«مشاهد متعددة للحب»... قصص تعانق الحياة في المقاهي والمطارات

«مشاهد متعددة للحب»... قصص تعانق الحياة في المقاهي والمطارات
TT

«مشاهد متعددة للحب»... قصص تعانق الحياة في المقاهي والمطارات

«مشاهد متعددة للحب»... قصص تعانق الحياة في المقاهي والمطارات

عن «دار السراج» بطرابلس، صدرت المجموعة القصصية «مشاهد متعددة للحب» للكاتبة الليبية المقيمة بهولندا رزان نعيم المغربي، التي تضم عدداً من النصوص التي تتسم بالتكثيف وسرعة الإيقاع، وتنفتح على فضاءات رحبة مفتوحة حيث المقاهي والفنادق والمطارات والسفر عبر لغة سلسة مرنة تتخلص من الزخارف وتحمل شحنةً من المشاعر والانفعالات والتناقضات النفسية.

يقول الناقد حسين المزداوي، في تقديمه للمجموعة، إن العمل يكشف عن مفردات ضاجة بالحياة الأنيقة وصخبها من مقاهٍ، مطاراتٍ، سلالم، قلق، رتابة، نساء أنيقات، عطور فاخرة، تدخين، فنادق، شواطئ، لوحات وفنانين تشكيليين، وفوق كل ذلك القهوة - الأيقونة التي لا تكاد تغيب عن أي قصة من قصص المجموعة. إننا لا نقرأ كتابات وإبداع رزان فحسب، بل نعيش مع عالمها الواقعي، وتلك الدفقة الحانية التي تتأمل من خلالها الحياة وتعيشها بتفاصيلها الحضارية، فنرى الوجه الآخر للقصة الليبية القصيرة في بعض اغترابها الهولندي السادر في اكتشافاته اليومية.

وجاء في تقديم المؤلفة أنها كتبت قصص المجموعة على خلفية أزمة وباء «كورونا» وما نتج عنه من إغلاق عام خضع له العالم بأسره وبعث بأجواء من الكآبة. وقالت إنها كانت تفتقد الخروج الحر والمشي في الغابة، وأكثر ما افتقدته المقاهي التي أغلقت أبوابها، والسفر الذي استحال، وصور الطائرات رابضة على أرض المطارات، لا سبيل إذن للهروب، فكل الأمكنة أصابها الوباء، بما فيها تلك الشاشة المضيئة التي من خلالها نتواصل مع بعضنا البعض. جمعت شتات شجاعتي وسافرت نحو عوالمي الخاصة، ولأني لا أخشى العزلة التي تعودت الذهاب إليها طوعاً طالما هناك موسيقى ترافقني، الشيء الوحيد الذي لا أريده الصمت المطبق، ويقال إن إحدى طرق تعذيب المساجين وضعهم في زنزانة مصمتة، حتى يكاد المرء يسمع وجيب قلبه.

ومن أجواء القصص نقرأ: «يبدو كأنه نصف بيت من طابقين، تنسدل على نوافذه ستائر الدانتيل البيضاء، وتزينها أحواض نباتات، زُرعت بأزهار الجورنيوم الحمراء. ساعدها على خلع معطفها المطري المبتل، وأسرع بوضع مظلته في سلة نحاسية بجانب بعض مظلات رواد المقهى، استشعرت دفء المكان، تصاعدت روائح توابل حادة إلى أنفها، شعرت لحظتها بجوع مباغت، مع سماعها لطرق ملاعق بخفة فوق الأطباق، ازداد شعورها بالجوع، تأملت المكان بدا أوسع مساحة مما ظنت وهي في الخـارج. وقالت مبديةً إعجابها إنه مدهش، سارع للرد بأن خلف كل مبنى جميل ماض قاس. فهمت أنه سيبدأ بسرد قصصه الخيالية وابتسمت خلسة».


مقالات ذات صلة

كيف أمضى جبّور الدويهي يومه الأخير؟

يوميات الشرق الروائيّ اللبناني جبّور الدويهي (فيسبوك)

كيف أمضى جبّور الدويهي يومه الأخير؟

عشيّة الذكرى الثالثة لرحيله، تتحدّث عائلة الروائيّ اللبنانيّ جبّور الدويهي عن سنواته الأخيرة، وعن تفاصيل يوميّاته، وعن إحياء أدبِه من خلال أنشطة متنوّعة.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون ليلى العثمان تقتحم باسمها الصريح عالم روايتها

ليلى العثمان تقتحم باسمها الصريح عالم روايتها

رواية «حكاية صفية» للروائية الكويتية ليلى العثمان الصادرة عام 2023، رواية جريئة بشكل استثنائي

فاضل ثامر
ثقافة وفنون شاهد قبر من البحرين، يقابله شاهدان من تدمر

الفتى حامل الطير وعنقود العنب

يحتفظ متحف البحرين الوطني في المنامة بمجموعة كبيرة من شواهد القبور الأثرية المزينة بنقوش تصويرية آدمية، منها شاهد مميّز يمثّل فتى يحمل عصفوراً وعنقوداً من العنب

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون غلاف الكتاب

الرواية الفلسطينية... ممارسات الاحتلال وآليات المقاومة

«أسئلة الرواية الفلسطينية» هو الكتاب الحادي عشر في النقد الروائي للشاعر والناقد سلمان زين الدين، وقد صدر مؤخّراً عن «مركز ليفانت للدراسات والنشر» في الإسكندرية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
ثقافة وفنون ريما بالي

الكاتبة السورية ريما بالي: أُواجه الحرب بالخيال وقصص الحب

تهتم الكاتبة الروائية السورية ريما بالي بسردية بلادها ما بعد الحرب، وتوليها عناية خاصة من خلال أعمالها التي تتحدث فيها عادة عن مسقط رأسها «حلب» في سياقات مختلفة

منى أبو النصر (القاهرة)

آل الشيخ يكشف عن أعضاء «جائزة القلم الذهبي للأدب»

المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)
المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)
TT

آل الشيخ يكشف عن أعضاء «جائزة القلم الذهبي للأدب»

المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)
المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)

كشف المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، الأربعاء، عن أعضاء لجنة «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، والتي تهدف إلى إثراء صناعة السينما بالمنطقة، ودعم المواهب الإبداعية في كتابة الرواية من جميع الجنسيات والأعمار.
وتَشكَّلت لجنة الجائزة من أعضاء يملكون خبرات واسعة في مجالات الأدب، والكتابة السينمائية، والإنتاج والإخراج السينمائي، حيث جاءت برئاسة الأديب والروائي السعودي الدكتور سعد البازعي، والروائي والمترجم والسيناريست السعودي عبد الله بن بخيت نائباً له.

وتضم اللجنة في عضويتها كلاً من الكاتب والروائي السعودي عبده خال، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، والروائي المصري أحمد مراد، والروائية السعودية الدكتورة بدرية البشر، والكاتب والسيناريست السعودي مفرج المجفل، والكاتب والسيناريست المصري صلاح الجهيني، والناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، والسيناريست المصري شريف نجيب، والخبير عدنان كيال مستشار مجلس إدارة هيئة الترفيه، وكاتبة السيناريو المصرية مريم نعوم، والمخرج المصري محمد خضير، والمنتج السينمائي المصري أحمد بدوي، والمخرج المصري خيري بشارة، والمنتج اللبناني صادق الصباح، والمخرج السينمائي المصري مروان حامد، والمخرج والمنتج السينمائي السعودي عبد الإله القرشي، والكاتب والسيناريست المسرحي السعودي ياسر مدخلي، والكاتب والروائي المصري تامر إبراهيم.

وتركز الجائزة على الروايات الأكثر جماهيرية وقابلية لتحويلها إلى أعمال سينمائية، مقسمة على مجموعة مسارات؛ أبرزها مسار «الجوائز الكبرى»، حيث ستُحوَّل الروايتان الفائزتان بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين، ويُمْنح صاحب المركز الأول مبلغ 100 ألف دولار، والثاني 50 ألف دولار، والثالث 30 ألف دولار.

ويشمل مسار «الرواية» فئات عدة، هي أفضل روايات «تشويق وإثارة» و«كوميدية» و«غموض وجريمة»، و«فانتازيا» و«رعب» و«تاريخية»، و«رومانسية» و«واقعية»، حيث يحصل المركز الأول على مبلغ 25 ألف دولار عن كل فئة بإجمالي 200 ألف دولار لكل الفئات.
وسيحوّل مسار «أفضل سيناريو مقدم من عمل أدبي» العملين الفائزين بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين سينمائيين مع مبلغ 100 ألف دولار للأول، و50 ألف دولار للثاني، و30 ألف دولار للثالث.
وتتضمن المسابقة جوائز إضافية أخرى، حيث سيحصل أفضل عمل روائي مترجم على جائزة قدرها 100 ألف دولار، وأفضل ناشر عربي 50 ألف دولار، بينما يُمنح الفائز «جائزة الجمهور» مبلغ 30 ألف دولار، وذلك بالتصويت عبر المنصة الإلكترونية المخصصة.