«أبل» و«غوغل» تتباحثان لاستخدام منصة الذكاء الاصطناعي «جيمني» على أجهزة «آيفون»

شعارا «غوغل» و«أبل» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 12 أبريل 2020 (رويترز)
شعارا «غوغل» و«أبل» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 12 أبريل 2020 (رويترز)
TT

«أبل» و«غوغل» تتباحثان لاستخدام منصة الذكاء الاصطناعي «جيمني» على أجهزة «آيفون»

شعارا «غوغل» و«أبل» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 12 أبريل 2020 (رويترز)
شعارا «غوغل» و«أبل» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 12 أبريل 2020 (رويترز)

قالت مصادر مطلعة إن شركة الإلكترونيات الأميركية العملاقة «أبل» تجري محادثات لاستخدام منصة محادثة الذكاء الاصطناعي «جيمني» التابعة لشركة «غوغل» في هواتف «آيفون»، لتمهد الطريق أمام اتفاق ضخم يمكن أن يعيد تشكيل صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العالم، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المصادر القول إن الشركتين تجريان مفاوضات نشطة تتيح لـ«أبل» استخدام نماذج لغة الذكاء الاصطناعي التوليدية لتشغيل بعض السمات الجديدة التي سيتم إضافتها إلى برامج «آيفون» خلال العام الحالي.

وبحسب المصادر، فإن «أبل» أجرت أخيراً مناقشات مع شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن أيه آي» المملوكة لمجموعة «مايكروسوفت»، بشأن إمكانية استخدام أدوات «أوبن أيه آي» في أجهزة «أبل».

وذكرت «بلومبرغ» أنه إذا توصلت «أبل» و«غوغل» إلى اتفاق ستقوم شراكة بحثية بين الشركتين. ومنذ سنوات تدفع شركة «غوغل» التابعة لمجموعة «الفابيت» مليارات الدولارات سنوياً لكي تجعل محرك بحث «غوغل» هو الخيار الافتراضي على متصفح الإنترنت «سفاري» التابع لشركة «أبل» والمستخدم على أجهزتها مثل «آيفون» و«آيباد».

وقالت المصادر إن «أبل» و«غوغل» لم تتوصلا حتى الآن إلى اتفاق بشأن شروط ولا توصيف اتفاق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي ولا كيفية تطبيقه.

وسيتيح أي اتفاق دفعة كبيرة لمنصة الذكاء الاصطناعي «جيمني» من خلال توفيرها لمليارات المستخدمين المحتملين. في الوقت نفسه، فإنه يمثل إشارة إلى أن «أبل» لن تواصل جهودها في تطوير منصة ذكاء اصطناعي خاصة بها كما يأمل البعض، في حين تهدد بإثارة المزيد من المخاوف بشأن حماية المنافسة ومكافحة الاحتكار من خلال التعاون بين الشركتين العملاقتين.

يُذكر أن «أبل» تجهز مجموعة من القدرات الجديدة كجزء من الإصدار الجديد لنظام التشغيل «آي أو إس 18» على أساس نماذجها الخاصة للذكاء الاصطناعي. لكن هذه التحسينات ستركز على الخصائص التي تعمل على أجهزة «أبل» مباشرة ولا تحتاج إلى خدمات الحوسبة السحابية. لذلك تسعى «أبل» لإيجاد شريك يتولى القيام بالمهام الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي مثل إنشاء الصور وكتابة النصوص بناء على أوامر بسيطة من المستخدم.


مقالات ذات صلة

«غوغل» تطلق تجربة بحث صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا ميزة «Search Live» تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية فورية مع محرك البحث... ما يقدّم تجربة بحث أكثر ذكاءً وتفاعلاً وواقعية (غوغل)

«غوغل» تطلق تجربة بحث صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

ميزة «Search Live» تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية فورية مع محرك البحث؛ ما يقدّم تجربة بحث أكثر ذكاءً وتفاعلاً وواقعية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد جانب من استعراض التقرير (الشرق الأوسط)

«غوغل» تسهم بـ8.3 مليار دولار في الاقتصاد السعودي خلال 2024

أسهمت أدوات «غوغل» وخدماتها الرقمية بنحو 31.2 مليار ريال (8.3 مليار دولار) في الاقتصاد السعودي خلال عام 2024، تعادل 1.6 من الناتج المحلي غير النفطي.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق «غوغل مابس» في دائرة الاتهام (د.ب.أ)

الطريق إلى الفوضى في ألمانيا مرَّ عبر «غوغل مابس»

في الوقت الذي كانت فيه آلاف العائلات تقود سياراتها على الطرق، أظهرت الخدمة إغلاق عشرات الطرق السريعة الشهيرة في ألمانيا، ووجَّهت السائقين نحو طرق بديلة.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ ألمانيا)
تكنولوجيا نصائح لاستخدام «خرائط غوغل» باحترافية

اكتشف أسرار «خرائط غوغل»: دليلك الكامل للتنقل الاحترافي

رفيق رقمي لا غنى عنه في تنظيم الإجازات الصيفية

تكنولوجيا الميزة تتيح عرض ملخصات فورية لمحتوى الرسائل الطويلة وهي متوفرة حالياً لمشتركي باقات «غوغل وورك سبيس» و«ذكاء غوغل بريميوم» فقط (آب ستور)

«غوغل» تطلق ميزة «التلخيص» في «جيميل» لتوفير الوقت ورفع الإنتاجية

أطلقت شركة «غوغل» (Google) ميزة جديدة داخل تطبيق جيميل (Gmail) على الجوالات، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي جيميناي (Gemini)، وتهدف إلى تقديم ملخصات فورية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)
مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)
TT

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)
مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)

مع اقتراب السيارات ذاتية القيادة من الاندماج في حياتنا اليومية، يبرز سؤال مصيري: ماذا يحدث عندما تضطر هذه المركبات لاتخاذ قرارات فورية قد تعني حياةً أو موتاً؟ ففي الوقت الذي يعمل فيه المهندسون على تحسين أجهزة الاستشعار وأنظمة الملاحة والنماذج الذكية، تظهر تحديات أعمق.

دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين قدّمت تجربة جديدة تماماً لاستكشاف هذا السؤال. ولكن هذه المرة، لم يُختبر فيها المهندسون أو عامة الناس، بل تم اختيار الفلاسفة كمشاركين أساسيين. الهدف هو الاستفادة من قرون من التفكير الأخلاقي لفهم كيف يمكن ترجمة القيم إلى خوارزميات قيادة.

تطوير لمعضلة «عربة الترام»

بُنيت الدراسة على معضلة «عربة الترام» الشهيرة، وهي تجربة فكرية أخلاقية تطرح أسئلة حول الاختيار بين نتيجتين ضارتين. لكن بدلاً من تقديم سيناريوهات نظرية، ركّز الباحثون على مواقف واقعية قد تواجهها سيارات ذاتية القيادة على الطرقات. في أحد السيناريوهات، قد تضطر السيارة للاختيار بين الانحراف ودهس أحد المشاة أو الاستمرار في المسار وتعريض الركاب للخطر. وفي آخر، يجب المفاضلة بين عدد من الأشخاص الذين يعبرون الشارع بشكل غير قانوني وطفل يعبر في ممر مشاة. هذه قرارات معقدة تتطلب أكثر من استجابة تقنية، بل إنها تستدعي حكماً أخلاقياً.

تواجه أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تحديات كبيرة مثل اختلاف القيم بين الثقافات وصعوبة اتخاذ قرارات فورية في مواقف طارئة (غيتي)

لماذا الفلاسفة؟

اختيار الفلاسفة لم يكن صدفة؛ فهم المتخصصون في معالجة المناطق الرمادية من السلوك البشري. من خلال تحليل ردود فعلهم على هذه المواقف، يأمل الباحثون استخلاص أنماط يمكن تحويلها إلى منطق برمجي. فعلى عكس الدراسات التي تعتمد على الرأي العام، تضيف هذه المقاربة طبقة من العمق؛ فهي لا تسأل فقط عما يفعله الناس، بل ما يجب عليهم فعله. إنه فارق جوهري في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تتصرف بشكل أخلاقي، لا فقط شعبوي.

وتهدف الدراسة إلى المساهمة في بناء «الأطر الميتا-أخلاقية»، وهي أنظمة عليا توجه سلوك الخوارزميات في المواقف المعقّدة. هذه الأطر ليست أوامر جامدة، بل مناهج مرنة تسمح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات محسوبة بناءً على السياق. هذه المعرفة قد تؤثر مستقبلاً على مجالات مثل التنظيم القانوني والتأمين والمسؤولية، والأهم ثقة الجمهور؛ فكلما شعر الناس بأن السيارة الذكية تفكر أخلاقياً، زادت احتمالات قبولهم لها.

الوعي الاجتماعي على الطريق

تشير دراسات أخرى إلى أن إدماج «الوعي الاجتماعي» في أنظمة القيادة الذاتية، يمكن أن يقلّل من الحوادث بشكل ملحوظ. فعندما يتم تدريب الأنظمة على توقع تصرفات البشر، كأن يتوقع النظام عبور طفل مفاجئاً في منطقة مدارس، تقل فرص الاصطدام وتحسن النتائج للركاب والمشاة على حد سواء. وهذا يعزز فكرة أن الأخلاق في الذكاء الاصطناعي لا تعني فقط كيفية التصرف في أسوأ السيناريوهات، بل كيفية تجنبها من الأساس.

خبراء يقولون إن نجاح القيادة الذاتية في المستقبل لن يعتمد فقط على التقنية بل على دمج التفكير الأخلاقي والتعاون بين المجتمع والتقنيين والمشرّعين (شاترستوك)

التحديات المقبلة

لكن حتى أكثر النماذج الأخلاقية تقدماً ستواجه تحديات عملية. القرارات على الطرقات تُتخذ في أجزاء من الثانية، في حين تستغرق المعايير الفلسفية وقتاً لا يتناسب مع سرعة الحياة الواقعية. كما أن التحيز الثقافي وتحديد المسؤولية القانونية وإمكانية التوحيد بين الدول... كلها مسائل لم تُحل بعد؛ فقرار تعتبره ثقافة معينة أخلاقياً، قد ترفضه أخرى. وصول السيارات ذاتية القيادة يفتح الباب لثورة في عالم التنقل، لكنها لن تنجح بالاعتماد على الأجهزة فقط. تُظهر هذه الدراسة أن برمجة المنطق الأخلاقي باتت جزءاً لا يمكن تجاهله من تصميم الأنظمة.

التحدي لم يعد تقنياً فحسب، بل أخلاقياً أيضاً، ومعالجته تتطلب تعاوناً بين المهندسين والفلاسفة وصنّاع القرار، والمجتمع ككل. ففي مستقبل قد تتخذ فيه السيارة قرارات مصيرية نيابة عن السائق، لن يكون السؤال فقط: «هل تقود السيارة جيداً؟»، بل: «هل تقود بحكمة؟».