المنتدى الإعلامي العربي للشباب يدعو للاستثمار في طاقات الجيل الجديد وتطوير قدراتهم الإبداعية

«القمة» تنطلق اليوم بحضور 4 آلاف مشارك وتناقش الاتجاهات التكنولوجية الجديدة في القطاع

جانب من إحدى جلسات المنتدى العربي الإعلامي للشباب في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من إحدى جلسات المنتدى العربي الإعلامي للشباب في دبي (الشرق الأوسط)
TT

المنتدى الإعلامي العربي للشباب يدعو للاستثمار في طاقات الجيل الجديد وتطوير قدراتهم الإبداعية

جانب من إحدى جلسات المنتدى العربي الإعلامي للشباب في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من إحدى جلسات المنتدى العربي الإعلامي للشباب في دبي (الشرق الأوسط)

دعا المنتدى الإعلامي العربي للشباب ضرورة الاستثمار في طاقات الشباب، وتشجيعهم على استخدام قدراتهم الإبداعية والتكنولوجية لتطوير المحتوى الإعلامي العربي، مما يسهم في تشكيل مستقبل أفضل، وأشار المشاركون إلى ضرورة إعطاء الشباب فرصة للتعبير عن أفكارهم وتشكيل مستقبل الإعلام.

وأكد متحدثون في المنتدى الذي حضره الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، والذي يعد افتتاحاً لأعمال «قمة الإعلام العربي 2024»، والتي ينظّمها نادي دبي للصحافة، إلى الحاجة لمواءمة النتائج التعليمية مع متطلبات سوق العمل ودعم المبادرات الشبابية الإبداعية.

وقال الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب في دولة الإمارات في الجلسة التي حملت عنوان «طموح الشباب»، إن المنتدى يمثل فرصة نموذجية للقاء جموع شابّة ملهمة لتبادل الأفكار والخبرات من أجل إعداد الشباب ليكونوا قادة ومبتكرين، وتسعى لتجسيد طموحات أوطانهم.

ولفت إلى ضرورة الاستثمار في طاقات الشباب، وتشجيعهم على استخدام قدراتهم الإبداعية والتكنولوجية لتطوير محتوى إعلامي يسهم في تشكيل مستقبل أفضل، ويعكس الثقافة والقيم الأخلاقية العربية القائمة على السلام والتعايش.

ودعا النيادي الشباب العربي ليكونوا رواداً في فضاء الإعلام الرقمي، وأن يعملوا على تحقيق التغيير الإيجابي والمستدام، مؤكدا أن دورهم «حاسم» في صياغة الاتجاهات وتحديد مسارات التطور بما يملكونه من ملكات الإبداع والابتكار، ليسهموا في إثراء المشهد الإعلامي بفكرهم الواعي وإدراكهم لمتطلبات بناء أسس غدٍ أكثر إشراقاً.

ولفت وزير الدولة لشؤون الشباب إلى أن دور الشباب في ابتكار إعلام المستقبل لا يقتصر على مجرد تبني التكنولوجيا الحديثة، بل يتعداها إلى تشكيل رؤية جديدة للإعلام، وتقديم محتوى مؤثر يمنح أفراد المجتمع الإيجابية، ويُلهمهم ليكونوا مشاركين في تحقيق الإنجازات، مشيراً إلى أن التواجد الكبير للشباب على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية يمنحهم القدرة على توجيه رسائلهم وآرائهم بسهولةٍ وتأثيرٍ كبيرين.

الاستثمار في الشباب

وشدد على أهمية دعم الشباب وتشجيعهم على المشاركة الفعّالة في صناعة المحتوى الإعلامي الداعم للتوجهات التي تخدم في بناء مجتمعات طموحة ومتماسكة، كون الشباب يمثلون محرك التغيير نحو عالم أكثر تطوراً وتنوعاً.

من جهتها قالت منى المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، إن إطلاق قمة الإعلام العربي يعكس المكانة الرائدة التي تتميز بها دبي كحاضرة للإعلام والإعلاميين، بل وللمبدعين في شتى المجالات، وقالت إن تصدر المنتدى الإعلامي العربي للشباب أعمال القمة مع انطلاقها ما هو إلا تأكيد على مدى الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات ودبي بفئة الشباب.

وكانت الدكتورة ميثاء بوحميد، مدير نادي دبي للصحافة، كشفت في كلمتها الافتتاحية عن مبادرة مهمة إطلاق «إبداع – جائزة الإعلام للشباب العربي» إحياءً للجائزة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في العام 2001، وحملت آنذاك اسم «جائزة إبداع لطلاب الإعلام»، تأكيداً لحرص دبي على إيجاد المحفزات اللازمة للشباب لتطوير قدراتهم الإبداعية في مجال العمل الإعلامي.

وكشفت عن فئات الجائزة والتي ستضم سبع فئات هي: فئة التصوير الفوتوغرافي، فئة ⁠البودكاست، ⁠فئة الفيديو القصير، فئة الألعاب الإلكترونية، فئة الانميشن، ⁠فئة الجرافكس وفئة التقارير الصحافية.

وأضافت الدكتورة بوحميد إلى اتساع مساحة التحولات الإعلامية في المنطقة في حين زادت سرعة المتغيرات العالمية على كافة الأصعدة، فيما ظل الثابت الوحيد في معادلة التغيير سريعة الوتيرة هو الشباب، والذين وصفتهم بأنهم عنوان المرحلة وأساس المستقبل.

ونبّهت الدكتورة ميثاء بوحميد إلى اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، ما دعا إلى سرعة المبادرة لأخذ زمام المبادرة بالسعي إلى توحيد الجهود من أجل تلبية طموحات خريجي الإعلام والشباب في كافة القطاعات الإبداعية، مؤكدة الانحياز الكامل لهذه الفئة المهمة ولما تحمله من أفكار مبدعة من شأنها إحداث نقلات نوعية حقيقية في المجال الإعلامي.

يذكر أن قمة الإعلام العربي 2024 هي المظلة التي تجمع أربع فعاليات إعلامية هي: «المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، و«منتدى الإعلام العربي»، والذي تنطلق فعاليات دورته الـ22 غداً الثلاثاء، و«جائزة الإعلام العربي» بنسختها لـ23 ويقام حفل توزيع جوائزها غداً الثلاثاء 28 مايو (أيار) و«جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب» في نسختها الرابعة، ويأتي حفل توزيع جوائز فئاتها المختلفة في ختام القمة وضمن ثاني أيام منتدى الإعلام العربي يوم الأربعاء 29 مايو الجاري.

ويشارك في القمة نحو 4000 من الإعلاميين، يتقدمهم عدد من الساسة والقيادات الإعلامية العربية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، وكبار الكتاب والمفكرين في العالم العربي، ورموز العمل الإعلامي.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية الإمارات والأردن يبحثان تداعيات اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى

الخليج الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء في الإمارات ووزير الخارجية مع أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية الإمارات والأردن يبحثان تداعيات اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات ووزير الخارجية، مع أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني…

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية تتابع إجراءات تعويض أهالي «رأس الحكمة»

شدد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، على «تسريع خطة تسليم الأراضي البديلة، وتحديد ملكية كل مستحق ممن سيتم تعويضهم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد جانب من العاصمة أبوظبي (الشرق الأوسط)

الإمارات تُدخِل تعديلاً على قانون غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتنظيمات غير المشروعة

يأتي مرسوم التعديل في القانون في إطار استراتيجية البلاد لحماية النظام المالي المحلي، من خلال تطبيق أكفأ الأنظمة لمكافحة هذه الجرائم.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج الإمارات لمحاكمة عصابة إجرامية روعت ضحاياها

الإمارات لمحاكمة عصابة إجرامية روعت ضحاياها

أمر النائب العام في دولة الإمارات، المستشار الدكتور حمد الشامسي، بإحالة عصابة إجرامية منظمة روعت ضحاياها إلى المحاكمة، أمام دائرة أمن الدولة بمحكمة أبوظبي

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج علم الإمارات (رويترز)

الإمارات تُحيل عصابة إجرامية للمحاكمة الجنائية روّعت الضحايا وجمعت إتاوات

قالت الإمارات إن النائب العام، المستشار الدكتور حمد الشامسي، أمر بإحالة عصابة إجرامية منظمة إلى المحاكمة، أمام دائرة أمن الدولة بمحكمة أبوظبي الاتحادية…

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«صدمات الإنعاش» لا تنعش الصحافة الورقية الأردنية

صحف إردنية (غيتي)
صحف إردنية (غيتي)
TT

«صدمات الإنعاش» لا تنعش الصحافة الورقية الأردنية

صحف إردنية (غيتي)
صحف إردنية (غيتي)

فقدت الصحافة الورقية الأردنية خلال السنوات العشر الأخيرة، صدارتها في صناعة الرأي العام المحلّي بعدما توسعت رقعة الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، مع تراجع مقابل لعوائد الإعلان التجاري الورقي الذي يؤشر مستثمرون على تراجعه بنسبة لا تقل عن 60 في المائة.

ورغم «صدمات الإنعاش» المالية العديدة، التي حاولت الحكومات المتعاقبة في الأردن توجيهها للصحف الورقية، خاصة التي تمتلك مؤسسات حكومية فيها حصصاً بوصفها شركات مساهمة عامة، فإن التضخّم الإداري لتلك المؤسسات الصحافية واعتمادها على الإيرادات الحكومية من دون أن تشكل منصاتها الرقمية منافساً جادّاً، تسببا في «تراجع التأثير». وهنا، لا ينفصل عن الصورة الكاملة أيضاً «حجم الرقابة» على أداء هذه المؤسسات، ما أفضى إلى تراجع مؤشر الحريات الصحافية، وفقاً لتقارير رصدية محلية عديدة ودولية.

الدكتور عمر الرزاز (رويترز)

جائحة «كوفيد - 19» أثرت سلباً

الواقع أنه منذ جائحة «كوفيد - 19». تراكمات أزمات الصحف الورقية، ولقد أمر رئيس الوزراء الأردني السابق عمر الرزّاز في مارس (آذار) 2020 بوقف طباعة الصحف والاكتفاء بالنشر الرقمي نتيجة تفشي «كوفيد - 19». قبل أن تعاود الصدور في يونيو (حزيران) من العام ذاته. إلا أن أثر هذا الانقطاع امتد لسنتين بسبب اشتراك المؤسسات الصحافية في برامج سميت بـ«استدامة»، وهي برامج طبقتها الحكومة على ما أسمته «القطاعات الأكثر تضرّراً»، تحمّلت فيها الكوادر الصحافية الأردنية في المؤسسات الثلاث اليومية الكبرى اقتطاعات مالية غير مسبوقة.

وبالتوازي، طالما شكّلت مطالبات المؤسسات الصحافية الحكومة بإعادة برمجة الدعم المالي لها في عهد حكومة بشر الخصاونة، وكانت حكومة هاني الملقي (2016 - 2018) قد اتخذت قراراً برفع سعر الإعلان الحكومي الورقي في 2017 بنسبة 120 في المائة للكلمة (من 25 قرشاً للكلمة إلى 55 قرشاً)، وكذلك الحال في عهد حكومة الخصاونة عام 2022 وتحديداً في شهر أكتوبر (تشرين الأول) حيث قرر مجلس الوزراء، رفع سعر الإعلان الحكومي مرة أخرى ليصبح ديناراً أردنياً للكلمة الواحدة في الإعلان.

وخلال النقاشات المتواصلة بين الحكومة وإدارات الصحف الورقية، تعددت مطالبات دعمها بين زيادة الإعلانات الحكومية عدا عن إعلانات التبليغات القضائية التي تستفيد منها غالبية الصحف الورقية الكبرى والصغيرة، وبين من طالب بتخصيص صندوق وطني لدعم الصحافة الورقية، إلا أن هذه المطالبة اصطدمت بتوّجه الحكومة لوضع معايير للاستفادة من مخصصات هذا الصندوق، وهو ما قوبل من المؤسسات بالرفض بحسب مصادر مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط»، بدعوى الحاجة إلى «جهات مستقلة لوضع المعايير».

الدكتور بشر الخصاونة (د.ب.أ)

رواتب الصحافيين تفاقم الأزمة

في خضم كل ذلك، تشهد بعض هذه المؤسسات الصحافية، تعثراً في صرف الأجور الشهرية للعاملين، في بلد بلغ معدل التضخم فيه لشهر مايو (أيار) الحالي 2024 نحو 1.8 في المائة. وللعلم، لم تخل السنوات الماضية من تنفيذ قرارات تسريح وفصل تعسفي، بينما تتفاعل المعضلة الحقيقية المتعلقة بانتقال الصحف الورقية من خانة صناعة الخبر والرأي العام، إلى خانة نقل الخبر وملاحقته.

وباستثناء الإعلام الرسمي المموّل من الخزينة العامة، دخل الصحافيون على حسابات خط الفقر بعد توقف دخلهم، وتعثرهم في سداد مديونياتهم لصالح البنوك، وغيرها من مؤسسات الإقراض. وهذا حال كثيرين من زملاء المهنة الذين لم يجدوا دعماً من نقابتهم لتستمر معاناتهم وتداعياتها حتى يومنا هذا، بل إن نقابة الصحافيين الأردنيين قرّرت هذا العام تسجيل دعوى قضائية على عدة مؤسسات إعلامية وصحافية مختلّفة عن تسديد التزاماتها للنقابة منذ سنوات، وهي التزامات فرضها قانون نقابة الصحافيين، بتوريد ما نسبته 1 في المائة من أرباح هذه المؤسسات من الإعلان التجاري للنقابة، عدا عن الاشتراكات المالية السنوية.

وفي هذا الصدد، يشير التقرير المالي والإداري لنقابة الصحافيين الصادر في أبريل (نيسان) 2024. عن السنة المالية السابقة، إلى أن إيرادات النقابة الإجمالية قد بلغت في 2023 فقط 376 ألف دينار، يضاف لها من عوائد الـ«1 في المائة» نحو9 آلاف دينار أردني الواردة لها من المؤسسات الصحافية عن هذه النسبة. وبيّن التقرير أن الديون المتراكمة على الصحف اليومية كإيرادات غير متحصلة تحت بند الـ«1 في المائة»، قد بلغ مجموعها مليون و669 ألف دينار أردني.

نذكر هنا أن عدد الصحف اليومية في البلاد يبلغ الآن ست صحف هي: «الدستور»، وهي أقدم صحف المملكة، و«الرأي» و«الغد» و«الأنباط» و«صدى الشعب» و«نبض البلد»، وهذه الصحف تتوقف عن الطباعة يومي الجمعة والسبت، سعياً وراء تخفيض أكلاف الطباعة مع استمرار عمل منصاتها الإلكترونية، غير أن بعض الصحف الورقية ما تزال تُبالغ في طباعة عدد الصفحات والملاحق على حساب المحتوى الجاذب.

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة

يقول رئيس تحرير أسبق لإحدى الصحف اليومية إلى «الشرق الأوسط»، فضل إغفال اسمه، إن أزمة الصحافة الورقية كانت «بخذلان الحكومات لها». وفي ذروة قوة الصحف اليومية، عندما كانت تطبع عشرات الآلاف من نسخها وتجني أرباحها بفعل الإعلانات التجارية والاشتراكات، كانت حكومات تستخدمها «لترويج سياساتها، حتى لو على حساب مؤشر الثقة لدى جمهور القراء».

ثم يضيف قائلاً إنه بلغ الأمر في زمن حكومات ليست بعيدة بأنها «عيّنت أرقاماً زائدة على اللزوم من كوادر الصحف اليومية، بل وعيّنت كذلك قيادات صحافية وتدخلت في مساحات النشر، وكان مقص الرقيب الرسمي مسلطاً على رقاب رؤساء تحرير والقيادات الصحافية». ويستطرد: «... وكانت بعض الحكومات تُرسل مقالات تُبجل سياساتها بأسماء مستعارة ووهمية». ويؤكد رئيس التحرير الأسبق أن كل تلك التدخلات كانت على حساب مصداقية ما تنشره الصحف شبه الرسمية، وأنه بعد «الربيع الأردني» عام 2011 بدأ مؤشر الثقة بمضامين الصحف الورقية بالانخفاض، ولم تهتم الحكومات بانخفاض معدل إيرادات الصحف من الإعلانات التجارية، بسبب قلة إقبال القراء على شرائها أو الاشتراك بها.

وحقاً تشير دراسة بحثية علمية، كانت الأولى من نوعها، وأعدها معهد الإعلام الأردني (معهد متخصص في منح درجة الماجستير في الإعلام) عام 2022. إلى تراجع حاد في متابعة الأردنيين للصحف الورقية كمصدر للأخبار وبما نسبته 2 في المائة فقط. في حين أشارت الدراسة التي نُفّذت على عيّنة ممثلة لمحافظات المملكة، حجمها 1800 شخص، إلى أن القنوات التلفزيونية تتمتع بترتيب متقدّم في اعتماد الجمهور عليها في الوصول إلى الأخبار، وهي الأكثر ثقة ومصداقية في أخبارها، بل حققت القنوات التلفزيونية العامة المصداقية الأعلى بين وسائل الإعلام كافة.

كذلك أوضحت الدراسة، أن هناك تراجعاً كبيراً في الاعتماد على الصحافة اليومية، كما أن هناك تراجعاً في ثقة الجمهور بالوظيفة التفسيرية والتحليلية للشؤون العامة الأردنية، وذلك وفق عدد المتابعين ومستوى الثقة بما يُطرح في الإعلام من آراء وتحليل. ومن ناحية أخرى تبين أن شبكات الإعلام الاجتماعي، وتحديداً «فيسبوك»، باتت تعدّ المصدر الأول للأخبار لدى الأردنيين، وإن كانت في الوقت نفسه الأقل ثقة ومصداقية.

ومع أن حكومة هاني الملقي (2016 - 2018) والحكومة الحالية قررتا زيادة سعر الإعلان الحكومي في الصحف، فإن هذا القرار لم يحقق نقطة التعادل في الإيرادات والنفقات في المؤسسات الصحافية، لا سيما أن بعضها قد تراكمت ديونه وبيعت أصوله، ولم تنجح المبادرات في التحول الرقمي من تخفيض كلف الورق والحبر والطباعة. والواقع أن «الشرق الأوسط» تحتفظ بأرقام مديونيات صحف لم تأخذ الإذن في نشرها.

أزمة مصطلحات وتعريفات

في أي حال، يعمل راهناً في المملكة نحو 19 محطة فضائية و39 إذاعة، وكذلك 156 موقعاً إخبارياً على الفضاء الإلكتروني، من بينها 18 موقعاً مرخصاً لأحزاب سياسية. ولكن كل هذا وسط تراجع ملحوظ لمتوسط مداخيل الصحافيين، كما يغلب طابع التغطية الخدماتية على محتوى هذه المؤسسات، بدلاً من مساءلة السلطات العامة وانتقاد سياساتها.

أيضاً، لا يوجد تعريف محكّم لمفهوم الإعلام الرسمي والمستقل في البلاد، فمعظم الصحف تكاد تتشابه في عناوينها ومضامينها وفق مراقبين، وسط غياب «لافت» لمقالات الرأي، التي كانت تؤثر نسبياً في المزاج العام. وباستثناءات محدودة قد يكون كتّاب الرأي المتفاعلون غائبين عن ورق الصحف اليومية، وذلك إما بسبب عدم تخصيص مخصصات لهم أو التعثر في دفع الرواتب، أو لتراجع سقوف الحريات وسط تعدد أزمات الصحافة الورقية، وتنامي الأذرع الإعلامية «الرسمية الموجهة» على حساب الإعلام المستقل. ومن ثم، أصبحت معايير التجربة الأردنية المهنية، وخاصة الإعلام الاستقصائي غير حاضرة في ملفات مهمة.

وختاماً، يمكن القول إن الحاصل لدى جمهور النخب التقليدية في الأردن، هو أن الصحافة الورقية - وحتى المحتوى الخبري - صارت مرهونة بالكامل لمرجعيات رقابية، على حد وصف مراقبين، تسمح لها بالبقاء لكنها لا تسمح لها بالانتعاش. وبالتوازي، ترفض قيادات الصحف رفع صوتها بعيداً عن الخط الرسمي، الذي يلزمها السير ضمن خطوط مرسومة مسبقاً.