة فطنة، لا تخلو من الأحكام، ولكنها تشكّل في جميع الأحوال مرجعاً من أهم المراجع للأكاديميين ومحبّي التاريخ، وعنصر جذب كبيراً ببساطتها وخفّتها وسلاستها لهواة أدب الرحلات من القرّاء.