ارتفاع عدد مستخدمي «بلوسكاي» إلى 30 مليوناً

إقبال خاص من الباحثين والعلماء خلال مدة قياسية

جاي غرابر (غيتي)
جاي غرابر (غيتي)
TT
20

ارتفاع عدد مستخدمي «بلوسكاي» إلى 30 مليوناً

جاي غرابر (غيتي)
جاي غرابر (غيتي)

الانتقادات الكثيرة التي تطول راهناً منصّة «إكس» بسبب تحوّلها -في نظر البعض- إلى فضاء نقاش ملوّث بالنظريات التآمرية العنصرية، بعد وصول إيلون ماسك الذي تشهد شعبيته تدنّياً لافتاً، فتحت الطريق نحو ظهور منصّات جديدة.

كثيرون يصفون هذه المنصّات المنافسة بـ«الأخلاقية» أو «الفاضلة»، لأنها تدعو إلى تطبيق مبادئ المعاملة الأخلاقية التي ينّص عليها قانون الشبكة العنكبوتية بضمان احترام الخصوصية، وصحة المعلومات، وحرية التعبير، والمعاملة المنصفة للمستخدمين. وهذه، بالمناسبة، ليست المرة الأولى التي يظهر فيها تعبير «وسائل التواصل الاجتماعي الأخلاقية».

صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية كانت قد نشرت منذ أبريل (نيسان) الماضي موضوعاً بعنوان «مَن تكون وسائل التواصل الاجتماعي الأخلاقية التي توصي بها لجنة الشاشات لذوي الخمس عشرة سنة وما فوق؟». وورد في هذا الخبر أنه ضمن توصيات «لجنة الشاشات»، التي قدّمت للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلاصة دراسة أجراها باحثون في علم النفس والإعلام، دعوة هذه اللجنة جمهور المراهقين والشباب إلى استخدام وسائل تواصل اجتماعي «أخلاقية» لا تتضمن محتويات صادمة تسيء إلى الصحة العقلية للمستخدمين. وما يُذكر هو أن تقرير اللجنة اختتم قائمة التوصيات باقتراح منصّة «بلوسكاي» بوصفها الأقرب إلى هذه الأوصاف.

احترام «أخلاقيات المحاورة»

دومينيك بوليي، الباحثة في معهد العلوم السياسية «سيانس بو» في العاصمة الفرنسية باريس، أشادت أيضاً بـ«بلوسكاي» بوصفها منصّة بديلة لـ«إكس» لأنها «أكثر احتراماً لأخلاقيات المحاورة». ولقد كتبت في عمود بعنوان «تويتر مات... فلن نعيد ابتكاره من جديد»، جاء فيه ما يلي: «يجب تفضيل وسائل تواصل تسمح بمحادثات عفوية، ولا نريد لخوارزميات (تويتر) أن تفرض علينا المواضيع التي يجب أن نناقشها لأنها توافق أفكار إيلون ماسك العنصرية المتطرفة...».

بالنسبة إلى الباحثة الفرنسية تكمن المشكلة في نموذج هذه المنصّات الذي يجب إعادة النظر فيه. إذ من الخطأ عدّها مجرد أدوات تؤوي مضامين فحسب، لأنه حين يتسع نفوذها وتقع تحت سيطرة متطرّفين ستغدو وسائل دعاية وإعلام، ولذا يتوجّب على الحكومات ضبطها ومراقبتها عن كثب، وإذا ما ازداد نمو «بلوسكاي» فإنها قد تنتهج الطريق نفسه.

شعار «بلوسكاي»
شعار «بلوسكاي»

«بلوسكاي»... انطلاقة قوية

وحقاً، في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي سجّلت منصّة «بلوسكاي» عدد مستخدمين قياسياً وصل إلى 30 مليون مستخدم. والمذهل ما كان العدد في حد ذاته بقدر ما كان في السرعة التي تنامى بها هذا العدد، ذلك أن المعلومات التي صدرت عن صحيفة «تشالنج» الاقتصادية تفيد بأن عدد المستخدمين قفز من 10 ملايين في بداية انطلاقها يوم 16 سبتمبر (أيلول) 2023 إلى 10 ملايين مستخدم إضافي بعد مرور شهرين فقط. ثم في بداية يناير 2024 ارتفع إلى نحو 26.5 مليون، ومع نهاية الشهر إثر تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه، قفز العدد إلى 30 مليون مستخدم. بل كان تطبيق «الفراشة الزرقاء» قد شهد طفرات قوية حين سجّل فيه نحو 5 ملايين مستخدم بعد مضيّ ثلاثة أيام فقط من انضمام ماسك إلى إدارة ترمب الجديدة. ووفق «تشالنج»، شهد أيضاً تسجيل مليونين ونصف المليون مستخدم جديد بعد حظر استخدام «إكس» في البرازيل.

أكثر من هذا، أشادت الصحيفة الاقتصادية بالانطلاقة القوية للمنّصة الجديدة، مشيرةً إلى أنه على الرغم من عدد المشاركين الكبير في «إكس»، (400 مليون)، فإن «بلوسكاي» تنمو بسرعة فائقة مستقطبةً شخصيات مهمة في عالمي السياسة والإعلام.

أسباب الإقبال

كليمان ويميان، الصحافي الفرنسي المختص في وسائل الإعلام والتكنولوجيا، كتب في موضوع بعنوان «بلوسكاي: تويتر الجديد الذي يثير ضجّة على الشبكة» أنه «مجرد التأمل في شكل المنصّة يعطينا أحد أسباب الإقبال عليها دون غيرها، فهي نسخة طبق الأصل من (إكس)، (تويتر سابقاً)؛ بدءاً بتصميم المنشورات الذي يعتمد على المحتوى القصير أي الرسائل المصغَّرة، مع إمكانية إضافة الروابط كالصور والفيديوهات وعدد محدود من الأحرف (300 كحد أقصى)، إلى غاية الواجهة التي تضم الكثير من العناصر الوظيفية التي تذكّرنا بـ(تويتر)، كموجز الأخبار وملفات التعريف بالمستخدمين مع الصور والسيرة الذاتية وخيارات المتابعة».

وأردف: «(بلوسكاي) صُممت أيضاً لتشجيع النقاش المفتوح والعام؛ إذ يمكن للمستخدمين النشر والرد وإعادة النشر والتفاعل مع المنشورات على الحسابات العامة (...) وبالمناسبة، فإن وجود عناصر مشتركة بين (بلوسكاي) و(إكس) أمر طبيعي، إذا علمنا بأن مبتكرها مهندس البرمجيات جاك دورسي الذي هو نفسه المؤسِّس المشارك في منصّة «تويتر» سابقاً، ويعود تاريخ إنشائها إلى 2019. ولذا فهي بالنسبة إلى كثير من المستخدمين بمثابة المنّصة التي تعيدهم إلى (النسخة الأصلية) التي عرفوها عن (تويتر) في المراحل الأولى لانطلاقه عام في 2006».

أما صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية، فنقلت عن إميلي ليو، الناطقة باسم «بلوسكاي»، قولها: «بعكس المنصّات المغلقة الأخرى، فإن (بلوسكاي) تُعد شبكة اجتماعية مفتوحة تمنح المستخدمين الاختيار، وأيضاً تمنح صنّاع المحتوى الحرية، والمبدعين الاستقلال عن المنصات». والمعروف عن الشبكة أيضاً اعتمادها على خوارزميات تتبع خيارات المستخدم عكس ما يحدث في «إكس»، إذ تفرض الخوارزميات بعض المضامين وتغيِّب أخرى. ومن ميزات تطبيق «الفراشة الزرقاء» اعتماد المراقبة، والإشراف على التحكّم في المضامين، وتجنّب الدعاية، مما يضمن قدراً من الاستقلالية، على أن الوضع قد يتغيّر في المستقبل، إذا لجأ القيّمون عليها إلى الدعاية للتوسّع وإدارة العمليات.

هجرة الباحثين والعلماء

من جهة ثانية، لوحظ بشكل كبير ازدياد عدد مستخدمي «بلوسكاي» بين الباحثين والعلماء. إذ تبيّن أن كثرة منهم التحقت بالمنصة أخيراً، وهو ما كشفت عنه مجلة «نيتشر» الأميركية المتخصّصة في البحث العلمي من خلال نتائج استبيان أرسلته إلى قرائها في منتصف يناير الفائت، حيث تبيّن أن 70 في المائة منهم قد فتحوا حسابات فعلية على «بلوسكاي»، ونصفهم انتقل من «إكس» استياءً من الحملة التي شنّها الرئيس ترمب، بمساعدة ماسك، لقطع التمويل وطرد الموظفين العلميين. بعض المستبيَنة آراؤهم قالوا لـ«نيتشر» إن «بلوسكاي» هي حالياً المنصّة المثالية لأنها «خالية من الأخبار الزائفة وهجمات المستخدمين المتطرفّين المشككّين في التغيير المناخي، ولذا فإن 55 في المائة منهم يستعملونها لتبادل الأخبار العلمية».

أما في فرنسا، فقد التحق بالمنصة 30 ألف مستخدم جديد بعد حملة «هالو... كوايت إكس»، (مرحباً... اترك إكس)، التي نظّمتها مجموعة من الباحثين من «المعهد الوطني للبحث العلمي» بقيادة دافيد شافالياراس، وهو باحث في الرياضيات ومؤلف كتاب «كيف تتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي بآرائكم؟».

كان شافالياراس قد بدأ مع فريقه منذ امتلاك ماسك «إكس»، («تويتر» سابقاً)، التحضير لإطلاق تطبيق جديد يسمى «أوبن بورتابيليتي» الذي يسمح بترحيل حسابات مستخدمي «إكس» إلى «بلوسكاي» أو منصّة «ماستودون» مع الاحتفاظ بمتابعيهم. وفعلاً بدأوا في تنفيذ عمليات ترحيل الحسابات انطلاقاً من الجمعة 31 يناير الماضي، ومن المنتظر أيضاً التحاق 200 ألف ممّن يشكّلون العلاقات المرتبطة بهذه الحسابات في الأيام المقبلة.

الظاهرة ذاتها شهدتها كندا، حيث نظّم عدد كبير من الباحثين هجرتهم من «إكس» إلى «بلوسكاي». وأفاد موقع «لا بريس» الإخباري الناطق بالفرنسية بأن كل أساتذة معهد جراحة القلب بمدينة مونتريال انتقلوا إلى «بلوسكاي» من «إكس» بسبب مواقف ماسك.

منصّة بلا زعيم

أخيراً، في مهرجان «ساوث باي ساوث ويست» للتكنولوجيا الذي انعقد أخيراً في مدينة أوستن عاصمة ولاية تكساس الأميركية، لاحظ الجميع إطلالة جاي غرابر، مديرة «بلوسكاي» وهي ترتدي قميصاً (تي شيرت) كُتب عليه «عالم بلا قيصر»، بمعنى عالم من دون طاغية أو زعيم أو ثري يتحكّم فيها و يفرض آراءه. وكانت غرابر تهاجم ضمنياً مارك زوكربيرغ، مؤسّس «فيسبوك»، الذي ظهر قبل شهر مرتدياً قميصاً كُتب عليه «أن تكون قيصراً أو لا تكون»!


مقالات ذات صلة

«الأبحاث والإعلام» ضمن أفضل 15 شركة في السعودية لعام 2025

يوميات الشرق احتفال منسوبي «SRMG» بتصنيفها أحد أبرز أماكن البناء المهني في السعودية (الشرق الأوسط)

«الأبحاث والإعلام» ضمن أفضل 15 شركة في السعودية لعام 2025

صُنِّفت «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG) ضمن قائمة منصة «لينكد إن» لـ«أفضل 15 شركة في السعودية لعام 2025».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية باسل المعلمي تحدّث عن استراتيجيات «SRMG» الإعلامية أمام حشد من الحاضرين للجلسة (بشير صالح)

باسل المعلمي في منتدى الاستثمار: الرياضة أنقى أنواع المحتوى المحلي

شهد منتدى الاستثمار الرياضي مشاركة عدد من الشخصيات الإعلامية والتنفيذية التي ناقشت دور الإعلام الرياضي بوصفه أداة اقتصادية واستراتيجية وطنية.

سلطان الصبحي (الرياض) لولوة العنقري (الرياض)
رياضة سعودية جانب من الجلسة المخصصة للإعلام في منتدى الاستثمار الرياضي (بشير صالح)

عادل الزهراني في منتدى الاستثمار: الإعلام الرياضي «مؤثر»

أكد عادل الزهراني، وكيل الإعلام في وزارة الرياضة، خلال مشاركته في جلسة بعنوان «الإعلام الرياضي بين التحديات والطموحات»، أن هناك تحديات مستمرة تواجه الإعلام.

سلطانة آل سلطان (الرياض) لولوة العنقري (الرياض) سلطان الصبحي (الرياض)
يوميات الشرق مقر «المجموعة السعودية» في مركز الملك عبد الله المالي (الشرق الأوسط) play-circle 01:04

«الأبحاث والإعلام» تطلق «إس إم إس» للحلول الإعلامية

أطلقت «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG) «إس إم إس» للحلول الإعلامية، والتي تتيح التواصل مع أكثر من 170 مليون مستخدم حول العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
إعلام النائبة الجمهورية اليمينية مارغوري تايلور غرين (رويترز)

حرب ترمب على «الإعلام المعادي لأميركا» متواصلة

الحرب التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على وسائل الإعلام، منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه في ولايته الثانية، عدّها المراقبون استمراراً لحربه التي «انقطعت» ب

إيلي يوسف (واشنطن)

تساؤلات حول تملّك «إكس إيه آي» منصة «إكس»

شعار منصة "إكس" فوق أحد مبانيها في سان فرانسيسكو (رويترز)
شعار منصة "إكس" فوق أحد مبانيها في سان فرانسيسكو (رويترز)
TT
20

تساؤلات حول تملّك «إكس إيه آي» منصة «إكس»

شعار منصة "إكس" فوق أحد مبانيها في سان فرانسيسكو (رويترز)
شعار منصة "إكس" فوق أحد مبانيها في سان فرانسيسكو (رويترز)

أثار إعلان رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، استحواذ شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي» على منصة «إكس» تساؤلات عدة بشأن الهدف من الاستحواذ، وتأثير ذلك على دقة المعلومات. ومردّ التساؤلات التقارير التي تشير إلى انتشار المعلومات المضللة على منصة «إكس»، ما عدّه خبراء «تحدّياً» يواجه دقة المعلومات المولَّدة بالذكاء الاصطناعي.

«إكس إيه آي» استحوذت على منصة «إكس» في صفقة قيمتها 33 مليار دولار، ما من شأنه تعزيز قدرة «إكس إيه آي» على تدريب روبوت الدردشة الخاص بها المعروف باسم «غروك».

ولقد كتب ماسك، في منشور على «إكس»، أخيراً، «مستقبلاً (إكس إيه آي) و(إكس) مترابطتان. اليوم، نتخذ رسمياً خطوة دمج البيانات والنماذج والحوسبة والتوزيع والمهارات». وأضاف أن «الدمج يقيِّم (إكس إيه آي) عند 80 مليار دولار و(إكس) عند 33 مليار دولار». وتابع أن «عملية الاستحواذ من شأنها فتح إمكانات هائلة من خلال جمع قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وخبرة (إكس إيه آي) مع الانتشار الواسع النطاق لمنصة (إكس)». ومعلوم أن عدد مستخدمي «إكس» يربو حالياً على 600 مليون مستخدم.

ماسك كان قد أطلق «إكس إيه آي» عام 2023 بعد الجدل الذي صاحب إطلاق شركة «أوبن إيه آي» برنامج الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» بنهاية عام 2022.

وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» علّقت ليلى دومة، الباحثة الجزائرية في علوم الإعلام والاتصال، بالقول إن استحواذ شركة الذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي» على منصة «إكس» يأتي «انعكاساً لطموح مالكهما، إيلون ماسك، الرامي لتعزيز تكامل الذكاء الاصطناعي في الحياة الرقمية اليومية». وأردفت: «هذه الخطوة قد تتيح فرصاً مثيرة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تستفيد من التفاعل المباشر مع المستخدمين، لكنها في الوقت نفسه تطرح تحدّيات كبيرة، خصوصاً فيما يتعلق بدقة المعلومات وموثوقيتها».

وأوضحت أن «القلق الأكبر بهذا الشأن يتعلق بتأثير انتشار المعلومات المضللة على منصة (إكس)... ذلك أنه منذ استحواذ ماسك على (إكس) لاحظ الكثيرون زيادةً في المحتوى غير الموثوق».

ومن ثم شرحت دومة أنه «ما لم تتوافر آليات واضحة لضبط جودة البيانات المستخدَمة في تدريب الذكاء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك إلى نماذج غير دقيقة أو حتى متحيزة». واستطردت: «وثمة جانب آخر لا يمكن تجاهله، هو الخصوصية. فإذا كانت (إكس) ستعتمد على بيانات المستخدمين، فسيكون من الضروري أن تلتزم بمعايير واضحة تحمي حقوق الأفراد، خصوصاً بوجود قوانين صارمة مثل اللائحة العامة لحماية البيانات». كما رهنت دومة نجاح هذا الاستحواذ بـ«مدى قدرة (إكس إيه آي) على تحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية... فإذا لم تُعالَج التحديات بجدّية فقد تتحوَّل هذه الخطوة إلى مصدر قلق بدلاً من أن تكون تطوراً إيجابياً في مجال الذكاء الاصطناعي».

يُذكر أن ماسك كان قد امتلك «تويتر» (إكس حالياً) مقابل 44 مليار دولار في أواخر عام 2022، واستخدم شبكة التواصل الاجتماعي هذه لدعم حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية. وبالفعل، تعرَّضت «إكس» أخيراً إلى انتقادات إثر قرارات ماسك التي «أسهمت في ازدياد نشر المعلومات المضللة»، بحسب مراقبين.

محمد فتحي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، أشار من جهته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ماسك يرى أن مستقبلي الشركتين (إكس إيه آي، وإكس)، «متشابكان». وأوضح أن «ماسك يهدف من خلال الاستحواذ إلى دمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لـ(إكس إيه آي) مع الانتشار الواسع النطاق لمنصة (إكس)، كما يهدف إلى إنشاء تطبيق تكاملي يجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، والخدمات مالية».

وتابع فتحي أن «(إكس إيه آي) تعتمد في تطوير برنامج الدردشة الآلي (غروك) على بيانات منصة (إكس)، ما يجعل الاستحواذ خطوةً منطقيةً لتعزيز قدرات البرنامج، وهذا بالإضافة إلى أن هذه الخطوة تعدّ مناورةً من ماسك لتحسين وضعه المالي، من خلال الاستفادة من التقييمات المتزايدة لشركات الذكاء الاصطناعي».

وفيما يتعلق بانتشار «المعلومات المضللة»، قال فتحي: «هذا يشكل تحدياً كبيراً أمام أنظمة الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن أن تؤدي تغذية هذه الأنظمة ببيانات غير دقيقة إلى توليد معلومات مضللة، وبالنظر إلى اعتماد (غروك) على بيانات (إكس)، فإن وجود عدد كبير من المعلومات المضللة على المنصة قد يؤثر سلباً على دقة المعلومات التي يولدها البرنامج». وأردف قائلاً: «إن ضمان دقة المعلومات المولَّدة بالذكاء الاصطناعي يتطلب اتخاذ إجراءات تَحقُّق من صحة البيانات المستخدَمة في تدريب الأنظمة، وتنفيذ آليات للكشف عن المعلومات المضلّلة، وتصفيتها».