«الشارقة الثقافية»: ابن طفيل معلم العلماء

«الشارقة الثقافية»: ابن طفيل معلم العلماء
TT

«الشارقة الثقافية»: ابن طفيل معلم العلماء

«الشارقة الثقافية»: ابن طفيل معلم العلماء

صدر العدد 87، لشهر يناير (كانون الثاني) 2024، من مجلة «الشارقة الثقافية»، عن دائرة الثقافة بالشارقة، وتناولت افتتاحيتها مسارات الشعر العربي والحفاظ على اللغة، مشيرة إلى أن التجارب الحديثة في القصيدة العربية «شقّت مساراً عميقاً في حركة الشعر العربي، من حيث التجديد واستخدام الصور المجرّدة واقتحام عوالم جديدة».

وفي تفاصيل العدد، كتب يقظان مصطفى عن ابن طفيل (معلم العلماء) وصاحب نظرية المعرفة، وتوقّف وليد رمضان عند صاحب كتاب «تاريخ الإسلام» رينهارت دوزي، وهو من رواد الاستشراق في هولندا، في حين رصد عمر إبراهيم محمد تاريخ مدينة الإسماعيلية، التي تُعدّ بوابة مصر الشرقية، وقد ارتبط ميلادها الجديد باسم خديوي مصر. أما محمد حسين طلبي فاستعرض ملامح العراقة والإبداع في مدينة سوق أهراس، التي تُعدّ عاصمة لأقدم مملكة أمازيغية في الشرق الجزائري.

وفي باب «أدب وأدباء»، كتب صلاح الشهاوي عن عباس العقاد بصفته شاعراً، وتوقّف بول شاوول عند قامتين شاهقتين في الأدب الروسي هما دوستويفسكي وتولستوي، وقرأ محمد إسماعيل سيرة الكاتب سعيد حورانية، الذي يُعدّ من مؤسسي فن القصة القصيرة في سوريا، واحتفى محمد الشحات بتجربة القاصّ المصري عبده جبير، وحاورت الدكتورة جيهان إلياس الروائية السودانية زينب بليل، وكتبت اعتدال عثمان عن لطيفة الزيات، وتابعت الدكتورة أميمة أحمد فعاليات معرض الجزائر للكتاب، في حين حاور محمد زين العابدين الدكتور أحمد بلبولة الذي رأى أن اللغة العربية تزدهر بأدبها، وسلَّط أحمد أبو زيد الضوء على الحياة العلمية والفكرية للمستشرقة النرويجية صوفي رولد، في حين قدمت قمر صبري جاسم إطلالة على مسيرة الشاعر آدم فتحي، بينما توقف عبد النبي عبادي عند تجربة الشاعر أحمد حافظ، وكتبت عبير محمد عن عيسى الناعوري.

ونشر ياسين عدنان متابعة لفعاليات الدورة الأولى من «ملتقى الشعر الأفريقي» الذي أقامه بيت الشعر في تطوان، وقدم محمد جمال المغربي قراءة في رواية «الهاربون والمجتمع الأخضر» للروائي مجدي يونس، وكتب هاني بكري المجموعة القصصية «دعبول شقلبان» للكاتب عبد الإله، وأخيراً حاور حاتم عبد الهادي السيد، الشاعر محمود حسن عبد التواب.

ونقرأ، في باب «فن. وتر. ريشة»، الموضوعات التالية: «أهمية المسرح في حياتنا» للدكتور محمد صابر عرب، و«سلطان يفتتح مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي» لعبد العليم حريص، و«سياقات الحنين والعزلة والبيت المليئة بالضجر والأسئلة التشكيلية» لمحمد العامري، و«وضاح السيد... رحلة بحث في أعماق اللون» لرفاه هلال حبيب، و«محمد بن عطية... يعتمد على بوح الصورة» لأسامة عسل، و«ما الذي حدث (شرق بوخارست)... فيلم نال عدة جوائز عالمية» لمحمد سيد أحمد.

ومن المقالات الأخرى: «ابن خرداذبة... أبو الجغرافيا العربية» للدكتورة نادية هشام عدلي، و«الإعلام الثقافي» لمنال محمد يوسف، و«الشعر... والمرأة» لعادل خزام، و«توصيات بلا أطروحة» لسعيد يقطين، و«محمد المويلحي... من أعلام الأدب والصحافة» لحاتم السروي، و«الذائقة الأدبية» لسلوى عباس، و«الكتابة... بين الإلهام والإبداع» للأمير كمال فرج، و«القلق... والكتابة» بقلم أنيسة عبود، و«النص الشعري الورقي» للدكتور محمد محمد عيسى، و«استذكار التجديد النقدي المبكر» للدكتور حاتم الصكر، و«سر الكتابة الشعرية» لرعد أمان، وغيرها.

وضمّ العدد أيضاً مجموعة من القصص القصيرة؛ ومنها: حسناء عبد الحميد «حالة خاصة»، وسمير حكيم «زيارة مفاجئة»، وهشام أزكيض «من أجلك».


مقالات ذات صلة

سيّدتا الحجر تحافظان على سرّ هويتهما الفنية

ثقافة وفنون تمثالان من متحف البحرين الوطني بالمنامة (مقبرة الحجر الأثرية)

سيّدتا الحجر تحافظان على سرّ هويتهما الفنية

كشف أثري بمقبرة في بلدة بالبحرين، تم العثور فيها على تمثالين أنثويين في مدفن فارغ من أي عظام بشرية، ويتميّزان بأسلوب فني فريد من نوعه.

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون «أمشي ويصل غيري»... سامح محجوب يستعيد جماليات قصيدة التفعيلة

«أمشي ويصل غيري»... سامح محجوب يستعيد جماليات قصيدة التفعيلة

ديوان جديد للشاعر المصري سامح محجوب يستعيد من خلال أجوائه جماليات قصيدة التفعيلة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون دراسة عن «قصيدة النثر» العابرة

دراسة عن «قصيدة النثر» العابرة

صدر حديثاً عن «دار غيداء للنشر والتوزيع» في عمان بالأردن كتاب «قصيدة النثر العابرة دراسة في مطولات منصف الوهايبي وقصائد أخر» للدكتورة نادية هناوي.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
ثقافة وفنون «كباب» لأمل دنقل وتوضيح من نزار قباني وغزليات لميعة عمارة

«كباب» لأمل دنقل وتوضيح من نزار قباني وغزليات لميعة عمارة

عن دار «سطور» للنشر والتوزيع في بغداد، صدر مؤخراً كتاب جديد للكاتب والإعلامي السعودي محمد رضا نصر الله، بعنوان: «أصوات في الأدب والفكر والاجتماع».

ميرزا الخويلدي (الدمام)
ثقافة وفنون تركي آل الشيخ

«تشيللو» تلهم آل الشيخ فكرة مشروع «جائزة القلم الذهبي»

شهد شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1994 حدثاً مهماً ذا صلة بالسيرة الإبداعية لكاتب الرعب والإثارة الأميركي الشهير ستيفن كِينغ.

د. مبارك الخالدي

زاهر الغافري... «لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت»

زاهر الغافري... «لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت»
TT

زاهر الغافري... «لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت»

زاهر الغافري... «لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت»

لا تزال تداعيات الرحيل الصادم للشاعر العماني البارز زاهر الغافري، تتفاعل في أروقة المثقفين العرب وعبر منصات التواصل الاجتماعي، منذ أن غيبه الموت في مستشفى بالمدينة السويدية مالمو أمس (السبت)، مخلفاً وراءه إرثاً إبداعياً متفرداً عبر 12 ديواناً شعرياً تُرجم كثير منها إلى لغات عدة منها الإنجليزية والإسبانية والصينية. ولد الغافري 1956 وتخرج في قسم الفلسفة بجامعة «محمد الخامس» بالرباط وعاش حياته عاشقاً للسفر والترحال، كأن الحياة امرأة جميلة يراقصها، ومن أجلها يتنقل من بلد لآخر، حيث طاب له المقام في المغرب والعراق وباريس ولندن، قبل أن تصبح السويد محطته الأخيرة.

ورغم تعدد الجغرافيا والأمكنة في خريطة العمر، فإن قريته «سرور» بسلطنة عمان، ظلت بمثابة شجرة وارفة الظلال يعود إليها بين الحين والآخر، ملتمساً عبق الذكريات ورائحة الجذور. ومن أبزر أعماله: «أظلاف بيضاء»، و«الصمت يأتي للاعتراف»، و«أزهار في بئر»، و«حياة واحدة، سلالم كثيرة»، و«هذيان نابليون»، و«مدينة آدم». وبدا لافتاً هذا الكم من القصائد التي تشي بأن الموت والرحيل تحولا إلى هاجس يطارد الشاعر في سنواته الأخيرة، نتيجة مرض تليف الكبد الذي عانى منه بقسوة، لكنه هاجس ظل ينطوي على «جمال منتظر»، كما في قوله: «لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت / فنسمع من يقول: انظر كيف تقفز الأسماك من عيونهم / هكذا ننحني لغصن الموت». ويقول في قصيدة أخرى: «ميتٌ في السرير لكنني أرى / لهذا سأتركُ لكم الشعرَ / يكفيني أن أرى تلويحة اليد من أعلى السحابة». ويتساءل في نص ثالث: «هل كان ينبغي أن تمضي كل تلك السنوات / كي أكتشف أنني صيحةٌ عائدة من الموت؟».

وتدفقت منشورات الرثاء واستعادة الذكريات لمبدعين ومثقفين من مختلف الأجيال والبلدان، وقعوا في غرام شاعر أخلص للشعر وحب الحياة، وزهد في الأضواء والصراعات الصغيرة.

وقال الشاعر العماني إبراهيم سعيد إن «زاهر تعامل مع الموت بطريقة شعرية تصعيدية للحدث القادم آنذاك، والذي نعرف الآن أنه هذا اليوم الحزين، وداعاً زاهر الغافري بكل الأناقة التي ودعت ولوحت بها طوال سنوات عمرك الأخيرة وصبرك، وتحملك لألم المرض الذي ظل يلاصق أيامك، والذي كنت تحتال عليه وتراوغه بأسلوبك الفريد...». وعلق الكاتب المصري مهدي مصطفى: «منذ أسابيع تهاتفنا عبر الفضاء الشاسع. صوته الضاحك المفرح يجيء من بعيد كأنه يودعني. لتعد يا زاهر إلى حضن قريتك سرور في عمان، كن طائراً في سماوات قريبة كما اعتدت».

ويستعيد القاص والروائي العراقي المقيم في الدنمارك سلام إبراهيم، بداية قربه الإنساني من الشاعر الراحل قائلاً: «في أمسية أدبية بمدينة مالمو وقع نظري عليه أول مرة. كان ذلك في منتصف تسعينات القرن الماضي. كان يجلس في الصف الأول بوجهه الأسمر كأنه رغيف خبزٍ تعطل قليلاً في التنور، يحملق بعينين ذكيتين متابعاً، وأنا أقدم صديقي المسرحي د. فاضل سوداني ليحاضر عن طقوس المسرح. في الجلسة التي أعقبت المحاضرة أقبل نحوي وعانقني، لم يقدم نفسه، فبقيت حائراً بمَ أناديه، وخاض معي حديثاً متشعباً وغنياً عن الأدب والعراق ونصوصي التي أنشرها في الصحافة العربية». ويضيف إبراهيم قائلاً: «كانت الجلسة محتدمة وبها خليط من مثقفي ومبدعي العراق، وكان (زاهر) شديد الحماس، شديد الإنصات، ظننت أنه عراقي بالرغم من أن لهجته فيها إيقاع لهجة أخرى، لكن ما يرتسم في تقاسيمه السمراء الناصعة كماسةٍ من انفعالات متوهجة، وما يصيب نبرة صوته من تهدج كلما سمع اسم العراق جعلني أتيقن بأنه عراقي».

ويتوجه الكاتب العماني أحمد العلوي إلى الراحل برسالة مؤثرة قائلاً: «أهو بياض الثلج الذي يبعد بحر عمان عنك؟ أم أن مالمو عصية على هتاف البحر لك؟ صورتك أمام الأزرق في عُمان تتجذر في أعيننا، حين يوافيك الحظ، ويعتقك البياض من قيد المسافة، وتأتي كموجة تناثرت هباتها على الشاطئ الذي تلتقط صوراً لك أمامه، وتكتب (من أمام بحر عُمان العظيم) كأنك بها وحدها تؤصّل جذورك في الماء».