عبد الرحمن الجندل لـ «الشرق الأوسط»: الجهل وحده يشكل الصعوبات عند صنّاع الأفلام

من أعماله الجديدة مسلسل «ثانوية النسيم»

 يحضر لفيلم جديد يصور بين السعودية وروسيا (حسابه على إنستغرام)
يحضر لفيلم جديد يصور بين السعودية وروسيا (حسابه على إنستغرام)
TT

عبد الرحمن الجندل لـ «الشرق الأوسط»: الجهل وحده يشكل الصعوبات عند صنّاع الأفلام

 يحضر لفيلم جديد يصور بين السعودية وروسيا (حسابه على إنستغرام)
يحضر لفيلم جديد يصور بين السعودية وروسيا (حسابه على إنستغرام)

يعدّ عبد الرحمن الجندل من المخرجين السعوديين الشباب الذين حققوا نجاحات محلية وعالمية لفتت أنظار صناع السينما. وهو إلى جانب موهبته الإخراجية يملك أخرى تتمثل بالكتابة. ومن أحدث أعماله «شارع 105» المستوحى من قصة حقيقية. وقدمه المخرج السعودي الشاب ضمن شريط سينمائي شيق. وجرى عرضه في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي».

الفيلم نفسه سبق وحصد جوائز عديدة، ومن بينها «أفضل فيلم روائي قصير مستقل» من مهرجان «ايت إند أواردز» من روما بإيطاليا. وهي الثانية للفيلم؛ إذ سبق وحصل على الجائزة نفسها في مهرجان «سويت ديموكراسي» بمدينة كان الفرنسية.

ويعلق الجندل لـ«الشرق الأوسط»: «الفيلم من كتابتي وإخراجي، وأعدّه تجربة شيقة خضتها. فهيئة الأفلام في وزارة الثقافة السعودية دعمته مادياً بعد فوزه في مسابقة (ضوء)، مما سهّل الوصول إلى وزارة الداخلية التي أخذت على عاتقها دعم الفيلم لوجيستياً لإنتاجه. فهو أول عمل سينمائي سعودي من نوع دراما الأكشن. وتم إنجازه وصناعته بالكامل مع طاقم سعودي بامتياز».

ويرى الجندل أن شارع «105» حقق أصداء إيجابية في العروض الخاصة بوزارة الثقافة. وأنه أكمل المشوار نفسه في مهرجان الأفلام السعودية. «مشاركته أيضاً في (مهرجان البحر الأحمر السينمائي) كان لها وقعها الجيد. فالفيلم سبق وحاز على جوائز عالمية، ومن بينها لبطل الفيلم مهند الصالح الذي حصد جائزة أفضل ممثل في أحد مهرجانات باريس».

فيلم {شارع 105} شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (حسابه على انستغرام)

ويؤكد الجندل أن السينما السعودية تشهد حالياً تطوراً ملحوظاً في إنتاجاتها. «لقد ازدادت تألقاً منذ بدء هذه الصناعة في السعودية عام 2018، وبدأت تلاقي رواجاً لدى المشاهد السعودي، سيما وأنه صار يتمتع بخلفية بصرية على المستوى المطلوب. كل هذا يجعل المشهدية السينمائية المستقبلية مشرقة في البلاد».

يخبر الجندل «الشرق الأوسط» كيف استوحى فكرة العمل، فيقول إنه في نهاية عام 2017 وبداية 2018، انتشر فيديو مصور لحادثة إرهابية حصلت في حي الياسمين في الرياض. يومها أظهر الفيديو كيف تعرّض رجلان من الشرطة إلى هجوم إرهابي. وكان المهاجمون مدججين بالأسلحة والقنابل الناسفة. فواجههم الشرطيان واستشهد أحدهما، فيما الآخر بقي يقاوم الإرهابيين حتى تمكن من قتلهم. ويتابع الجندل: «لقد تم توثيق الحادثة من قبل فتاة استخدمت هاتفها المحمول لتصوير الحادثة من منزلها. وكان صوتها يرتجف خوفاً وهي تدعو رب العالمين لإنقاذ الشرطيين وتغلبهما على القتلة. فكانت نبرتها المذعورة هذه كفيلة بأن تدفعني للتفكير في الحادثة ولأبدأ كتابة فيلم (شارع 105)».

منذ بداياته، اختار عبد الرحمن الجندل أن يغرد خارج السرب سينمائياً. وحازت أعمال الآكشن على المساحة الأكبر من اهتمامه. فلماذا اختارها؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «الآكشن هو الذي اختارني، وأذكر أن أحد أساتذتي في الجامعة طلب منا في الصف مرة أن نكتب موضوعاً خارجاً عن المألوف. وعنى بذلك قصة عشناها أو حصلت مع أحد المقربين منا. عندها جاءتني فكرة فيلم «جابر» واستوحيتها من حياتي الشخصية. وتحكي عن علاقة الابن بوالدته، والعنوان الرئيسي لها كان عن التضحية. أما فيلم «غضب» فيحكي عن علاقة أخوين ببعضهما، وينفعلان عند الغضب كلٌّ على طريقته. وخرجت بفكرة رئيسية فيه تطبق المثل المعروف «اتق شر الحليم إذا غضب».

ويشير المخرج السعودي إلى أن جميع الأفلام التي ذكرها إضافة إلى «شارع 105» كان التركيز فيها على القصة، وليس على صنف المنتج. ولكن الأحداث الدرامية لتلك الحكايات تقف وراء الآكشن الذي يعتريها. ويوضح: «في فيلميّ (جابر) و(غضب) كان التحدي يكمن في تصميم لقطات قتال واقعي، ينفذ بأسلوب سينمائي مع الحفاظ على سلامة الممثلين. وهو أمر درسته في الجامعة وبحثت عنه جيداً قبل تنفيذه، مستنبطاً واقعيته من خلفيتي الرياضية».

هذا كان في فيلم «غضب»، أما فيلم «شارع 105» فحمل تحدياً من نوع آخر كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»: «كان عليّ تصميم وتنفيذ مشهد المواجهة بالأسلحة النارية بأسلوب واقعي، مع الحفاظ على سلامة الممثلين. فلعبت وزارة الداخلية دوراً بارزاً، في هذا الإطار».

وبالفعل عملت الوزارة على تدريب الممثلين على آلية قيادة المركبة خلال المطاردة. وكيفية إيقاف مشتبه به ومداهمة المنازل وحمل السلاح بالشكل الصحيح. كما وفرت للجندل سائقين محترفين لتأدية المشاهد الخطرة تحت إشرافه. ويتابع: «برأيي ليس هناك من صعوبات في عالم صناعة الشرائط السينمائية. فعلى من يقاربها أن يتمتع بمواهب عديدة. وأن يكون مطلعاً على المستجدات التقنية والإبداعية كي يطور مهاراته. فالأمر الوحيد الذي يمكنه منعك من صناعة فيلم معين هو الجهل».

تحديات كثيرة واجهها عبد الرحمن الجندل خلال تنفيذه «شارع 105». وتمثلت بالحصول على خطاب من وزارتي الثقافة والداخلية السعوديتين للمساهمة بتزويد الفيلم بمشهدية واقعية. فيما التحدي الثاني كان في الميزانية المخصصة للعمل وتعدّ قليلة نسبة لفيلم من نوع الآكشن. وهو ما أثّر على مدة تصوير الفيلم لتختصر بثلاثة أيام بدل ستة. كما أن توليه مهام كثيرة من كتابة وإخراج وإنتاج وإشراف على فنون القتال، تسبب له بتحديات من نوع آخر.

وعن خطوته الجديدة في المجال السينمائي يقول: «عملي المقبل طور التحضير، وهو كناية عن فيلم يحكي قصة رياضي. هو بطل مصارعة رومانية سعودي سابق يضطر للرجوع لهوايته، كي ينقذ والده من موقف صعب يواجهه. وسيتم إنتاج العمل ما بين روسيا ومدينتي الخبر والعلا السعوديتين». ومن المرجح تصوير هذا الفيلم الروائي الطويل مطلع عام 2025 بمشاركة نجوم عالميين ومحليين.

ومن ناحية ثانية، يحضر عبد الرحمن الجندل لإخراج مسلسل درامي بعنوان «ثانوية النسيم». ومن المتوقع أن يتم عرضه في بداية الربع الأول من العام الجديد.



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».