الملياردير الأميركي وارن بافيت يشبّه الذكاء الاصطناعي بالأسلحة النووية

الملياردير الأميركي وارن بافيت (أ.ب)
الملياردير الأميركي وارن بافيت (أ.ب)
TT

الملياردير الأميركي وارن بافيت يشبّه الذكاء الاصطناعي بالأسلحة النووية

الملياردير الأميركي وارن بافيت (أ.ب)
الملياردير الأميركي وارن بافيت (أ.ب)

حذر الملياردير الأميركي وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لشركة «بيركشاير هاثاواي» القابضة، من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مشبهاً إياها بمخاطر الأسلحة النووية.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد جاء تحذير بافيت (93 عاماً) خلال اجتماعه السنوي مع مساهمي الشركة في مدينة أوماها بولاية نبراسكا.

وأقر الملياردير بأنه ليست لديه فكرة تذكر عن التكنولوجيا التي تكمن وراء الذكاء الاصطناعي، لكنه قال إنه لا يزال يخشى من تداعياتها المحتملة، مشبهاً إياها بالأسلحة النووية.

وقال إن صورته وصوته تم استنساخهما مؤخراً بواسطة أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وكانا مقنعين للغاية لدرجة أن عائلته نفسها كان من الممكن أن تنخدع وتصدقهما.

وأضاف أن عمليات الاحتيال التي تستخدم هذه التزييفات العميقة من المرجح أن تصبح منتشرة بشكل متزايد.

واعترف بافيت بأن التكنولوجيا يمكن أن تغير العالم نحو الأفضل، لكنه قال إن هذا الأمر لم يتضح بعد.

وبدأت شركة «بيركشاير هاثاواي» في توظيف بعض أدوات الذكاء الاصطناعي في أعمالها الخاصة لجعل الموظفين أكثر كفاءة، حسبما قال غريغ أبيل، الخليفة المتوقع لبافيت.

وقال أبيل، الذي لم يكشف عن الكثير من التفاصيل حول كيفية تخطيط الشركة لاستخدام الذكاء الاصطناعي: «قد تؤدي التكنولوجيا إلى الاستغناء عن بعض الوظائف، لكن بعد ذلك نأمل أن تساهم في خلق فرص، ووظائف أخرى».

وبخلاف بافيت، سبق أن أعرب جيمي ديمون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورغان تشيس»، عن مخاوفه بشأن التكنولوجيا في رسالته السنوية للمساهمين الشهر الماضي. وقال ديمون إنه رغم أنه لا يعرف حتى الآن التأثير الكامل الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على الأعمال التجارية، أو الاقتصاد، أو المجتمع، فإنه يعلم أن تأثيره سيكون كبيراً.

وأضاف: «نحن على علم بالفعل بوجود جهات فاعلة سيئة قد تستخدم الذكاء الاصطناعي لمحاولة التسلل إلى أنظمة الشركات لسرقة الأموال والملكية الفكرية، أو ببساطة للتسبب في التعطيل، والضرر».

وفي يناير (كانون الثاني) قال بنك «جيه بي مورغان تشيس» إنه شهد زيادة كبيرة في المحاولات اليومية التي يقوم بها المتسللون للوصول إلى أنظمته خلال العام الماضي، مما يسلط الضوء على تحديات الأمن السيبراني المتصاعدة التي يواجهها البنك، والمصارف، والشركات الأخرى.

هناك مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في انقراض البشر (رويترز)

وكان «صندوق النقد الدولي» قد حذَّر في تحليل أجراه في شهر يناير الماضي من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على ما يقرب من 40 في المائة من الوظائف، ويُفاقم عدم المساواة.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي، رسم تقرير صدر بتكليف من وزارة الخارجية الأميركية صورة مثيرة للقلق للمخاطر «الكارثية» التي قد يتسبب بها الذكاء الاصطناعي سريع التطور على البشرية، والأمن العالمي، محذراً من أنه قد يتسبب في انقراض البشر.

واستندت نتائج التقرير إلى مقابلات مع أكثر من 200 شخص على مدار أكثر من عام، بمن في ذلك كبار المسؤولين التنفيذيين من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، وباحثون في مجال الأمن السيبراني، وخبراء أسلحة الدمار الشامل، ومسؤولو الأمن القومي داخل الحكومة.

وأشار التقرير بشكل قاطع إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً يمكن، في أسوأ الحالات، «أن تشكل تهديداً خطيراً يتعلق بانقراض الجنس البشري».

ومنذ ما يقرب من عام، استقال جيفري هينتون، المعروف باسم «الأب الروحي للذكاء الاصطناعي»، من وظيفته في شركة «غوغل»، وأطلق صافرة الإنذار بشأن التكنولوجيا التي ساعد في تطويرها. وقال هينتون إن هناك فرصة بنسبة 10 في المائة بأن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى انقراض الإنسان، خلال العقود الثلاثة المقبلة.

ووقّع هينتون وعشرات من قادة صناعة الذكاء الاصطناعي والأكاديميين وغيرهم على بيان، في يونيو (حزيران) الماضي، جاء فيه أن «التخفيف من خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية».


مقالات ذات صلة

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
الاقتصاد علم شركة «إنفيديا» على الحرم الجامعي في سانتا كلارا بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

بالأرقام... كيف أصبحت «إنفيديا» الشركة الأكثر قيمة في العالم؟

حققت «إنفيديا» مرة أخرى نتائج ربع سنوية تجاوزت توقعات «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»
TT

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

وفي وثيقة قضائية، دعت وزارة العدل المحكمة إلى تفكيك أنشطة «غوغل»، بما في ذلك عبر منع المجموعة من إبرام اتفاقيات مع شركات مصنّعة للهواتف الذكية تجعل من محرك بحثها المتصفح الأساسي في هذه الهواتف، ومنعها من استغلال نظام تشغيل أندرويد الخاص بها.

وقال مسؤولون عن شؤون مكافحة الاحتكار، وفقاً لوثائق الدعوى، إنّه ينبغي أيضاً إجبار غوغل على بيع نظام أندرويد إذا كانت الحلول المقترحة لا تحول دون أن تستخدم المجموعة لصالحها سيطرتها على نظام التشغيل.

وتشكّل هذه الدعوى تغييراً عميقاً في استراتيجية الهيئات التنظيمية التابعة للحكومة الأميركية والتي تركت عمالقة التكنولوجيا لحال سبيلهم منذ فشلها في تفكيك مايكروسوفت قبل عقدين من الزمن.

ومن المتوقّع أن تعرض غوغل دفوعها على هذا الطلب في ملف قضائي تقدمه الشهر المقبل، على أن يقدّم الجانبان قضيتهما في جلسة استماع تعقد في أبريل (نيسان).

وبصرف النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر في هذه القضية، فمن المتوقع أن تستأنف غوغل الحكم، مما سيطيل العملية لسنوات وربما يترك الكلمة الأخيرة للمحكمة العليا الأميركية.

بالمقابل، يمكن أن تنقلب القضية رأسا ًعلى عقب بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب السلطة في يناير (كانون الثاني).

ومن المرجح أن تقوم إدارة ترمب بتغيير الفريق الحالي المسؤول عن قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل.