شاشة الناقد: «قوّة» يطرح موضوع البوليس الأميركي اليوم

 كريستوفر ريف كـ «سوبرمان» (وورنر)
كريستوفر ريف كـ «سوبرمان» (وورنر)
TT

شاشة الناقد: «قوّة» يطرح موضوع البوليس الأميركي اليوم

 كريستوفر ريف كـ «سوبرمان» (وورنر)
كريستوفر ريف كـ «سوبرمان» (وورنر)

ثلاثة أفلام تسجيلية/ وثائقية عن ممثل وبوليس وإضراب. اثنان منها عرضهما مهرجان صندانس والثالث استعادة

‪Super/Man: The Christopher Reeve Story‬ ★★★★

إخراج: إيان بونوت وبيتر أتتغي | الولايات المتحدة | 2024‫ ‬

ما زالت المأساة التي تعرّض إليها الممثل كريستوفر ريڤ ماثلة؛ فهي لم تقع منذ زمن غابر. ففي عام 1995 سقط عن حصانه المنطلق وكُسر عموده الفقري والتزم المستشفى مدة طويلة ثم المقعد المتحرك لما بقي له من سنوات حياته (توفي عن 52 سنة في عام 2004).

إصابته كانت بليغة وصوره وهو غير قادر على تحريك عنقه أو جسده كانت مثيرة للأسى؛ كونه هو الممثل ذاته الذي كان يطير في أجواء العالم نسبة لدوره كسوبرمان في أربعة أفلام، أولها سنة 1978 لريتشارد دونر، والثاني «سوبرمان 2» لريتشارد لستر، ثم فيلمان بلا قيمة فنية أنتجتهما برخص شركة «كانون» في 1983 و1987 واضطر الممثل إلى الالتزام بعقد كان وقّعه.

أفلام سوبرمان لم تكن الوحيدة في مهنته؛ إذ ظهر في إنتاجات أخرى من بينها «فخ الموت» (Deathtrap) لسدني لومِت و«البوسطونيون» (The Bostonians) لجيمس إيڤوري بين أخرى. لكن حقيقة أنه الممثل الذي طار والشخص الوسيم الذي كان، ثم أخلاقه وتواضعه، كانت أموراً جذبت إليه الجمهور العريض كما، لاحقاً، التعاطف الشديد لمصابه.

«سوبر/مان: قصّة كريستوفر ريڤ» الذي عُرض في مهرجان صندانس قبل أسبوعين، يبني مادته على ما سبق من حقائق ويضيف إليها ما استخرجه من مواد وثائقية ومن معلومات. هنا نتعرّف على من وقف معه خلال أزمته (بينهم الكوميدي الراحل روبن وليامز) وزوجته مارشا غارسيز. هذا لا يعني أنه لم يكن لديه أصدقاء آخرون تحلّقوا حوله ومنهم الممثلة غلن كلوز والممثلة سوزان ساراندون. يحيط الفيلم كذلك بعائلة الممثل (تزوّج مرتين وأنجب ثلاثة أولاد).

مع فيض من المعلومات حول شخصيّته بعيداً عن الكاميرا وحكاياته مع النساء اللواتي تعرف عليهن وتزوّج بعضهن، يحاول الفيلم ألا يترك شيئاً من دون أن يعرضه. هذا ما يجعله في آن واحد عملاً ينشد نجاحه عبر إثارة التعاطف مجدداً حول الممثل، وفيلماً يبث بانوراما بيوغرافية عن الشخصية تعيد رصف سنوات حياته أمام الكاميرا وبعيداً عنها.

في هذا الصدد ينتقل الفيلم مع شخصه عبر أزمنة متعددة (قبل الحادثة وبعدها) على نحو من التناوب السهل والسلس. ويعرض قرب النهاية تلك اللحظات التي تثير الشجن عندما ظهر ريڤ مقعداً على مسرح الأوسكار في مقعده المتحرك ووقوف الحضور له مصفقين. التحية متبادلة من ممثل يبتسم للحضور وحضور يحييه ويعلن عن حبه له هنا، لكنها تبقى لحظات مؤلمة في كل الأحوال.

‪Power‬ ★★★

إخراج: يانس فورد | الولايات المتحدة | 2024‫

من هو البوليس الأميركي؟ لماذا يعتمد العنف في التصدي للمتظاهرين؟ لماذا بعض عناصره تحمل ضغينة تدفعها لإطلاق النار على أبرياء؟ ثم ما هي مسؤولية الحكومة الأميركية في هذا الشأن؟

يطرح «قوّة» هذه الأسئلة ويجيب عنها من منطلق تحقيق شامل يعرض فيه المخرج الكثير من الواقع الحاضر وبعض الأمثلة والأحداث الماضية. يذكّر الفيلم بأن البوليس الأميركي كان قوّة لا يستهان بها لضبط السود الهاربين من المزارع التي كانوا يعملون فيها عبيداً. كذلك كانوا هناك عندما طُلب منهم إجبار القبائل الأميركية التزام المستوطنات والمناطق التي نُقلوا إليها لكي يستفيد البيض من ثروات الأراضي التي توارثت القبائل الهندية العيش عليها من ألوف السنين.

مخرج «قوة»: يانس فورد (غورڤيداي ميديا)

الحال آنذاك وفي الزمن الحاضر لم يتغيّر، كما يقترح الفيلم ويوفر دلالات، وهو أن هذه القوّة كانت دوماً قوّة من القيادات والأفراد البيض؛ ما يعني أن الوظيفة المسندة إلى رجل الشرطة تمتزج بعنصرية متوارثة وإن لم تمتزج كونها كانت، نظرياً حاضرة، فإنها تنمو وتزداد تبعاً للوظيفة التي يجد فيها رجل الأبيض نفسه فيها ممارساً ما تمارسه الأغلبية.

«قوّة» فيلم مقنع على صعيد رصد هذه الوقائع، لكنه إذ ينتقدها لا يرغب في أن يعادي البوليس ولديه سبب مهم لذلك وهو أن معظم الأميركيين ما زالوا يرون البوليس، عن حق، صمام أمان المجتمع.

من خلال عرض مُعنى به كوثيقة ومشغول بتوليف بين مشاهده بنجاح، يصل الفيلم إلى نقطة أخرى حاسمة، وهي كيف أصبح البوليس المخلب الذي تستخدمه الحكومة لقمع المظاهرات وتأكيد قوّتها ومفهومها للسُلطة؛ وهذا يتضح في أن أحد مهام الشرطة فك الإضرابات العمالية حين تقع. هذا ما يذكر بفيلم حققته باربرا كوبل سنة 1968 بعنوان Harlan County USA حول إضراب عمال مناجم مكسيكيين.

الجانب الآخر الذي يوفره المخرج فورد في هذا الموضوع، أن المواطنين البيض، في العموم وخصوصاً ولايات الوسط والجنوب، حافظوا على مسافة كبيرة بينهم وبين السود. إذا كان هذا وضعاً متوقعاً من عائلات بيضاء ثرية، فإن الغريب أن العائلات البيضاء الفقيرة أيّدته ومارسته أيضاً.

ما لا يستطيع الفيلم تغطيته هو أن دور البوليس الأميركي قد يكوم مميّزاً عن سواه بالأحداث العنصرية (يأتي ذكر مقتل رودني كينغ وجورج فلويد)، لكنه ليس دوراً تنفرد الولايات المتحدة به. بما أن المشاهد لا يتوقع أن يغطي الفيلم نماذج من دول أخرى مارست فيها الشرطة بطشاً عنيفاً استدعى النقد، فإن تموضع الفيلم في إطار البلد الواحد مفهوم ومقبول.

• عروض مهرجان صندانس

Harlan County‪,‬ USA ★★★★

إخراج: باربرا كوبل | الولايات المتحدة | 1968

ما سبق يحيلنا إلى فيلم باربرا كوبل «مقاطعة هارلن، الولايات المتحدة». هي بدورها مخرجة أميركية ناقدة وهذا الفيلم كان الأول لها في هذا المجال.

كانت في ولاية أخرى عندما وصلها نبأ دخول إضراب عمال مناجم في ولاية كنتكي شهره السادس فقررت تصوير ما يحدث وبذلك خرجت بفيلم نال الأوسكار في فئة الأفلام التسجيلية.

خلال التصوير تعرضت للضرب المبرح. أحد مديري التصوير (هارت بَري) أصيب بطلقة في ذراعه. ووجهت بتهديدات مختلفة ومحاولات ترغيب لكن السائد هو أن من قابلتهم في الجهة المعارضة للإضراب لم يكن لديهم أي كلمات حسنة حيال ما تقوم به ووافقوا على الحديث للكاميرا لتأكيد وجهة نظرهم فقط.

من «هارلان كاونتي، يو أس أ (كابين كريك).

في النهاية وبعد أشهر طويلة من العمل عليه، فازت بفيلم فنياً بديع وسياسياً جارح وبصرياً مخيف تبعاً لطريقة تصويره.

القضية هي أن عمال مناجم مكسيكيين في ولاية كنتاكي قرروا الإضراب إلى أن تتحسن شروط العمل. هي بسيطة وليست صعبة: رفع الأجور، خفض ساعات العمل وتوفير حماية طبية يفصح الفيلم عن أن الأجور بسيطة والزيادة المقترحة كانت ستبقيها على هذا النحو. أما ساعات الدوام فهي أكثر مما يسمح به القانون والحماية الطبية قد تمنع عنهم استنشاق الفحم وتسرباته في الأبدان.

لكن إدارة المنجم رفضت كل العروض وجلبت مرتزقة مسلحين لفضه. القتال بين الجانبين (عمال وبلطجية) تقع أمام الكاميرا والمخرجة ومدير تصويرها في الوسط غير آبهين. لكن كوبل تأخذ الوقت الكافي لرصد دور المرأة في هذا الوضع من خلال مقابلاتهن وتصوير ظروفهن المُعاشة. لا يهم ما تقوله كل زوجة بقدر ما يهم أن المخرجة أرادت ضمان صوت المرأة فيما تقدّمه.

الفيلم مشغول كما لو إنه تقرير، لكن النفحة المؤيدة للمضربين على نحو إنساني واضحة ومع دخول الوضع مرحلة النزاع المسلح بين الطرفين يشعر المرء أن مثل هذا الفيلم لم يخطئ عندما انحاز لجانب دون آخر.

• عروض متوافرة على النت

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

روبن أوستلند يسخر من ركاب طائرة بلا ترفيه

روبن أوستلند خلال التصوير (إمبرتڤ إنترتاينمنت)
روبن أوستلند خلال التصوير (إمبرتڤ إنترتاينمنت)
TT

روبن أوستلند يسخر من ركاب طائرة بلا ترفيه

روبن أوستلند خلال التصوير (إمبرتڤ إنترتاينمنت)
روبن أوستلند خلال التصوير (إمبرتڤ إنترتاينمنت)

يعود المخرج السويدي روبن أوستلند إلى الشاشات في العام المقبل بفيلم جديد عن الترفيه... أو - بالأحرى - عن عدمه.

الفيلم يحمل عنواناً دالاً «نظام الترفيه معطل» (The Entertainment System is Down)، وهو من بطولة مجموعة كبيرة من نجوم أميركا وأوروبا من بينهم وودي هارلسون وكيانو ريڤز وكريستين دانست وسامنتا مورتون ودانيال برول وجول إدجرتن.

بوصلة الفعل

العنوان هو إشارة لعبارة مطبوعة تظهر على شاشات الطائرات المتلفزة خلال الرحلات إذا ما أصاب عطل تقني البث في كل أقسام الطائرة.

الرحلة طويلة من غرب الولايات المتحدة إلى أوروبا، والركاب جميعاً تعوّدوا على مشاهدة ما تعرضه محطات الطائرة من أفلام وبرامج ترفيهية أو رياضية أو أخبار أو أغانٍ وموسيقى. هكذا اعتادوا وهكذا يتأمّلون في زمن قلّ فيه عدد من يعمد على الكتب ليقرأها. إنه الزمن نفسه الذي لم يعد بالإمكان مطالعة الصحف والمجلات فيه، لأنها محدودة أو ممنوعة في الرحلات الجويّة.

«الميدان» (بلاتفورم برودكشن)

السؤال الظاهر الذي يطرحه الفيلم الجديد: ماذا سيفعل الركّاب في رحلة ستستغرق 10 ساعات أو أكثر ما بين عاصمتين متباعدتين.

السؤال الضمني هو ماذا فعل حب الترفيه بنا بحيث لم نعد قادرين على الحياة من دونه؟

هذا السؤال من مخرج تخصّص في الأسئلة الصعبة، كما حاله في «الميدان» (The Square) سنة 2017. و«مثلّث الحزن» (Triangle of Sadness) في 2022. كلاهما نال السّعفة الذهبية من مهرجان «كان» العريق. كل منهما ألقى نظرة ساخرة على أنماط الحياة التي نعيشها اليوم.

في «الميدان» شاهدنا أوستلند ينبري في معالجة غير متوقعة لتقديم حكاية مشرف على متحف في ستوكهولم يتعرّض لسرقة محفظته وهاتفه المحمول وهو في طريقه لعمله. فهو في سبيل حضور احتفاء فني يدعو فيه الناس لتحمّل مسؤولياتهم حيال الفن والمجتمع. الفيلم، في جزءٍ منه، يدور حول كيف أننا قد نفقد بوصلة الفعل الصحيح حال وقوع حادث مفاجئ. بطل الفيلم (كليز بانغ) يتصرّف من دون وعي ويجد نفسه سريعاً مع مديري المتحف الذين صرفوا ميزانية كبيرة على هذا المشروع.

لم يسرد الفيلم حكايته بتسلسل متواصلٍ أو بمشاهد هي بالضرورة متتالية على منهج منظّم، بذلك هو، في غالبيّته، عبارة عن مشاهد غير مترابطة تشبه فن النقش أو مثل مرايا تحيط بالمكان الواحد ومن فيه، بحيث تعكس ما ترويه من زوايا متعددة وليس على نحو متتابع بخط جلي واحد.

طرفا نزاع

لفيلمه التالي، «مثلث الحزن» انتقل إلى سؤال آخر يوجهه إلى مشاهديه.

يدور الفيلم أساساً حول الشاب كارل الذي جرى قبوله للعمل عارض أزياء (هاريس ديكنسن) وصديقته يايا (شاريبي دين). يبدأ الفيلم بمشاهد ساخرة لعملية انتقاء المرشّحين للعمل عارض أزياء ثم ينتقل بكارل وصديقته إلى عشاء في مطعم. الطاولة ليست الوحيدة التي تفصل بينهما، بل أيضاً منهج تفكير يرمي لطرح موضوع التوازن الذي يبدو مفتعلاً في علاقات اليوم. فهو يصرّ على أن تدفع هي ثمن العشاء. عندما توافق بعد تردّد يصر على أن يدفع. بين الموقفين وتبعاتهما هناك ما يبدو نزعة غير ناضجة لتأكيد الذات الذكورية أو، بنظرة أكثر شمولاً، نزعة صوب فرض معاملة بالمثل يلجأ إليها الطرفان في عالم اليوم.

هاريس ديكنسن في «مثلث الحزن» (إمبرتڤ إنترتاينمنت)

بعد ذلك هما على ظهر يخت في عرض البحر حيث سيستعرض المخرج شخصيات متعددة من ذوي الثراء. كارل ويايا لا ينتميان إلى تلك الزمرة، لكنهما لا يمانعان ممارسة حلم التقرّب والتماثل بما إنهما مدعوان (مجّاناً) لذلك. عبر هذا كله يرسم الفيلم صورة عن الطبقات وسوء التصرّفات حين الأزمات وكيف يعيش البعض منا في أوهام ترضيه.

الملل... الملل

الفيلم الجديد سيُعالج مسألة الملل إذا ما وقع ما هو غير متوقع في حياتنا اليومية. في فيلمه الأسبق، يتعرّض بطل الفيلم للسرقة فتنقلب حياته رأساً على عقب. في الثاني يجد بطلا الفيلم نفسيهما مثل حمامتين وسط الصقور. هنا السؤال حول كيف سنتصرّف إذا ما وجدنا أنفسنا بلا قدرة على ملء فراغ حياتنا بالترفيه.

بعض ركّاب تلك الطائرة معرّضون لحالة إفشاء الأسرار على العلن. من بينهم الزوجان كريستين دَانست ودانيال برول اللذان كانا يعيشان في شرنقة من الخداع العاطفي، فكل منهما خان الآخر في علاقات عاطفية جانبية.

من دون أن يكشف المخرج عن تفاصيل الحكاية ودور باقي الشخصيات فيها، فإن الفيلم (الذي يُصوّر حالياً في طائرة فعلية من دون مشاهد خارجية) هو عن عاصفة أخرى تضرب الطائرة ومن فيها.

على أن سرد الحكاية وحدها ليس من عادة المخرج أوستلند كما برهن سابقاً.

موضوع الترفيه (ذَ إنترتاينمنت) بوصفه وسيطاً بين الإنسان وعالم آخر يجذبه ولا يستطيع دخوله فعلياً هو أكثر من رمزٍ قائم لحالة أي منا قد يجد نفسه محروماً، لسبب أو أكثر، من متابعة الترفيه ليكون خطاً يسير متوازياً مع حياته الواقعية. بالتالي، قد نتعرّض، حين مشاهدة الفيلم، إلى السؤال الأصعب: ماذا لو أن السينما وأفلامها اختفت من الظهور؟ ماذا لو أدّى التقدّم التقني لتعطيل الإنترنت الذي بتنا نصرف عليه ساعات حياتنا الثمينة؟ إنهما سؤالان جديران بالطرح، وأوستلند يتولّى ذلك في «نظام الترفيه معطّل».