ظهور الكاتب المصري يوسف زيدان على الشاشة الرسمية يثير أزمة في دمشق

حذف فيديو البرنامج من المواقع والتحقيق مع المعدين بتهمة التطبيع

الكاتب يوسف زيدان
الكاتب يوسف زيدان
TT

ظهور الكاتب المصري يوسف زيدان على الشاشة الرسمية يثير أزمة في دمشق

الكاتب يوسف زيدان
الكاتب يوسف زيدان

أثار ظهور الكاتب والباحث المصري، يوسف زيدان، على شاشة قناة «الإخبارية السورية» الرسمية، حملة استنكار في أوساط الإعلام الرسمي وصلت إلى طاولة رئاسة مجلس الوزراء السوري في أول اجتماع له بعد عطلة عيد الأضحى.

ومع أن قناة «الإخبارية السورية» أصدرت بياناً اعتذرت فيه عن استضافة زيدان، وحذفت المقابلة من معرفاتها على الإنترنت، إلا أن مجلس الوزراء كلف وزير الإعلام «تشكيل لجنة فنية متخصصة مهمتها التدقيق في المعلومات المثارة حول الأمر، واتخاذ ما يلزم في حال ثبوت وجود تقصير أو خلل»، على حد تعبير البيان، الذي قال: إن مجلس الوزراء تناول في جلسته ما أثير حول «استضافة إحدى القنوات الإعلامية الوطنية شخصية مشبوهة بفكرها وآرائها حيال العلاقات مع العدو الإسرائيلي».

حساب «الإخبارية السورية» (تويتر)

وتابع البيان، أنه «تم التأكيد على الثوابت الوطنية فكراً وسلوكاً تجاه العدو الإسرائيلي المحتل، والتأكيد على البعد الوطني والقيمي للمؤسسات الوطنية الإعلامية». وتقرر نتيجة النقاش تكليف وزير الإعلام تشكيل لجنة فنية متخصصة مهمتها التدقيق في المعلومات المثارة حول الأمر، واتخاذ ما يلزم في حال ثبوت وجود تقصير أو خلل، على حد تعبير البيان.

ولم يذكر بيان مجلس الوزراء صراحة، اسم الكاتب المصري يوسف زيدان، الذي ظهر على الشاشة الرسمية مؤخراً. وأدى ذلك إلى شنّ حملة انتقادات بدأها المدير السابق للقناة، مضر إبراهيم، الذي دعا إلى فتح تحقيق في استضافة «الإخبارية السورية»، ما أسماه «أبرز وجوه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي». عادّاً موضوع الحلقة من برنامج «جذور» الذي استضاف زيدان «تطبيعياً».

توضيح من «الإخبارية السورية»

ورداً على تلك الاتهامات، حذفت القناة حلقة البرنامج التي تم بثها في 24 يونيو (حزيران) الماضي، وأصدرت بياناً أوضحت فيه أن حلقة البرنامج «لم تتطرق لأي عبارة أو تلميح للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي»، وأكدت «عدم ورود أي عبارة تخالف الثوابت الوطنية السورية». كما تعهدت القناة بأنها «ستكون أكثر دقة في اختيار ضيوف برامجها».

ورأى أمين السر العام لاتحاد الصحفيين، يونس خلف، أن الإعلام الرسمي بأيدٍ «غير أمينة»، وأن بيان قناة «الإخبارية السورية»، هو «ترحيل للمسؤوليات وطمس حقيقة الخطأ الاستراتيجي الذي حصل، وهو استضافة يوسف زيدان الذي وصفه بـ«المتصهين الموسادي».

وهاجم قناة «الإخبارية» بسؤال: «هل الحل أو المحاسبة أو أي إجراء مطلوب يتوقف على أن تكونوا أكثر دقة في اختيار الضيوف؟ كم من مدير ومذيع أعفي نتيجة خطأ بسيط أو بسبب مزاج صاحب القرار أو نتيجة كيدية. لماذا لم يُقَل لهم كونوا أكثر دقة في المستقبل». واتهم خلف القناة بالاستخفاف بالعقول وبقضايا «استراتيجية تمس الثوابت الوطنية».

يذكر أنه سبق وأحال اتحاد الكتاب بمصر الكاتب يوسف زيدان، للتحقيق معه في تهمة التطبيع؛ ما دفع زيدان إلى تقديم استقالته من الاتحاد. نافياً الاتهامات الموجهة إليه ببيان أكد فيه، عدم الإعلان عن رغبته في زيارة «كيان الاحتلال». وإن ما قيل عن تراسل مع جامعة إسرائيلية لعمل محاضرات في تل أبيب، «كذب رخيص وادعاء فاجر». مبيناً أنه لم يحدث أن تراسل أو تلقى رسالة من أي جهة أو شخص في «كيان الاحتلال».



الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
TT

الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)

يبدو أن انتخابات الرئاسة الأميركية، التي أُجريت يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عزّزت مكانة منصة «بلوسكاي» منافساً رئيساً لـ«إكس»، ما أثار تساؤلات بشأن مستقبل المنصتين، ولمَن ستكون الغلبة في سباق منصات التواصل الاجتماعي للتنافس على زيادة عدد المستخدمين. وفي حين عدّ خبراء حاورتهم «الشرق الأوسط» أن «بلوسكاي» قد تكون «بديلاً» لـ«إكس»، فإن هؤلاء توقّعوا أن هذا التغير قد يحتاج لسنوات.

من جهتها، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية بأن منصة «بلوسكاي» شهدت زيادة مليون مستخدم جديد خلال الأسبوع الذي أعقب الانتخابات الأميركية، وعلّقت قائلة «في الوقت الراهن يبحث بعض مستخدمي (إكس) عن منصة بديلة للتفاعل مع الآخرين ونشر أفكارهم». أما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فأوردت في تقرير نشرته منتصف الشهر الحالي، أن كثيراً من المستخدمين «يسعون الآن للهروب من (إكس)، وسط تحذيرات من زيادة خطاب الكراهية والمعلومات المضلّلة على المنصة». وحقاً، وفق «بلوسكاي» ارتفع عدد مشتركيها «من 10 ملايين في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 16 مليون مستخدم حالياً».

رائف الغوري، المدرّب والباحث المتخصّص في الذكاء الاصطناعي التوليدي، أرجع ازدياد الإقبال على منصة «بلوسكاي» إلى «فقدان منصة (إكس) مكانتها تدريجياً». وأردف أن جاك دورسي نقل الخبرات والتجارب الناضجة لـ«تويتر» سابقاً و«إكس» عند تأسيس «بلوسكاي»، ما منح المنصة «عناصر قوة تظهر في مزايا اللامركزية، والخوارزميات التي يستطيع المستخدم أن يعدلها وفق ما يناسبه». وتابع: «انتخابات الرئاسة الأميركية كانت من أهم التواريخ بالنسبة لبلوسكاي في ظل ازدياد الإقبال عليها».ولذا لا يستبعد الغوري أن تصبح «بلوسكاي» بديلاً لـ«إكس»، لكنه يرى أن «هذا الأمر سيحتاج إلى وقت ربما يصل إلى سنوات عدة، لا سيما أن بلوسكاي حديثة العهد مقارنة بـ(إكس) التي أُسِّست في مارس (آذار) 2006، ثم إن هناك بعض المزايا التي تتمتع بها (إكس)، على رأسها، تمتعها بوجود عدد كبير من صنّاع القرار الاقتصادي والسياسي والفنانين والمشاهير حول العالم الذين لديهم رصيد واسع من المتابعين، وهذا عامل يزيد من صعوبة التخلي عنها».

ويشار إلى أن «بلوسكاي» تتمتع بسمات «إكس» نفسها، ويعود تاريخها إلى عام 2019 عندما أعلن جاك دورسي - وكان حينئذٍ لا يزال يشغل منصب المدير التنفيذي لـ«تويتر» («إكس» حالياً) - عن تمويل الشركة تطوير منصة تواصل اجتماعي مفتوحة ولا مركزية تحمل اسم «بلوسكاي». وفي فبراير (شباط) 2022 تحوّلت إلى شركة مستقلة، لتطلق نسختها التجريبية مع نهاية العام.

من جانبه، قال محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «منصة (بلوسكاي) في طريقها بالفعل للاستفادة من التغيّرات الجذرية التي تشهدها منصات كبيرة مثل (إكس)». وأوضح أن «النموذج اللامركزي الذي تعتمده (بلوسكاي) يمنحها ميزةً تنافسيةً ملحوظةً، لا سيما مع ازدياد الوعي حول الخصوصية والتحكم في البيانات، أضف إلى ذلك أن المستخدمين اليوم يبحثون عن منصات توفر لهم الأمان، لا سيما بعد التحوّلات الكبيرة التي شهدتها (إكس) تحت قيادة ماسك... ومن هذا المنطلق يبدو أن لدى (بلوسكاي) فرصة حقيقية للنمو، إذا استمرت في تعزيز مبادئها المتعلقة بالشفافية وحرية التعبير».

الصاوي أشار أيضاً إلى أن عمل ماسك مع ترمب قد يكون له تأثير مزدوج على منصة (إكس)، بشأن الرقابة على المحتوى، وقال: «إن العلاقة الحالية بينهما قد تدفع نحو تغييرات دراماتيكية في إدارة (إكس) وتوجهاتها المستقبلية، ما يزيد ويبرّر الحاجة إلى منصات بديلة أكثر استقلالية مثل (بلوسكاي)».