معرض العراق الدولي للكتاب... فلسطين تسم الدورة الجديدة ورموزها تزين القاعات

400 دار للنشر من 20 بلداً عربياً وأجنبياً

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

معرض العراق الدولي للكتاب... فلسطين تسم الدورة الجديدة ورموزها تزين القاعات

جانب من المعرض
جانب من المعرض

شهد معرض العراق الدولي للكتاب، الذي تقيمه مؤسسة «المدى» للإعلام والثقافة والفنون والذي افتُتح الأربعاء الماضي 14 فبراير (شباط) الحالي ويستمر لغاية 24 منه، إقبالاً واسعاً من الجمهور، بعد تأجيله بعد الغزو الإسرائيلي لغزة؛ إذ كان مقرراً أن يبدأ بداية ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.

وحظي المعرض الذي تقيمه مؤسسة «المدى» للإعلام والثقافة والفنون، بافتتاح رسمي حضره رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجمهور غفير من المواطنين.

وهذه هي الدورة الرابعة من المعرض الذي تنظمه المؤسسة بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، وبالتنسيق مع جمعية الناشرين والكتبيين في العراق، وهي تحمل اسم فلسطين تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتضمنت العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة؛ إذ تم تخصيص جلسات حوارية ونقدية عن «فلسطين»، طوال أيام المعرض يشارك فيها مثقفون ومختصون، ومن عناوينها: «المسرح في فلسطين»، و«مأساة وطن في السينما»، و«الرواية في فلسطين»، وغيرها من الموضوعات، كما زينت قاعات المعرض رموز من التراث الفلسطيني.

وتشارك في دورة هذا العام 400 دار للنشر عراقية وعربية وأجنبية، من 20 بلداً، تتوزع على أجنحة المعرض في أربع قاعات كبيرة، وحضر النسخة الجديدة من المعرض عدد من الشخصيات الثقافية العربية، منهم الكاتب والمؤرخ اللبناني فواز طرابلسي، والروائي الكويتي سعد السنعوسي، والروائية والشاعرة العمانية بشرى الخلفان، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الإمارات، والروائي والصحافي الفلسطيني ربعي مدهون... وغيرهم.

وفي جلسة مخصصة بمناسبة صدور كتابه الجديد «زمن اليسار الجديد» عن دار «المدى»، تحدث طرابلسي عن فترة السبعينات والثمانينات في لبنان، والتنظيمات اليسارية ضمن الحركة الوطنية اللبنانية.

وأشار إلى أن «الفترة الأساسية لليسار هي منظمة العمل الشيوعي فترة التحالف الوثيق مع الحزب الشيوعي اللبناني، وهي فترة 73 إلى 83، وهي فترة انتهت بخلاف سياسي»، مبيناً أن ما يتناوله في كتابه الجديد هو «شهادة أكثر من كونه سيرة ذاتية، يتضمن خمس قضايا فكرية سياسية جرى فيها استرجاع ومراجعة الموقف من حرب يونيو (حزيران) 67 من قبل المدرستين الفكريتين في تفسير الهزيمة والتفسير الثقافي للحرب».

ويتضمن برنامج المعرض جلسات فكرية وثقافية عديدة يساهم فيها مثقفون وكتّاب من العراق والبلدان العربية الأخرى، وجلسات شعرية، وحفلات توقيع كتب جديدة، وحفلات فنية متنوعة، بالإضافة إلى ندوات تتناول الحراك السياسي في العراق، وأبرز المستجدات في الوضع السياسي، كما ستشارك مؤسسات ثقافية وفنية عراقية في المعرض من خلال برامج لها، وأجنحة خاصة بها تعرض فيها نتاجاتها الثقافية.

د. غادة العاملي المديرة العامة لمؤسسة المدى للأعلام والثقافة والفنون

تقول الدكتورة غادة العاملي المديرة العامة لمؤسسة «المدى» للإعلام والثقافة والفنون: «بغداد عاصمة البلاد بماضيها الحضاري، وحاضرها، تستحق أن تكون حاضنة رائدة لعشرات دور النشر والمنظمات الثقافية ومئات المكتبات، والمنتديات الثقافية والفنية في بغداد والمحافظات العراقية من دون استثناء»، مشيرة إلى أنه «سيكون من باب إثراء الحركة الثقافية، وتوسيع دائرة نشاطاتها، وبشكل خاص تنظيم أكثر من معرض كتابٍ فيها، دون تقاطع أو تعارض بينها، بما يعزز مساهمتها في إشاعة عادة القراءة وتداول الكتاب وتيسيره بكل الوسائل، وهو ما يتطلب تضافر إمكاناتٍ تفوق كل ما هو قائمٌ حتى الآن. إن (المدى) تجد من مسؤوليتها التأكيد على التزامها بوضع خبرتها وإمكاناتها تحت تصرف كل الفعاليات الثقافية، والتعاون مع من يسعون لإغناء الحركة الثقافية وأنشطتها».


مقالات ذات صلة

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

يوميات الشرق المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

انتهت المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 كاتباً من 49 دولة حول العالم للفوز بـ«جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
ثقافة وفنون أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر

نجح المؤتمر في أن يصنع فضاء شعرياً متنوعاً وحميمياً

«الشرق الأوسط» (الأقصر (مصر))
ثقافة وفنون أليخاندرا بيثارنيك

أليخاندرا بيثارنيك... محو الحدود بين الحياة والقصيدة

يُقال إن أكتافيو باث طلب ذات مرة من أليخاندرا بيثارنيك أن تنشر بين مواطنيها الأرجنتينيين قصيدة له، كان قد كتبها بدافع من المجزرة التي ارتكبتها السلطات المكسيكية

ماغنوس وليام أولسون باسم المرعبي (ترجمة)
ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)

«سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد

هدى حمد
هدى حمد
TT

«سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد

هدى حمد
هدى حمد

صدرت حديثاً عن «منشورات تكوين» في الكويت متوالية قصصية بعنوان «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد. وتأتي هذه المتوالية بعد عدد من الروايات والمجموعات القصصية، منها: «نميمة مالحة» (قصص)، و«ليس بالضبط كما أريد» (قصص)، و«الأشياء ليست في أماكنها» (رواية)، و«الإشارة برتقاليّة الآن» (قصص)، «التي تعدّ السلالم» (رواية)، «سندريلات في مسقط» (رواية)، «أسامينا» (رواية)، و«لا يُذكَرون في مَجاز» (رواية).

في أجواء المجموعة نقرأ:

لم يكن ثمّة ما يُبهجُ قلبي أكثر من الذهاب إلى المصنع المهجور الذي يتوسطُ حلّتنا. هنالك حيث يمكن للخِرق البالية أن تكون حشوة للدُّمى، ولقطع القماش التي خلّفها الخياط «أريان» أن تكون فساتين، وللفتية المُتسخين بالطين أن يكونوا أمراء.

في المصنع المهجور، ينعدمُ إحساسنا بالزمن تماماً، نذوب، إلا أنّ وصول أسرابٍ من عصافير الدوري بشكلٍ متواترٍ لشجر الغاف المحيط بنا، كان علامة جديرة بالانتباه، إذ سرعان ما يعقبُ عودتها صوتُ جدي وهو يرفع آذان المغرب. تلك العصافير الضئيلة، التي يختلطُ لونها بين البني والأبيض والرمادي، تملأ السماء بشقشقاتها الجنائزية، فتعلنُ انتهاء اليوم من دون مفاوضة، أو مساومة، هكذا تتمكن تلك الأجنحة بالغة الرهافة من جلب الظُلمة البائسة دافعة الشمس إلى أفولٍ حزين.

في أيامٍ كثيرة لم أعد أحصيها، تحتدُّ أمّي ويعلو صوتها الغاضب عندما أتأخر: «الغروبُ علامة كافية للعودة إلى البيت»، فأحبسُ نشيجي تحت بطانيتي البنية وأفكر: «ينبغي قتل كلّ عصافير الدوري بدمٍ بارد».

وهدى حمد كاتبة وروائيّة عُمانيّة، وتعمل حالياً رئيسة تحرير مجلة «نزوى» الثقافية.