كريستين شويري لـ «الشرق الأوسط»: في «عنبر 6» خضت تجربة فريدة من نوعها

تعود إلى المسرح بعد غياب من خلال «تنين تنين»

حتى الآن لم أتلق العرض الدرامي المناسب (كرستين شويري)
حتى الآن لم أتلق العرض الدرامي المناسب (كرستين شويري)
TT

كريستين شويري لـ «الشرق الأوسط»: في «عنبر 6» خضت تجربة فريدة من نوعها

حتى الآن لم أتلق العرض الدرامي المناسب (كرستين شويري)
حتى الآن لم أتلق العرض الدرامي المناسب (كرستين شويري)

تتمتع الممثلة اللبنانية كريستين شويري بحضور جذاب يلفت مشاهدها خلال مشاركتها في عمل درامي. أداؤها التمثيلي له هويته الخاصة ويضعها في مصاف نجمات الدراما. شاركت في «العين بالعين» و«حادث قلب» و«عروس بيروت 2» وأخيراً في مسلسل «عنبر 6». وكانت لها إطلالات عدة في أفلام سينمائية لبنانية كما في «غدي» و«قضية رقم 23».

اليوم تستعد شويري لدخول تجربة جديدة، فتقدم وبعد غياب العمل المسرحي «تنين تنين» على خشبة «مونو» في بيروت، يشاركها باتريك شمالي وهي من إخراج زلفا شلحت.

سبق وقدمت شويري عملاً مسرحياً، بعنوان «مكاتب» في عام 2012. وتصف عودتها اليوم كمن يقف على الخشبة لأول مرة. متحمسة ومتشوقة لهذا العمل، تقول شويري لـ«الشرق الأوسط»: «ما أعادني اليوم إلى الخشبة هو نص مسرحية (تنين تنين). فهي مقتبسة من مسرحية بريطانية وقد ترجمها وكتبها باتريك شمالي بأسلوب جميل».

تحكي مسرحية «تنين تنين» قصتين منفصلتين؛ واحدة منها تتناول ثنائياً متزوجاً بصدد الانفصال، بينما الثانية تحكي عن سيدة تستعد للزواج للمرة الثالثة بمساعدة شقيقها. وتعلق: «لقد سبق وقدمت هذه المسرحية بلغات مختلفة. واليوم ولأول مرة تحضر على المسرح بالعربية. كما أنها تتألف من 4 فصول ولكننا آثرنا تقديم فصلين منها فقط. وربما في المستقبل القريب نعود مع الفصلين الآخرين».

تقول إنها خائفة ومتحمسة لهذه التجربة سيما وأنها تنطلق قريباً في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. «عندي مشاعر مختلطة لا أستطيع وصفها. كما أن الظروف التي نمر بها تزيدني قلقاً. صحيح أننا نحن اللبنانيين اعتدنا إيقاع حياة نتلقى فيها الضربات من دون أن نعدها، لكننا جميعاً نحتاج إلى تأمين لقمة العيش فنستمر بالعمل رغم كل شيء».

لم تخض شويري من قبل العمل الكوميدي السائد في «تنين تنين»، وتنتظر ردود فعل الناس من ناحية وطبيعة أدائها من ناحية ثانية. «لا يمكنني الآن أن أتكهن كيف ستكون الأجواء وكيف سيتلقى الناس أدائي الكوميدي. وأتمنى في جميع الحالات أن أكون عند حسن ظنهم. والأمر نفسه أتمناه لنفسي، أشعر وكأني أقف لأول مرة على الخشبة».

يستمر عرض المسرحية ومدتها نحو ساعة من الوقت لغاية منتصف نوفمبر (تشرين الثاني). وفي هذا الوقت تسألها «الشرق الأوسط» عن مشاريعها الدرامية. «حالياً ليس عندي أي إطلالة في هذا المضمار. لا أعرف ماذا ينتظرني في الأيام المقبلة، ولكنني حتى الآن لم أتلقَّ العرض الدرامي المناسب».

هذا الابتعاد عن الدراما لا تجد شويري تفسيراً له، فهل يأتي نتيجة حصر شركات الإنتاج فريقها بأسماء محددة؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون هذا الأمر وارداً ولكن إنتاجات الدراما عامة تراجعت في الفترة الأخيرة. فالساحة هادئة إلى حد ما فيما كانت تشهد ازدحاماً في الماضي القريب. ربما الأمر يتعلق بعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة كلها. ولكن الناس بحاجة إلى متنفس يخفف من همومهم.

والفنون تخدمهم من هذه الناحية، وعلينا الاستفادة من كل دقيقة نعيشها. لقد أمضينا عمرنا نتخبط في أزمات متلاحقة. فالعالم مرتبك والدنيا (خربانة) ولكن هذه الحالات موجودة دائماً. ولا يجب التأثر بها وإلا بقينا عاطلين عن العمل».

تتابع شويري أعمال الدراما وبينها «كريستال» الذي تقول عنه: «نلاحظ اليوم نوعية دراما جديدة أخرجتنا من النمط الكلاسيكي. و(كريستال) واحد منها فأنا معجبة جداً بأداء نجومه ولا سيما باميلا الكيك وستيفاني عطا الله. كما أحببت مسلسل (الغريب) للمخرجة صوفي بطرس. فقصته تخرج عن المألوف وكاميرا بطرس زادته تألقاً».

ومن الأعمال المسرحية التي لفتتها أخيراً «هايكالو» لعباس جعفر. «فاجأني عباس بموهبته اللافتةـ لم أتوقع الاستمتاع بمسرحيته إلى هذا الحد. أمضيت نحو 90 دقيقة من دون أن يتسرب الملل إلى قلبي».

أحدث أعمال كريستين شويري في عالم الدراما «عنبر 6» في جزئه الثاني. وتعلق: «إنها تجربة فريدة من نوعها من نواحٍ عدة. فلأول مرة أجسّد دور امرأة شريرة. فأتقمص شخصية المرأة السجانة. فهي متسلطة ولئيمة وجمع المال هدفها الأول والأخير. كما أنه من الأعمال المشتركة التي تجمع جنسيات عربية مختلفة. وهو ما طبع المسلسل بهوية عربية بامتياز، سيما وأن قصته تتوافق مع هذه الخلطة. فأحياناً تأتي الأعمال المشتركة من باب تسويقي. فيجتمع فيها ممثلون من هنا وهناك من دون تفسير منطقي لاختلاف جنسيتها. ولكن في (عنبر 6) وهو من إنتاج إيغل فيلمز، القصة تبرر هذه الخلطة».

أحدث أعمالها الدرامية {عنبر 6} (كرستين شويري)

وترى شويري أن لعب دور المرأة الشريرة ترجمته بأداء لم تتوقعه. «عندما نجسد شخصية بعيدة كل البعد عنا فإنها تحفز قدراتنا التمثيلية. فتخرج أحاسيس تخدم الدور من دون كبحها».

مشاركتها في أعمال عربية مختلطة ليست جديدة على شويري. فمنذ بداياتها عملت في مسلسلات سورية ومصرية. ولكن في «عنبر 6» مجموعة النجوم التي يتلقفها كانت كبيرة لا تشبه غيرها. «التقيت فيه الممثلة صبا مبارك صاحبة الأداء الرائع. وكذلك الأمر بالنسبة لسلاف فواخرجي وفاطمة الصفي. وفي هذا الجزء دخل العنصر الذكوري؛ إذ لم يكن موجوداً في الأول منه. وهو ما لوّن العمل بأسماء معروفة كنايف الظفيري وإيلي متري وفادي إبراهيم». عندي مشاعر مختلطة لا أستطيع وصفها والظروف التي نمر بها تزيدني قلقاً.


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».