«الأديب الثقافية» تعالج «إشكاليات المرأة المواطنة العراقية»

«الأديب الثقافية» تعالج «إشكاليات المرأة المواطنة العراقية»
TT

«الأديب الثقافية» تعالج «إشكاليات المرأة المواطنة العراقية»

«الأديب الثقافية» تعالج «إشكاليات المرأة المواطنة العراقية»

صدر العدد الثامن من مجلة «الأديب الثقافية»، وهي «مجلة ثقافية - تعنى بقضايا الحداثة والحداثة البعدية»، يرأس تحريرها الكاتب العراقي عباس عبد جاسم، وقد زيّنت الغلاف لوحة للفنانة الكردية روناك عزيز.

كما تضمّن العدد الإعلان عن تأسيس «هيئة استشارية للمجلة»، تتألف من نقاد وأكاديميين عراقيين وعرب، وهم: الدكتورة آمال قرامي، والدكتورة بشرى موسى صالح، والدكتور حميد لحمداني، والدكتورة درية كمال فرحات، والدكتور حاتم الصكر، والدكتور عبد الغني بارة، والدكتور علي جعفر العلاق، والدكتور عبد العظيم السلطاني، والدكتور سلمان كاصد، والدكتور صبيح كلش، والدكتور فاضل عبود التميمي، والدكتور فيصل غازي النعيمي، والدكتور كامل فرحان صالح، والدكتور نبيل سليمان والدكتور يوسف إسكندر.

كتب رئيس التحرير افتتاحية العدد بعنوان «إشكالية تحرير التاريخ من الآيديولوجيات الرثة»، وتضمن حقل «بحوث»: «هجنة الهوية وتذويت الآخر في السرد الروائي العراقي» للدكتورة نوافل يونس الحمداني، و«مواضعات التصنيف الإجناسي في الرواية العربية» للدكتور قيس عمر، و«تطريزات الثعلب أو شعرية النقص» للدكتور رشيد هارون.

وفي حقل «حوار» قدّم المترجم والكاتب المغربي عبد الرحيم نور الدين ترجمة لحوار مع الفيلسوف الفرنسي أندريه كونت سبونفيل، حاوره: ميكاييل ابكار وماري روك.

وجاء ملف العدد بعنوان «إشكاليات المرأة المواطنة العراقية»، وقد أسهمت فيه مجموعة من الكاتبات والكتاب الأكاديميين العراقيين: الدكتورة أسماء جميل رشيد، والدكتور فائز الشرع، والدكتورة ابتسام إسماعيل قادر، والدكتورة عالية خليل إبراهيم، والدكتور فيصل غازي النعيمي، والدكتور بشار إحسان يحيى، والدكتورة زينة حمزة شاكر، والدكتورة إنصاف سلمان علوان، والدكتورة هاجر سالم الأحمد وعباس عبد جاسم.

ونقرأ في باب «نصوص»: «نظرية الفوضى – دنيا ميخائيل/ مساء الفل – سعد الدين شاهين/ ليليات الفلك – رعد فاضل/ يد واحدة تكفي – علي نوير/ كأي كائن سواء كان قادماً من الحرب أو آيباً من الصباح – حميد حسن جعفر/ كان بثاً مباشراً – انمار مردان/ قصة من الأدب السرياني: حتى الموتى... يتكلمون – بطرس نباتي».

وتضمن العدد «قصائد مختارة» للشاعر العراقي فاضل السلطاني، ودراسة عنها بعنوان «شعرية الغياب وهواجس الذات» للناقد علي حسن الفوّاز.

وفي حقل «تشكيل»، قدّم التشكيلي ماجد السنجري قراءة بعنوان «الفنانة روناك عزيز بين جدلية المعنى وأزلية الجسد».

وفي باب «مناقشات» كتب الدكتور ضياء خضير مقالة بعنوان «شيء عن الحداثة، والحداثة البعدية»؛ ناقش فيها هوية مجلة «الأديب الثقافية»، وجاء «رد» عباس عبد جاسم بعنوان «نهاية الحداثة - بداية الحداثة البعدية»، حيث قام فيها بتعليل المنطق الداخلي لـ«العنوان الفرعي الجانبي» لمجلة «الأديب الثقافية».



رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري... الراسخ في «مقدمة ابن خلدون»

يُعد الدكتور محمد جابر الأنصاري أحد أهم رواد الحركة الفكرية والثقافية في البحرين والخليج عموماً (الشرق الأوسط)
يُعد الدكتور محمد جابر الأنصاري أحد أهم رواد الحركة الفكرية والثقافية في البحرين والخليج عموماً (الشرق الأوسط)
TT

رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري... الراسخ في «مقدمة ابن خلدون»

يُعد الدكتور محمد جابر الأنصاري أحد أهم رواد الحركة الفكرية والثقافية في البحرين والخليج عموماً (الشرق الأوسط)
يُعد الدكتور محمد جابر الأنصاري أحد أهم رواد الحركة الفكرية والثقافية في البحرين والخليج عموماً (الشرق الأوسط)

فقدت البحرين ودول الخليج العربية، اليوم الخميس، المفكر البحريني الكبير الدكتور محمد جابر الأنصاري، مستشارَ ملك البحرين للشؤون الثقافية والعلمية، أستاذ دراسات الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الخليج العربي، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والعلمي.

يُعدُّ الدكتور محمد جابر الأنصاري أحد أهم رواد الحركة الفكرية والثقافية في البحرين، والخليج عموماً، وباحثاً مرموقاً في دراسات ونقد الفكر العربي، وقدَّم إسهامات نوعية في مجالات الفكر، والأدب، والثقافة. وتميزت أعماله «باتساق الرؤية الفكرية في إطار مشروع نقدي للفكر العربي السائد تطلعاً إلى تجديد المشروع النهضوي، كما تميزت رؤيته الفكرية بالتشخيص العيني للواقع العربي في أبعاده السياسية والاجتماعية والحضارية في حقلَي التراث العربي الإسلامي وفكر عصر النهضة».

المفكر البحريني الكبير الدكتور محمد جابر الأنصاري (الشرق الأوسط)

الأنصاري وابن خلدون

كتبُه تكشف عن مشروع فكري عربي، فقد كتب عن «تحولات الفكر والسياسة في الشرق العربي 1930-1970»، و«العالم والعرب سنة 2000»، و«لمحات من الخليج العربي»، و«الحساسية المغربية والثقافة المشرقية»، و«التفاعل الثقافي بين المغرب والمشرق»، و«تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها»، و«رؤية قرآنية للمتغيرات الدولية وشواغل الفكر بين الإسلام والعصر».

كما أصدر كتاباً بعنوان «انتحار المثقفين العرب وقضايا راهنة في الثقافة العربية»، و«الفكر العربي وصراع الأضداد»، و«التأزم السياسي عند العرب وسوسيولوجيا الإسلام، لماذا يخشى الإسلاميون علم الاجتماع»، وكذلك «التأزم السياسي عند العرب وسوسيولوجيا الإسلام، مكونات الحالة المزمنة»، وكتاب «تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القطرية: مدخل إلى إعادة فهم الواقع العربي»، وكتابه المهمّ «العرب والسياسة: أين الخلل؟ جذر العطل العميق»، وكتاب «مساءلة الهزيمة، جديد العقل العربي بين صدمة 1967 ومنعطف الألفية»، وكتابه «الناصرية بمنظور نقدي، أي دروس للمستقبل؟»، وكتاب «لقاء التاريخ بالعصر، دعوة لبذر الخلدونية بأبعادها المعاصرة في وعي الشعب تأسيساً لثقافة العقل».

وعند المرور بابن خلدون، تجدر الإشارة إلى أن الدكتور الأنصاري كان أحد أهم الدارسين لتراث ابن خلدون ومتأثراً به إلى حد لا يخلو من مبالغة، وهو القائل في كتابه «لقاء التاريخ بالعصر»: «كل عربي لن يتجاوز مرحلة الأمية الحضارية المتعلقة بجوهر فهمه لحقيقة أمته... إلا بعد أن يقرأ مراراً مقدمة ابن خلدون! (ص 63)».

في هذا الكتاب، كما في كتاب «تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها»، يستعيد الأنصاري فكر ابن خلدون داعياً لتحويله إلى منهج للمثقفين العرب، مركّزاً بنحو خاص على تميّز ابن خلدون في الدعوة لثقافة نثر تتجاوز لغة الشعر، داعياً لإيجاد نثر عقلاني يتجاوز مفهوم الخطابة.

ويقول في كتابه «تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها»: «مطلوب - إذن - علم اجتماع عربي إسلامي مستمد من واقع تاريخنا؛ لفهم التاريخ ومحاولة إعادته للخط السليم... ومطلوب قبل ذلك شجاعة الكشف عن حقيقة الذات الجماعية العربية في واقعها التاريخي الاجتماعي بلا رتوش... بلا مكياج... بلا أقنعة... وبلا أوهام تعظيمية للذات».

كتابه «لقاء التاريخ بالعصر، دعوة لبذر الخلدونية بأبعادها المعاصرة في وعي الشعب تأسيساً لثقافة العقل» طبعة (المؤسسة العربية للدراسات والنشر)، رغم حجمه الصغير (120 صفحة) وكونه عبارة عن مجموعة مقالات جمعها المؤلف، لكنه يقدم صورة نقدية تدعو لتحرر الرؤية من الماضي وتأسيس ثقافة عربية تعتمد منهج ابن خلدون في مقاربته للتاريخ، وخاصة تجاوزه «الفهم الرومانسي العجائبي، الذي ما زال يطبع العقلية العربية»، هذه المقاربة توضح أن «إطار العقلية الخلدونية يعني اكتساب قدرة أفضل على فهم العالم الجديد، الذي لم يتكيف العرب معه بعد، فما زالوا يتعاملون، كارثياً، مع واقع العالم شعراً»، وهي «دعوة إلى إعادة التوازن في ثقافتنا بين الوجدان والعقل، حيث لم تعدم العربية نثراً فكرياً راقياً تعد (مقدمة ابن خلدون) من أبرز نماذجه، إلى جانب كتابات الجاحظ والتوحيدي والفارابي وابن طفيل وابن حزم».

سيرة

وُلد الأنصاري، في البحرين عام 1939؛ درس في الجامعة الأمريكية ببيروت وحصل فيها على درجة البكالوريوس في الأدب العربي عام 1963، ودبلوم في التربية عام 1963، وماجستير في الأدب الأندلسي عام 1966، ودكتوراه في الفكر العربي والإسلامي الحديث والمعاصر سنة 1979. كما حضر دورة الدراسات العليا في جامعة كامبريدج عام 1971، وحصل على شهادة في الثقافة واللغة الفرنسية من جامعة السوربون الفرنسية سنة 1982.

في عام 2019، داهمه المرض العضال الذي منعه من مواصلة إنتاجه الفكري، ليرحل، اليوم، بعد مسيرة عامرة بالعطاء، وزاخرة بالدراسات المهمة التي أثرى بها المكتبة العربية.