شاشة الناقد: الجاسوسية

«رقم 24» (أس أف نورج)
«رقم 24» (أس أف نورج)
TT

شاشة الناقد: الجاسوسية

«رقم 24» (أس أف نورج)
«رقم 24» (أس أف نورج)

Nr24

★★★

* إخراج: جون أندرياس أندرسُن

* فنلندا | دراما (2024)

بطل المقاومة الفنلندي

‫«ما هو أهم من الصحَّة، الحريَّة والسلام»، يقول غونار سونستيبي في أحد مشاهد الفيلم عندما بدأ نشاطه في المقاومة ضد الاحتلال النازي. يعمد هذا الفيلم ‬إلى سردٍ أمين للأحداث التي يختارها، وهو يختارها على علمٍ بكيفية تنفيذ عمل مشوِّق على الرغم من أن النوع نفسه (بطولات مقاومين ضد النازية) ليس جديداً على الشاشة.

سونستيبي (يؤديه سيور ڤاتني برين شابّاً وإريك رڤيو عجوزاً) كان أحد أهم المطلوبين من قِبل الـ«غيستابو» في فنلندا التي احتُلَّت سنة 1940، في شهرين. كان يُجيد التزوير (طبع نحو 30 هوية بأسماء مختلفة لنفسه) وتفادي القبض عليه. نراه في مطلع الفيلم يُلقي محاضرة لجمهور مختلط من فنلنديين شبان وشابات يسرد فيها قصَّة حياته. يقطع الفيلم منه ويعود إليه بعد كل فصل نراه فيه شاباً يشترك، ومن ثَمّ يقود المقاومة ضد النازية إلى أن تحرَّرت البلاد في 1944.

أمانة الفيلم للأحداث مُتاحة بمراجعة كُتبٍ ومصادر، وسونستيبي (الذي رحل سنة 2012) تلقَّى نياشين وشهادات وجوائز عن دوره في تلك الحقبة. رغم حوارات وبعض المشاهد التي تستجيب لدواعي استمرارية الحركة (مثل نجاة سونستيبي من رصاص رشاش من على مسافة قريبة)، فإن العمل ككل يبقى واقعياً. مصوَّر بلون بني بات مُعتاداً في أفلام تتناول تلك الفترة. إلى جانب أن الفيلم يُبرِّر المقاومة فإنه يطرح السؤال حول قتلها للمتعاونين مع الاحتلال ولو إنه سؤال لا يبحث فعلياً عن جواب.

* عروض تجارية.

Back to Action

* سث غوردون | Seth Gordon

*‫ الولايات المتحدة | أكشن ‬(2025)

كاميرون دَياز تعود جاسوسة

‫مع مقدِّمة من المعارك ومشاهد الخطر التي تشبه تلك التي تتقدم كل فيلم من أفلام جيمس بوند، ينطلق المخرج سث غوردون جيداً إلى أن يحين الوقت الذي عليه أن يفتح الجعبة لإضافة عنصرٍ ذي قيمة على صعيد الحكاية أو معالجتها، لكن شيئاً كهذا لا يحدث ويستمر الفيلم في الجمع بين «الأكشن» والكوميديا مثل شارع ذي اتجاهين. ‬

كاميرون دَياز في «العودة إلى الميدان» (نتفليكس)

في الواقع، تستطيع أن تُدرِك ما سيقع قبل وقوعه. مات (جاسي فوكس) وزوجته إيميلي (كاميرون دَياز في عودة حميدة) جاسوسان يعملان لصالح المخابرات الأميركية يبدأ الفيلم بهما وهما يسرقان خزنة تحتوي على صندوق أسود، من يستحوذ عليه يمتلك قدرة على الإضرار بالولايات المتحدة. ينجوان من مطارديهما ويستقلان طائرة خاصَّة للعودة من أوروبا إلى أميركا بيد أن الطائرة هي فخٌّ نصبه الأعداء، وهناك معركة يدوية جيدة داخلها (أعجبني مشهد حمل فوكس أحد الرجال وضرب رأسه في سقف الطائرة). هذا الفصل ينتهي بسقوط الطائرة وانزلاقها فوق ثلوج جبلٍ والقفز منها بمظلة واحدة لشخصين.

كل ما سبق، يُعلن أن الفيلم حدث قبل 15 سنة. الآن فوكس ودَياز لديهما عائلة صغيرة (صبي وفتاة) وقد تركا مهنة التَّجسس ومخاطرها، لكن أي نصف نبيه سيدرك أن المهنة لم تتركهما، وسيجدان نفسيهما يدافعان عن حياتهما وحياة ولديهما أيضاً ويعودان إلى العمل. منذ تلك اللحظة التي تنتقل بنا إلى الحاضر، الفيلم لم يعد أكثر من منوالٍ سائدٍ في أفلام تبحث عن جديد ولا تجده. الكوميديا التي يُطلقها حوارية عن اختلاف الأجيال مع مشاهد قتال ومطاردات متوالية.

* عروض تجارية.

في الصالات

* I‪’‬m Still Here ★★★

- دراما تُصيب أكثر مما تُخيب حول اعتقال سياسي برازيلي سابق واختفائه. تسعى الزوجة (فرناندا توريز) للبحث عنه. إخراج والتر سالِس عن واقعة حقيقية.

* Love Hurts ★★

- أكشن وكوميديا على طريقة جاكي شان بطلها كي هوي كوان الذي كان يعيش سعيداً إلى أن وجد الماضي العنيف يعود إلى حياته. لا يتجاوز الفيلم مستوى الترفيه.

* Alarum ★

- يحاول المخرج مايكل بوليش منح هذا التشويق بعض القيمة البصرية في فيلم يجمع بين سكوت إيستوود (ابن كلينت) وسيلفستر ستالون بوصفهما قاتلين يكتشفان أنهما في خطر.

* Companion ★★

- تشويقٌ مع لمسة من الخيال العلمي عن المرأة (صوفي ثاتشر) التي تُشكِّل خطراً على من تحب. شيء من «ترميناتور» الذي ما زال أجدى.

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


مقالات ذات صلة

المخرج عمرو سلامة يجدد أزمة انتقاد رموز الفن المصري

يوميات الشرق إسماعيل ياسين ونجله الراحل ياسين (الشرق الأوسط)

المخرج عمرو سلامة يجدد أزمة انتقاد رموز الفن المصري

جدّد حديث المخرج المصري عمرو سلامة عن الفنان المصري الراحل إسماعيل ياسين خلال حضوره ضيفاً على «ليك لوك 3» أزمة انتقاد رموز الفن المصري.

داليا ماهر (القاهرة )
سينما «طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان».

محمد رُضا (لندن)
سينما «المستعمرة» (ماد سوليوشن)

شاشة الناقد: المستعمرة

بعد بداية تُثير القلق حول مستوى الفيلم، تتبدَّى الخيوط على نحوٍ أوضح يقود المخرج الجديد محمد رشاد فيلمه صوب نتائج فنية ملائمة لما يريد الحديث فيه وكيف.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)

«ليالي روكسي»... حكايةُ ولادة أول فيلم سينمائي سوري

للمسلسل مزاجه، وقد يراه البعض بطيئاً ومملاً. لا تتسارع الأحداث ولا تتزاحم المفاجآت، بقدر ما يتمهَّل برسم ملامح زمن ساحر تلفحه ذكريات الأوقات الحلوة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق إيفان فوند خلال تسلمه الجائزة على المسرح في برلين (إدارة المهرجان)

المخرج الأرجنتيني إيفان فوند: السينما مساحة للتجربة والدهشة

وصف المخرج الأرجنتيني، إيفان فوند، «السينما بأنها مساحة للتجربة والدهشة تعيدنا إلى الطفولة».

أحمد عدلي (القاهرة)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)
«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)
TT

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)
«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان». من «ڤينيسيا» الإيطالي إلى «كان» الفرنسي، ومن «مهرجانات البحر الأحمر» و«مراكش» و«القاهرة» و«قرطاج» إلى مهرجانات «كارلوڤي ڤاري» و«لوكارنو» و«نيويورك» و«سان فرنسيسكو» وألوف سواها من بينها عشرات لا بدّ من متابعتها وحضورها.

«كان» يبقى وسطها أفقياً وفي المقدّمة عمودياً. الحدث الذي يسعى إليه أولاً كل منتج ومخرج. بالتالي تجد أهم الأفلام المنتجة عالمياً سبيلها للعرض على شاشات هذا الحدث الكبير. في حفل الأوسكار الأخير 9 أفلام عُرِضت في «كان» 2024 بينها ما فاز بجوائز ذلك المحفل الأميركي.

هذا العام بدأت الأفلام الجديدة تحوم حول الدورة الـ78 المقبلة. بعضها صار جاهزاً وبعضها الآخر ما زال في مراحل ما بعد التَّصوير. التالي 12 فيلماً من بين نحو 40 فيلماً يتنافس «كان» و«ڤينيسيا» على استقطابها.

Calle Malaga -1

هذا هو الفيلم الجديد للمخرجة المغربية مريم توزاني التي كانت شاركت سنة 2022 بفيلمها الجيد «القفطان الأزرق». يدور «شارع مالاغا» حول امرأة تعيش في طنجة وترفض محاولات ابنتها لبيع المنزل والانتقال إلى مدينة أخرى، وعندما تبيع الابنة أثاث البيت تبحث الأم عن المشتري لتستعيده.

المخرجة السعودية هيفاء المنصور

Unidentified-2

‫فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور الجديد؛ «مجهولة الهوية» هو حكاية لغزية بوليسية حول جثة امرأة وُجِدت في منطقة غير مأهولة من دون هوية. عرضت هيفاء المنصور أفلامها السابقة (بدءاً من «وجدة» سنة 2012) في مهرجان «ڤينيسيا»، بيد أن هناك مصادر تُعزِّز احتمال انتقالها إلى المهرجان الفرنسي هذه المرّة.‬

The Avenging Silence-3

الفيلم الأول للمخرج الدنماركي نيكولاس ويندينج ريفين منذ 2016 عندما شارك في فيلمه «The Neon Demon»، أعلن حينها عن هذا الفيلم، بيد أنه انشغل في مشروعات أخرى، ومن ثمَّ باشر بتصويره في خريف العام الماضي.

The Way of the Wind-4

‫ترينس مالك هو أحد أفضل فناني السينما في هذا العصر، وسبق له أن خطف السعفة الذهبية من دورة 2011. لا يُعبِّر عنوانه عن فحواه، بيد أن حكايته تدور حول السيد المسيح. باشر المخرج تصوير هذا الفيلم سنة 2019 واحتوى على 3 آلاف ساعة تصوير قبل دخوله التوليف منذ عام ونصف العام، ‬مع علي سليمان وبن كينغسلي وآخرين.

Die‪,‬ My Love-5

المخرجة لين رامزي من زبائن مهرجان «كان» منذ أن قدّمت أفلامها القصيرة، مثل «Small Deaths» و«Gasman» في التسعينيات. وانتقلت في عام 1999 إلى الأفلام الروائية الطويلة مع فيلم «Ratcatcher»، الذي عرضته في قسم «نظرة ما». منذ ذلك الحين تَعرِضُ أفلامها، على تباعد مسافاتها الزمنية، في المهرجان الفرنسي.

‫ The Chronology of Water-6‬

كريستين ستيوارت من الوجوه التي يُحبها «كان»، وسبق لها أن حضرته مرات عدّة بصفتها ممثلة. ستسعى هذه المرّة إلى الحضور مخرجة و«التَّسلسل الزمني للماء» هو أول عمل لها في هذا الاتجاه ومقتبس عن مذكَّرات الكاتبة اليهودية ليديا يوكنافيتش وعمّا تعرضت إليه من اعتداءات جنسية من والدها. موضوعٌ حساسٌ، ولطالما رحَّب «كان» بالموضوعات الصعبة.

Eleanor the Great-7

مثل كريستين ستيوارت تُقدِم سكارلت جوهانسون على الانتقال لأول مرّة، من أمام الكاميرا إلى خلفها. يسرد «إليانور العظيمة» حياة امرأة مات صديقها الأقرب إليها. تحاول التعايش مع فقدان من تحب إلى أن تجد بديلاً.

توم هانكس في «الخطة الفينيقية» (أميركان إمبريكال بيكتشرز)

The Phoenician Scheme-8

المخرج ويس أندرسن زبون دائم للمهرجان، وفيلمه الجديد «الخطة الفينيقية» هو آخر أعماله التي ستدخل المسابقة بلا ريب. وصف الفيلم بأنه كوميديا، وكتبه المخرج مع السيناريست رومان كوبولا (ابن فرنسيس). أما الممثلون فهم كثيرون من بينهم توم هانكس، وريز أحمد، وجيفري رايت، وهوب ديڤيز، وبنثيو دل تورو.

One Battle After Another-9

أندرسن آخر ليس غريباً عن «كان» والمهرجانات الكبرى هو، ربول توماس أندرسون. المخرج الذي قدّم، فيما قدّم، تحفته «سيكون هناك دم» (There Will Be Blood). الفيلم الجديد مختلف، فهو الأعلى تكلفة بين كلِّ أعماله (140 مليون دولار). إذا انتهى توليفه في الوقت المناسب فسيذهب إلى «كان» وإن لم ينتهِ فموعده «ڤينيسيا».

Dracula‪:‬ A Love Story-10

المخرج الفرنسي لوك بيسون يقف على مسافة بعيدة من النُّقاد الفرنسيين الذين يُعيبون عليه تحقيقه أفلاماً أميركية باللغة الفرنسية تبعاً لتأثُّره بالنمط الهوليوودي من العمل. هذه المرّة وعبر فيلمه الجديد «دراكولا: قصة حب»، يُبدي استعداده لدخول «كان»، وفي المقابل أبدت إدارة المهرجان استعداها المبدئي. الاعتقاد السائد أن الفيلم سيُعرض رسمياً خارج المسابقة.

The Stories-11

المخرج المصري أبو بكر شوقي ليس غريباً عن «كان»؛ إذ سبق له أن قدّم باكورة أعماله قبل 7 أعوام تحت عنوان «يوم الدين»، وحصد حينها إعجاباً كبيراً بين النقاد. الفيلم الجديد يدور حول كاتبي رواية مصري ونمساوية، اعتادا على التواصل بالمراسلة منذ 1967 حتى آخر الثمانينات.

Rosebush Pruning-12

‫جال المخرج البرازيلي كريم عينوز (من أصول جزائرية) المهرجانات الرئيسية الثلاثة وقطف بعض الحصاد. هذه المرَّة يختار «كان» لعرض جديدِهِ «جذب شحيرات الورد»، الذي اقتبسه عن فيلم إيطالي قديم هو (Fists in the Poxket) «القبضات في الجيب» لماركو بيلوكيو (1965).‬