مجلة «الفيصل» السعودية: ملف حول الدين والاقتصاد وآخر عن البازعي

مجلة «الفيصل» السعودية: ملف حول الدين والاقتصاد وآخر عن البازعي
TT

مجلة «الفيصل» السعودية: ملف حول الدين والاقتصاد وآخر عن البازعي

مجلة «الفيصل» السعودية: ملف حول الدين والاقتصاد وآخر عن البازعي

صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل، وتضمن باقة متنوعة من المواضيع، إضافة إلى ملف حول العلاقة بين «الدين والاقتصاد.. تكامل أم تصادم؟»، شارك فيه عدد من الباحثين والمهتمين، مثل خلدون النبواني، وشهاب اليحياوي، وعلي محمد فخرو، وشادي أرشيد الصرايرة، وصلاح الحمادي، وأيمن المحجوب، وعبيد خليفي، وترجم حمدي الشريف مقال عالم الاجتماع الأسترالي جاك بارباليت «الدين في الصين ومجتمع السوق والدولة». كما أفردت «الفيصل» ملفاً آخر حول جهود الناقد والمفكر السعودي الدكتور سعد البازعي، الشخصية الثقافية في معرض الكويت لعام 2023، وشارك في هذا الملف عدد من النقاد والكتاب والأدباء من الخليج والعالم العربي، ومنهم سيف الرحبي وقاسم حداد وفخري صالح ومحمود الضبع وميساء الخواجا ونورة القحطاني وسماهر الضامن وإستبرق أحمد عادل الزهراني وصالح المحمود وسهام العبودي ومصلح النجار ومحمد الحيرش.

وفي باب «قضايا»، ناقشت روان عبد الله قضية الموت الرحيم. وطالب المستشرق الإيطالي جوزيبي سكاتولين في حوار أجرته معه سهير عبد الحميد بضرورة أن يكون الحوار بين الأديان جاداً وحقيقياً وليس لأغراض شكلية أو لتوظيف سياسي. وأكد المترجم الكازاخي الدكتور اختيار بالتوري في حوار أجراه معه جعفر العقيلي أن علماء آسيا الوسطى قد تقدموا في مختلف العلوم والفنون بفضل اللغة العربية. وترجمت شيماء بنخدة حواراً مع الروائي الكوري لي جانغ ميونغ. وفي باب «ثقافات»، ترجمت رفيدة جمال ثابت حواراً أجراه أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة شيفلد بإنجلترا مع الأديبة والفيلسوفة الإنجليزية آيريس مردوخ تحت عنوان «الكتاب البارع يحمل في طياته اضطرام لا وعي المؤلف». وفي الباب نفسه رصد الشاعر والمترجم فاضل السلطاني نقاط التقارب في سيرة كل من الشاعر الكاريبي ديريك والكوت والشاعرة والروائية البريطانية من أصل نيجيري بيرناردين إيفاريستو، من خلال كتابيهما «أميروس» لوالكوت و«لارا» لإيفاريستو. وكتب التونسي جمال الجلاصي «قرن من الأدب الأفريقي الأسود... من الأدب المستعمر إلى الأدب الغازي». وفي باب «فضاءات»، ترجمت إيمان المطيري شهادة الكندي آرثر فرانك «المرض المزمن: المذكرات كشكل من أشكال الفن والبحث كشاهد». وترجم إبراهيم استنبولي جانباً من مذكرات الشاعرة التشكيلية الروسية أريادنا إيفرون «أنقذتها نقود بسترناك».

وكتبت وجدان الصايغ عن السيرة الأنثوية وتيار الوعي في «حين يبوح النخيل» لهدى النعيمي. كما كتب الناقد عبد الحكيم باقيس عن الذات والمدينة والريادة لدى اليمني محمد علي لقمان بوصفه أحد أوجه بواكير الحداثة العربية. وكتبت الروائية والناقدة شهلا العجيلي عن يوميات ناظم حكمت كما عاشتها زوجته فيرا تولياكوفا. الناقد فيصل دراج كتب عن «المثقف: ملحوظات وتساؤلات». والباحث يوسف مريمي عن «الفلسفة وتجربة الرؤية عند موريس ميرلوبونتي». أما الروائي منصور الصويم فكتب عن «تسريد الحرب في الرواية السودانية».

وتضمن باب «الكتب» مقالات لكل من سعيد بوعيطة، وشهرة بغلول، وإبراهيم حاج عبدي، وجاكلين سلام، وجهاد الرنتيسي. وشهد باب «نصوص» أعمالاً لكل من فاطمة عبد الحميد، وعبد المجيد التركي ومنذر مصري، وأحمد مجدي همام، وسهام العريشي، ومروان علي. وفي باب السينما كتب ليث عبد الأمير «شعرية السينما... الزمن كشكل مرئي». وفي باب التشكيل، كتبت ميسون توفيق داود عن لا نهائيات البحر والصحراء لدى نجاة مكي. وفي المسرح كتبت هدى عبد العزيز عن تنوع الطرح وتحدي الظروف في المسرح السعودي. وجاء مقال الصفحة الأخيرة بقلم المصري عمار علي حسن تحت عنوان «كتابة القصة القصيرة... خمسة تمارين ترافق الموهبة».


مقالات ذات صلة

كيف أمضى جبّور الدويهي يومه الأخير؟

يوميات الشرق الروائيّ اللبناني جبّور الدويهي (فيسبوك)

كيف أمضى جبّور الدويهي يومه الأخير؟

عشيّة الذكرى الثالثة لرحيله، تتحدّث عائلة الروائيّ اللبنانيّ جبّور الدويهي عن سنواته الأخيرة، وعن تفاصيل يوميّاته، وعن إحياء أدبِه من خلال أنشطة متنوّعة.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون ليلى العثمان تقتحم باسمها الصريح عالم روايتها

ليلى العثمان تقتحم باسمها الصريح عالم روايتها

رواية «حكاية صفية» للروائية الكويتية ليلى العثمان الصادرة عام 2023، رواية جريئة بشكل استثنائي

فاضل ثامر
ثقافة وفنون شاهد قبر من البحرين، يقابله شاهدان من تدمر

الفتى حامل الطير وعنقود العنب

يحتفظ متحف البحرين الوطني في المنامة بمجموعة كبيرة من شواهد القبور الأثرية المزينة بنقوش تصويرية آدمية، منها شاهد مميّز يمثّل فتى يحمل عصفوراً وعنقوداً من العنب

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون غلاف الكتاب

الرواية الفلسطينية... ممارسات الاحتلال وآليات المقاومة

«أسئلة الرواية الفلسطينية» هو الكتاب الحادي عشر في النقد الروائي للشاعر والناقد سلمان زين الدين، وقد صدر مؤخّراً عن «مركز ليفانت للدراسات والنشر» في الإسكندرية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
ثقافة وفنون ريما بالي

الكاتبة السورية ريما بالي: أُواجه الحرب بالخيال وقصص الحب

تهتم الكاتبة الروائية السورية ريما بالي بسردية بلادها ما بعد الحرب، وتوليها عناية خاصة من خلال أعمالها التي تتحدث فيها عادة عن مسقط رأسها «حلب» في سياقات مختلفة

منى أبو النصر (القاهرة)

رؤوس ثيران برونزية من موقع مليحة في الشارقة

قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة
قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة
TT

رؤوس ثيران برونزية من موقع مليحة في الشارقة

قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة
قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة

يحتفظ مركز مليحة للآثار في إمارة الشارقة بمجموعة من اللقى البرونزية، منها مجسمات منمنمة تمثّل رأس ثور يتميّز بأنف طويل صيغ على شكل خرطوم. تعود هذه الرؤوس في الواقع إلى أوان شعائرية جنائزية، على ما تؤكّد المواقع الأثرية التي خرجت منها، وتتبع كما يبدو تقليداً فنياً محلياً ظهرت شواهده في موقع مليحة، كما في نواح أثرية أخرى تتّصل به في شكل وثيق.

يعرض مركز مليحة للآثار نموذجين من هذه الرؤوس، وصل أحدهما بشكل كامل، فيما فقد الآخر طرفي قرنيه. يتماثل هذان الرأسان بشكل كبير، ويتبنيان في تكوينهما أسلوباً تحويرياً مبتكراً، يجسّد طرازاً خاصاً لا نجد ما يماثله في أقاليم جنوب الجزيرة العربية المتعددة، حيث حضر الثور في سائر الميادين الفنية بشكل كبير على مر العصور، وتعدّدت أنواعه وقوالبه، وشكّلت نماذج ثابتة بلغت نواحي أخرى من جزيرة العرب الشاسعة. ظهر رأس الثور بشكل مستقل، وحضر في عدد كبير من الشواهد الأثرية، منها العاجي، والحجري، والبرونزي. تعدّدت وظائف هذه الرؤوس، كما تعدّدت أحجامها، فمنها الكبير، ومنها المتوسط، ومنها الصغير. وتُظهر الأبحاث أنها تعود إلى حقبة زمنية تمتد من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرون الميلادية الأولى.

في المقابل، يصعب تحديد تاريخ رؤوس ثيران مليحة، والأكيد أنها تعود إلى مرحلة تمتد من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الميلادي الأول، حسب كبار عملاء الآثار الذين واكبوا اكتشافها في تسعينات القرن الماضي. تتبنّى هذه الرؤوس قالباً جامعاً واحداً يتميّز بتكوينه المخروطي وبملامحه المحدّدة بشكل هندسي، وهي من الحجم المنمنم، ويبلغ طول كل منها نحو 5 سنتمترات. الأنف طويل، وهو أشبه بخرطوم تحدّ طرفه الناتئ فجوة دائرية فارغة. تزيّن هذا الأنف شبكة من الخطوط العمودية المستقيمة الغائرة نُقشت على القسم الأعلى منه. العينان دائريتان. تأخذ الحدقة شكل دائرة كبيرة تحوي دائرة أصغر حجماً تمثّل البؤبؤ، ويظهر في وسط هذا البؤبؤ ثقب دائري غائر. الأذنان مبسوطتان أفقياً، والقرنان مقوّسان وممدّدان عمودياً. أعلى الرأس مزيّن بشبكة من الزخارف التجريدية المحززة ترتسم حول الجبين وتمتدّ بين العينين وتبلغ حدود الأنف.

يشكّل هذا الرأس في الواقع فوهة لإناء، وتشكّل هذه الفوهة مصبّاً تخرج منه السوائل المحفوظة في هذا الإناء، والمثال الأشهر قطعة عُرضت ضمن معرض مخصّص لآثار الشارقة استضافته جامعة أتونوما في متحف مدريد الوطني للآثار خلال عام 2016. يعود هذا الإناء إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وقد وصل بشكل مهشّم، واستعاد شكله التكويني الأوّل بعد عملية ترميم طويلة ودقيقة. تتكوّن هذه القطعة الأثرية من وعاء صغير ثُبّت عند طرفه الأعلى مصبّ على شكل رأس ثور طوله 4.6 سنتمترات. عُرف هذا الطراز تحديداً في هذه الناحية من شمال شرق شبه الجزيرة العربية التي تقع في جنوب غرب قارة آسيا، وتطلّ على الشاطئ الجنوبي للخليج العربي.

عُثر على هذه الآنية إلى جانب أوان أخرى تتبع تقاليد فنية متعدّدة، في مقبرة من مقابر مليحة الأثرية التي تتبع اليوم إمارة الشارقة، كما عُثر على أوان مشابهة في مقابر أخرى تقع في المملكة الأثريّة المندثرة التي شكّلت مليحة في الماضي حاضرة من حواضرها. ظهر هذا النسق من الأواني الجنائزية في مدينة الدّور الأثرية التي تقع اليوم في إمارة أم القيوين، على مقربة من الطريق الحديث الذي يربط بين رأس الخيمة والشارقة، وهي على الأرجح مدينة عُمانا التي حضنت أهم ميناء في الخليج خلال القرن الأول الميلادي. كما ظهر في منطقة دبا التي تتبع إمارة الفجيرة، وفي مناطق أخرى تتبع في زمننا سلطنة عُمان، منها منطقة سلوت في ولاية بهلاء، في محافظة الداخلية، ومنطقة سمد في ولاية المضيبي، شمال المحافظة الشرقية.

اتّخذت فوهة هذه الأنية شكل رأس ثور في أغلب الأحيان، كما اتخذت في بعض الأحيان شكل صدر حصان. إلى جانب هذين الشكلين، ظهر السفنكس برأس آدمي وجسم بهيمي، في قطعة مصدرها منطقة سلوت. شكّلت هذه الأواني في الأصل جزءاً من آنية شعائرية طقسية، في زمن ازدهرت فيه التجارة مع عوالم الشرق الأدنى والبحر الأبيض المتوسط والهند. والمعروف أن أواني الشراب التي تنتهي بمصبات ذات أشكال حيوانية، برزت بشكل خاص في العالم الإيراني القديم، حيث شكّلت سمة مفضلة في الطقوس والولائم. افتتن اليونانيون باكراً بهذه الفنون وتأثّروا بها، كما شهد شيخ المؤرخين الإغريق، هيرودوت، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وعمدوا إلى صناعة أوان مشابهة مزجت بين تقاليدهم وتقاليد أعدائهم، كما تشهد مجموعة كبيرة من القطع الفنية الإرثية.

من ناحية أخرى، دخلت هذه التقاليد العالم الشرقي الواسع، وبلغت ساحل الخليج العربي، حيث ساهمت في ولادة تقاليد فنية جديدة حملت طابعاً محلياً خاصاً. تجلّى هذا الطابع في ميدان الفنون الجنائزية بنوع خاص، كما تظهر هذه المجموعة من الأواني التي خرجت كلها من مقابر جمعت بين تقاليد متعدّدة. استخدمت هذه الأواني في شعائر طقسية جنائزية خاصة بالتأكيد، غير أن معالم هذه الشعائر المأتمية تبقى غامضة في غياب أي نصوص كتابية خاصة بها.