ياسمين علي: لا أحب أغاني المهرجانات

المطربة المصرية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس «الأصول العربية»

ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)
ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)
TT

ياسمين علي: لا أحب أغاني المهرجانات

ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)
ياسمين سجّلت عدداً من الأغنيات الجديدة سيجري تصويرها وطرحها تباعاً (الشرق الأوسط)

وصفت المطربة المصرية ياسمين علي أغنية «الأصول العربية» التي طرحتها أخيراً، بأنها «جمعت شمل الدول العربية في عمل فني واحد»، وكشفت عن كواليس العمل الذي حقق مشاهدات واسعة عبر موقع «يوتيوب»، مؤكدة أنها تحمّست كثيراً للفكرة، وأن شعورها الداخلي بنجاح الأغنية سبق نجاحها عبر المنصات الإلكترونية.

وقالت ياسمين في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن «المنتِج السعودي فهد الزاهد صاحب شركة (لايف ستايلز ستوديوز) هو مَن عرض عليها فكرة الأغنية، ومنذ الوهلة الأولى شعرت بمحبة بالغة تجاه كلماتها، وتفاءلت بها كثيراً».

ولفتت إلى أن الأغنية ذكّرتها بأغنية «بشرة خير»، للفنان الإماراتي حسين الجسمي التي «لمّت شمل المحافظات المصرية في أغنية واحدة»، وفق قولها.

ياسمين في لقطة من أغنيتها {الأصول العربية} الذي أخرجها فادي حداد (الشرق الأوسط)

وكشفت ياسمين عن أن «كلمات الأغنية في البداية لم تتضمن أسماء بعض الدول العربية، ولكنني طلبت من المؤلف في أثناء التسجيل إضافتها للكلمات، ومنها (أنا فلسطينية)، كما طلبت وقت التصوير من المخرج اللبناني فادي حداد إبراز صورة العلمَين المصري والفلسطيني، لاعتزازي الكبير بهما».

وعن تقديم أغنيات «سينغل» بين الحين والآخر ورفضها فكرة تقديم ألبومات غنائية كاملة، قالت المطربة المصرية: «أنا من أنصار الأغاني الفردية (السينغل)، وهي الأساس الذي تربيت عليه من عمالقة الطرب، ومنهم عبد الوهاب وأم كلثوم، وأحاديثهم المصورة تؤكد أن الأغنية المنفردة هي الأساس، لكنني ضد فكرة الألبوم وتكدس الأغنيات؛ لأن ذلك يعوق تركيزي على اللحن والكلمة والتصوير فيما بعد».

الفنانة المصرية ياسمين علي من كواليس أغنية {الأصول العربية} (الشرق الأوسط)

وترفض ياسمين فكرة تقديم «مسرح غنائي استعراضي»، قائلة: «أطمح لتقديم فيلم أو مسلسل غنائي، ولكنني لا أستطيع تقديم استعراضات لأنني مطربة، وفكرة التمثيل المسرحي تتطلب طاقة عالية واصطناعاً، واستحضار المشاعر والأحاسيس وإعادتها يومياً، وذلك يشعرني بملل شديد؛ لأنني أفضّل العيش على الفطرة، ولا أحب تغييرها».

وذكرت أنها تجيد الغناء باللهجات العربية، موضحة: «أتقنت اللهجة اللبنانية، كما أتقن الغناء باللغتين الإنجليزية والألمانية، وأطمح للغناء باللهجة الخليجية بعد تعلمها جيداً، وأرى أن الفنان المتميز هو مَن يتقن التنوع في لهجاته ولغاته لمخاطبة الناس».

تتمنى ياسمين تقديم عمل غنائي شعبي لائق (الشرق الأوسط)

وعن عالم الأوبرا المصرية ومسارحها والوقوف عليها، قالت ياسمين: «الأوبرا المصرية عالم مبهر، وشرف كبير لأي فنان الغناء بها، وقد تجوّلت بين مسارح الأوبرا في مختلف المحافظات المصرية عبر فعاليات فنية عدة».

وعن قدوتها في الفن، ومَن تحب الاستماع إليه أضافت: «كل فنان مبدع وله طابع وأسلوب وبصمة ومدرسة، قديماً وحديثاً، أستمع إليه؛ للتعلم من تفاصيله المهنية التي تفيدني بشكل كبير، على غرار فيروز، وأم كلثوم، وأسمهان، وكاظم الساهر، وعمرو دياب، وشيرين، وآمال ماهر، وهشام عباس، ومدحت صالح، وعلي الحجار، وكذلك النجمة العالمية سيلين ديون».

أنا ضد فكرة الألبوم وتكدس الأغنيات لأنه يعوق تركيزي على اللحن والكلمة

ياسمين علي

وتطمح ياسمين في تقديم «ديو غنائي» مع عدد من الفنانين؛ من بينهم شيرين، وآمال ماهر، ومروان خوري، وفضل شاكر، وكاظم الساهر، وفق تصريحاتها، مؤكدة أن هذه الأصوات «تتمتع بقوة كبيرة ومشوار إبداعي متنوع».

وعن فكرة تقديم «السيرة الذاتية» لفنانة من «الزمن الجميل» في عمل درامي، قالت ياسمين: «المخرج والمؤلف هما مَن يحددان الفنان الذي يليق بالشخصية المُقدَّمة، ومن جانبي لا أحب تقديم تلك الأعمال ولا تستهويني؛ بسبب المقارنة بالشخصية الأصلية التي صنعت تاريخاً كبيراً واستحقت سرد حياتها في عمل فني».

وإن كانت ترى في تمثيل شخصية شهيرة ومبدعة في مجالها مجازفةً، فإنها تطمح لترك سيرة ذاتية مشرفة لكي تصبح اسماً فنياً يحمّس المنتجين لصناعة عمل يحكي مشوارها، وفق قولها.

أطمح في تقديم «ديو غنائي» مع مروان خوري

ياسمين علي

وعن رأيها فيما تُعرَف بـ«أغاني المهرجانات» قالت ياسمين: «المهرجانات ليست غناء، وكثير مما قُدم وينتمي لهذا اللون تمت سرقته من أعمال أخرى وتحريفه وتقديمه، ولا ننكر أنها لها جمهورها، لكن تظل (المهرجانات) مفسدة للذوق العام، وكذلك من الناحية النفسية والسمعية والعصبية؛ بسبب إيقاعاتها التي تسير على وتيرة واحدة، حسب دراسات علمية قام بها اختصاصيون».

وتضيف أن «ما تُسمى (المهرجان) شيء لا يمكنني تقديمه لأنني لا أحبه، ولا يمكن لأحد أن يعرض عليّ تقديم ذلك مطلقاً، لكنني في الوقت نفسه أحب الأغنيات الشعبية، فهي ذات كلمات وألحان من عمق البلد نفسه وحالة مختلفة وخاصة، لذلك أتمنى تقديم عمل شعبي يليق بي، لأن المطرب الجيد يغني الألوان كافة».

الفنان المتميز هو مَن يتقن التنوع في لهجاته ولغاته لمخاطبة الناس

ياسمين علي

وتؤكد ياسمين أن «الفنان لا بد أن يكون لديه (بيزنس خاص) بجانب عمله في الفن»، موضحة أنها تسعى لتأمين ذلك الأمر بعدما شاهدت في الفترات الأخيرة بعض الفنانين الذين اتجهوا لإنشاء مشروعات بالفعل نتيجة تصريحات مَن سبقوهم وتعبيرهم عن الشعور بغصة بعد فناء سنوات عمرهم بالفن حتى أصبحوا دون دخل، ولم يجدوا ما يسد احتياجاتهم.

وعن الخطوة المقبلة لها في عالم الفن قالت: «قدمت مسلسل (قلع الحجر) في رمضان الماضي، وأستعد لبطولة الجزء الثاني منه، كما أنني أغني شارة العمل أيضاً».

وتابعت: «على مستوى الغناء لديّ بعض الأغنيات التي أستعدّ لتسجيلها، كما أنني سجلت 3 أغنيات أخرى بالفعل مع المنتج فهد الزاهد، وسيتم تصويرها وطرحها تباعاً».


مقالات ذات صلة

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

يوميات الشرق الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الوتر السادس أحمد سعد سيطرح ألبوماً جديداً العام المقبل (حسابه على {إنستغرام})

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

قال الفنان المصري أحمد سعد إن خطته الغنائية للعام المقبل، تشمل عدداً كبيراً من المفاجآت الكبرى لجمهوره بعد أن عاد مجدداً لزوجته علياء بسيوني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة.

فيفيان حداد (بيروت)

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».