ابتكار عالي المستوى... «غوغل كلاود» تكشف مستقبلاً مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي في لاس فيغاس

فيديوهات مدعومة بالذكاء الاصطناعي وإدارة بيانات وأمان محسَّنان وأدوات للمطورين بالجملة

تعمل «غوغل كلاود» في حدثها السنوي على تعزيز الذكاء الاصطناعي مع التركيز على الفيديو والبيانات والأمن والمطورين (غوغل)
تعمل «غوغل كلاود» في حدثها السنوي على تعزيز الذكاء الاصطناعي مع التركيز على الفيديو والبيانات والأمن والمطورين (غوغل)
TT

ابتكار عالي المستوى... «غوغل كلاود» تكشف مستقبلاً مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي في لاس فيغاس

تعمل «غوغل كلاود» في حدثها السنوي على تعزيز الذكاء الاصطناعي مع التركيز على الفيديو والبيانات والأمن والمطورين (غوغل)
تعمل «غوغل كلاود» في حدثها السنوي على تعزيز الذكاء الاصطناعي مع التركيز على الفيديو والبيانات والأمن والمطورين (غوغل)

لم يكن حدث «Google Cloud Next» الذي يقام في مدينة لاس فيغاس الأميركية هذا الأسبوع مجرد إعلان رائد واحد؛ بل كان زوبعة من الابتكار عبر مختلف الحدود التكنولوجية. في حين أن الكشف عن «غوغل فيدز» (Google Vids)، وهي أداة إنشاء فيديو ثورية تعمل بالذكاء الاصطناعي قد سرق الأضواء، عرضت «غوغل كلاود» مجموعة من التطورات التي تعِد بتمكين الشركات بطرق جديدة ومثيرة، تكشفها «الشرق لأوسط»؛ كونها الجهة الإعلامية الوحيدة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا التي تلقت دعوة لحضور هذا الحدث العالمي.

آلاف المشاركين في مؤتمر «غوغل كلاود نكست 24» الذي تستضيفه مدينة لاس فيغاس الأميركية حتى يوم الخميس (غوغل)

«Google Vids»: تعميم إنشاء محتوى الفيديو

تدرك الشركات اليوم قوة محتوى الفيديو، ولكن إنشاء مقاطع فيديو عالية الجودة غالباً ما يواجه عقبات كبيرة، أبرزها الوقت والموارد والمهارات المتخصصة. يهدف «Google Vids» الذي أعلن عنه في الحدث إلى تفكيك هذه الحواجز، مما يجعل إنشاء الفيديو عملية فعالة، ويمكن الوصول إليها للشركات من جميع الأحجام. تخيل مركزاً تعاونياً لإنشاء المحتوى متكاملاً بسلاسة مع «ورك سبيس» (Google Workspace) يسمح لعدة مستخدمين بالعمل على مشروع فيديو في وقت واحد، تماماً مثل تحرير «مستند غوغل» (Google Doc). يمكّن «Google Vids» المستخدمين من خلال ميزات قائمة على الذكاء الاصطناعي.

ولفهم الأمر بطريقة أبسط، قم بوصف الفيديو الذي تريده باستخدام نصوص موجهة، وبعدها سينشئ محرك الذكاء الاصطناعي في «Google Vids» مسودة فيديو بناءً على وصفك، مما يوفر لك وقتاً ثميناً في المراحل الأولى من إنشاء الفيديو.

ميزة أخرى تتمثل في دمج الأصول الذكية؛ حيث يمكن الاستفادة من النصوص التسويقية أو الصور أو البيانات المرئية الموجودة من «Google Drive»، وسيدمجها «Google Vids» بسلاسة في الفيديو الخاص بك، مما يؤدي إلى تبسيط عملية إنشاء المحتوى.

وللصوت أيضاً دور بارز؛ حيث يوفر «Google Vids» مكتبة ضخمة من اللقطات والموسيقى المصورة التي تكمل المشروع الخاص بالمستخدم.

وإذا لم تكن لديك إمكانات للحصول على ممثل صوتي، لا مشكلة! يمكن لبرنامج «Google Vids» تحويل النص إلى كلام تلقائي، وإضافة سرد إلى الفيديو الخاص بك باستخدام خيارات نغمات وأصوات مختلفة.

سيلبي «Google Vids» مجموعة واسعة من احتياجات الأعمال، مقدماً حلولاً لأنواع مختلفة من محتوى الفيديو، مثل عروض تقديم المنتجات ومواد التدريب ومقتطفات الوسائط الاجتماعية وشهادات العملاء ومقاطع الفيديو التوضيحية للمفاهيم المعقدة. وسيصدر تطبيق «Google Vids» في حزمة «ورك سبيس» لجميع المشتركين الحاليين منتصف العام الجاري.

«غوغل» تكشف عن رقاقتها الجديدة «Axion» المصممة على وجه الخصوص لخدماتها السحابية ومراكز البيانات (شاترستوك)

«Vertex» و«Database Studio»... نهج موحد لإدارة البيانات

حققت «غوغل كلاود» خطوات كبيرة في إدارة البيانات من خلال التطورات في «Vertex AI» وهي منصة التعلم الآلي الخاصة بها. في حين لم يتم تفصيل الأمور المحددة، فمن المحتمل أنها تركز على تحسين قابلية الاستخدام وقابلية التوسع والوصول إلى مجموعة أوسع من النماذج المدربة مسبقاً. كما قدمت «غوغل» تطبيق «Database Studio» وهو عبارة عن منصة موحدة مصممة لتبسيط إدارة بيئات قواعد البيانات المتنوعة. يمكن أن يكون هذا تغييراً جذرياً للمؤسسات التي تعاني من البيانات المعزولة وأدوات الإدارة المعقدة لأنواع مختلفة من قواعد البيانات.

وأكد توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل كلاود»، على سهولة إنشاء عملاء ذكاء اصطناعي قادرين على الانخراط في تفاعلات معقدة، والتواصل مع الأنظمة الخلفية لأداء المهام الآلية. يرتكز هؤلاء الوكلاء على «Vertex AI» ويستفيدون من نماذج لغوية كبيرة، ويعدون بمستوى غير مسبوق من ذكاء المحادثة والاستجابة، كل ذلك من خلال نهج من دون تعليمات برمجية.

في عرض توضيحي، استخدمت الشركة هذه الإمكانية لإنشاء وكيل (Agent) يقوم بتحليل الحملات التسويقية السابقة لفهم نمط العلامة التجارية للشركة، ثم تطبيق تلك المعرفة للمساعدة في توليد أفكار جديدة تتوافق مع هذا النمط. قام العرض التوضيحي بتحليل أكثر من 3000 صورة للعلامة التجارية، ووصف ومقاطع فيديو ومستندات تتعلق بمنتجات هذه الشركة الخيالية المخزنة على «Google Drive» ثم ساعدت في إنشاء الصور والتعليقات التوضيحية والمحتويات الأخرى، بناءً على فهمها لأسلوب الشركة الخيالية.

يعزز برنامج «جيمناي» المبني على الذكاء الاصطناعي الأمن الرقمي وسط التهديدات السيبرانية المتزايدة (شاترستوك)

التركيز على الأمن والذكاء الاصطناعي

يظل الأمن أولوية قصوى لشركة «غوغل كلاود»؛ حيث يتم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدفاعات، من خلال دمج ميزات الذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات المحسّن. تخيل اكتشاف الشذوذ بالذكاء الاصطناعي الذي يحدد أنماط النشاط غير المعتادة التي قد تشير إلى هجوم إلكتروني، أو التحقيق في التهديد والاستجابة التلقائية التي تقلل التدخل البشري. يبدو أن نهج «غوغل كلاود» يتحول نحو وضع أمني أكثر استباقية؛ إذ يستفيد من الذكاء الاصطناعي لتوقع التهديدات المحتملة ومنعها، قبل أن تسبّب حدوث ضرر.

يدمج برنامج «Gemini in Databases» الذكاء الاصطناعي لتحويل وتبسيط إدارة قواعد البيانات عبر «غوغل كلاود» (شاترستوك)

«Gemini Code Assist» و«Gemini 1.5 Pro» لتمكين المطورين

سيتمتع المطورون بتحديثات مثيرة لـ«جيمناي» (Gemini) وهو نموذج اللغة الكبير من «غوغل» الـذي كان يسمى سابقاً «بارد» من خلال ميزات كثيرة تم الإعلان عنها خلال حدث لاس فيغاس الذي تحضره «الشرق الأوسط».

تستفيد أداة «Gemini Code Assist» من قوة «Gemini» لمساعدة المطورين في كتابة التعليمات البرمجية بكفاءة أكبر. يمكن لـ«Gemini Code Assist» فهم سياق رمز المطور، واقتراح أجزاء رمزية ذات صلة أو مكالمات وظائف، أو حتى كتل رمزية كاملة لإكمال الوظيفة المقصودة.

كما كشفت «غوغل» عن إصدار محسن من «Gemini 1.5 Pro» نموذج اللغة الكبير الخاص بها، والذي يقدم قدرات محسنة، مثل فهم قواعد التعليمات البرمجية المعقدة، وإنشاء هياكل برمجية أكثر تعقيداً، وتقديم دعم متعدد اللغات بشكل محتمل.

نظراً لأن «Gemini 1.5 Pro» متعدد اللغات، ومتعدد الوسائط، بمعنى أنه قادر على فهم الصور ومقاطع الفيديو، فبدءاً من يوم الثلاثاء، يمكن للنموذج أيضاً تحليل ومقارنة المحتوى في الوسائط، مثل البرامج التلفزيونية والأفلام والراديو والبث وتسجيلات المكالمات الجماعية، والمزيد عبر لغات مختلفة. يُترجم مليون رمز إلى نحو ساعة من الفيديو أو نحو 11 ساعة من الصوت.

تقول «غوغل» إن «Google Vids» يمكن أن يكون مساعداً شاملاً للفيديو من ناحية الكتابة والإنتاج والتحرير في حزمة واحدة (شاترستوك)

«Imagen 2» الجيل القادم من إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي

لمّحت «غوغل» خلال اليوم الأول من الحدث، إلى الإصدار القادم من «Imagen 2» وهو خليفة أداة إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي الشهيرة. قد نتوقع جودة صورة محسنة وتحكماً إبداعياً أكبر في عملية إنشاء الصور، وتطبيقات موسعة قد تخوض في مجال الرسوم المتحركة أو حتى إنشاء الفيديو. يمكن لـ«Imagen 2» وهي في الواقع مجموعة من النماذج، تم إطلاقها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد معاينتها في مؤتمر «Google I/O» في مايو (أيار) 2023 إنشاء الصور وتحريرها، بناءً على مطالبة نصية، مثل «DALL-E» و«Midjourney» من «OpenAI». ونظراً لاهتمام أنواع الشركات، يمكن لـ«Imagen 2» عرض النصوص والإشعارات بلغات متعددة، وتراكب هذه العناصر اختيارياً في الصور الموجودة، على سبيل المثال: على بطاقات العمل والملابس والمنتجات.

بعد الإطلاق لأول مرة، أصبح تحرير الصور باستخدام «Imagen 2» متاحاً الآن بشكل عام في «Vertex AI» إلى جانب إمكانية الرسم الداخلي والرسم الخارجي. كما يمكن استخدام ميزات «Inpainting» و«outpainting» من خلال مولدات الصور الشائعة الأخرى مثل «DALL-E» لبعض الوقت، لإزالة الأجزاء غير المرغوب فيها من الصورة، وإضافة مكونات جديدة، وتوسيع حدود الصورة لإنشاء مجال رؤية أوسع.

شرائح «Axion» لتسريع مستقبل الذكاء الاصطناعي

أعلنت «غوغل كلاود» يوم الثلاثاء عن أول رقاقة يطلق عليها اسم «Axion» تعمل بمعمارية «Arm» وهي مصممة على وجه الخصوص لخدماتها السحابية ومراكز البيانات. وتزعم «غوغل» أن رقاقات «Axion» الجديدة التي تستخدم منصة «Neoverse V2» من شركة «Arm» ستوفر أداءً أفضل بنسبة تصل إلى 30 في المائة من وحدات المعالجة المركزية السابقة، المصممة لمراكز البيانات التي تعمل بمعمارية «Arm»، وأداءً أفضل بنسبة تصل إلى 50 في المائة من الرقاقات الحالية المستندة إلى معمارية «x86».

وفي مؤتمر صحافي قبل إعلان يوم الثلاثاء، أكدت «غوغل» أنه نظراً لأن «Axion» مبني على أساس مفتوح، فسيتمكن عملاء «غوغل كلاود» من جلب أعباء عمل «Arm» الحالية إلى «غوغل كلاود» دون أي تعديلات.

تستثمر «غوغل كلاود» بكثافة في الابتكار عبر مختلف المجالات. ومن خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والشرائح المصممة خصيصاً، والتركيز على تجربة المستخدم. يبدو أن «غوغل كلاود» على استعداد لتمكين الشركات من فتح إمكانات جديدة في إنشاء الفيديو وإدارة البيانات والأمان وأدوات المطورين والمزيد.


مقالات ذات صلة

«غوغل» تطرح نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي لاستخدامهما في أجهزة الروبوت

تكنولوجيا غوغل تدشن نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي مصممين لتطبيقات الإنسان الآلي (الروبوت) استناداً إلى نموذجها جيميني 2.0 (رويترز)

«غوغل» تطرح نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي لاستخدامهما في أجهزة الروبوت

دشنت شركة غوغل، اليوم الأربعاء، نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي مصممين لتطبيقات الإنسان الآلي (الروبوت) استناداً إلى نموذجها (جيميني 2.0).

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
تكنولوجيا شعار شركة «غوغل (رويترز)

«غوغل» تختبر إصداراً من محركها البحثي يعمل بالذكاء الاصطناعي فقط

أطلقت شركة «ألفابت» المالكة لـ«غوغل» اليوم الأربعاء نسخة تجريبية من محرك البحث الخاص بها، التي تلغي تماماً النتائج التي تتضمن 10 روابط زرقاء كلاسيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يمر بجانب لافتة «غوغل من أجل الهند» في نيودلهي (صورة - أرشيفية)

من أجل المنافسة مع «أبل»... «غوغل» تتجه لافتتاح متاجر بيع بالتجزئة في الهند

أفادت ثلاثة مصادر مطلعة بأن شركة «غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، تقترب من تحديد المواقع لمتاجرها الفعلية الأولى للبيع بالتجزئة خارج الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي )
الاقتصاد شعار «غوغل» (رويترز)

غوغل تدفع 340 مليون دولار لتسوية قضية ضريبية إيطالية

قال ممثلو الادعاء في ميلانو، اليوم الأربعاء، إنهم يخططون لإسقاط قضية مرفوعة ضد القسم الأوروبي من «غوغل»، بعد أن وافقت الشركة على دفع 340 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الولايات المتحدة​ «خليج أميركا» على «خرائط غوغل» (أ.ف.ب)

المكسيك تهدد «غوغل» قضائياً بسبب «خليج أميركا»

هددت المكسيك بمقاضاة شركة «غوغل» بسبب استخدام اسم «خليج أميركا» بعد أن كان «خليج المكسيك» على خرائطها بسبب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)

«تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0»: صراع العمالقة في عالم الذكاء الاصطناعي

منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي
منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي
TT

«تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0»: صراع العمالقة في عالم الذكاء الاصطناعي

منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي
منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي

في سباق محموم نحو تطوير الذكاء الاصطناعي، تطل علينا شركتا «أوبن إيه آي» و«غوغل» بإصدارين جديدين يعدان بنقلة نوعية في عالم نماذج اللغة الكبيرة: «تشات جي بي تي 4.5» Chat GPT 4.5 و«غوغل جيميناي 2.0» Google Gemini 2.0، وهما نموذجان يقدِّمان ميزات وقدرات متطورة تجعل منهما أداتين قويتين ومتنوعتين قادرتين على التعامل مع مهام معقدة بكفاءة ودقة عالية.

وسنستعرض في هذا الموضوع أبرز المزايا التي يقدمها هذان النموذجان ونقارن بينهما في جوانب عدة، لنكشف عن نقاط القوة والضعف في كل منهما ونسلط الضوء على الفروقات التي قد تكون حاسمةً في اختيار النموذج الأنسب لكم.

قفزة «جي بي تي» النوعية

يتجسَّد في «تشات جي بي تي 4.5»، الفهم المحسَّن للسياق. وهو يمثل قفزةً نوعيةً في عالم نماذج اللغة الكبيرة، حيث يأتي بتحسينات ملحوظة في الأداء والقدرات مقارنة بالإصدارات السابقة. وهذه التحسينات تجعله أداةً أكثر قوةً وتنوعاً، قادرةً على التعامل مع مجموعة واسعة من المهام بكفاءة ودقة عالية.

وسنستعرض فيما يلي أبرز المزايا التي يقدِّمها هذا النموذج المطور.

• الميزة الأولى: الفهم المُحسَّن للسياق، حيث يتمتع «تشات جي بي تي 4.5» بقدرة مُحسَّنة على فهم السياق في المحادثات المعقدة والطويلة. وهذا الأمر يعني أنه يمكنه تتبع التفاصيل الدقيقة للمحادثة وفهم العلاقات بين الأفكار المختلفة وتقديم استجابات أكثر دقةً وملاءمة.

وهذه الميزة تجعل النظام أكثر فاعليةً في المهام التي تتطلب فهماً عميقاً للنصوص، مثل تلخيص المستندات الطويلة أو الإجابة عن الأسئلة المعقدة.

• الميزة الثانية: تقديم دقة أعلى في الإجابات، حيث تم تحسينه لتقديم إجابات أكثر دقةً وموثوقيةً، مع خفض الهلوسة أو توليد معلومات خاطئة. وهذا التحسين يجعله أداةً أكثر موثوقيةً للاستخدام في مجموعة متنوعة من المهام المتخصصة، مثل البحث عن المعلومات أو كتابة المحتوى.

• الميزة الثالثة التي يتمتع بها «تشات جي بي تي 4.5»، هي تقديم قدرات إبداعية محسنة، إذ يتمتع بقدرات إبداعية مُطوَّرة تسمح له بتوليد نصوص أكثر إبداعاً وتنوعاً. ويمكن استخدام هذه الميزة لكتابة القصص والشعر والنصوص المتقدمة والمحتوى الإبداعي.

• الميزة الرابعة هي دعم قدرات الوسائط المتعددة؛ حيث تتكامل مع أحدث ميزات «تشات جي بي تي»، بما في ذلك تحميل الملفات والصور وقدرات البحث، وغيرها. ومع ذلك، لا تزال قدرات الوسائط المتعددة مثل الوضع الصوتي ومعالجة الفيديو ومشاركة الشاشة غير مدعومة في هذا الإصدار الجديد.

«جيميناي 2.0»: تكامل مع «غوغل»

يمثل «غوغل جيميناي 2.0» خطوةً ثوريةً في مجال نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث يجمع بين قوة التعلم العميق، وقدرات معالجة البيانات الهائلة؛ لتقديم أداء غير مسبوق في مجموعة متنوعة من المهام. ويتميز هذا الإصدار الجديد بقدرته على فهم وتوليد النصوص والصور والصوتيات وعروض الفيديو، مما يجعله نموذجاً متعدد الوسائط، قادراً على التكيف مع احتياجات المستخدمين في مختلف المجالات.

• الميزة الأولى لـ«غوغل جيميناي 2.0» هي دعم الوسائط المتعددة، حيث إن له قدرةً فائقةً على فهم وتوليد المحتوى عبر مختلف الوسائط، بما في ذلك النصوص والصور والصوتيات وعروض الفيديو. ويمكنه تحليل الصور والفيديوهات بدقة عالية وفهم محتواها وتوليد أوصاف نصية دقيقة لها. كما يمكنه توليد الصوتيات وتحويل النصوص إلى كلام منطوق، والعكس. هذه القدرات المتعددة الوسائط تجعله أداةً متقدمةً جداً للإبداع والتواصل والتعلم.

• الميزة الثانية، هي الفهم المتقدم للغات؛ ما يسمح له بتحليل النصوص المعقدة وفهم العلاقات بين الكلمات والجمل بدقة عالية، حيث يمكنه فهم السياق واستخلاص المعلومات المهمة والإجابة عن الأسئلة المعقدة بدقة وموضوعية. وهذا الفهم المتقدم للغة (يشمل فهم اللغة العربية) يجعله أداةً قيّمة للبحث عن المعلومات وتلخيص النصوص والترجمة بين اللغات المختلفة وكتابة المحتوى.

• الميزة الثالثة: تحسن الإصدار من حيث قدرات كتابة النصوص البرمجية، وذلك نتيجة تحسينه للتعامل مع المهام البرمجية المعقدة، حيث يمكنه فهم وتوليد النصوص البرمجية بلغات البرمجة المختلفة وتصحيح الأخطاء واقتراح التحسينات للنصوص الحالية. وهذه القدرات البرمجية تجعله مرجعاً مهماً للمطورين والمبرمجين، حيث يمكنهم استخدامه لكتابة النصوص بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

• الميزة الرابعة، وهي تكامله السلس مع خدمات «غوغل»، حيث يتكامل الإصدار الجديد بسلاسة مع مجموعة واسعة من خدمات «غوغل»؛ ما يجعله متاحاً للمستخدمين في مختلف التطبيقات والمنصات. ويمكن استخدامه في محرك البحث و«مساعد غوغل» والخدمات السحابية لـ«غوغل» التي تشمل «وثائق غوغل» وجداول الحسابات وعروض التقديم، وغيرها من الخدمات الأخرى. هذا التكامل السلس يجعل من الإصدار الجديد أداةً عالية الكفاءة للبحث عن المعلومة وإنجاز المهام والتواصل مع الآخرين.

مقارنة بين الإصدارين الجديدين

ولدى طلب التخطيط لقضاء إجازة في منطقة، قدَّم «تشات جي بي تي 4.5» خط سير مفصلاً مع اقتراحات للسير لمسافات طويلة، وأماكن لتناول الطعام، وخيارات للسكن، إلى جانب نصائح حول كيفية الوصول إلى الوجهة. وفي المقابل، قدَّم «غوغل جيميناي 2.0» مقترحات جيدة للسير لمسافات طويلة وتناول الطعام، ولكنه كان أقل تحديداً حول أماكن السكن.

وفي ما يتعلق بالترجمة، قدم كلا النموذجين ترجمات دقيقة بين اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. وكان الفارق الوحيد هو أن «تشات جي بي تي 4.5» قدَّم روابط مع الترجمة. أما لدى سؤال الإصدارين حول حالة الطقس في مدينة الرياض، فقدَّم «غوغل جيميناي 2.0» حالة الطقس الحالي، بينما قدم «تشات جي بي تي 4.5» توقعات لكل ساعة مع صور وكلمات تصف حالة الطقس.

وفي الخلاصة، لا يمكن اعتبار أي منهما أفضل بشكل قاطع من الآخر، على الرغم من وجود بعض الاختلافات الطفيفة بينهما، والتي قد لا تكون ملحوظةً في الاستخدامات اليومية العادية. ويُنصح بالتحقق من جميع النتائج حتى لا يقع المستخدم في مشكلة الهلوسة (تأليف الذكاء الاصطناعي للمعلومة التي لا يعرفها لتبدو وكأنها حقيقية).

النموذجان متقدمان والاختيار بينهما يعتمد على تفضيلات المستخدمين بشكل فردي. ولكن يبقى فارق أخير بينهما يستحق الذكر، وهو أن «غوغل جيميناي 2.0» يسمح بتحميل الملفات والوثائق الكبيرة وتلخيصها والإجابة عن أي استفسارات مرتبطة بها بشكل مجاني، مقارنة باشتراك مدفوع في «تشات جي بي تي 4.5» وقيوده فيما يتعلق بحجم الملفات وعدد مرات استخدام هذا الميزة في اليوم الواحد.

«أبل» تؤجّل ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة

من جهتها أعلنت «أبل» تأجيل إطلاق النسخة المُحدَّثة من مساعدها الصوتي «سيري» التي كان من المفترض أن تُقدِّم قدرات متطورة لفهم السياق الشخصي وتنفيذ المهام داخل التطبيقات. وأوضحت الشركة أنها ستطلق هذه التحديثات خلال العام المقبل دون تحديد موعد دقيق لذلك. ويأتي هذا التأجيل نتيجة لصعوبات واجهت «أبل» في تطوير «سيري» المحدث، وإدراكها أن خططها لربط المساعد الصوتي بنموذج لغة كبير لتعزيز قدراته قد تستغرق سنوات عدة لتنضج بالشكل المرغوب، مقارنة بقدرات «سامسونغ» للذكاء الاصطناعي التي أطلقتها في سلسلة هواتفها «غالاكسي إس 25»، التي أطلقتها في شهر فبراير (شباط) الماضي، والتي تدعم تنفيذ المهام داخل التطبيقات بشكل مدمج.

وكانت «أبل» قد قدَّمت «سيري» المطور بوصفه جزءاً أساسياً من رؤيتها لـ«ذكاء أبل»، حيث وعدت بقدرة المساعد الصوتي على فهم ما يحدث في الجوال وتنفيذ الإجراءات داخل التطبيقات. ولكن ما تم إطلاقه حتى الآن يقتصر على ميزات مبسطة مثل الكتابة إلى «سيري» وفهم وشرح ميزات منتجات «أبل» وتحسينات بصرية، وتكامل مع «تشات جي بي تي».