احتفلت مساء الخميس «مؤسسة سلطان العويس الثقافية» في دبي بتوزيع جوائز الفائزين في الدورة الـ18 بحضور شخصيات فكرية وثقافية إماراتية وعربية، بينهم الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة الإماراتي، والدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس الأمناء، وعدد من ضيوف الجائزة.
وفاز بجوائز الدورة الـ18 لـ«مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية» كل من: الشاعر المصري حسن طلب، والروائي والمسرحي البحريني أمين صالح، والناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم، والمفكر والمترجم المغربي الدكتور عبد السلام بن عبد العالي.
مجلس الأمناء
وقال الدكتور أنور محمد قرقاش، رئيس مجلس الأمناء، إن الفائزين في هذه الدورة هم من «المبدعين الذين أثروا المشهد المعرفي والثقافي العربي بأفكارهم وأعمالهم المتميزة».
وقال إن «الثقافة هي الروح التي تزدهر بها الحضارات، وهي الهوية التي تُعطي الدول والشعوب هويتها وتميُّزها، وهي التي تُعزز التفاهم والتواصل بين الناس، وتُمهد الطريق للتعايش والانفتاح في عالم متنوع بثقافاته وإبداعاته».
وأضاف قرقاش: «لطالما كانت دولة الإمارات مؤمنة بأن الثقافة والإبداع طريق رئيسية من طرق التطور والتقدم، ولطالما كان المبدعون والمثقفون محل تقدير واحترام، ومن هنا كانت وما زالت (مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية) سباقة إلى تكريمهم والاحتفاء بهم، فالأمم التي تحتفي بمبدعيها ومثقفيها هي الأمم الحية القادرة على مواصلة التنمية والازدهار».
وتحدث رئيس مجلس الأمناء عن دور «مؤسسة العويس» في إثراء الثقافة العربية، وقال: «لقد دأبنا في (مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية) على مواكبة النشاط الإبداعي العربي؛ منطلقين من قيم راسخة في مجتمعنا، قيم متوارثة من الآباء المؤسسين، الذين رأوا في الثقافة عاملاً حيوياً لبناء المجتمع وتنميته وفتح آفاق واسعة له من النهضة والتطور».
وأضاف: «أستذكر هنا مآثر المغفور له سلطان بن علي العويس الذي قدم نموذجاً نعتز به لرجل الأعمال المثقف والمدرك أهمية الثقافة والفكر، وضرورة دعم المبدعين والمتميزين، فقد كان (رحمه الله) نعم المثال والقدوة لرجال الأعمال وللقطاع الخاص وتحفيزهم على إثراء الحركة الثقافية والفكرية».
كلمة الفائزين
وألقى الناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم كلمة الفائزين بـ«جائزة سلطان العويس الثقافية»، وقال فيها: «إن هذه الجائزة شقت طريقها بقوة في المجتمع الثقافي العربي، وابتكرت لها هوية لا غبار حولها منذ انطلاق دورتها الأولى في عام 1988، وبقيت أمينة على التعبير عن الهدف الأسمى الذي أعلنته منذ البداية، وهو (تشجيع الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء العرب، وتكريمهم؛ اعتزازاً بدورهم في النهوض الفكري والعلمي في مجالات الثقافة والأدب والعلم في الوطن العربي)».
وأضاف: «ارتبطت الجائزة بنخبة من خيرة الأدباء والمفكرين العرب، وكان لهم أعظم الأثر في تنشيط الفعل الإبداعي والثقافي، وزاد عددهم على مائة فائز بها».
وزاد: «إذ اصطفت (جائزة سلطان العويس الثقافية) المبرزين من أبناء الثقافة العربية، واعترفت بهم، فقد بادلوها الاعتراف في أنهم خلعوا عليها القيمة السامية بآثارهم الرفيعة، وأعمالهم القيمة، وكان اعترافاً متبادلاً منقطع النظير بين الجائزة والفائزين بها لم يطعن فيه أحد؛ ذلك أنها كانت جريئة في البحث عمن يستحق حملها، ولم تخف هدفها في الذهاب إلى أصحاب الاستحقاق».
لجنة التحكيم
وألقت الدكتورة ميساء الخواجة كلمة لجنة التحكيم، وأوضحت فيها أن اختيار الشاعر المصري حسن طلب لـ«جائزة الشعر»؛ جاء لأن اللجنة رأت «في تجربته فرادة وغزارة وتنوعاً، إضافة إلى وجود مشروع شعري متكامل ومتنامٍ لديه يتسم بالتجريب ويمازج بين الشعرية والصوفية والرؤى الفلسفية».
كما قررت اللجنة فوز القاص البحريني أمين صالح بـ«جائزة القصة والرواية والمسرحية»؛ وذلك «لامتلاكه تجربة إبداعية مغايرة، تمثلت فيما كتب من قصص قصيرة ونصوص وأعمال أخرى تدل على أنه متنوع الثقافة متعدد الاهتمامات».
وبالنسبة إلى الناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم، فقد فاز بجائزة الدراسات الأدبية والنقد، حيث رأت لجنة التحكيم أن مؤلفاته «تتسم بوضوح الرؤية المنهجية والانشغال بموضوع السردية العربية ومنجزاتها وسياقاتها المتحولة، والاهتمام بالقضايا الثقافية، وإعادة تأمل العلاقة بين الشرق والغرب».
وبشأن فوز المفكر المغربي الدكتور عبد السلام بن عبد العالي بـ«جائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية»، فقد رأت لجنة التحكيم أنه «من رواد المدرسة التفكيكية في الثقافة العربية، وهو يرى في الأدب والكتابة والترجمة مداخل مهمة للفلسفة. وتتميّز أعماله بأسلوب سهل يقارب بين المتخصّص وغير المتخصّص».
وكان قد بلغ عدد المرشحين في كل الحقول 1861 مرشحاً، حيث تقدم إلى «جائزة الشعر» 231 مرشحاً، وللقصة والرواية والمسرحية 490 مرشحاً، أما الدراسات الأدبية والنقد فكانوا 290 مرشحاً، والدراسات الإنسانية والمستقبلية 485 مرشحاً، وفي الإنجاز الثقافي العلمي 270 مرشحاً.
وفاز بالجائزة خلال الدورات السابقة 101 أديب وكاتب ومفكر عربي، فضلاً عن 5 مؤسسات ثقافية مرموقة أسهمت في نشر الثقافة والمعرفة، وحكّم في حقولها أكثر من 270 محكماً واستشارياً من مختلف المشارب الثقافية.
وتبلغ قيمة الجائزة لكل حقل من حقولها 120 ألف دولار أميركي.