جوان زيبق لـ«الشرق الأوسط»: التمرينات ضرورية للممثل وإلا أصابه الصدأ

تصف تجربتها في «كريستال» بأنها أنضجتها شخصياً ومهنياً

مع طاقم الممثلين في {كريستال} شكلوا عائلة واحدة (جوان زيبق)
مع طاقم الممثلين في {كريستال} شكلوا عائلة واحدة (جوان زيبق)
TT

جوان زيبق لـ«الشرق الأوسط»: التمرينات ضرورية للممثل وإلا أصابه الصدأ

مع طاقم الممثلين في {كريستال} شكلوا عائلة واحدة (جوان زيبق)
مع طاقم الممثلين في {كريستال} شكلوا عائلة واحدة (جوان زيبق)

تُعدّ الممثلة جوان زيبق وجهاً مُحبباً لدى المشاهد اللبناني، ويتابعه اليوم بحماس في شخصية «رفيف» في مسلسل «كريستال». سبق أن شاركت زيبق في أكثر من دراما لبنانية، وبينها «بروفا» و«زوجتي أنا» و«أصحاب تلاتي» و«ومشيت» وغيرها. ولكنها في «كريستال» أُعطيت الفرصة التي تنتظرها ضمن عمل درامي مشترك وبمساحة أوسع؛ فهي تواكب أحداث هذا العمل منذ حلقته الأولى حتى نهايته في الحلقة الـ90.

وفي شخصية «رفيف» التي تجسدها، تقدم دور الأخت الصغرى لعائلة مؤلفة من 4 بنات. وكونها تدرس المحاماة تُعد الأكثر وعياً واتزاناً بينهن، بحيث يركنّ إليها في الأوقات الصعبة والحرجة لا سيما المتعلقة بالعلم والقانون.

تطل في {كريستال} كواحدة من أبطاله (جوان زيبق)

بالنسبة لجوان، فإن «كريستال» ترك أثره الطيب عليها. «هناك تفاعل كبير نلمسه من الناس تجاه هذا المسلسل، وهو أمر لم نكن نتوقعه. تغمرني مشاعر الفرح في كل مرة ناداني أحدهم باسم شخصيتي (رفيف)».

مَن اختارها للقيام بهذا الدور؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «سبق أن شاركت في مسلسل (داون تاون)، وأعتقد أنني لفتّ نظر المنتج المنفذ فيه حمادة جمال الدين، فاقترح اسمي على مجموعة (إم بي سي) واقترن الاسم بالفعل».

تخبرنا جوان زيبق قصتها مع هذا الدور الذي عُرض عليها بعد نحو سنتين من الغياب عن المشاركة في عمل درامي. «كانت فترة صعبة؛ تراكمت فيها الأزمات في لبنان من خلال الجائحة والأوضاع الاقتصادية المتأزمة. فجاء عرض (كريستال) كشعاع أملٍ يدق بابي، ومعه عدتُ إلى العمل التمثيلي. ومما زاد من حماسي تعاوني مع واحدة من أكبر شركات الإنتاج في العالم العربي، ألا وهي مجموعة (إم بي سي) الإعلامية».

تقول جوان إن الممثلين بغالبيتهم ينتظرون الفرص المناسبة ليطلوا من خلالها على مشاهديهم. «هناك مواهب كثيرة، لا سيما من الجيل الجديد، تقبع في بيوتها، ولا فرص مناسبة تُعرض عليها. وربما يعود السبب إلى شركات الإنتاج التي تخاف المجازفة مع اسم جديد؛ فغالبية الشركات كونت فريقها التمثيلي مع أسماء معينة، مما قلَّل من إمكانية إعطاء فرص لممثلين جدد».

درست جوان زيبق إدارة الأعمال والتسويق، ولكنها، ومنذ كانت على مقاعد الجامعة، بدأت بالتمثيل. «لم أملك الوقت لدخول معهد أكاديمي أو جامعة الفنون. ولكني في المقابل خضعت لورش عمل في التمثيل مع أساتذة كبار، فتعاونت مع ميشال جبر ومارينال سركيس وحصدت الخبرة من تمارين مكثفة معهما؛ فالتمارين من شأنها أن تصقل مشوار الممثل، وتضعه على الخط المطلوب. ومن دون ورش العمل هذه والتمارين، فإن الممثل يصدأ. تماماً كلاعب كرة القدم أو السلّة أو أي رياضة أخرى؛ فهو بحاجة إلى تمارين مكثفة كي يبقي ذهنه وجسده بجهوزية كاملة لتقديم الأفضل».

وعن نقطة الضعف التي تعمل على تقويتها في أدائها التمثيلي، ترد: «أعتقد أن صوتي هو نقطة ضعفي، خصوصاً على موجاته العالية. أجتهد وأتمرن على دوزنته كي يخرج بالشكل المطلوب».

لطالما شعرت جوان بأنها تستحق أدواراً أكبر من التي سبق أن لعبتها. «لديَّ طاقة تمثيلية كبيرة لم أترجمها على الأرض. ولكن مع (كريستال) استطعتُ إحراز الفرق، وهو أمر لمسه المشاهد وسيتابعه مع بقية حلقات العمل. فـ(كريستال) زاد من نضجي الشخصي والمهني، وأنا سعيدة بذلك لأن تقنيتي التمثيلية تطورت معه».

تتلو جوان أسماء ممثلين تعلّمتْ منهم الكثير، أمثال عبد المنعم العمايري في «داون تاون»، وكذلك باميلا الكيك ومحمود نصر في «كريستال». «أستمتع بمراقبة أدائهم وأصغي لنصائحهم، فأتعلم منهم الكثير. ومع الأستاذ العمايري تعلمت أن أهدأ ولا أتسرع، فتخرج عفويتي بردات فعل يلزمها التأني. أما الأستاذ محمود نصر، هذا الممثل المحترف والجنتلمان بدرجات عالية، فأبهرتني تقنيته في التمثيل، ويعرف كيف يتعامل مع الكاميرا بشكل ممتاز».

وعن أكثر الممثلين الذين سرقوا انتباهها في «كريستال» وكانت تستمتع بأدائهم، ترد: «إنها من دون منازع باميلا الكيك. لقد طبعتني بأدائها المميز، وفي (كريستال) قدمت المختلف. حتى وأنا أشاهدها اليوم خلال عرض المسلسل أسجّل إعجابي الكبير بها».

خلال تصوير العمل في تركيا، تحولت علاقات الممثلين ببعضهم إلى عائلية. «كنا نعيش مع بعضنا لساعات طويلة وفي مكان واحد خلال التصوير أو الاستراحات. ربطتنا علاقة قوية لا تزال موجودة حتى اليوم؛ فأنا على اتصال دائم بلين غرة وأنجو ريحان ونلتقي دائماً».

تجربة السفر والعيش لوحدها في بلاد لا تعرف فيها أحداً زودتها باستقلالية كانت تجهلها من قبل. «البقاء نحو 9 أشهر بعيدة كل البعد عن كل حياتك العادية يدفعك لاكتشاف ذاتك. وأرى أن (كريستال) نقطة تحول في حياتي على الصعيدين المهني والشخصي».

تفاعلت جوان زيبق مع شخصيها «رفيف» إلى آخر حد. «تشبهني (رفيف) بحساسيتها ومشاعرها الفضفاضة؛ فهي حنونة وتحب المساعدة وتتفهم الجميع، ولكن الحب يصنع المعجزات. ولذلك سترون (رفيف) في الحلقات المقبلة تمر بسلسلة مواقف ستفاجئكم بها».

لم يسبق أن لعبت جوان زيبق دور الفتاة الشريرة، ولذلك يخطر على بالها دائماً أدوار من هذا النوع. «دوري في كريستال» لا يختلف عن طبيعة أدوار سبق أن قدمتها، وهي تدور في فلك الفتاة اللطيفة والحاضرة لتقديم المساعدة دائماً. ولكنني ما زلت في عمر الـ24، وأعتقد أن أمامي الوقت الكافي للانتقال من مرحلة إلى أخرى والتنويع في طبيعة الأدوار».

المعروف أن «كريستال» هو النسخة العربية لآخر تركي بعنوان «حرب الورود»؛ فهل ستحمل أحداثه مفاجآت أم ستبقى كما عرفناها في النسخة الأصلية؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لم أطلع على النسخة التركية من العمل. ولكنّ أحداثاً كثيرة تتغير في نسخته العربية، ولا أستطيع أن أخبركم بها كي لا تفقدوا حماس المتابعة. وما أريد قوله إن النسخ الدرامية، ولو كانت تنقل القصة ذاتها، تشهد اختلافات؛ فمع أداء الممثلين وكتابة (سكريبت) خاص بمجتمع عربي وما إلى ذلك من عناصر فنية أخرى تتغير. فأسلوب السرد يتبدل من دون شك بين راوي قصة وآخر، والأمر نفسه في عمل درامي معرب».

تشيد جوان زيبق بفريق التمثيل بأكمله في «كريستال». وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «تنجح شركة (إم بي سي) في خياراتها بعملية (الكاستينغ) لأبعد حد. وهو ما لاحظناه بأكثر من عمل معرَّب. وفي (كريستال) يجتمع كمّ من الفنانين الممتازين. وهو ما طبعه بنكهة لا تشبه نسخته الأصلية (حرب الورود)؛ فجميع أبطاله تُرفَع لهم القبعة بدءاً من باميلا الكك وستيفاني عطا الله ومحمود نصر وخالد شباط ولين غرة وغيرهم»

ومن ناحية ثانية، تستعد جوان زيبق للمشاركة في مسرحية من كتابة كفاح الزيني وإخراجه بالتعاون مع جوانا طوبيا. «إنها التجربة الأولى لي في عالم المسرح، وأستعد لها على أكمل وجه كي أكون على المستوى المطلوب. ومن المتوقَّع أن تُعرَض نهاية السنة الحالية، وأنا سعيدة بهذه النقلة في مهنتي».

تؤكد جوان أنها لا تنتمي إلى فريق درامي معين ضمن شركات إنتاج معروفة. وتتوقع أن تفتح مشاركتها بـ«كريستال» أبواب عمل واسعة لها: «أعتقد ذلك، لأن المسلسل مُشاهَد بنسب مرتفعة وتعرَّف الناس وشركات الإنتاج على طاقات تمثيلية واسعة». وتختم زيبق واصفة الأعمال المختلطة بأنها ترفع من منسوب العمل الدرامي العربي. «متفائلة بالدراما المحلية من دون شك، وأتمنى أن يتم دعمها كي تستطيع إبراز تطورها. ولكنني في الوقت نفسه أحبذ الأعمال المختلطة، لأنها ترفعنا كممثلين عرب مع بعضنا إلى مستويات أفضل، من ناحية الانتشار وتبادل الثقافات».



ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».