​ باحثون يحذرون: نماذج الذكاء الاصطناعي «تهلوس» وتختلق الإجابات

نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تختلق إجابات عن الأسئلة التي لا تعرف حلها (رويترز)
نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تختلق إجابات عن الأسئلة التي لا تعرف حلها (رويترز)
TT

​ باحثون يحذرون: نماذج الذكاء الاصطناعي «تهلوس» وتختلق الإجابات

نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تختلق إجابات عن الأسئلة التي لا تعرف حلها (رويترز)
نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تختلق إجابات عن الأسئلة التي لا تعرف حلها (رويترز)

حذرت مجموعة من الباحثين من أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن «تهلوس» وتختلق إجابات عن الأسئلة التي لا تعرف حلها، مشيرين إلى أنهم ابتكروا طريقة يمكن بها رصد هذه المشكلة التي قد تسبب كوارث خطيرة، إذا ارتبطت الأسئلة بالمجالات العلمية والطبية.

وبحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فقد طور الباحثون التابعون لجامعة أكسفورد نموذجاً إحصائياً يمكنه تحديد متى من المحتمل أن تختلق روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إجابات غير صحيحة عن أسئلة ما.

وأشار الفريق إلى أن نموذجهم يعتمد على الوقت الذي يقوم فيه روبوت الدردشة بالإجابة عن السؤال الموجَّه إليه، حيث يمكن للنموذج المبتكر، عن طريق حساب هذا الوقت، معرفة ما إذا كان روبوت الدردشة متأكداً من الإجابة أو قام بتأليفها واختلاقها.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور سيباستيان فاركوهار: «إن نماذج الذكاء الاصطناعي قادرة على خداعنا عن طريق طرح إجابات تبدو مؤكدة، ويصعب الكشف عن أنها مختلَقة».

وأضاف: «مع الأساليب السابقة، لم يكن من الممكن معرفة الفرق بين النموذج الذي يكون غير متأكد بشأن إجابته، وذلك الذي يعطي إجابات صحيحة على الأسئلة الموجهة إليه. لكن طريقتنا الجديدة يمكنها رصد هذا الأمر».

وقال الباحثون في دراستهم التي نُشِرت في مجلة «الطبيعة»: «إن هلوسة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مصدر قلق رئيس، حيث إن الطبيعة المتقدمة للتكنولوجيا وقدرتها على المحادثة تعنيان أنها قادرة على تمرير معلومات مختلقة وغير صحيحة على أنها حقيقة فقط، من أجل الرد على الاستفسارات والأسئلة».

كثير من الخبراء لديهم مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي (رويترز)

ودعا الفريق إلى اتخاذ إجراءات قوية لمكافحة هلوسة الذكاء الاصطناعي، على وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالاستفسارات الطبية أو القانونية.

والشهر الماضي، اتخذت شركة «غوغل» خطوات لتطوير محرك البحث الجديد «إيه آي أوفرفيوز» AI Overviews، المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد أن أبلغ مستخدمون عن إجابات غريبة أو أخرى تنطوي على خطورة محتملة.

ونشر أحد المدونين منشوراً بيَّن من خلاله أنه لدى السؤال حول عدد الرؤساء المسلمين في تاريخ الولايات المتحدة، رد AI Overviews بأن باراك أوباما «يعتبره البعض أول رئيس مسلم».

وتعليقاً على هذا المثال، أوضحت ناطقة باسم «غوغل» أن هذه النتيجة «انتهكت سياساتنا وعمدنا إلى إزالتها».

ونشر مستخدم آخر عبر حسابه المسمى «بيكسلباتس» PixelButts على منصة «إكس»، لقطة شاشة تعرض إجابة محرك البحث على سؤال بشأن طريقة تتيح «عدم التصاق الجبن بالبيتزا».

وبالإضافة إلى خلط الجبن مع الصلصة، اقترح محرك البحث التابع لـ«غوغل» إضافة غراء «غير سامّ» إلى الجبن.

وفي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، حذرت دراسة من إمكانية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة على الكذب على البشر وخداعهم بكل سهولة.

واختبر فريق الدراسة التابع لشركة «Anthropic» الناشئة للذكاء الاصطناعي ما إذا كانت روبوتات الدردشة المتطورة مثل «تشات جي بي تي» يمكن أن تتعلم الكذب من أجل خداع الناس.

ووجد الفريق أن هذه الروبوتات لا تستطيع تعلم الكذب فحسب، بل من المستحيل إعادة تدريبها بعد ذلك على قول الحقيقة والمعلومات الصحيحة باستخدام تدابير السلامة الخاصة بالذكاء الاصطناعي المتاحة في الوقت الحالي.

وحذر الباحثون من وجود «شعور زائف بالأمان» تجاه أنظمة الذكاء الاصطناعي والمعلومات المستمدة منها.

وأشار الفريق إلى خطورة برمجة المحتالين وقراصنة الإنترنت لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الكذب وإخفاء الأضرار التي قد تنتج عن عملية شرائية معينة أو عن الدخول إلى موقع ما.


مقالات ذات صلة

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

الاقتصاد جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

في ظل التطور المتسارع والتحديات المتصاعدة التي يشهدها قطاع الأمن السيبراني عالمياً، تقدم السعودية نموذجاً استثنائياً في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد خزان تعدين في أحد المؤتمرات بالولايات المتحدة (رويترز)

إنفوغراف: ما أكبر مراكز البيانات في العالم؟

في ظل دعوة شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى البيت الأبيض إلى بناء مراكز بيانات ضخمة بقدرة 5 غيغاواط من شأنها أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف وتعزز الناتج المحلي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم صور أنشأها «نموذج الطبيعة الكبير» للذكاء الاصطناعي

أول متحف فني للذكاء الاصطناعي في العالم يتحدى العقول

مَعْلَم يلتقي فيه الخيال البشري بإبداع الآلة

جيسوس دياز (واشنطن)
الاقتصاد شعاري «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

العقل المدبر خلف «تشات جي بي تي» تغادر «أوبن إيه آي»

أعلنت المديرة الفنية لشركة «أوبن إيه آي»، ميرا موراتي، يوم الأربعاء، استقالتها من المجموعة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتنضم بذلك إلى قائمة المغادرين

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أداة ذكاء اصطناعي قد تساعد الشرطة في التحريات الجنائية

الأداة يمكنها إجراء التحريات بسرعة وفاعلية (رويترز)
الأداة يمكنها إجراء التحريات بسرعة وفاعلية (رويترز)
TT

أداة ذكاء اصطناعي قد تساعد الشرطة في التحريات الجنائية

الأداة يمكنها إجراء التحريات بسرعة وفاعلية (رويترز)
الأداة يمكنها إجراء التحريات بسرعة وفاعلية (رويترز)

قد تساعد أداة ذكاء اصطناعي جديدة رجال الشرطة في التحريات الجنائية بسرعة وفاعلية؛ إذ إنها قد تحلل قضايا قد تستغرق من الشرطة 81 عاماً لإنجازها، في 30 ساعة فقط.

وحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، تجرّب شرطة أفون وسومرست، التي تغطي مدن بريستول وباث وويلز، التكنولوجيا التي يمكنها تحديد الخيوط المحتملة التي ربما لم يتم العثور عليها في أثناء البحث اليدوي عن الأدلة في قضايا مختلفة.

ويمكن للأداة، التي طُوّرت في أستراليا، تحليل لقطات الفيديو والمعاملات المالية ووسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني والمستندات الأخرى في وقت واحد.

وأظهر التقييم أنها كانت قادرة على مراجعة جميع المواد والأدلة في 27 قضية معقدة في 30 ساعة فقط؛ التي يُقدر أنها قد تستغرق ما يصل إلى 81 عاماً حتى يتمكن الإنسان من القيام بها.

وقال رئيس «مجلس قادة الشرطة الوطنية»، غافين ستيفنز، إن التكنولوجيا يمكن استخدامها للمساعدة في إغلاق بعض أقدم القضايا وأشهرها غير المحلولة في البلاد.

وأضاف للصحافيين: «أستطيع أن أتخيّل أن هذا النوع من الأشياء مفيد حقاً لمراجعات القضايا التي يبدو حلها مستحيلاً بسبب كمية المواد المتعلقة بها».

إلا أنه أكد أن الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات، مثل التعرف على الوجه، «ليست بديلاً» للشرطة؛ لكنها أساليب لمساعدتها على اتخاذ القرارات النهائية.