الأفلام السعودية تكسب الجمهور بـ«الكوميديا» وسرعة الإيقاع

قدمت 7 عروض في دور السينما منذ بداية 2023

الأفلام السعودية تكسب الجمهور بـ«الكوميديا» وسرعة الإيقاع
TT

الأفلام السعودية تكسب الجمهور بـ«الكوميديا» وسرعة الإيقاع

الأفلام السعودية تكسب الجمهور بـ«الكوميديا» وسرعة الإيقاع

بالتزامن مع افتتاح دور السينما في البلاد، قبل ما يقرب من 5 أعوام وتحديداً في شهر أبريل (نيسان) 2018، تشكّل الوجه الجديد للأفلام السعودية حين وُلدت النقلة النوعية لقطاع السينما، وخلال هذه الفترة القصيرة توطدت علاقة السعوديين بالسينما المحلية تدريجياً، ففي الماضي كان الفيلم السعودي يطل ما بين فينة وأخرى على صالات دور العرض السينمائي، لكنه أصبح العام الحالي ضيفاً مألوفاً، ينافس بضراوة على إيرادات شباك التذاكر.

وشهد النصف الأول من عام 2023 انطلاقة «جماهيرية» ملحوظة للأفلام السعودية، بمعدل عرض فيلم واحد شهرياً في صالات السينما المنتشرة في 20 مدينة بالبلاد، وحسب معلومات خاصة حصلت «الشرق الأوسط» عليها من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، عُرض خلال العام الحالي 5 أفلام، وسيُعرض فيلمان جديدان في الفترة المقبلة، بمجموع 7 أفلام سعودية حتى الآن.

وتتضمن قائمة الأفلام التي عُرضت منذ مطلع العام الحالي: «سطار»، و«الهامور ح.ع»، و«عياض في الرياض»، و«أغنية الغراب»، و«ملك الحلبة». أما الأفلام التي صُنّفت وفُسحت ولم تُعرض بعد في السينما، فهي: «طريق الوادي» المتوقَّع عرضه في 6 يوليو (تموز) المقبل، و«عبد» الذي سيُعرض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ومن اللافت أن الفيلمين المنتظرين حصدا جوائز رفيعة في مهرجان أفلام السعودية خلال دورته التاسعة التي انعقدت الشهر الماضي، حيث حصل فيلم «عبد» على جائزة أفضل سيناريو وأفضل فيلم طويل في المهرجان، في حين حصلت الممثلة السعودية أسيل عمران على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «طريق الوادي».

الآفلام السعودية الجديدة تحظى بإقبال جماهيري

يتحدث الناقد ربيع السيد لـ«الشرق الأوسط» عن قصة الأفلام السعودية مع تصدّر شباك التذاكر التي بدأت مع الفيلم الكوميدي «شمس المعارف»، معتبراً أنه كان من كبرى علامات المرحلة الراهنة، مبيناً أنه حدثت فجوة لنحو سنتين بعد هذا الفيلم تخللها نزول عدد من الأفلام «النخبويّة»، حسب توصيفه.

ويرى السيد أن الأفلام «النخبوية» لا تلامس القاعدة العريضة من الجماهير السعودية، قائلاً: «حتى وإن كان مستواها الفني جيداً جداً ومستواها الدرامي والقصصي ممتازاً، لكن للجمهور ميزانه الخاص». وأردف: «بعد أن نزل (سطار) في دور السينما، كان بمثابة قنبلة جذب للجماهير، لأنه لامسهم مثلما فعل (شمس المعارف)»، مشيداً بالأسلوب الذي اتّبعه الفيلمان من حيث الإمتاع الكوميدي وسرعة الإيقاع وكثرة أماكن التصوير والحوارات الشبابية، معتبراً أن هذه الخلطة لامست الجمهور.

وبسؤاله عن توقعاته للفيلمين الجديدين المنتظر عرضهما خلال الفترة المقبلة، يراهن السيد على فيلم «طريق الوادي» الذي سيُعرض في السينما بعد عيد الأضحى ويعتقد أنه سيجذب العائلات، ويضيف: «هو فيلم جميل جداً، ومليء بالاستعراضات، أقيّمه بدرجة 8.5 من 10». أما فيلم «عبد» فيصفه السيد بالممتاز فنياً وإخراجياً وقصصياً، وسيجذب الجمهور.

كما يشيد السيد بفيلمي «ولد ملكاً» و«بين الرمال»، معتبراً أنهما من الأفلام الملحمية التي تحتاج السينما السعودية لعشرات منها، ويضيف: «آمل أن تصل السينما السعودية إلى مرحلة الجماهيرية الكبرى، مثلما هو الحاصل في علاقة الجمهور مع كرة القدم، في كونها تفضيلاً ثقافياً وترفيهياً ثانياً للشعب السعودي».

وبلغة الأرقام، فإنه حتى اليوم ما زال الفيلم الكوميدي «سطار» أنجح الأفلام السعودية جماهيرياً بإيرادات تتجاوز 40.6 مليون ريال، حسبما أفصحت عنه الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، يليه فيلم «وُلد ملكاً» الذي وصلت إيراداته إلى نحو 10.4 مليون ريال، وفي المرتبة الثالثة «الهامور ح.ع» بــ9.8 مليون ريال، يليه في المرتبة الرابعة «مسامير» بنحو 6.6 مليون ريال، وفي المرتبة الخامسة «شمس المعارف» الذي وصلت إيراداته إلى نحو 5 ملايين ريال.

بسؤال الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع عن منافسة الأفلام السعودية على صدارة شباك التذاكر، أفادت بأنه في فترة قصيرة منذ افتتاح السينما في المملكة نجح «سطار» في منافسة الأفلام العالمية واحتلّ المركز الرابع من ناحية مبيعات التذاكر في قائمة أنجح الأفلام في تاريخ السينما السعودية، حيث تم بيع أكثر من 900 ألف تذكرة، إلى جانب المركز السابع من ناحية الإيرادات.

وحسب الهيئة، يصل مجموع عدد صالات السينما السعودية إلى 66 صالة، بإجمالي 607 شاشات، وأكثر من 62.5 ألف مقعد، لسبع شركات من مشغلّي دور السينما، تتوزع في 20 مدينة سعودية. وعن دور الهيئة تجاه هذه الأفلام، أوضحت في ردها على أسئلة «الشرق الأوسط» أن دورها يتمحور حول «مراقبة جميع الأفلام السينمائية وتصنيفها قبل عرضها في دور السينما، إذ يجري التأكد من محتوى الفيلم وتحديد التصنيف العمري المناسب، وفي حال لزم التعديل يتم التأكد من التعديلات وجودتها قبل عرضها».ومن المقرر أن يُعرض في شهر يونيو (حزيران) الحالي الفيلم السعودي الكوميدي «ملك الحلبة»، من إخراج محمد سعيد حارب، وتدور أحداثه حول شخص يصفه كل من يعرفه بأنه فاشل؛، سواء من أفراد أسرته أم من المقربين له، فيقرر أن يصبح مصارعاً يحاول شق طريقه نحو الاحترافية.



شاشة الناقد: حرب ومجرم

لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)
لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)
TT

شاشة الناقد: حرب ومجرم

لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)
لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)

‫ISRAEL PALESTINE ON SWEDISH TV 1958-1989 ★ ★ ☆‬

تاريخ القضية الفلسطينية على الشاشة السويدية

حسب المخرج السويدي غوران أوغو أولسن فإن هذا الفيلم استغرق 5 سنوات قبل إتمامه. 200 دقيقة من أرشيف التلفزيون السويدي الذي تابع الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي منذ وثيقة هرتزل وتأييد بريطانيا لها حتى عام 1989 الذي كانت القضية ما زالت تبرح مكانها ما بين نازحين فلسطينيين وسُلطة إسرائيلية حاكمة.

يعرض المخرج مراحل مختلفة، بما فيها مرحلتا الحروب الصعبة التي خاضتها بعض الدول العربية، كما تلك العمليات الفدائية التي قام بها الفلسطينيون في ميونيخ وسواها. هذه التغطية الموسّعة تشمل الدور الذي لعبه ياسر عرفات خلالها والمحاولات الجادة أحياناً لإيجاد حلٍّ ما لقضية شعبين. أحدهما نزح من قراه ومدنه والآخر نزح إليها واحتلها.

كثيرٌ ممّا يعرضه الفيلم مرّ، مثل تاريخ في الأفلام الوثائقية المنتجة في الغرب (وبعض ما أُنتج في سوريا والعراق والأردن ولبنان في السبعينات والثمانينات). لذلك ليس هناك جديدٌ يُضاف فعلياً إلّا لمن فاتته تلك الأفلام ويتطلّع إلى عمل يستعرضها كاملة. هذا هو الدور المُناط بالفيلم الذي يوفّر أسبابه.

نقطتا اهتمام هنا، الأولى أنه مؤلّف من وثائقَ استخرجها أولسن من أرشيف ضخم للتلفزيون السويدي (SVT) وانكبّ عليها فحصاً ومحصاً حتى ألَّف هذا الفيلم الذي يُعيد الاعتبار لنوعٍ من العمل الصّحافي والريبورتاجات التلفزيونية في تلك الفترة. الثانية أن الفيلم يقف على الحياد غالباً، لكنه لا يُخفي أحياناً تعاطفاً مع الفلسطينيين في مشاهد عدّة تحيط بما عانوه.

* عروض مهرجان ڤينيسيا.

DON’T MOVE ★ ★ ★‬

تشويق يسود رغم ثغرات حكايته

الطلب بعدم الحركة موجه إلى بطلة الفيلم (كيلسي أسبيل). شابة خطفها مجرم (فين ويتروك) وحقنها بما يشلّ حركتها. تستطيع أن ترى وترمش وبالكاد تحرّك أصابع يديها لكنها، في غالب أحداث الفيلم، حبيسة هذه التركيبة التي وضعها المخرجان برايان نيتو وآدم شيندلر بعناية وبإخراج جيدٍ إلى حدٍ مقبول.

كيلسي أسبيل في «لا تتحركي» (هامرستون ستديوز)

ينطلق الفيلم من لحظات حاسمة. تقف بطلته على حافة جبلٍ تفكّر بإلقاء نفسها بعدما فقدت ابنها الصبي. يُنقذها الرجل نفسه الذي يريد قتلها. بذلك، المرأة التي كادت أن تنتحر هي نفسها التي باتت تصارع من أجل بقائها حيّة.

يختفي من الفيلم التبرير المطلوب للطريقة التي يتّبعها القاتل للتخلص من ضحاياه. إذا كان سيقتلهن لماذا لا يفعل ذلك مباشرة؟ هناك مفارقات أخرى كانت تتطلّب سدّ ثغرات، واحدة منها، أن المرأة تنطق لأول مرّة منذ اختطافها بعد دقائق من اكتشاف شرطي للحالة المريبة. لم تستطع أن تنطق بالكلمة المأثورة «Help» حينها، لكنّها نطقت بعد دقائق قليلة وتكلّمت بلا عناء. لو نطقت بها في الوقت المناسب لما تغيّر المشهد لأن المجرم سيقتل الشرطي في جميع الأحوال، ولكان الفيلم استفاد من تبريرٍ أقوى لشكوك رجل الأمن.

* عروض منصّات.

ذكرياتي مليئة بالأشباح ★★

الحرب السورية في ذكريات الذين عانوا

يتبع هذا الفيلم التسجيلي السوري، من إخراج أنَس زواهري، سلسلة الأفلام التي تناولت الحرب، مثل «آخر رجال حلب» و«العودة إلى حمص» و«لأجل سما»، التي دارت في مرحلة ما عُرف بـ«ثورة الربيع» قبل أكثر من 15 سنة. يختلف عنها بأنه لا يتقرّب من الجماعات التي حاربت الحكومة ويشيد بها، لكنه - في الوقت نفسه - بعيدٌ عن أن يصفّق لنظام أو يشيد به.

«ذكرياتي مليئة بالأشباح» (ويند سينما)

إنه عبارة عن ذكريات عدد من المتحدّثين وحكاياتهم خلال الحرب التي دارت حول وفي مدينة حمص خلال تلك السنوات. يوفّر صور دمار الأحياء ومقابلات مع أصحاب تلك الذكريات وهم ينبشون في ماضٍ قريب وما يحمله من آلام نفسية وعاطفية على خلفية ذلك الدمار. يختار الفيلم أن نستمع لأصوات أصحاب الذكريات في حين تتولّى الكاميرا تصويرهم صامتين ينظرون إليها أو بعيداً عنها. هذا بالطبع لجانب صور الأحياء والمباني والشوارع التي لا تعجّ بالحياة كسابق عهدها.

معظم ما يسرده الفيلم من ذكريات لا يُضيف جديداً ولا ينبش عميقاً. هو وصف مؤلم لحالات يمكن تقدير مصادر أحزانها وأسبابها، لكن الإخراج يختار أن يمضي في خطٍ غير متصاعدٍ ولا يتجنّب تكرار السّرد بالوتيرة نفسها (ولو بذكريات مختلفة). طبعاً لا يتوخّى المرء فيلماً يسرد ما هو حزين ومؤلم بفرح وغبطة أم بإثارة، لكن اعتماد توالي تلك الذكريات يؤدّي بعد سماعها إلى استقبالٍ يبدأ مثيراً للفضول وينتهي فاتراً.

* عروض مهرجان الجونة‫‫

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز