دليلك للكشف عن الصور الزائفة

نصائح لرصد أنواع التلاعب ونمط «الهندسة الغريبة»

رجل بستة اصابع يكشف زيف الصورة
رجل بستة اصابع يكشف زيف الصورة
TT

دليلك للكشف عن الصور الزائفة

رجل بستة اصابع يكشف زيف الصورة
رجل بستة اصابع يكشف زيف الصورة

تمتلك الصور قدرة عميقة على تشكيل فهمنا للعالم. واليوم، تكتسب مسألة قدرتنا على التمييز بين الصور الحقيقية والأخرى التي جرى التلاعب فيها بهدف الترويج لأفكار معينة، أهمية أكبر من أي وقت مضى، خصوصاً في أعقاب الأحداث الدرامية أو المثيرة للجدل.

وفي الوقت نفسه، فإن اكتشاف الصور المزيفة أو حتى الصور التي جرى إنشاؤها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، يزداد صعوبة نتيجة التقدم التكنولوجي!

على سبيل المثال، نجد أن مؤسسات إخبارية تراجعت عن نشر صورة كاثرين، أميرة ويلز، التي أصدرها «قصر كنسينغتون» في مارس (آذار)، بعد أن لاحظ خبراء بعض التلاعب الواضح بها. وبالمثل، شكّك البعض في مصداقية الصور الملتقطة في أثناء محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

التحقق من صدق الصور

وفيما يلي بعض الخطوات التي يقترحها خبراء تقنيون مثل كريس فيلازكو، ومونيك وو من واشنطن، عندما تصادفك في المرة المقبلة صورة تثير الشكوك في نفسك.

• تكبير الصورة. قد يبدو الأمر بديهياً، لكن دراسة أجرتها الباحثة صوفي نايتنغيل في جامعة لانكستر البريطانية، خلصت إلى أنه في الفئات العمرية جميعها، كان الأشخاص الذين كرسوا وقتاً لتكبير الصور والتدقيق بعناية في أجزاء مختلفة منها، متمتعين بقدرة أفضل على اكتشاف الصور المُعدَّلة.

جرّب هذا الأمر في المرة المقبلة التي يخالجك فسها شعور غريب تجاه صورة ما. فقط تأكد من أنك لا تركز على الأشياء الخاطئة. للمساعدة، قمنا بإنشاء صورة العينة (المبالغ فيها قليلاً) هذه لتسليط الضوء على بعض العلامات الشائعة للتلاعب بالصور.

وبدلاً عن التركيز على أشياء مثل الظلال والإضاءة، اقترحت نايتنغيل النظر إلى أدلة «قياسية ضوئية»، مثل التمويه حول حواف الأشياء، الذي قد يشير إلى أنها أُضيفت لاحقاً، والتمويه المشوه على نحو لافت ببعض أجزاء الصورة، لكن ليس في أجزاء أخرى، علاوة على التباينات في التلوين.

فكر في هذا الببغاء: أولاً، مَن الذي أحضر ببغاءً إلى موقع الاقتراع الانتخابي؟

بعد ذلك، ألقِ نظرة فاحصة على أجنحته؛ تتباين الحواف الضبابية لريشه الأمامي مع الفتحات الدائرية الأقرب إلى جسمه. من الواضح أن هذا عمل فوتوشوب غير احترافي.

«هندسة غريبة»

• ابحث عن هندسة غريبة. التفاصيل الدقيقة من بين أصعب الأشياء التي يمكن تحريرها بسلاسة في الصورة، لذلك تكثر فيها الأخطاء. وغالباً ما يكون من السهل اكتشاف التلاعب عندما تتعطل الأنماط المنتظمة المتكررة أو تتعرض للتشويه.

والآن، أمعن النظر في الصورة الشهيرة للأميرة كاثرين.

ظهرت الأميرة في الصورة، بينما تلتف ذراعاها حول طفليها. وسرعان ما التقط المحققون وجود عدد من التناقضات، منها بلاط الأرضية الذي يبدو متداخلاً، وبعض القوالب التي تبدو غير محاذية.

وفي المثال المرتبط بمكان الاقتراع، هل لاحظت أن هذا الشخص لديه إصبع إضافي؟ بالتأكيد، من الممكن أن تكون لديه حالة مثل تعدد الأصابع، التي تشير إلى ولادة الأشخاص بأصابع إضافية. ومع ذلك، يبقى هذا أمراً غير محتمل، لذا إذا لاحظت أشياء مثل الأرقام الإضافية، فقد يكون ذلك علامة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير الصورة.

إن إفساد اللمسات الدقيقة بالصورة لا يصدر عن التعديل الرديء بالفوتوشوب فحسب، وإنما يظهر أن الذكاء الاصطناعي ربما يكون من المشتبه فيه بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالتلاعب بالصور التفصيلية.

«ما حول الصورة» ومصدرها

• ضع السياق في الاعتبار. تتمثل إحدى الطرق لتحديد صحة الصورة، في التراجع خطوة إلى الوراء والتفكير فيما حولها. يمكن أن يخبرك السياق الذي توضع فيه الصورة كثيراً عن النية وراء مشاركتها.

اسأل نفسك: هل تعرف أي شيء عن الشخص الذي شارك الصورة؟ هل هي مرفقة بمنشور يبدو أنه يهدف إلى إثارة رد فعل عاطفي؟ ماذا يقول التعليق المرفق بالصورة، إن وُجد؟

ويقول بيتر آدامز، نائب الرئيس لشؤون الأبحاث والتصميم في «مشروع محو الأمية الإخبارية»، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز التقييم النقدي للإعلام، إن بعض الصور التي جرى التلاعب فيها، أو حتى الصور الحقيقية الموضوعة في سياق يختلف عن الواقع، تهدف إلى جذب «تفكيرنا البديهي». ويمكن لهذه التعديلات أن تولد الدعم أو تثير التعاطف مع قضايا معينة بشكل مصطنع.

أما نايتنغيل، فتوصي بأن تطرح بعض الأسئلة على نفسك عندما تلاحظ صورة تثيرك: لماذا نشر شخص ما هذا؟ هل هناك أي دافع خفي قد يشير إلى أن هذه الصورة ربما تكون زائفة؟

ويضيف آدامز أنه في كثير من الحالات، يمكن للتعليقات أو الردود المرفقة بالصورة أن تكشف عن الزيف.

• توجه إلى المصدر. بعض الحالات، تظهر الصور الحقيقية من العدم بطريقة تجعلنا نتساءل عمّا إذا كانت قد حدثت بالفعل. ويمكن أن يسهم العثور على مصدر هذه الصور في إلقاء الضوء على حقيقتها.

وفيما يخص الصور التي تدعي أنها جاءت من حدث إخباري حقيقي، فمن الجدير كذلك التحقق من أنها جاءت من خدمات الأخبار مثل «أسوشييتد برس» و«رويترز»، وشركات مثل «غيتي إميدجيز»، التي تتيح إلقاء نظرة على الصور التحريرية التي التقطتها.

وإذا صادفت الصورة الأصلية، فهذا يعني أنك تبحث عن صورة أصلية.

• جرب البحث العكسي. إذا بدت الصورة غير منسجمة مع شخصية الشخص الذي يظهر بها، أو بدت متحيزة بشكل واضح أو لم تَجْتَزْ اختبار الأجواء بشكل عام، فيمكن لأدوات البحث العكسي عن الصور ، مثل «تين آي (TinEye)» أو «غوغل إيميدج سيرش (Google Image Search)»، معاونتك على العثور على الصور الأصلية. وحتى إذا لم تتمكن من ذلك، لا تزال هذه الأدوات قادرة على إظهار سياق قيم يرتبط بالصورة محل البحث.

كما يمكن للأشخاص الاستعانة بالبحث العكسي عن الصور عبر «غوغل» للتحقق من أصل الصورة محل البحث، والتحقق مما إذا كان قد جرى التلاعب بها أو تغييرها.



«جي-أسيست»: ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب الإلكترونية

يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب
يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب
TT

«جي-أسيست»: ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب الإلكترونية

يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب
يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب

تطورت الألعاب الإلكترونية بشكل كبير، إذ أصبحت تقدم عوالم ضخمة مليئة بالشخصيات المختلفة، والبيئة الغنية، والعتاد المختلف الذي يمكن استخدامه بطرق متعددة. وجاء هذا التقدم نتيجة للتطوير الكبير في قدرات الحوسبة والرسومات، ولكنه أصبح يقدم عشرات الخيارات لمستويات الرسومات وسرعة عرضها، والمسافة البعيدة التي يتم عرضها في عالم اللعبة، وتتبع الأشعة الضوئية من مصدرها، وعرض الظلال بدقة، وغيرها من المسائل المرتبطة، وهي عوامل قد تشكّل تحدياً لمَن ليست لديه دراية تقنية حول هذه الخيارات.

يستطيع المساعد تقديم نصائح تقنية للحصول على أفضل مستويات الأداء الممكنة

الذكاء الاصطناعي لعالم الألعاب

ويأتي الحل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستطيع فهم ما يدور في عالم اللعبة، وتحليل مواصفات جهاز اللاعب وشاشته، وتقدم النصائح لتطوير تجربة اللعب وجعلها أكثر سلاسة.

هذه التقنية الجديدة اسمها «إنفيديا جي-أسيست (Nvidia G-Assist)»، وتهدف إلى تغيير الطريقة التي نلعب بها الألعاب بشكل جذري، وهي عبارة عن نافذة تظهر لدى الضغط على زر محدد أو قول جملة خاصة، ليقوم اللاعب بسؤالها حول أمر ما نصياً أو صوتياً، ومن ثم تعرض أمامه الإجابة مباشرة من داخل اللعبة، ودون الحاجة لتشغيل متصفح إنترنت والبحث عن المعلومة المطلوبة عبر ملايين الصفحات الموجودة في الإنترنت.

وتشكّل هذه التقنية قفزة تقنية نوعية ومميزة للاعبين لتطوير تجربة اللعبة، وزيادة مستويات الانغماس في عالم اللعبة، وكذلك رفع مستوى رسومات الصورة بكل سلاسة. كما يمكن استخدام هذه التقنية في برامج تحرير الصور وعروض الفيديو أو لتحليل تسجيلات اللعب لتقديم استراتيجيات من شأنها زيادة مستوى تنافسية اللاعب في المباريات الجماعية، وغيرها من التطويرات المفيدة.

وتعتمد هذه التقنية على شبكات عصبونية عميقة لتدريب النموذج على فهم سياق اللعبة، حيث تتم تغذية النموذج بالبيانات التي تشمل صور شاشة اللعبة وأوامر اللاعب وبيانات الأداء. وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، يتعلم النموذج اتخاذ القرارات المثلى لتحقيق أهداف محددة. ويستخدم النموذج تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لفهم الأوامر الصوتية والنصية التي يدخلها اللاعب.

وتتم هذه العملية بمجرد تقديم أمر نصي وصورة لما يدور في البيئة من حول اللاعب، لتقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه العوامل وتقديم إجابة مفيدة بسرعة كبيرة. وتتصل تقنيات الذكاء الاصطناعي بنماذج اللغات الكبيرة Large Language Model LLM وقاعدة بيانات متخصصة بالألعاب الإلكترونية. وتعمل هذه التقنية عبر السحابة أو من خلال بطاقات الرسومات المتقدمة بتقنية «RTX» على الكومبيوترات المكتبية أو المحمولة.

ومن المتوقع أن تغير هذه التقنية دور مطوري الألعاب الإلكترونية، حيث يمكن أن يؤدي انتشارها إلى تغيير دورهم في صناعة الألعاب، والتركيز أكثر على الجانب الإبداعي وسرد قصص أكثر انغماساً. كما ستغير هذه التقنية من طريقة تفاعل اللاعبين مع الألعاب الإلكترونية، وقد تؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من الألعاب لم تكن موجودة في السابق.

تحليل عالم الألعاب الإلكترونية

ومن الأمثلة على مساهمة هذه التقنية في تطوير تجربة اللعب، يمكن سؤالها عن كيفية هزم عدو صعب لتقدم آلية قتاله بشكل فعال، أو سؤالها عن أحد المخلوقات في كوكب غريب لتقول للاعب إنه يستطيع ترويض ذلك المخلوق والاستفادة منه في الهجوم على الأعداء أو الابتعاد عنه لأنه يشكل خطراً كبيراً في حال استفزازه.

مثال آخر هو سؤال اللعبة عن أفضل سلاح يمكن استخدامه في مرحلة ما أو في المراحل الأولى للعبة، لتنصحه بما يمكن استخدامه لتحقيق أفضل النتائج.

كما تستطيع هذه التقنية فهم العتاد الموجود بحوزة اللاعب وإخباره بأنه يستطيع دمج بعض العناصر مع بعضها بعضاً أو تحديد أماكن عناصر محددة لجمعها والحصول على سلاح أو درع أفضل. ونذكر كذلك قدرتها على إخبار اللاعب بأماكن العناصر المخفية في الكهوف أو الغرف السرية التي يمكن الاستفادة منها بشكل كبير ليتقدم اللاعب في المراحل الصعبة المقبلة بشكل أفضل.

يمكن اختيار عدد الرسومات في الثانية المستهدفة وطلب تعديل خصائص الصورة من المساعد بشكل آلي

ومن الفوائد الأخرى لهذه التقنية قدرتها على تقديم النصيحة للاعبين حول كيفية تطوير مهارات الشخصية في موقف معين في الألعاب التي تتطلب ذلك، أو اقتراح أفضل طريقة للبدء ببناء المدينة المثالية وتحديد المباني المناسبة والمواقع الأمثل، وجمع الموارد في الألعاب الاستراتيجية.

فهم عتاد الكومبيوتر وتطوير الكفاءة

وعلى صعيد آخر، تستطيع تقنية «جي-أسيست» تحليل قدرات جهاز المستخدم والإعدادات التي يستخدمها، وتقديم النصيحة حول ما الذي يمكن تعديله في الخصائص التقنية لتحقيق مستويات أداء أعلى، مثل قدرتها على تعديل دقة الشاشة، أو رفع عدد الألوان التي يمكن استخدامها، أو سرعة عرض الصورة بالتزامن مع قدرات الشاشة في سرعة العرض، أو حتى شرح معاني بعض الخيارات التقنية الموجودة في قوائم خيارات الرسومات في اللعبة. هذا، ويستطيع المساعد الذكي تطبيق الخيارات المقترحة بأمر صوتي أو نصي واحد بكل سهولة وسلاسة ودون الحاجة إلى الدخول في القوائم العديدة، التي قد تكون صعبة الفهم على اللاعبين غير التقنيين.

كما يمكن لهذه التقنية زيادة تردد معالج الرسومات «GPU Frequency» لرفع مستويات الأداء دون المخاطرة بزيادة حرارة بطاقة الرسومات بشكل قد يؤثر سلباً في مستويات الأداء أو قد يضر بمعالج الرسومات، أو يمكنها خفض الفولتية الخاصة ببطاقة الرسومات في الكومبيوترات المحمولة دون التضحية بسرعة عرض الصورة، وذلك بهدف زيادة مدة اللعب باستخدام بطارية الكومبيوتر المحمول.

ومن شأن هذا المساعد الذكي المتخصص بالألعاب الإلكترونية تحسين تجربة اللعب، والسماح للاعبين بالتركيز على الاستمتاع باللعبة عوضاً عن التفكير بالتفاصيل التقنية، وأيضاً مساعدة اللاعبين على تعلم مهارات جديدة، وتحسين أدائهم، واكتشاف أجزاء جديدة في عالم اللعبة. وتُعدّ تقنية «جي-أسيست» خطوة مهمة نحو مستقبل يتفاعل فيه اللاعبون مع الألعاب بطرق أكثر ذكاء وطبيعية يمكن فيه تحويل تجربة اللعب من مجرد تسلية إلى مغامرة تفاعلية ومخصصة لكل لاعب على حدة.

يستطيع المساعد فهم إعدادات الرسومات وتحليلها واقتراح إعدادات أفضل