تركي باضريس رئيساً لـ«مايكروسوفت العربية»... دفعة قوية للابتكار والتحول الرقمي في السعودية

باضريس يستثمر خبرته الواسعة في ميدان تكنولوجيا المعلومات ليدفع بمسيرة «مايكروسوفت» العربية قُدماً نحو تقديم حلول تقنية متطورة (أ.ب)
باضريس يستثمر خبرته الواسعة في ميدان تكنولوجيا المعلومات ليدفع بمسيرة «مايكروسوفت» العربية قُدماً نحو تقديم حلول تقنية متطورة (أ.ب)
TT

تركي باضريس رئيساً لـ«مايكروسوفت العربية»... دفعة قوية للابتكار والتحول الرقمي في السعودية

باضريس يستثمر خبرته الواسعة في ميدان تكنولوجيا المعلومات ليدفع بمسيرة «مايكروسوفت» العربية قُدماً نحو تقديم حلول تقنية متطورة (أ.ب)
باضريس يستثمر خبرته الواسعة في ميدان تكنولوجيا المعلومات ليدفع بمسيرة «مايكروسوفت» العربية قُدماً نحو تقديم حلول تقنية متطورة (أ.ب)

في خطوة استراتيجية تعكس التزامها بتعزيز الابتكار ودعم التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، أعلنت شركة «مايكروسوفت» عن تعيين تركي باضريس رئيساً لـ«مايكروسوفت» العربية. يأتي هذا التعيين في وقت حاسم، حيث تسعى المملكة جاهدة لتحقيق أهداف «رؤية 2030»، الرامية إلى تحويل الاقتصاد وتنويع مصادره بعيداً عن النفط، وتعزيز القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والابتكار.

الخبرة والرؤية القيادية

تركي باضريس الذي يتمتع بأكثر من 20 عاماً من الخبرة في قطاع التكنولوجيا، كان قد شغل مناصب قيادية في شركات عدة متعددة الجنسيات، مثل «ديل» و«في سي إي» و«أوراكل». يُعرف عنه قدرته الفائقة على بناء وتعزيز العلاقات الاستراتيجية وتقديم قيمة مضافة للشركاء والعملاء. وتحت قيادته، من المتوقع أن تشهد «مايكروسوفت» العربية نمواً ملحوظاً وتوسعاً في شراكاتها ومبادراتها في المملكة.

باضريس شغل مناصب قيادية لـ20 عاماً في شركات كبرى مثل «ديل» و«في سي إي» و«أوراكل» (مايكروسوفت)

توسيع البنية التحتية التقنية ودعم الابتكار

من أبرز الخطوات التي تعتزم «مايكروسوفت» العربية تنفيذها تحت قيادة باضريس هو إنشاء مركز بيانات «مايكروسوفت» السحابية في المملكة العربية السعودية. هذا المركز ليس فقط خطوة نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية للبلاد، بل هو أيضاً بوابة لفرص تنموية جديدة، تمكّن الشركات والمؤسسات من الاستفادة من الحلول السحابية المتقدمة والأمنية.

تحقيق الإمكانات الاقتصادية وتوفير فرص العمل

وفقاً لدراسة أجرتها شركة البيانات الدولية «IDC»، من المتوقع أن تحقق منظومة سحابة «مايكروسوفت» وشركاؤها إيرادات تقدر بنحو 24 مليار دولار بحلول عام 2026 في المملكة العربية السعودية. كما يُتوقع أن تخلق هذه المنظومة نحو 87.760 وظيفة، وتوفر فرصاً لبناء المهارات الرقمية لأكثر من 28.710 أفراد. هذه الأرقام تعكس الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي يمكن أن تحققها التكنولوجيا في المملكة.

الالتزام بتسريع التحول الرقمي

أعرب باضريس عن حماسه لقيادة «مايكروسوفت» العربية في هذه المرحلة الحاسمة، مؤكداً التزام الشركة بتقديم أحدث الابتكارات التقنية والخبرات العالمية لتمكين المؤسسات في المملكة. يهدف إلى تسريع التحول الرقمي والمساهمة في تحويل المملكة إلى اقتصاد رقمي متقدم؛ مما يعزز من مكانتها كمركز تكنولوجي رائد في المنطقة.

يُعدّ تعيين تركي باضريس بداية فصل جديد لـ«مايكروسوفت» العربية، ويعد بمستقبل مشرق للتكنولوجيا والابتكار في المملكة العربية السعودية وهي على أعتاب تحقيق تحول رقمي شامل يتماشى مع طموحات وأهداف «رؤية المملكة 2030».


مقالات ذات صلة

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)

صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن جودة الصداقات عبر الشبكات الاجتماعية يمكن أن تسهم في تقليل الشعور بالوحدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تصميم أنيق وقدرات تصويرية متقدمة

تعرف على مزايا هاتف «إتش إم دي سكايلاين 5 جي» الجديد في المنطقة العربية

يدعم نمط التركيز الرقمي ببطارية ذات عمر طويل.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام تختبر تقنيات «سناب» للواقع المعزز

شركة «سناب» تفتتح مكتباً جديداً لها في السعودية وتطلق «مجلس سناب لصناع المحتوى»

أكثر من 25 مليون مستخدم نشط لها شهرياً

خلدون غسان سعيد (جدة)
علوم برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

تقنيات «لمنع الحرب العالمية الثالثة»

باتريك تاكر (واشنطن)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».